الفصل السادس

735 59 1
                                    

أنيس: إن حالته النفسية يا أبي لا تدعو للراحة ... فور أن يشفى تماما لابد لنا من إحضار طبيب نفسي لمراقبة حاله ... أخشى أن يجرم في حق نفسه إن غفلنا عنه و لو لثانية
إلياس: سأحضر له أفضل الأطباء المهم أن يكون بخير و أن يكبر سعيدا بدون قلق كغيره
أمير: أيمكننا رؤيته؟!!
أنيس: بالطبع أظنه مستيقظ الآن فقط لا تذكروا ما حدث في تلك الليلة
أمير: أجل
دخل أمير و والده و لحقهما أنيس إلى غرفة قيصر الذي وجدوه ينظر إلى الخارج بنظرات فارغة حتى عندما تحدثوا معه لم يرد عليهم إلا بجمل قصيرة و كأنه دمية لا تستطيع فعل شيء ... لقد كان منظره يقطع القلب كيف لا و الطفل الذي بلغ 14 لتوه و لا يزال في ريعان الشباب كان قد بيع كلعبة لعجوز بسن والده
.............................إ.ل.ي.ا.س..................................
ابني المسكين لم يحظى حتى بطفولة مثل باقي البشر تخليت عنه و رميته لأخي الذي عامله أسوء من الوحوش ... لم أكن أتقبل قيصر لأنه طفل أنجبته من زوجتي الثانية ... قيصر ليس طفلا غير شرعي كما يقول البعض ... لقد عاملوه على هذا الأساس لأن والدته ليس لها أصل
كان أول لقاء لي مع والدة قيصر عندما كنت في رحلة عمل تحديدا عندما كنت في الطريق للعمل كانت ملقاة على الأرض و جبينها ينزف ربما صدمها أحدهم و هرب لأنه خائف من تحمل المسؤولية ... عندما أخدتها إلى المشفى انتظرتها حتى استيقظت عندها اكتشفت أنها فقدت ذكرياتها لاتعلم من تكون و لا من أين أتت و لا من أصلها ... لن أنكر لقد كانت امرأة ساحرة بغاية الجمال ... لقد سحرني جمالها ... بعدها قضينا وقتا طويلا معا خلاله وقعت في حبها ... في ذلك الوقت كنا أنا و سيرين قد تطلقنا بسبب بعض المشاكل ... عندما اعترفت لوالدة قيصر بادلتني الشعور لهذا تقدمت لها و تزوجنا بعد مرور سنة اكتشفت حملها كنت سعيدا للغاية لأني سأصبح أبا مرة أخرى و لكن سعادتي لم تدم طويلا فقد أجبرني والدي على تطليقها و إعادة سيرين لأن مكانتها و ثروتها مهمة لوالدي من أجل تطور الشركة .... وافقت لأنه لم يكن لدي حل طلقت والدة قيصر لكن لم أتركها وحيدة اشتريت لها منزلا و وضعت لها خادمة لتعتني بها و تزوجت بسيرين مرة أخرى بعد ست سنوات وصلتني أخبار اختفاء والدته كالصاعقة و مازادني صدمة و حزنا هو إيجادهم لجثتها على ضفاف النهر هذا الأمر الذي جعلني أكره نفسي لأني لم أستطع حمايتها و أكره قيصر لأنه السبب أو هذا ما أقنعت نفسي به ... لم أستطع النظر في عيون قيصر لهذا رميته لأخي و يا ليتني ما فعلت ... تجاهلته تسع سنوات و أعدته إلى المنزل أخيرا عندما رأيته أول مرة كنت متفاجئا للغاية أصبحت عيونه المشرقة ذابلة و خالية من الحياة جسده هزيل و صغير بالنسبة لأقرانه كان يبتعد عني كلما حاولت الاقتراب منه و كأنه خائف مني ... لطالما أردت احتضانه لكن هربه مني جعلني أيضا أتجاهله أكثر ... و من شدة غبائي أرسلته لأخي بالرغم من رؤيتي لخوفه الشديد عندما ذكرت الأمر
.........................................................................
بعد مرور شهر
بعد شهر من المراقبة المكثفة لحالة قيصر النفسية و الجسدية تم تسريحه من المشفى و عاد إلى منزله مع والده و إخوته كان الجميع فرحا بعودة قيصر إلى المنزل خاصة ليسا خادمته الشخصية فقد كانت تعتني به كثيرا و تحبه كسيدها و تعامله كأخيها الأصغر
ليسا و الدموع تملأ وجنتيها: سيدي الصغير هل أنت بخير؟ هل تشعر بالألم في مكان ما من جسدك .... لقد كنت مصدومة حينما سمعت أن حالتك سيئة لحسن الحظ لم تتأدى كثيرا
قيصر: أنا بخير يا ليسا
ليسا: أحقا أنت بخير؟!
قيصر: أجل أنا بخير
ليسا بسرعة: أظن أنك جائع سأذهب لتحضير وجبة خفيفة لك يا سيدي
قيصر: حسنا شكرا
أنا سعيد لأني استطعت العودة إلى هذا المنزل ... أنا أذكر ما حدث معي في تلك الليلة و أعلم أن ذلك الرجل العجوز قد ضربني لقد تذكرت كل ذلك قبل أن أنهار أمام أخي لكني لم أخبر أبي لأنه بدا حزينا للغاية خاصة و هو ينظر لي بتلك العيون المتألمة و كذلك أخواي اللذان كادا يتقطعان خوفا و الدموع التي يمسكونها حتى لا تسقط أمامي ... في تلك اللحظة لقد كنت سعيدا أكثر مما كنت حزينا فبسبب ضرب ذلك الرجل لي و كسره لأضلاعي علمت أن والدي حقا يحبني كثيرا أصلا كنت معتادا على مثل هذه المعاملة
ليسا: سيدي لقد أحضرت لك يبدو أنه كان متعبا للغاية ... دعونا فقط نتركه ينام لهذا اليوم و لا نوقظه)
قيصر يبكي في نومه: أمي؟! إلى أين تأخد أمي؟!! أتركها إنك تؤلمها؟! قلت ابتعد عن أمي ابتعد عنها
ليسا: سيدي قيصر استيقظ (لديه حرارة خفيفة)
قيصر: أرجوك توقف عن ضرب أمي؟!! اترك أمي و شأنها أيها الرجل الشرير .... أمي ... أمي ... أمي
ليسا: (يجب علي أن أنادي السيد أنيس ... السيد قيصر لديه حرارة خفيفة و هو يتحدث في نومه) .... "تذهب بسرعة و هي تركض"
غرفة المعيشة
إلياس: لقد وجدت طبيبا نفسيا جيدا لقيصر إنه الأفضل في لندن و لحسن الحظ أصله من هنا و قد عاد بعد إنهاء دراسته و فتح عيادة للطب النفسي و قد اتصلت به و من الغد سيقوم بأول جلسة له مع قيصر
أنيس: هذا أمر جيد يا أبي فكلما أحضرناه أبكر كلما كان أفضل
ليسا و هي تركض: السيد الصغير يحلم بكابوس و يأبى الاستيقاظ عندما لمسته وجدت أن لديه حمى خفيفة
إلياس بصدمة و توتر: قيصر مريض
أنيس: سأذهب لرؤيته
بعد 30 دقيقة (غرفة قيصر)
أنيس: إنها مجرد حمى خفيفة لا داعي للقلق ستنخفض بعد القليل من الراحة
إلياس: الحمد لله ... بالمناسبة عن ماذا كان يحلم قيصر ؟؟أهو عن حادثة بيعه
ليسا: لا لم يكن عن ذلك "بتوتر" لقد كان يقول شيئا عن اترك أمي و لا تضربها و إلى أين تأخدها شيء من هذا القبيل و هو يبكي بحرقة و يصرخ ألا يأخدوا أمه
إلياس: هل اعتاد على أن يحلم مثل هذه الأحلام؟!!
ليسا: لا ليس دائما لكنه كان ينادي أمه و هو يبكي دائما
إلياس: حسنا يمكنك المغادرة سأبقى هنا و سأعتني به
ليسا: حاضر سيدي
إلياس: فلتحضري الكمادات و الماء البارد
ليسا: حاضر



*يتبع*

أبي أنا خائفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن