التاسع والعشرون

8.3K 689 131
                                    

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .

اللهم إنا نستودعك أهل غزة وكل فلسطين ، اللهم
كن لهم عونا اللهم إنا لا نملك لغزة وفلسطين إلا الدعاء

الفصل التاسع والعشرون من ( هواها محرمٌ )
( ثري العشق والقسوة 2)

❈-❈-❈

بعد أربعة أشهر

ما حدث بعد طوفان الأقصى لم يكن حربًا أو دمارًا أو ردعًا كما ظنها البعض
بل كان أعظم شيء مر على البشر منذ أمد
كانت صحوة للعالم الذي بدأ يغفو بل بالفعل جزءًا كبيرًا منه كان قد غفا
الأمر يشبه سائق شاحنة يقود وعيناه تغفو وحينما كاد أن ينام أرسل له الله شاحنة أخرى أطلقت صوتًا أفزعه وربما أحدث في شاحنته ضررًا ولكن لابد من درسٍ يتعلمه .

كل بيت دُمر في غزة شيّد مقابله بيتا جديدًا بالإسلام
يقول أحد دعاة الإسلام في الغرب كان يأتينا إلى المسجد يوميًا حوالي خمسين أو سبعين إنسان يريدون الدخول في الإسلام بينما بعد أحداث غزة أصبح العدد حوالي أربعمائة يوميًا أو يزيد
ملحدين ومن ديانات أخرى باتوا يدخلون فى دين الله أفواجًا بعدما رؤوا قوة الإيمان المتمثلة في أهل غزة ومصابهم الجلل وصبرهم على ما يعيشونه من أهوال لا يصلح للمرء العادي أن يحظى بها
ربما من يراهم يظنهم أكثر الناس بؤسًا ولكن حين نبتعد قليلًا وننظر على لوحة الدنيا نرى أنهم أكثرنا حظًا ، هم أصحاب الحظوظ الحقيقية والخالدة ، هم أهل الجنة والنعيم دون حساب أو سابقة عذاب .
يبعث الله كل مئة عام لهذه الأمة من يجدد فيها دينها وهذا العام كان المرسل هم  ، لم يجددوا الإيمان فقط بل حرروه من أُناس وصموه بالإرهاب ليسقط ثوب الخداع وتسطع شمس الحقيقة ويظهر خالقي الإرهاب الأصليين للعالم أجمع فأصبح العدو واحد والكريه واحد والبغيض واحد وبتنا على شفا خطوة من رفع راية الحق وراية لا إله الا الله محمد رسول الله .

وكما تغير العالم كله شمل هذا التغيير شخصيات روايتنا .

فنجد أن ما حدث أنزل الصبر والسكينة على قلب والدة إيمان بعدما كادت أن تنهار بسبب فقدان ابنتها وهروب ابنها وسجن زوجها .

الآن باتت تعيش لآخرتها فقط وتدعو الله أن يرد لها ابنها وأن ينجيه من شر نفسه وشر الشيطان .

لم تجد سبيلًا للصبر والجبر سوى باب الرحمن الذي لم يُغلق أبدًا فلجأت إليه واطمأن فؤادها لتقرر بيع الفيلا البغيضة هذه والانتقال للعيش في بيتٍ بسيط بالقرب من الوكالة وتكفل حسن بالبحث عن طه ولكن إلى الآن لا أحد يعلم مكانه .

تجلس الآن أمام قبر ابنتها تقرأ لها الآيات القرآنية بصوتٍ خافت لتسقط منها قطراتٍ دافئة من لوعة قلبها على الفراق لذا تنهدت بعمق وامتدت يدها تملس على القبر ثم نهضت بهدوء ونظرت له لثوانٍ تودعها ثم تحركت مغادرة ككل أسبوعٍ.

هواها محرم ( ثري العشق والقسوة 2) بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن