الفصل الثاني والعـشرونولحظـات مسروقة من السعـادة لم تـدوم، لحظات مرت عليهم كما تمر نسمات الهواء الناعمة التي ترطب روحك قبل بشرتك، وإحتلهم الفزع .. او الاصح - إحتلها - هي الفزع وهم يسمعـان صوت جميلة يصدح في المكـان بشهقة مصدومة :
_ يا نهااار اسود، إية اللي انتم بتعملوه ده !!!!؟
نهـضت سيلا مسرعـة .. تكاد تبكِ من موقف مخجـل كهذا، يا الله .. اي موقف سخيف وضعها به ذاك الصقر ؟!!!!
أين هيبتها الان واحترامها لذاتها امام خالتها !!
تبخـر مع شحنـات الرومانسية العبقة التي اغدقها بها سليم بالطبع !!!!
حاولت النطـق متلعثمة بصوت اشبه للبكاء ؛
_ والله يا خالتو.. أنا آآ
قاطعتها بخزي وخـذلان رسمت خطوطهم بمهارة على ملامحها :
_ لا لا يا سيلا، متوقعتش كدة ابدًا
ثم نظرت لسليم متابعة بحـزن جعلته عنوة يتوغل نبراتها لتضمن التأثير الفعال على مشاعرهم الفياضة :
_ هي دي اخرة تربيتي يا سليم ؟ وإنتِ كدة يا سيلا سبتيله نفسك كدة
صرخت بهلع :
_ لا لا محصلش
نظـرت للأرض بخـزي ثم همست :
_ متحاوليش تبرري لي أي حاجة يا سيلا أنا شوفتك بعيني وانتِ في حضنه، يا ترى من امتى الكلام ده ؟
اجابها سليم هذه المرة ببرود :
_ يومين بس
وشهقـت سيلا من أتهـام باطل يؤكد على ألصاقه بها، فركضت باتجاهه تضربه على صـدره بعنف وهي تصيح :
_ حرام عليك أنت بتكذب لية، أحنا ماحصلش بيننا حاجة
أحكم قبضته على يـدها ليقول باسف مصطنع :
_ للأسف يا سيلا مابقاش ينفع نخبي
وصـدح الحكم الذي ينتظـره من قاضٍ يعلم أنه يصطنع ما يفعله بمهارة :
_ خلاص اسكتوا، انتم هتتجوزوا في اقرب وقت، كلامي مفهوم
اومأ سليم مطيعًا بحزن مصطنع :
_ حاضر يا خالة زي ما تحبي
واستـدارت لتغـادر تاركة سيلا تنهمر دموعها بانكسار، قبل أن تنهار على الارضة صارخة فيه :
_ حرااام عليك أنا عملت لك إية عشان تعمل فيا كدة، شوهت صورتي ادامها لية يا سليم لييييية ؟
صمتت تبكِ بقهر على سمعتها التي لم ي
يمسها شيئً خاطئ يومًا والان اصبحت مشوهه بضباب خاطئ، لتكمل مزمجرة فيه :
_ لية بتعمل معايا كدة، أنا عملتلك إية ؟
جعلها تنهض وهو يمسك بيدها، قبل أن يقربها منه عنوةً عنها ويهمس بجوار اذنها :
_ لإني عـايـــزك !!!!!!!!!**********
عـاد مجدي للمنـزل متجهًا لغرفته على الفور، يشعر بأختناق يكبل عنقه فيكاد يخنقه، دلف الى الغرفة بهـدوء ليجد أنوارهـا مطفئـة سوداء كاحلة، نادى بهدوء على زوجتـه :
_ رقية ... رقيـة ؟
وفجأة إنفتحت الأنوار لتظهـر تلك الفاتنـة التي تُسمـى زوجتـه ترتدي قميصًا مغريًا بحق من اللون الوردي كوجنتاها، يصل لفخذيها وذو فتحة واسعة عند الصـدر، وتترك شعرها الحريري منسدلاً على ظهرها، اقترب منها مجدي مبهورًا بطلتها التي خطفت انفاسه منذ اول وهله تأسره بعشقها، ليهمس :
_ أية ده !!؟
اقتربت منه اكثر حتى اصبحت ملاصقة له تمامًا، ونبراتها غُلفت بشيئً من الأسـف، لتقف على أطراف اصابعها حتى تصل لأذنه متمتة :
_ أنا اسفة، اسفة على كل حاجة، سامحنى، احنا الاتنين غلطنـا
نظـر ينظر لها للحظـات .. بالطبع ينتقل التردد بين جنبات روحـه .. ولكن يبقى العشق هو المسيطـر الوحيد !!!!!
اما هي فقد قـررت أن تُلقي بسلاحها الاخر، فهمست مرة اخرى بما اذهله :
_ بعد تفكير ساعات، قررت اقولك، انا حامل يا مجدي
جحظت عيناه بصدمة لتكمل :
_ اتصدمت زيك وروحت للدكتور واكدت لي، وقالتلي ان الحمدلله الحبوب مأثرتش على الرحم، وعشان انا مبطلاها من بدري حصل حمل
ومن دون تردد حملها ليدور بها في سعـادة ... سعادة اخترقت روحه واخيرًا بلا تراجع .. سيصبح ابًا، وماذا يريد اكثر من ذلك ؟!
دليل عشق بينه وبين معشوقته الاولى والاخيرة !!!!!
صاحت به ضاحكة :
_ مجدي .. دوخت
انزلها وهو يردد بهيام :
_ قلب وروح وعقل مجدي، بعشقك يا روكـا
ابتسمت بسعادة لتبادله العشق :
_ وانا بموووت فيك
احتضنهـا وكأن قلبيهما يمتزجا سويًا بعشق ربطهم بسلاسل ابدية !!!!
لو كـانت تعلم أن ذاك الطفل سيجعل علاقتهم بتلك المتانة والسعادة، لمـا فعلتها .... ابدًا !!!