الفصل التاسع عشر

895 14 1
                                    

الفصل التـاسـع عشـر

" وإن تنازعـا الاثنـان .. رغبـة القدر ام رغبـة بشرًا عاديًا، والرد الطبيعي والحتمي رغبة القـدر التي إن وضعت حواجـزهـا لشيئً ما قد يعجبك أو لا يعجبك، لن تجـد لإصرارك مكـانًا .. ابدًا " !!!!!!!
وسيـلا في غرفتـها المعتـادة، تضم ركبتيها لصـدرها وتبكِ بعنف، لم يتلاقى جفنيها تلك الليلة ابدًا، وبدت دموعهـا كبحرًا حُرم على أرضـه أن تجففه !!!
تتذكـر المـانع الجديد بالنسبة لها الذي ظهر من حيث لا تدري ولا تحتسب ليجبرها على خُطـى عكس اتجاهها تمامًا !!
فـلاش بـاك ##
وشعـرت بقيدًا اخـر يُقيدهـا رغمًا عنهـا فيتسبب في زرع الذعر في أرض قلبها - التي كانت تخرب تمامًا - بلا منـازع !؟
استدارت لتـرى ذاك البغيض .. لتجـده احدى الرجال الذين يعملون بالمنزل، وسحبها هو نحـو غرفتـه الصغيرة ثم أغلق البـاب برفق ليبعد يـده عنهـا، فكادت تصرخ بهلع :
_ ابعد آآ
قاطعها وهو يضع يـده مرة اخرى على فاهها ليقول بهمس تحذيري :
_ إهدي يابت، أنا هاسيبك عشان أسمعك الكلمتين وابجي اعملي ما بدالك
اومـأت بخوف موافقة وهي تحرك شفتاها :
_ حاضر
وما أن ابعد يده حتى سألته بارتعاد :
_ في إية ؟
اجابهـا بخبثًا اقلقها :
_ كنتِ عايزة تهربي مش كدة، وماسمعتيش تحذيـرات الباشا بردو
أبتلعـت تلك الغصة المريـرة من خاطـرة عابرة مرت لتذكرها بهؤلاء الحمقى الذين اختطفوها .. فهمست متوجسة بتساؤل :
_ باشا مين، أنا معرفش انت بتتكلم عن أية !!
رفـع حاجبه الأيسر متابعًا بتهكم :
_ متعرفيش انا بتكلم عن إية ياختي، أنا هعرفك دلوقتي
ثم أخـرج من جيبـه هاتفـه، ليظهر صورة جدها الحبيب بنفس المشهد الذي رأتـه سابقًا مع رئيسهـم ..
ذلك المشـهد الذي ترك فيها أثــرًا واضحًا متخوفًا ممن قد يحـدث !!!!
مشهد جعل قلبها ينتفض بين ضلوعهـا ذعرًا مميتًا !!
وسألته بضعف قهري :
_ أنتوا لية مش عايزين تسيبوا جدو في حاله بقا
ليجيبهـا ببرود :
_ ومش هانسيبه لان إنتِ الواحد مايأمنلكيش، أسمعي بقا هو فترة قصيرة أقل من الشهـر كمـان وهنبعد عن جدك تمامًا لو سمعتي الكلام ومحاولتيش تهربي تاني
سألته بدهاء :
_ واشمعنا شهر ؟
تأفف وهو يقـول بغيظ :
_ مايخصكيش بقا، أنا بصبرك بس وبعـرفك إن فات الكتير ما باقي إلا القليل
اومـأت بحـزن تعمق نبرتها المنكسرة اكثر فأكثر حتى كادت تنعدم :
_ حاضر
أشـار لها بأصبعه محذرًا :
_ إياكِ تعملي حركة كدة ولا كدة، أعرفي إنك متراقبة 24 ساعة، والناس دي مابتهزرش، ممكن يضحوا بجدك عشان يعلموكِ الادب، لكن مش هيخاطروا بنفسهم ابدًا !!!!!
بــاك ..
ومن غيـرها قـد خاطـر ؟!
من غيرها ضحى وتنـازل ومازال الخطر يفيد الأستمرار !!
من أخـذ عهدًا قاطعًا وصامتًا على نفسـه بعدم أذية من تحبهم ولو كان - كبش الفداء - هي فقط !!!!!!؟
هي فقط التي حُشـرت بين أشواك ليست لها ... على الأطلاق !!

**********

" وعندمـا تكـون في بدايـة الطـريق، وأنت علم علمٍا بفـخ يُنصـب لك، فالاستعـداد أنسـب فكرة .. مؤقتًا " !!!
دلف ياسين إلى المنزل وهو يملئ رئتيه بالهواء الطلق الذي سيختنق حتمًا بالداخل من المناواشات التي ستحدث !!!!
وكـان والـده تقريبًا يتشاجـر مع والـده، وبالطبع السبب لا يُخفـى ..
والجمـلة الرئيسية ومسمار وأسس الأتهـام عند الخطأ لوالدته المسكينة
" اه ما إنتِ اللي عاملة فيه كدة بدلعك ده "

شظايا قسوته بقلم رحمة السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن