الرابع والثلاثون.

6.3K 599 69
                                    

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .

اللهم إنا نستودعك أهل غزة وكل فلسطين ، اللهم
كن لهم عونا اللهم إنا لا نملك لغزة وفلسطين إلا الدعاء

الفصل الرابع و الثلاثين من ( هواها محرمٌ )
( ثري العشق والقسوة 2)

❈-❈-❈

الكوابيس لا تشترط النوم  ،  بل أحيانًا يأتيك كابوسًا يوقظك من أحلامك السعيدة  .

كان ينام بعمق ويعانق زوجته عناقًا دافئًا بعد جولة حبٍ مميزة  ،  رنين هاتفه جعله ينكمش ويستيقظ متعجبًا  ،  من ياترى يهاتفه في هذا الوقت  ؟

نظر نحو النافذة بعيون ناعسة ليجد الشمس ما زالت تفرد أشعتها لذا امتدت يده تلتقط الهاتف وينظر فيه ليجده يوسف  .

قطب جبينه في نفس لحظة استيقاظ مايا التي تململت وتساءلت بنزق  :

- فيه إيه يا عمر  ؟  ،  مين بيتصل دلوقتي  ؟

قبل جبينها وتململ ينتشل ذراعه الآخر من أسفل رأسها قائلًا وهو يلتفت ليجيب  :

- مافيش يا حبيبتي نامي إنتِ  .

أعطاها ظهره واعتدل وأجاب بقلقٍ متسائلًا  :

- أيوة يا يوسف  ؟

- عمر  ،  تعالى على بيت الحاجة منيرة دلوقتي  .

وخزة استهدفت قلبه ليردف متلهفًا  :

- إيه اللي حصل  ؟

- طه اتوفى  .

قالها يوسف ببالغ الحزن ليستقبلها عمر بصدمة سقطت كالسيف على عنقه  ،  لمدة ثوانٍ فقط لم يستوعب ما قاله يوسف ثم بدأ يدرك أن شقيقه الذي قابله للمرة للأولى منذ بضع ساعات والذي طلب عناقه والذي شعر أنه بحاجته توفي  ،  قتلوه؟  ،  هل وصلوا إليه وقتلوه  ؟

سقطت عبرته ووعى على نفسه ليبعد الهاتف عن أذنه وينظر له حيث قد أغلق يوسف  ،  ظل يتطلع على الهاتف كأنه يتمنى أن يستيقظ مما سمعه  ،  نداء مايا عليه لم يصل لأذنه  ،  وحتى حينما نهضت توازيه ووتضع كفها على ذراعه متسائلة  :

- عمر مالك  ؟

لم يجبها بل كان يلملم تلك الذكريات البسيطة التي جمعته بشقيقه  ،  البسيطة جدًا لدرجة أنها لم تتخطَ الأربع ساعات لدرجة أنه تذكر حركة أصابع طه على الحاسوب  .

نهضت مسرعة بقلق والتفتت لتقابله لتجده يبكي  !  .. 

جحظت وأسرعت تمد كفها وتجفف عبراته متسائلة بلهفة وقلق  :

هواها محرم ( ثري العشق والقسوة 2) بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن