الفصل الســابــع
نظـرت له بعدم فهم لتلك النبـرة التي سمعتهـا، هي لم تخطئ، ام ان اذنيهـا هيئـت له نبرته الهادئـة و.. الحنونـة عطفًا عليها من سلبيات تتوغلها لتخنقهـا !!!!
تنظر في عينـاه علها تستطـيع قراءة سطـور عينـاه ..
ولكن كلما دققـت النظر وفشـلت، شعـرت انها فاشلـة .. بفـك رمـوز عيناه الغامضة !!
وكالعـادة في هذه المواقف تظهر البلاهة فتقـول :
_ نعم !
رفـع حاجبـه الأيسـر ليهتف بتهكـم صريح :
_ إية اول مرة تسمعي عن القـدر ولا أية ؟
هـزت رأسها نافية لتمسـح دموعهـا قائلة :
_ لا بس اول مرة اسمع إن الصقر مؤمن بالقـدر
سمعته يتابـع :
_ خيره وشـره !!
إرتسـم على فاههـا ابتسامة ساخـرة، لتستطرد مستنكـرة :
_ ماشاء الله اللهم بارك، وده من امتى !!!
رفـع إصبعه في وجهه ليحتد قائلاً :
_ إلزمـي حدودك ياريت، وماتتجاوزيش الكلام معايا مرة تانية عشان هيبقى ليا تصـرف مش هيعجبـك إطلاقــــًا !
إلتمـعت الدموع في عينـاها
دمـوع حُبسـت للمرة الثانيـة خلف غلاف القــوة !!!
لتسمـع قوله القاسي :
_ لا لا مبحبش دموع التماسيح دي، أنشفي كدة وبطلي دلـع مش كل ما حد هيكلمك هتعمليله كدة !!
صرخـت فيه بحـدة وكأنها اكتسبتها من كثرة الاهانـات :
_ ملكش دعوة أنا مخدتش رأيك، أنت حيـوان مابتحسش زي بقيت الرجالة وبقيت الناس عمومًا، ده مش ذنبـي !!
ولم تشعـر إلا بصفعة تسقط من يده على وجنتاهـا التي إلتهـبت بحمرة ازدادت !!!
لم تصـدق عيناهـا !!!!
جوابـه كان صفعـة .. صفعة قاسيـة جعلت الحروف تُلجـم بلجـام قسوته المعهودة، والتي كان يحاول التحكم بها لتصبح " شظايا قسوتـه " ولكنها ...
داعبـت تلك القسوة بقوة بكلماتهـا المزينـة بإهانـة لرجل شرقي - صعيـدي - لا يقبل الإهانـة ..
فانفجـرت تلك القسوة لتخرسهـا هي !!!!!
وهو .. عقلـه القاسـي يؤيده وبشـدة، ويقـدم له المبـررات !
وقلبه العطـوف يلومـه على ضـرب الأنثى التي كان يدافـع عنها مسبقًا فانقلبت القاعدة التي أرساها .. ليسقط هو ندمًا قبلها !!!!
ولكنه أصبح في مرحلة، لا يجدي الندم فيها نفعًا !
وتحـكم عقله بتصرفاتـه ازداد حد التنفيذ فقـال بحـدة :
_ مع إني عمـري ما فكرت أمد ايدي على واحدة، بس إنتِ تستاهليه عشان تتحكمـي في لسانك وماتغلطيش فـ راجل تاني، لأ ومش اي راجل، ده راجل صعيـدي
ثم صـرخ فيها زاعقًا :
_ ساااامعـة
حاولت فتح الباب وهي تبكِ قائلة بهيستريـا :
_ لأاااا مش سامعـة، مش سااامعة ومش هسمع، إفتح لي الباب ده عايزة انزل
هـز رأسـه نافيًا ليمسكهـا من ذراعهـا يشدها نحـوه قبل أن يردف بصوت جاد :
_ إنتِ مجنونة، إحنا بقينا بليل، انزلك فين، إنتِ هتشتغلي زي ما كنتِ، خدامـة !!
بـدءت تبكِ بهيستريـا .. تبعده عنهـا وهي منهـارة تمامًا !!! لم يكـن يتخيل أنها ستنهار بهذا الشكل ..
لم يكن يتخيل أن ذلك الضعف يتوارى خلف القوة والعنـاد المزيـف !!!
أن صفعـة متهورة لأول مرة تعرفه معنى التهور في حياته ستقلب صفحات حياتها الجامدة هكذا !؟
وحلاً متهورًا طار في أفـق عقله، ليمسكهـا يشدهـا نحوه فجأة ..
ويلتهم شفتاهـا بنهـم في قبلة داميـة.. قبلة هادئة وحنونة عصفت بكيانهـا لتهزه !!!
هدفهـا ان يلهيهـا عن الانهيـار وينتشلها من ضعفهـا !!
يتذوق شفتاهـا وهو مغمض عينـاه يسرق تلك اللحظات التي ربما سيقتل عقله لومًا عليه فيما بعد !!
دفعتـه عنهـا وهي تمسـح شفتاها التي كادت تدمي دمًا من إلتهامـه، لتهمس مصدومة بعنف :
_ أنت زيههم، زي كل الرجالة، مجرد واحد بيمشي ورا رغباته بس
_ اخرررسي، ماسمعش صوتك لحد ما نوصل فاهمة
ضغـط على يـده بقوة يحاول التحكم في غضبـه حتى لا يضطر لفعل ما فعل مرة اخرى فيصبح النـدم الضعف !!!
وللحـق .. هو نفسـه لا يفهم كيف فعلها !
كيف فعلها وهو يمطرهـا من سماء قسوته دائمًا ولا يأبه بها !!!!؟