الفصل الخامس عشر

716 15 1
                                    


الفصل الخامـس عشــر

وصـوت بكـاءهـا العالي الذي صـدح من خـلف بـاب غرفتهـا، كـان كسهـام قاصـدة تأنيبـه بسمهـا .. ولكـن لم تنجـح سوى في القليـل !!!!
وفعليًا " هو طبعـه ولا هيشتريـه " !!
القسـوة نبتـة فطرية وُلـدت معـه، وكبـرت مع مواجهته لهذه الدنيا التي تعلم منهـا القسـوة حرفًا حرفًا ... !!
حـسم قـراره ثم طـرق البـاب .. وبالطـبع لن تستقبـل أي شخـص بقلبًا رحـب ابدًا !!!
ستـرفض أي تدخـل كمـا سترفضـه هو حتمًا !!!
وفتـح البـاب بمفتاح المنزل الذي يبقى بحوذتـه دائمًا ..
ليجـدها تتكـور في ركـنًا ما في الغرفة تأخذ وضـع الجنيـن وتبكِ بقهـر !!!
قهـر تشبعها بجدارة بعدما حاولت مرارًا وتكرارًا التغاضـي عنه !!!!
ولكن شعرت كأنه سراب لا يمكـن الهـرب منه .. يجدك أينما حاولت الهرب منه !!!
وفجأة شعـرت بمـن يمسـح دموعهـا بطرف اصابعه الخشنة التي لا تناسب نعومة لمستـه ..
نهضـت وهي ترمقـه بنظـرات حادة مغتاظة، وحمراء من كثرة البكاء ثم هتفت ناحبة :
_ نعم جاي هنا لية، جاي تكمل جرعة إهانتـك
هـز رأسه نافيًا :
_ لأ، مش كدة أنا آآ
قاطعتـه وهي تشيـر له بحدة :
_ أطلع برة عشان أشوف شغـلي
أقتـرب منها قليلاً لتعود للخلف هي مسرعة بقلق مرددة :
_ ماتقربـش منـي
أجاب بثبـات :
_ أما تهـدي الاول كـدة مش هقرب
عقـدت ذراعيها لتتابع بصوت مختنق :
_ أنا هادية على فكـرة ملكش دعوة
ولم يعـرف لمَ شعر بتأثير دموعهـا على قسوته المتحجـرة ؟!
لمَ لام نفسـه على عادة لديه مع الجمـيع !؟
أستفاق على صوتها الشبه باكِ :
_ اطلع بررررة بقا
هـز رأسه نافيًا، ليقترب منها اكثر مغمغمًا بأسف :
_ آآ أنا أ آآ ماتزعليش
يصعـب عليه نطقهـا .. يصعب عليه الأعتـذار !!
الصقر الذي لم يصيبه وباء الضعف والاعتـذار يومًا الأن يحاول الوصول لذاك الوباء ولكن يفشل ؟؟؟!
بينما هي أنفجـرت في البكـاء الحاد ..
يهيـن ويهيـن ثم يأتي ليرطـب !!!
أي كائـن هذا بحق الله !!؟
دفعتـه بقبضتها الصغيرة وهي تقول باهتيـاج :
_ اطلع برة مش عايزة أشوفك ومش عايزاك تعتذر، سيبني لوحدي
أمسـك بيدها يثبتها على صدره ليستطرد بخشونة معهودة منه :
_ الخالة جميلة هي اللي اضطرتني أجي اشـوفك على فكـرة
أبتعـدت عنه ولم تكـف عن البكـاء ثم صرخت فيه :
_ لا ماتسمعش كلامها، أنا اصلاً مش عايزة أشوفك خالص، أنا بكررررهك .. بكرهك يا سليـم
تكـــرهــه !!!!!
هل تكرهه فعليًا ؟؟
سـؤال تردد صـداه بقلبـه قبل عقلـه ..
هل إزدادت إهاناتـه الغير مقصودة وقسوتـه إلى مرحلة اللارجـوع ؟؟!!!!!
هل تحول صبرهـا من إحتمال عميق لكره اعمق وأعمق !!!؟
ظـل محـدق بها وهي تبكِ .. وشعوران مختلفان يتأججـان داخله
احداهم يخبره أن يحتضن صغيرته ليهدئ من ثورتـها !!
أن يخبأها بين ضلوعه فلا تنهـار هكذا مرةً اخرى ..
والاخـر يخبره أن يعنفها أكثر على تلك الكلمة التي قالتهـا !!
ووجـد نفسـه يهمس بخفوت :
_ بتكرهينـي ؟
اومـأت مؤكدة بشراسة :
_ بكرهك وبكره نفـسي اللي فكرت اعذرك مرة، وبكره اليوم اللي شوفتك فيه
كـز على أسنانه وهو يغمـض عينه هاتفًا :
_ متقدريش تكرهينـي
دفعته مرة اخـرى للخارج وهي تزمجر فيه بغضب حقيقي :
_ أطلع بررررة بقا وأبعد عني أنا مش عايزاااك
وكأنـه سمع كلمتها معكوسة فاقترب حتى لفحـت أنفاسـه صفحة وجهها البيضـاء ..
احدى يـداه تقيـد خصرها بقيدًا متملكًا تعرفه جيدًا !!
والاخرى تمسك بيداها الصغيرة بين يده، ليهمس بجوار أذنهـا :
_ مش بمـزاجك أبعد عنك أو لا ... ولا حتى بمزاجـي للأسف !!!!!
ثم ابتعد ليغادر دون كلمة اخرى تاركًا اياها في صدمتها تفكر في كلماتـه الغريبة !؟
ووجـد خالته بالأسفل كما هي .. تنتظره وتفضل عدم التدخل اكثر لترى رد فعل، وما إن رآته حتى سألته :
_ عملت إية يا سليم
لم يرد عليها وأنما انطلق مغادرًا بصمـت تام أقلقهـا !!!!!!!!

شظايا قسوته بقلم رحمة السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن