الفصل الرابع

8.9K 534 64
                                    

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .

الفصل الرابع من ( هواها محرمٌ )
( ثري العشق والقسوة 2)

الاختلاف 
هو أن تعتاد روحي على وطنٍ لا تقبل الانتماء لغيره وحين تهفو رياحها من وطنها تصبح روحي عميلةً خائنةً  .
الخنوع 
هو أن أسير مختالاً فخوراً وحين تهفو رياحها أنحني مطيعاً لها  .
الغضب 
هو ظلاً يسكن عيني ووحشاً يسكن روحي فأثور أعمى في دروب عالمي وحين تهفو رياحها يغفو الوحش وتنقشع الظلال  .
أخبروا خديجة أن سفينتي تشتهي رياحها ووصالها وأنها مرسى الحياة

بقلم آية العربي

❈-❈-❈

في دار الأيتام وبعد أن نام جميع الأطفال ومعظم العاملات .

خطت السيدة لبنى نحو تلك الغرفة المتطرفة عن بقية الغرف ثم تنفست تدعم رئتيها وطرقت بابها ومالت عليه قليلاً قائلة بهدوء وحنو وترقب :

- عُمر يا حبيبي ، إنت صاحي ؟

فُتح الباب فأبعدت رأسها قليلاً ثم طالعته بنظراتٍ متفحصة ، كانت ملامحه حزينةً ولكنه ابتسم بلطفٍ وقال بهدوء :

- لا لسة يا أمي منمتش ، اتفضلي .

أفسح لها المجال فدلفت تخطو نحو المقعد الجانبي تجلس عليه وخطى هو يجلس أمامها قائلاً بحرج :

- آسف إني جيت فجأة كدة بس ..

قاطعت حديثه وهي تمد يدها تربت على ساقه قائلة بحنوٍ بالغٍ :

- متقولش أي حاجة علشان مازعلش منك ، إنت تيجي في أي وقت ، فيه حد يقول لأمه كدة ؟ ، وبعدين سيبك من كل ده وقولي مالك ، لازم تحكيلي يا عُمر .

تنفس بعمق يستجمع طاقته التي كلما تذكر ما فعلته مايا انهارت قواه وتحطم قلبه  ،  نظر أمامه وتحدث باستفاضة وشرود يتذكر فعلتها قائلاً :

- بقالي سنين بعافر وبتحدى الناس علشان اثبت نفسي ومكاني ، كرامتي اللي بسرقها من نظرات الناس ليا واللي حاول قبل كدة حد يهزها لكن مسمحتلوش ، مكانش عندي أي نقطة ضعف يستغلني بيها .

التفت ينظر إلى لبنى ويسترسل بابتسامة موجعة سلبت روحه قبل أن تظهر على ملامحه الحزينة  :

- تيجي هي وتهد كل اللي حاولت أبنيه بقالي سنين ، في لحظة رجعتني لحقيقتي اللي هتفضل وصمة عار ملازماني .

آلمها قلبها لأجله وهي تطالعه بذهول وتساءلت بحزنٍ وعيون ملتمعة على وشك البكاء متسائلة بتأهب :

- مين دي يا عمر ، مين اللي عملت فيك كدة ؟ .

انتشل نفساً قوياً ينعش به رئتيه المعذبة والمتضخمة ألماً حتى كادت تسحق قلبه ثم زفر بقوة وقال بشرود :

هواها محرم ( ثري العشق والقسوة 2) بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن