بارت٢.

481 26 0
                                    



خُلق لبعض الناس اصوات،تبكي لجمالها،تماما مثل صوته،لم يكن صوته مجرد هواءٌ يحرّك حباله الصوتيه،ف معَ كُل حركه من تلك الحبال تصدر موسيقى عذبه من جمالها،وكأنك تعزفُ على اوتار آلة جميله..هكذا كان صوتُ فيصل عندما يغنيّ .

بينما هو منغمسّ باحساسه مع الاغنية التي يغنيها،دخلت ام فيصل الى غرفته،فتوقف عن الغناء.

فيصل؛ هلا يمه؟
ام فيصل؛ كمل كمل ابغى اسمع صوتك.
فيصل؛ ههههههه لا ما اعرف اغني اذا احد قعد يطالعني .
ام فيصل؛ طيب بغمض عيوني هاه.

مسك فيصل يد امّه وازاحها عن عينيها ..
فيصل؛ لا تخبين عيونك الحلوه.
ام فيصل؛ ههههههههه تذكرني بعبدالله انت .
فيصل؛ بأيش؟
ام فيصل؛ قاسي وبارد من برا،بس مافي اطيب منه من جوا.

صمتّ فيصل للحضات.. وظلت جملة والدته تتردد في مسامعه عدة مرات..

ام فيصل؛ انزل للعشاء يلا .
فيصل؛ طيب.


+في بيتّ طيف+...

طيف؛ يبه تعشوا انتوا انا ما بتعشى بكره عندي برسينتيشن وباقي كثير علي ما خلصته بخلصه وان جعت بنزل اسوي لي شيء بعدين.
ابو طيف؛ طيب على راحتك نادي اخواتك .

هناك فئة من الناس،لا تستطيع ان تنسى الماضي ابداً، يظل الماضي كقاتل يبحث عن من يقتله وهم الفريسة انفسهم، وتظل الذكريات كرهينه عند القاتل يتلاعب بها متى ما يشاء،ربما في اسعد لحظاتهم او اسوءها تراودهم تلك الذكريات من الماضي،التي تبدو لهم كالسم الذي يجري بدم الانسان حتى يقتله،وقد يكون السم هو الحزن نفسه.

تغلبت طيف على عدة مصاعب في حياتها الا شيء واحد،وهو وفاة امها، منذ وفاتها وطيف تعيش كأنها اسيرة في تلك الحياه قبل وفاة امها،لا ترغب بأن تخرج عن تلك الحياه وتلك الايام، وكأنها تعتقد بأنه يمكنها ان توقف الزمان عند تلك اللحظات فقط، وتحييها ثانية...وثالثاً...ورابعاً...وخامساً دون توقف.

انهت طيف عملها، وذهبت للنوم مباشرة وهي كعادتها كاتمة ذلك الحزن الذي بقلبها وتكتفي بالدعاء والبكاء كل ليلة .

وفيّ صباح اليوم التالي..

كان ذلك اليوم مليء بالغيوم السوداء،وكأنها ستُمطر فعلاً،والرياح تزداد شيء فشيء ..
اصرّت طيف على الذهاب للجامعه في ذلك اليوم واتصلت ب سمر صديقتها لتتأكد من انها ستأتي..

طيف؛ هلا سمر بتداومين؟
سمر؛ والله مدري بس شكلي بداوم انتي كمان اليوم برسنتيشن حقك صح؟
طيف؛ ايه وابغى افتك خلاص .
سمر؛ انا كمان طيب اشوفك بالجامعه.

ذهبت طيف للجامعهّ وانهت عملها،وانتظرت بالخارج لتتصل بالسائق..ولكنه لم يُجب على مكالماتها..
طيف؛ افف اشفيه ذا ما يرد المشكله ابوي الحين بالدوام مارح يقدر يجيني .
سمر؛ اتصلي مره ثانيه..
طيف؛ طيب

بعد عدة محاولات وكلها فشلت ..
طيف؛ يوووه شكل مافي شبكه.
سمر ؛ خلاص طيب انا بوصلك هاه شوفي مطر..
طيف؛ لالا ما بعذبكم .
سمر؛ مافيه عذاب بيتكم قريب بيتنا يالله عاد .
طيف؛ لا استحي من اخوك سمر لالالا .
سمر؛ اجل اقعدي هنا مع المطر ذا لحالك بالجامعه،هاه هذا عمر اخوي يلا باي .
طيف؛ لالا طيب خلاص بجي .
سمر؛ هههههههه امشي يلا بسرعه .

ركضت سمر وطيف الى السيارهّ ..

سمر؛ عُمر نبي نوصل طيف لبيتهم لان سواقهم مايرد وابوها مداوم وما يسمحون له يطلع.
عُمر؛ وين بيتهم؟
سمر؛ قريب حارتنا انت اذا وصلت انا بخبرك من وين.
عُمر؛ اللي هذيك المره وديتك بيتها؟
سمر؛ ايووووا يوم كان عيدميلادها.
عُمر؛ خلاص عرفته.

بقتّ طيف ملتزمه بصمتها.. وكانت ترتجف من البرد لانها ابتلت بالمطر،وعندما دخلت السياره كانت بارده،والمكيف بارد جداً...

@استقطاع؛ عُمر اخو سمر عمره ٢٢سنه،وسيم جداً ، وجريء شخصيته مرحه جدا ويحب المزح كثيرا،عمر معجب بطيف جدا، ففي كل مره يذهب للجامعه لياخذ سمر يستغل الفرصه،ليراقب طيف..

لاحظ عُمر ارتجاف شفتي طيف، فوجدها فرصه ليسمع صوتها..
عُمر ؛ شكلكم كنكم توكم طالعات من المسبح ههههههههههه ، طيف اطفي المكيف عندك؟

نظرت طيف الى المرآه الأماميه وهي تقول بنفسها ؛ وش يبغى ذاا مره جريء صراحه،ولكنها سرحت بعينيه .. وهي لاتشعر بذلك وتحدث نفسهاا ومازلت ترجف برداً .

سمر؛ هييه وين رحتي وش تفكرين فيه؟
طيف: ااءء ...لا ابد ولاشيء سمرر طفي المكيف برد.
عُمر ؛ لا مارح اطفيه سيارتي خل تستأذن مني اول.
سمر؛ عمررر بلا هبل عاد .
عُمر؛ انتيّ مالك....
-وقاطع كلامه صوتُ دافىء وناعم '-
طيف؛ عُمر لو سمحت ممكن تطفي المكيف؟
عُممر؛ ان ...ان شاء الله ..

وصلتَ طيف الى بيتها، ودخلت مسرعة متوجهه الى غرفتها،اغلقت خلفها الباب ووقفت امام النافذه المطله على الشارع امام بيتهم،وهي تتأمل قطرات المطر...
المطر من اكثر الأشياء التي تدعو للتأمل،صوت زخات المطر تجعلك تنسى كل ما حولكَ،وتنصت بإصغاء لذلك الصوت الذي يطرق بالارض ويرتد للاعلى وكأنه زفيركَ،شيء غريب قد نحب الاستماع لذلك الصوت على اقلّ من مهلنا ولكن! لا نُحب سماع قلوبنا وقتها..بل نفكر بعقلنا ونتخيل،ولم يكذب من قال ان الخيال عالم! ..

لو أن صوتك قابل للعناقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن