لا تُفلت يداي 🙏

73 1 0
                                    

-إنتِ بتقتـ.ـلي ابنك!
شالت إيديها بسرعة وبدأت تعيط، قربت منها وأخدت الولد في حضني، حطيت إيدي قدام أنفه عشان أتأكد إنه بيتنفس وتحسست أماكن النبض عشان أشوفه كويس ولا لا! أخدت شهيق طويل بارتياح لما اتأكدت إنه بخير..

-كنتي بتحاولي تمـ.ـوتي ابنك؟ فين عقلك وإنتِ بتعملي كده؟ وتعملي كده ليه أصلًا؟
كان صوتي عالي، متعصب وشيطاني مسيطر عليا، مسكت أعصابي بالعافية عشان مامدش إيدي عليها..
-ردي عليا، اللي شفته ده صح؟
حطت وشها بين كفوفها وهي بتعيط، ردت عليا من بين شهقاتها..
-مش عارفة بقى مش عارفة، سيبوني في حالي.

أخدت زين ورحت أوضة تانية، مستحيل أسيبه معاها بعد ما شفتها بتكتم نفسه! سرحت كام دقيقة وأنا نايم على السرير وبفكر في تصرفاتها، إيه يوصلها لكده! هي كانت بتعد الثواني عشان تشوفه، مستنية بفارغ الصبر معاد الولادة فإيه حصل؟
خرجت من الأوضة واتجهت للأوضة اللي هي فيها، جوايا مليون سؤال بس الأهم أعرف مالها الأول!

-ملك إنتِ كويسة؟
خبط تاني على الباب بس ماردتش، فتحته ودخلت، كانت نايمة على جنبها اليمين وضهرها للباب، صوت شهقاتها غالب على صوتي وعشان كده ماسمعتنيش! قعدت جنبها وأنا بمشي إيدي على شعرها بهدوء..
-ملك حبيبتي، قوليلي مالك؟
شالت إيدي بعنف من عليها وسحبت الغطا لحد عينيها وهي مازالت بتعيط، رجعت لورا كام سنتي وأنا مش فاهم حاجة! سألتها تاني وأنا بقرب منها..
-أنا ضايقتك في حاجة طيب! قوليلي في إيه عشان أقدر أفهم اللي بيحصل حواليا ده!
كل محاولاتي باءت بالفشل، أسئلتي كلها فضلت جوه محور عقلي وبس، ماقدرتش أسألها، منهارة وكإن حد قريب منها توفى مثلًا!

-ماما بتحبك يا زين والله، بتحبك أوي صدقني..ماتزعلش.
بدأ يحرك رجليه وهو بيعيط، عينيه مقفوله زي أول مرة ظهر فيها للنور، مناخيره بتكبر وهو بيعيط...زي مامته!
شلته بين إيديا وأنا بتحرك بيه في الأوضة مش عارف أعمل إيه! مش عارف بيعيط ليه أصلًا! تحسست هدومه فحسيته مبلول..
-ماتقول إنك عايز تغير ليه الصريخ ده!
سحبت واحدة بامبرز من الباكيت بتاعته وأنا بتأمله..
-هغيرلك إزاي؟
اتنفست بعمق وأنا باخد شهيق وبخرجه ببطء..
-هغيرلك أهو..
باب الأوضة اتفتح فجأة..كانت ملك! سحبت مني البامبرز وبدإت تغيرله هدومه بهدوء! ملامحها مش مفهومة بس أكيد في حاجة معرفهاش!
مارضتش أصحيكي عشـ..
لفت ضهرها ومشيت قبل ما أكمل كلام ومن غير ما تبصلي حتى!
نيمته بعد محاولات قليلة لإنه بينام بسرعة، قفلت عليه باب الأوضة بهدوء وتوجهت لأوضة ملك، تلات خبطات وبعدها دخلت..
-ملك أنا...
جريت بسرعة على السرير بعد ما لاحظت علبة أقراص منومة كلها خلصانة وملك نايمة بطريقة عشوائية، طريقة تخض!
خبط على خدها أكتر من مرة مافاقتش، اتصلت بالإسعاف بسرعة وجم أخدوها ونقلوها للمستشفى..ولحسن الحظ إنهم لحقوها! كنت قاعد قدام أوضتها وأنا دماغي بين إيديا، بفكر... أوقات بصوت عالي وأوقات بدون صوت، أوقات وأنا بمشي في الطرقات وأوقات وأنا قاعد على الكرسي، افتكرت زين فقمت بسرعة وأنا مخضوض عشان سيبته لوحده..مشيت كام خطوة ورجعت افتكرت إني سبته عند جارتنا فقعدت تاني وأنا بنفخ بضيق، مسكت موبايلي وفتحت الصور، أي شيء يعطلني عن التفكير عشان ماتعبش! قابلني إسكرين كنت واخده من ضمن إسكرينات كتير ليها علاقة بالحمل والولادة، وقفت شوية بعد ما لحمت كلمة "اكتئاب" رجعت للصورة تاني بسرعة وقرأت العنوان"اكتئاب ما بعد الولادة" خبط دماغي بكف إيدي..
-آخ إزاي نسيتها دي، أنا كنت حافظ كل حاجة!
-دي محاولة إنتـ.ـحار.
-المدام كانت حامل وولدت من أسبوعين.
-إيه العلاقة يا أستاذ؟ آه قصدك مغصوبة عليك من البداية وكانت عايزة تموت عشان تخلص منك إنت وابنك!
زعقت وأنا بشاور على البالطو اللي هو لابسه..
-أمال إنت دكتور إزاي بالبالطو اللي إنت لابسه ده! بقولك ولدت من أسبوعين ودلوقتي كانت بتحاول تنتـ.ـحر، إنت كدكتور مافهمتش برضو؟
حمحم بإحراج وهو بيخلع الجوانتي..
-أنا آسف بس من كتر اللي بيحصل بين الأزواج الأيام دي مابقتش أركز في الأسباب الطبيعية..
اتنهد وكمل..
-عمومًا كل اللي أقدر أقولهولك إنك تتابع حالتها مع الدكتور بتاعها، وتفضل جنبها دايمًا عشان تعدي المرحلة دي، أستاذ مروان..الحقيقة اكتئاب ما بعد الولادة من أبشع ما يكون، ماينفعش تفضل لوحدها..خطر عليها!

اسكريبتات٢🩷Where stories live. Discover now