لا ادري من اتيت بكمية الهدوء و الاستقرار النفسي الذي اصابني حين كنت اعتقل ، لكنني كنت هادئة طول الوقت ، رأيت ونوو واقفا ينظر الي ، لم يكن بعيدا حين وضعوني في سيارة الشرطة.
وصلنا الى المخفر ، و تم اخدي الى زنزانة انفرادية لم تكن مقفلة تماما ، الباب لم يكن حديديا مقفلا كله ، كان بابا بقطبان ، جلست هناك فوق سرير بارد ضامة ركبتي الى صدري ، حيث ان الشرطة كانوا يعودون الي بين الحين و الاخر بالطعام فقط ، حتى ملابسي التي كانت لونوو لم اغيرها.
كمية البرد الذي كان داخل الزنزانة لم يكن طبيعيا ، كان بردا يشق الجلد ، بردا يحرم العين من النوم ، و ظننت انني سأبقى هكذا طيلة عمري ، اذا بشرطية تدخل الزنزانة واضعة غطاء على نافذة السجن ، فجأة اختفى كل البرد ، ربما حينها استطعت النوم قليلا ، و كانت وسادتي هي الحائط لأنني لم استلقي ، كنت اضم ركبتي طيلة الوقت و احاول كبح الرغبة في البكاء حتى لا اضعف ، كوني ادري ان القادم اعظم و اسوء بكثير.
لم يخبرني احد عن محاكمة او عن اي شيء ، بالكاد كان احدهم يكلمني.
الشيء الذي لاحظته هو ان الطعام لم يكن طعام السجون الذي سمعته عنه ... هل السجناء يأكلون الدجاج ؟
مرت ثلاثة ايام و انا في الزنزانة ، و في لحظة كنت احمل فيها كأس ماء حديدي ، رأيت انعكاس وجهي في الكأس ، كان وجهي شاحبا و متعبا ، هالات سوداء ظاهرة بسبب التعب ، و كل الاشراق الذي تبقى في وجهي بعد كل تلك السنوات رحل في الايام الثلاثة التي قضيتها هنا.
رغم ان الطعام كان يبدو جيدا ، لكنني لم المس شيئا منه سوى الماء ، و بقيت على تلك الحالة الى ان اغمي علي دون ان ادري ، استيقظت و انا على سريري ، كنت محقونة بمغدي ، و الرؤية امامي كانت ضبابية الى حد ما ، دخلت شرطية الزنزانة و هي تفحصني.
"ايبوني ، يجب ان تأكلي حتى لا يتكرر ما حدث معك اليوم !" قالت الشرطية.
"كم سأبقى هنا ؟" قلت بصوت شبه مسموع.
"لا ادري." قالت الشرطية ببرود.
"المرة القادمة ، ارحصي على احضار سكين مع الطعام." قلت مديرة وجهي الى الجهة الاخرى.
أنت تقرأ
AUDACITY
Fanfic"You're Too Beautiful To Be In A Place Like This With People Like This... But Here You Are!"