مشهد 🌱💕

8.2K 377 1.3K
                                    

*********

كل شيء موحش و كئيب ..
كل شيء رمادي بلا لون أو طعم.
الليل
الصباح
الأغاني
كوب القهوة
و الشمعة
لا شيء في مكانه الصحيح
حتّى أنا...!
*

******

إنها الحياة يا عزيزي
.
تبدو ليّ بمنتهى الغرابة. مرّة صفراء وخضراء، ومرّة رمادية. وما أنا سوى شخص خائف وحساس جدًا، تبكيه الخسارات مثل أي إنسان طبيعي يجب أن يعيش شعور الأحداث كما ينبغي لها أن تكون.
إن عالَم يسير نحو الزوال بسرعةٍ مدوخة، لا يمكنه أن يمنحني أي معنى ، وحتّى لو افترضت أنني وجدتَ معنًى من معاني الوجود ، مالذي سيضفيه ليّ؟
لطالما قضيت عمري وحيداً، منسلخاً من لعب أي دون في الحياة، ممتناً لفكّرة بقائي هكذا، بلا وطن أو حُب أو أصدقاء او حتّى أملٍ ....

عام 1996
شهر يناير
في ليالي الشتاء الباردة
وعند زخات المطر
تبلل حائط الذكريات
وها هو يداهم صندوق ذكرياتي بكل قوة ، وبدون رحمة
وضعت رأسي على النافذة
تنسيت اني طفلاً ذات 8 اعوام
وغرقت في ذكرياتي
كأني رجل كبير السن منهك من زحام الحياة ومرارتها
فتحت ذاكرتي صندوق ذاكرتي
وكانت أمي اول واثمن اشيائي داخل هذا الصندوق ..
ظهرت امامي بأبتسامتها الجميلة
وعيونها الزرقاء اللامعة .
قادتني الذاكرة قبل يوم من التاريخ المشؤوم (( يوم وفاتها))

الام  :- الله طلعت تجنن بهاي الملابس

مهند :-ماما ليش تبجين

الام :- لاااا ماابجي ((تمسح دموعها بطرف اصبعها وتحجي وياية ... بس دموعها خانتها ونزلت اكثر كدامي بوقت هي جانت تحاول تسيطر على دموعها وتمنعها حتى مااشوفها ))

مهند :- اني احبج ماما .وخايف عليج .ليش بابا يضربج

الام :- لااا ما يضربني يشاقة وياية ..مايضربني ابوك لا تشغل بالك يلة حبيبي وين جنطتك جيبها حتى تقرأ دروسك ...(( رحت اجيب الجنطة ...رجعت للغرفة وقبل لا ادخل باوعتلها تبجي وتعصر بدشداشتها بقوة ... كاتمة صوت بجيها ... منظرها هذا مانسيته لهذا يومي ... كل مرة اتذكرها ضيق نفسي وتنزل دموعي واصرخ بصوت عالي . كأني اريد اصرخ بمكانها ..واريد اعوضها عن كتم كل اوجاعها بذاك اليوم ...من حست عليه واكف يم الباب ..ضحكت ومسحت دموعها ..ما سألتها لان اعرف امي مايوم حبت اي سؤال نطرحة الها ... دائماً تكول (( من تشوفوني ابجي واصرخ لا تسألوني شبيج ماما عوفوني مابية شي ))

مهند :- باجر عندي تحضير علوم

الام :- اي هسه اشرحلك الموضوع ...(( دخلت اختي ياقوت بأيدها لعابتها ....اجتي لحضن ماما ))

خيوط ألذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن