[٧]- الخطر الحقيقي

247 8 0
                                    

"الـعـائـلـة هـي كـلُّ شـيء"

_ "أليس هذا ما يُسمَّى بالحُزن .. لَكِن الم تقول لي ذات مرَّة أن الحُزن شعور يزول أو تَعتاد عليه مع مُرور الوقْت ..فَلما أشعر أن شيئا ما بِداخِلي إنكسر لا أَعلَم ما إن كانَت روحي أو طفولتي البائسة لكِن هناك حُطام داخلي يدْفعُني للجنون هذا الحطام جَعلني أعتاد على الأَلم جَعلني أظُنُّه جزْءا من حياتي البائسة هذا الحُطام يجْعلني أرغب في البكَاء رغم أنني أكرهه جعَل ذكْرياتي تدور في رَأسي كشريط يعاد عرضه مرة بعْد مرة حتى تخُور قواي ...هذا الحُطام أبي جعل بيننا حفرة كَبُرت وَ تَغَذَّت على مخاوِفنا .."
—————————
فَتَح عينيه الدامِعة لا يعلم ما فائدة هذا الحُلم الآن أدار رأسه قليلا يشعر ببعض الألم الذي تتَزايد حدته كلما صدر صوت الآلات رنينا ....
" لن أعاتبَك الآن لأن ما حدث قد حدث ولن أسئلك من ساعدك في هذا .."
وقف من مكانه يمسك عكاز أسود منقوش من الجانب تماشي مع بذلته السوداء ..امسك خصلات شعره البيضاء بيده المزينه بخاتم ثقيل عليه جمجمة ليزفر بعدم رضا ينضر لحالته هذه وفي رأسه ألف سؤال ...
" تَوقَّف عن النَّظر لي هكذا .. ليس وكأنني مُت مجرد خدش بسيط.."
زاد قربه له كثيرا ونظراته الحادَّ تحولت لنظرات لينة وليس وكأنه كان غاضبا قبل قليلا ..
"ألا ترى أنك أصبحت تعيشُ حياة الهاربين ..لانك فشلت في التأقلم مع واقعك أريس "
ابتسم بغيض ينظر لداخل عينيه بتحدي جملته هذه ايقضت ذكرياته التي يحاول دفنها في كل ثانية من حياته اللعينة ..
" كنتَ أنت أول من أَلح علي للدخول لعالَمكم هذا لذا لا تُسبب لي ثلوثا سمعيا  أخرج دعني أرتاح .."
اذا كان جد وكبير العائلة سيموت فاعلموا أن اريس هو من فقأ احد شرايينه ..حرَّك رأسه يمينا وشمالا قبل أن يجلس أمامه في الكُرسي وملامحه التي تحوَلت للجادة جعلت أريس يعتدِل في مكانه ...
" والدك .."
" ما بِه؟ .."
وَضع رأسه للوراء يتمتِم بصوت خفيف جعله يريد البدأ في شتمِه شيء بداخله يصرخ بقوة يريد معرفة حاله والتأكد من أنه بخير...
" اتّصل طبيبه بالعجوز ..حالته ميؤوس منها طلب منه أن يُخرجه من المستشفى و..ينتظر..وفاته"
مرت ثواني دقائق نصف ساعة الآن لم ينبس بشيء فقط ينظر للفراغ بينما عيناه تزداد حمورة شيئا فشيئا شيء بداخله انكسر للتو قد تكون آخر قطعة لأريس الطفل التي كانت بداخله قد انكسرت ..كان ينتظر شيء لكنه تلاشى اخر ذكرى لأريس الطفل صرخت بقوة في داخله ولم يبقى سوى صداها...
" الم أقل أنك حَفيدي ..يبدو أننا نتشارك نفس الألم..أَلم يُسئل المرء يوما لما لا نمْنح الأشياء  فرْصة أخرى قيل أننا نَعرف ما نريد ولا نماَنع الفقْدان أو الوَحدة "
نظر لخارج نافذة الغرفة بألم بادي على صوته جعله ينقل نظره له ببطء ..عيناه كانت دامعة علم انه يصارع في داخله كي لا يدرف واحدة لكنَّها خانته نضره الحالك تبع تِلك الدمعة حتى اختفت وتَمنَّ بشِدة لو انه استطاع ترجمة المه لكي يخِف اليس هذا غريبا كُلُّ شيء بداخله يبكي غير عينيه ...
"الحقيقة مؤلمة ..وكانت هي أن كل ما قُلته سابقا كذب ..نحن بشر بالنِّهاية لنا عائلة مسؤوليات نُحب ونكره ونخاف وهذه نقطة ضعفنا أريس الألم له حدود لكن خوْفنا ليس له حدود ابدا إما ان تأكله او يأكلك ... وخوفي من ان عائلتي سوف تدمر جعلني اضحي بابني الوحيد وابعاده عنا  "
مسح بقايا دمعته المتمردة واستقام من مكانه بعدما وجه نظره له
" غدا سنتوجه للمكسيك اعلم انك عنيد كاللعنه ثيابك هناك سينتظرك العجوز ليأخذك للقصر سترتاح حسنا وغدا سنذهب"
كان متوجه للخارج لكنه تذكر شيئا جعله يتوقف ويسئله
" نعم تذكَّرت تلك الطفلة ما قصتها .."
وكأنه تذكر الشيء الذي قام نسيه الطفلة عاد لوضعيته نائما ثم تكلم بصوت خافت
" وجدتها صدفة هناك لا أعلم من أين اتت سأبحث عن والديها و اعيدها ابتعد عن الأمر فقط حتى تهدئ الامور والى ذلك الحين ستظل في القصر .."
يعلم جيدا انه ليس  راضي عن هذا لا يحب الدخلاء لكنه سيوافق لانها مرحلة صعبة على الجميع نهض من مكانه يمسك جرحه بالم الا ان دخل العجوز وسقط بقوة فوق الكرسي ..
" اطرق الباب يا لعين ..ثم لماذا جلست كنت على وشك طردك  "
اجابه مُغمض العينين
"ليس الأمر وكأنني جالس في حُضنك انه مَقعد "
"حسنا .."
فتح عين واحدة ينظر له ملامحه شاحبه يبدو انه يتصارع مع ملابسه بعدما ارتدى سرواله توجه اليه يمسك القميص
" دعني اساعدك تبدو كانك  ستتغَوط هنا "
"مزاجك جيد يبدو ان العجوز لا يأبه لما يحدث ليس وكانه صديقك منذ زمن "
ابتسم بحزن بينما ينظر في وجهه ..
" توقف عن النظر هكذا ساتقيأ حسنا اتراجع عن كلامي "
سكت قليلا يتذكر ذكرايته معه حرفيا مرا بكل شيء معا
"كنت اعلم ان هذا سيحدث اساسا عندما كشف مرضه قد قال له الطبيب ان احتمال الشفاء ضئيل دار بيننا حديث طويل أريس ..ثم انني لو بكيت الآن ستزول هيبتي انا العجوز ههه"
ابتسم بقلة حيلة يحرك رأسه يمينا وشمالا ثم جلس على سريره ينظر للعجوز بتشكيك
" هيا اخرج ما بحوزتك اعلم انك قمت ببحث عنها هيا ماللذي جاء بطفلة الى هناك لا يبدو انها متشردة ثم ان مكان خطير كذاك لن تظل في طفلة حية لاكثر من ساعة .."
"تبا لذكائك هذا أريس ..حسنا معك حق رجل من رجال القذر تركها هناك ورحل"
"اتقصد القذر الذي اعلم بشأنه .."
اخرج العجوز قلم اريس من جيبه ورماه له
" يوجد قذر واحد في عالمنا ونعم انه هو الرجل الذي بنى كل ما هو عليه الآن من القذارة اسقط بالفعل كل رجال المافيا الأعلى شئنا منه وتحول من طبيب لما هو عليه الآن "
"أكان طبيبا ..مم حسنا لا يهمني معرفة قصته اساسا.."
نظر ليده التي تلعب بالقلم بمهارة ولو لم يكن يعرفه لصدقه لكن يعرفه جيدا الأسئلة تدور داخله ريريد جوابا لكنه لا يسأل اظنه معتقد لعين يمشي به فقط
" فقط اسئل وسأجيب يالك من ماكر تحلى ببعض التواضع..
حسنا حتى لو بحث عنه احد لا يجد شيء الا كنت ذا معرفة يابقة بما كان عليه اعلم هذا عن ضهر قلب فقد عشت كثيرا "
" حسنا توقف عن سرد قصتك التي حفضتها وقل ما هو مفيد اللعنة"
"يا لك من ....حسنا نعم قد سحبت منه رخصته لانه كان يغتصب مريضاته بعد تنويمهن وعندما كشف امره من قبل مريضة اظن ان التنويم لم يجدي نفعا معها او انها شعرت بشيء لا يهم المهم انه انكشف ثم  اصبح يعمل لدى المافيا بما انه جراح ماهر فهاذا مفيد بدأ يطور نفسه وفتح عيادة غير قانونية بمكان مهجور و بعدها تسلل ببطئ داخل المجال الى ان سمعنا ان مافيا الألاكوندا تفككت .."
" ومن ثم استغل تفكك اكبر مصدر مخدرات واصبح هو أول مُصدر لها صحيح "
" نعم ومن ثم بدأ مشروعه بما انه قد عاش معهم لفترة اكتسب صفاتهم وتعلم خدعهم لذا قام بكل شيء ينقص العالم الاخر  .."
سكت قليلا ينتظر منه أن يسأل لكن ما من شيء لذا حرك رأسه يمينا وشمالا ثم اكمل
" والد دورينا محقق وبما ان القذر كلما شعر بالملل يفعل شيء مجنونا اصبح يبيع بضاعته في الاحياء الشعبية ويستهدف الاطفال والمراهقين الشيء الغريب ان هؤلاء الأطفال يموتون بعد مدة قصيرة .. والد دورينا استلم القضية وعلم مصدر البضاعة لذا اضن ان القذر حاول اللعب معه قليلا "
كان ينصت بتركيز ويتوقف عند كل جملة يقولها ويكملها في رأسه كان يحلل كلامه بدقة يحاول فهم الامر برمته
" القذر مم يحب استمتاع بآلام الآخر حسنا نتشارك في امر لكن لماذا لم يقتلها اذن ثم انا متأكد ان حتى والدها لن يجد شيء عنه اذا بحث اذن لماذا يشغل نفسه بامور تافهة كهذه ..لابد انه يخاف من شيء الدخان لا يأتي الا من حريق .."
" حسنا هذا لا يهمنا بعدما ينتهي الأمر سلمها لعائلتها وانهي الأمر هذه الفتاة ستسبب المشاكل وانت ستبدأ عملك للتو لا نريد اية مشاكل .."
" ها انت ذا تبدأ في نحيبك الم يسبق لي ان اخبرتك .."
" انني كالألم في المؤخرة اللعنة عليك انا اكبر سنا منك عليك ان تحترمني ..بفف انهض هيا سنتوجه للمكسيك الآن بما انك بافضل حال سندهب وحدنا والدك يريد رؤيتك "
استدار ينوي الخروج لكنه توقف ينظر له باستغراب ليقلب عينيه كأنه سيتقيأ
" توقف عن النظر لي هكذا والا سأتقيأ بففف تكلمت مع لورين ستهتم بالفتاة حتى عودتنا لقد ضمضو جراحها وهي ترتاح الآن هيا اذن استيقضت انسانيتك بعد كل هذه السنوات  .."
_______

Flirting with death حيث تعيش القصص. اكتشف الآن