الفصل الثالث

4 1 0
                                    

رواية"سيفا"
الفصل الثالث
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يناير ٢٠١٠ :

كان يوسف يذهب للجامعة دائما بدون شغف ، بلا روح ، لم يستطع تكوين صداقات ، لم يحب مواد الكلية ، يفعل شئ رغما عنه كالحيوان الذي يأكل من القمامة ليستطيع البقاء علي قيد الحياه ، لما لا تعطينا الدنيا كل ما نريده ؟!
كانت امتحانات نصف العام الدراسي لدي يوسف وكان خاله عيسي في حالة مزرية ، كان كما يقال انه علي فراش الموت .

يوسف: الف سلامة عليك يا خالو
عيسي: الله يسلمك يا سيفا ، مال وشك مكشر ليه ؟
يوسف: قلقان عليك شوية بس
عيسي:  لا يا سيفا متقلقش ، الدكتور هو اللي اوڤر لكن انا كويس جدا، حتي يومين وهرجع البيت تاني عشان زهقت من ريحة واكل المستشفي دي
يوسف: ان شاء الله يا حبيبي
عيسي: روح انت ذاكر عشان امتحاناتك
يوسف: لا انا مش همشي انا هبات معاك وهذاكر بليل لما تنام
عيسي: وانت عامل ايه في الكلية ؟
يوسف: عادي زي ما انا ، مستني اخلص السنادي والثلاث سنين الجايين
عيسي: عيش حياتك يا سيفا
يوسف: انا كل اللي عايزو تبقي كويس يا خالو

بعد حديث طويل دار بين الخال ويوسف نام عيسي وبعده يوسف ، استيقظ يوسف في السادسة صباحا علي صوت الامطار الغزيرة ، كان امتحانه في العاشرة ولازال هناك وقت فبدأ بتكمله روايته الأخري التي أيضا لم يضع لها عنوان ، كان ابطال روايته هما رجل وطفل كان يتخيل ان هذا الرجل هو خاله وهذا الطفل هو ، لكنه غير اسماءهم ، كتب يوسف في روايته " عندما تأتي اشعر انني وصلت للمنزل وعندما تعانقني اشعر كأني امتلكت العالم كله ، انت اكثر شخص يفهمني ، لست فقط اخ امي بل ابي الثاني "
وبعد ساعات جاءت مي و نيڤين للاعتناء بعيسي عند ذهاب يوسف للامتحان
ذهب يوسف للامتحان ، كان لا يعرف شئ عن ما بداخل ورقة الامتحان فبطبيعة الحال كما كان متوقع لم يستطع حل شئ وترك الورقة بيضاء ، خرج كان يفكر ماذا سيقول لأهله فهو لا يريد ان يحبطهم اكثر حتي اتصلت به والدته
يوسف: الو يا ماما
تحدثت مي بصوت مجروح يملأه الحزن : يوسف تعالي علي المستشفي
يوسف: حاضر ، بس هو مال صوتك في حاجة؟ خالو كويس؟
مي: تعالي بس الاول

ذهب يوسف للمستشفي بعد معاناه مع المواصلات
يوسف: نيڤين ، في ايه؟
نيڤين: ادخل جوه
دخل يوسف غرفه خاله في المستشفي فلم يجده نائم فسأل بخوف : هو فين خالو ؟
نظر لها نظرة خوف كانت نظرته تحتوي علي كلمة" لا تقولي هذا ، اتمني ان اكون مخطئ"
ولكن لم يكن مخطئ فاجابته اخته بالرد الذي توقعه
نيڤين: خالو راح عند ربنا
سمع يوسف كلماتها ولم يعطي اي رده فعل حتي وجهه كان ثابتا خرج بدون الرد عليها متجها لمنزل خاله ، وكأنه غير مصدق انه مات ، ذهب لمنزله للتأكد ، كان يأمل ان يجده هناك وان يخبره انه مازال موجودا بجانبه
ذهب وفتح الباب فخاله اعطاه من قبل مفتاح منزله ، دخل وظل يبحث عنه في كل الغرف وعندما لم يجده ، دخل غرفته وبدل ملابسه وارتدي من ملابس عيسي ثم نام علي فراش خاله الذي فقده

مساءا دق الباب بصوت عالي جدا ففتح يوسف الباب علي امل انه عيسي
مي: يوسف حبيبي حرام عليك قلقت عليك اوي ليه تعمل فيا كدة؟!
نظر لها يوسف ثم بكس بكاء هيستيري وعندما افاق قال لأمه: انا حلمت بيه ، جالي قالي انا هفضل معاك وحقق احلامك ومتزعلش ، بس انا مش قادر مازعلش
مي: يلا تعالي البيت ابوك واختك قلقانين عليك
يوسف: هو مقالش حاجة قبل ما يموت؟
مي: لا ، هو نام وماصاحاش ولما سمعت الخبر اغمي عليا ولما قمت سألت عليك نيڤين قالتلي انك مشيت من غير ما تقول حاجة
لم يجبها وعاد لمنزله ، فتح روايته وقرر ان ينهيها ، كانت روايته من عشر فصول فقط لكنه قرر انهاءها وكتب في خاتمتها " قررت إنهاء هذه الكلمات كما انتهيت انا"

رواية سيفا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن