يا غريب قلبي..إنني أفتقدك كما يفتقد المبتعث ناسهُ وموطنه..
وأنت ناسي وأهلي وموطني.
فهل ستقبل بعودتي في أرضك حين رحلت عنه مرغمة؟
هل ستقبل أن يطأ شخص مثلي أرض قلبك مرة أخرى يا غريبي؟
هل تسمح أن يتجرأ هذا القلب الموقد مثل النار التي تلتهم كل شيء..أن يقع في حب موطن قلبك يا أرضي؟
...
تنهيدة مُرتعشة خرجت من فاهي، مثل أن يتم دهسك من قبل المارة وأنت لا حول ولا قوة لك عدى مراقبة الموت يفترس بك شيئًا وشيئًا
وضعت قلمي أرضًا متكئة على الجدارِ، أنصت لصوت صراخ والدي المعتاد في هذا الدجى..
وأنا وسط حيرتي أنتظرك يا ملجأي الذي رفض ضمي إليه..
قلبي قد أفتقدك، فآمل أن امطرك بغيثي وأنت ظمأ، لكنني ارتعب من فكرة أن تحمل مظلة وتتجاهل رفقتي
وتعود لسلك الدرب الذي صدك مئة مرة، وتتجاهل دربي الذي سيحتضنك بصدرٍ يرتعش مثل خافقي
فيا غريبي امل أن تنتهي هذه الليلة وأن ينجلي الليل..وأنا أغرق في أحلامي وسط سماعي لصوتك وأنت تغني لي تهويدة من غرفتك لاغفو وأنا أتلمس الجدار الذي يفصلنا وكأنني أقبض على راحتك المليئة بالجمرِ..
لكن تهويدتك أضحت الآن جزء من الماضي السحيق..ماضي قد نبشته بأصابعي وأرضها كانت مليئة بالزجاج، واناملي الآن مدمية..
وأنا في انتظار ثغرك الاثم أن ينفث برفقٍ على ندوبي وترسم نجومًا عليها..
لكنك أبيت وقررت إغراقي بالمطر الذي قدمتهُ لك
أغرقتني..لكنك أغرقتني فقط.
لم تقطع هذا الحب من أوصالي بعد.الأمر أشبه بأنك تقطفُ أوراقي
متناسيًا أن جذوري ستعيدُ إنبات تلك الأوراق الجافة
تجديد حبي لك يومًا بعد يومٍ اهلكني
لكن حبي لك أبى الصمت والتوقف..فمتى قد تنهك من دربك الصدئ والمليء بالحصى..وتقرر سلك دربي وتنهي مأساتي؟
_________
بدأت؛ سبعة يناير..2024.توقعاتكم؟