اقتباس

4.4K 319 19
                                    

أسرع مازن إليها يضمها باشتياق وسعادة فبادلته بحالة مماثلةٍ وتناست للحظات تحذيراته مستمتعة بعناق شقيقها الذي اشتاقت له  .

ومن وسط باقة مشاعرها الأخوية وحينما وقعت عيناها عليه ويدها تربت على ظهر شقيقها الذي بدوره يربت على ظهرها حتى تجمدت تمامًا وباتت نظرتها مثبتة عليه وهو يحمل بين يديه طبقي الطعام ويطالعهما بعيون قاتمة حادة متجمدًا مكانه  .

تحمحمت تبتعد وأردفت وعيناها منكبة على خالد بتوتر أصابها خوفًا من انقلابه أمام أهلها  :

- وانت كمان يا مازن وحشتني أوي  .

ابتعد مازن يبتسم بسعادة ثم نظر نحو خالد فوجده يطالعهما كأنه على وشك اقتناصهما بسلاح كلاشينكوف ولكنه لم يلاحظ ذلك لذا أسرع إليه يربت على كتفه قائلًا بود وملامح بشوشة  :

- أزيك يا خالد عامل إيه  .

لم يجبه بل ظل يطالع خديجة التي تترجاه بنظرتها أن يمرر ما حدث لأجل خاطرها  .

أسرعت نسرين إلى زوجها تردف كي تلطف الأجواء برغم ضيقها من هذا الخالد بعدما لاحظت نظراته المبالغ فيها على ابنتها  :

- حمدالله على السلامة  ،  يالا الأكل جاهز يا بهجت  يالا يا خالد  .

نظر بهجت إلى خالد وتحدث بنبرة هادئة خاصة بعد حديث زوجته له أمس وبعد مجيئه اليوم والذي يدل على اعتذاره عما سبق حتى لو لم ينطق بها  :

- تاعب نفسك ليه يابني  ،  هات عنك  .

قالها بعدما وصل إليه ومد يده يتناول منه الطعام فتركه خالد فتحرك به بهجت للداخل بينما تحرك مازن نحو الحمام ليغسل يداه متعجبًا من أمره وصمته أما نسرين فربتت على كتف خالد تبتسم له وتبعت زوجها كي تساعده في تنظيم المائدة ووقف هو يطالع خديجة كأنهما داخل محكمة قضائية هو القاضي وهي المتهمة  .

بالرغم من أنها لم تخطئ ولكنها وجدت قلبها ينبض بعنف ليس خوفًا منه وإنما خشية من انفلات الأمور أمام عائلتها لذا لم تجد متنفسًا سوى لمعانًا خافتًا لتغيم عيناها فجأة أمامه  .

وجدت نفسها مذنبة وهي لم ترتكب أي ذنب  ،  ضاق صدرها وباتت لا تعرف كيفية التصرف في هذا الموقف اللحظي فإن صاحت ستلاحظ أسرتها لذا فهي تبحث داخلها عن التغاضي ولكن عيناه توترها .

كان يقف يطالعها ويبحث داخله عن الهدوء كمن يبحث عن إبرة داخل قومة قش  ، ربما ليست البادئة ولكنها رحبت بعناق شقيقها بل وبادلته وحركت يدها على ظهره وأغمضت عيناها مستمتعة بعناق أخيها الذي سيكون ملجئًا لها منه إن أرادت ذلك  ،  ولكن هل سيسمح بأفكاره التي تدور في عقله هذا  ؟  ،  لا يعلم ماذا يحدث معه حينما تأمن في عناق فردًا من عائلتها  ،  يشعر بنيران تشتعل فجأة من أسفل عروقه فتغلى دمائه في جسده محدثةً فورانًا يكاد يذيب كل من أمامه  ،  لا يريدها أن تشعر بالأمان سوى معه فقط  .

هواها محرم ( ثري العشق والقسوة 2) بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن