الفصـل الرابــع عشـرذهـاب .. و رحـيل !!!!
كلمـاتـان بمعنـى واحـد، وإجابة واحدة في قامـوس " الصقـر " ..
_ لأ
قالهـا ببساطـة وهو ينهض مقابلاً إصرارها العازم على الهـروب من الخطـر ..
بجمـود حتمي يخبئ خلفـه رغبـة خلف رغبـة يمنعهـم بمهـارة من الظهور !!!
فرمقتـه بنظـرات متعجبة من رفـضًا غير مبرر بالنسبة لها ثم سألته بحدة :
_ وإنت مالك أصلاً ؟
رفـع كتفيه ليرد ببرود :
_ أنا صاحب الشغل اللي إنتِ بتشتغلي فيه وبقولك لأ
عقـدت ذراعيها متساءلة بغيظ مكتوم :
_ لأ لية إن شاء الله ؟؟
وكالعـادة رسم الجديـة الخشنة قبل أن يقـول مشيرًا بأصبعه :
_ واحد إنتِ ماعندكيش سبب مقنع، أتنـين أنا صاحب الشغل وبقولك مش هينفع تسيبيه دلوقتِ لإني مفيش خدامة تاخد مكانك، تلاتة أنا مش فاضي لشغل العيال ده إطلعي برة
جحـظت عينـاها بذهـول حقيقي ..
يرسـم لها خطـوط رغبـته وإرادتـه، ثم يتركها وكأنه متأكدًا من سيرهـا حسب خطوطـه - إجباريًا - دون تردد !!!!
ولكـنها لن تفعـل .. لن تكـون خائفـة مرتعـدة دائمًا وهي التي كانـت لا تهـاب شيئً !!
فكـزت على أسنانها بغيظ، ثم خـرج صوتهـا جامدًا بصلابـة :
_ السبب المقنـع وعندي إن انا حتى معرفش مين الناس اللي جـم دول وعايزين مني إية او حتى عملوا فيا أية، أما انك بتقول الشغل فدة مش ذنبي إن مفيش حد عايز يشتغل عندك
ورده كان حـازم :
_ اللي جم دول ماجوش عشانـك إنتِ، رغم إني مش مضطر أبررلك بس دول جايين عشان ياخدوا ورق تبع الشغل
اومـأت بتصميم :
_ بردو
جـلس مرة اخرى وقال بهدوء بارد :
_ أبقي إمشي أول ما ألاقـي شغـالة مكانك
ولا مفـر مر فرمـان صدر من الصقـر ..
فرمان إن خالفتـه بالتأكيد سيُصدر واحدًا مماثلاً له - للقضـاء عليها -
وللحق هي في غنى عن غضبه الجم !!!
اومـأت بنفاذ صبر :
_ ماشي ماشي، بس أول ما تلاقي شغالة همشي فورًا
اومـأ بجمـود :
_ أبقي امشي، اكيد مش هشبط فيكِ زي العيل الصغير من جمال عيونك يعني
ورمقتـه بنظـرات مغتاظـة ..
لقد تيقنـت أن مشاداته لها أصبح لا يستغنـى عنها، وكأنها تصدر تلقائيًا كلما رأهـا امامـه !!!!!
فأجـابت بسؤال مصحوب باللوم :
_ هو أنت مابتعرفش تشوفني إلا وتنكشنـي يعني ؟ لية بتجر شكلي نفسي أفهم يعني !؟
وهـو نفسـه يجهـل ذاك السـبب !!
يجهله أم يريـد تجاهله عن عمد ؟!
لا يهم ايًا كـان .. هو بعنفـه الدائـم معها يستشف إنقطـاع خيوط إنجذابـه لها !!
والتي تقريبًا تأتي بنتيجة عكسية تمامًا !!!!!
إبتسم من زاوية فمه ليهتف :
_ الحقيقة مش عارف، بس ممكن تصدقي !
وفغـرت فاهه وهي تحدق به كالبلهـاء !!
اصبـح تجفل من تغيـره المفاجئ هذا ..
وكأنـه شيئً ما مدهش ينتقـل من مرحلة لأخرى قبل أن تبدء باستيعاب ما يفعـله !!!!!
عقـدت ذراعيهـا لتغمغم بغضب :
_ رخم كان مفروض يسمـوه الصقر الجارح مش الصقر بس
وإقترب منها في لمح البصـر يمسـك ذراعهـا ليسألها بحدة مصطنعة :
_ إنتِ قولتِ إية ؟
إبتلعت ريقها بازدراء، ثم اجابت بعدم فهم مصطنع :
_ أنا، هو انا قولت حاجة اصلاً، انا مقولتش خالص يعني
كـادت أبتسامـة صغيرة تشـق طريقها لثغـره كعادته عندمـا يتحدث معها ..
وأصبح يتعجب نفسه، لا يصبـح على طبيعتـه ابدًا معها !!!
وكأنـه يُسلـط عيناه على افعالهـا الجيدة فقط، حتى ينقذها من غضـب الصقر المُدمـر !!!!!
هل تُشكـله هو كقطعة صغيرة كيفما شاءت دون أن تدري ؟!!
تركها وهو يشيـر لها للخـارج ويقول :
_ روحي على شغلك، وتجبيلي كوباية قهوة مظبوطـة
اومـأت بحنق :
_ ماااشي
سارت وكادت تخـرج إلا أنـه اوقفهـا بصوته الأجش :
_ أستني
إلتفتت له متساءلة :
_ نعم !؟
أشـار لفاهها متساءلاً بعبث وخبث :
_ مش ده اللي بينطق حاجات هو مش أدهـا، انا بعد كدة هعاقبه بطريقتي بقا
وسألته بسذاجة :
_ إزاي يعني ؟!!!
وفرصـة للأقتـراب يجب إغنتامهـا كعادته، فاقتـرب من شفتاها الورديـة التي اصبح يتوق لأكلها ..
لتبتعد هي صارخة بجزع :
_ خلاص خلاص فهمت أنا اسفة
قهقه على ذعرهـا ليشير لها :
_ طب يلا يا طفلة أطلعي بـرة
زمـت شفتيها بحنق :
_ أنا مش طفلـة
سألها بخبث :
_ وإية اللي يثبت لي
ونظـراته أوحت لها ما يدور بخلـده، فأشارت له وهي تركض :
_ خلاص خلاص أنت مابتعرفش تفكر غير في كـدة
ليضحـك هو هامسًا :
_ والله طفلة، بس طفلة هتخليني أعمل حاجات كتير تندمني فيما بعد !!!!!!