سمعت زوجة الأب بخبر من القصر ، و الذي قد يساعدها لمعرفة المزيد عن الأمير ، و الذي ترغب بشدة أن يكون زوجاً لإحدى ابنتيها ..ركضت باحثة عن سندريلا فوجدتها تغسل الثياب و هي تدندن بمرح .. نادت باسمها بصوت مرتفع .. توقفت سندريلا و التفتت ناحيتها باستغراب و كأنها تود معرفة ما تريده منها ..
زوجة الأب بجدية : سندريلا ... سمعت أن الحاكم يحتاج لعدد إضافي من الخدم ...
تعجبت سندريلا فتركت الثياب و وقفت : لكننا لسنا بحاجة للمال ، فقد ترك والدي الكثير !!
أجابتها بهدوء : هذا صحيح ... لكنني أريد أن اعرف أي معلومة تخص ابن الحاكم الشاب .. و لذلك ستذهبين كفتاة فقيرة و تعملين في القصر !!
شعرت سندريلا بالإذلال ، فلم تعمل كخادمة و هي ليست بحاجة لذلك !! لم يعجبها الأمر أبداً ، فأنزلت نظرها للأرض و قد انسدلت خصال شعرها البني المزين بشريطة صفراء ..
بينما تابعت زوجة الأب بصوت مرتفع : إياك أن تنطقي باسم عائلتك مهما حصل .. و إلا فإنني سأتخلى عنك و أرميك خارجاً !!
أومأت سندريلا برأسها و حالما ابتعدت زوجة ابيها عادت لإكمال عملها و هي تحدث نفسها قائلة بحزن : إنها تستغلني .. منذ وفاة والدي و هي لا تتوانى في رمي كل الاعمال على عاتقي .. اصبحت خادمة و لا استطيع الاعتراض ...
دمعت عيناها بحزن فمسحت تلك الدموع : لا بأس .. على الأقل سأستطيع الابتعاد عنها و عن ابنتيها المزعجتين لفترة !!
استجمعت قواها و ابعدت الحزن عن نفسها ثم تابعت العمل و هي تغني بسعادة و تفاؤل ..
في اليوم الذي يليه و دعت سندريلا العصافير التي كانت تطعمها كل صباح و الخيول التي اعتادت اطعامها و تنظيفها و التحدث إليها .. حملت اغراضها ثم تركت المنزل بعدما اوصتها زوجة ابيها بالكثير من الوصايا .. من اهمها جعل هويتها سراً .. وصلت لقصر الحاكم و قد قابلتها رئيسة الخدم و تم توظيفها فوراً كخادمة فهم بحاجة ماسة إلى الخدم الآن ...
______________________
كان الأمير الأشقر الوسيم يقرأ احد الكتب على مكتبه الانيق في تلك الغرفة الواسعة التي تخصه ... فشعر بالملل من الجلوس و قام باغلاق الكتاب ثم وقف و اخذ يتمدد بتعب فدخل شاب إلى غرفته بعدما طرق الباب و هو يقول بابتسامة : أيها الأمير ... هل انهيت القراءة ؟؟
حرك الأمير رأسه دليلاً على الرفض ثم نظر لخادمه الشخصي و تحدث : مللت يا أليكس .. أريد الخروج من هنا لاستنشاق بعض الهواء !!
أجابه أليكس بجدية : القراءة أمر مسلي أيها الأمير !! و إذا أردت استنشاق الهواء فما عليك سوى فتح النافذة .. !!
ثم اسرع ناحيتها و ابعد الستائر و فتحها فدخلت نسمة هواء جعلته يغلق عينيه بابتسامة و هو يقول : هل رأيت ..
أخذ الأمير نفساً ثم زفر و تابع : لندع امر القراءة جانباً .. ألم اخبرك أن تناديني باسمي !!
فاتجه ناحيته و تابع : فنحن اصدقاء !!
امسك أليكس بكتفي الأمير و قال بابتسامة : يسعدني انك تعتبرني صديقك ..
ثم دفعه و اجلسه على الكرسي و هو يتابع : لكن تظل هناك حدوداً بيننا .. و لا يمكنني مخاطبتك دون احترام !!
ايعد انظاره عنه بضيق و قد بدى ذلك واضحاً على ملامحه فقال أليكس بحزن : لا تصنع هذا الوجه الحزين .. فأنت بالنسبة لي صديقي الغالي قبل كل شيء .. حتى و إن كنت اناديك بالأمير أو غيره ...
ثم ربت عليه و تابع : انها مجرد مسميات لذا لا تلقي لها بالاً ...
ابتعد شارل عن أليكس ثم اتكأ على النافذة و قال : حسناً ... لن اناديك بأليكس بعد اليوم ...
تعجب الخادم و قال بتساؤل : إذن ماذا ؟؟
- لن احدثك ابداً ..
امسك أليكس برأسه ثم قال : و لكن لماذا انت غاضب ... ؟؟
نظر إليه شارل بمكر و تابع : سأتركك تناديني بالأمير أو بأي اسم تشاء .. و لكن بشرط ...
- ما هو ؟؟
أجاب بابتسامة واسعة : أن تدعني اسير في المساحات الكبيرة المحيطة بالقصر و التي تنتمي إليه .. انها في حدود القصر و ليست مكاناً مخيفاً !!
اخذ اليكس نفساً ثم زفر : لا بأس .. لكن سأرافقك .. و سأحاول جعلك لا تلفت النظر ...
ثم ذهب و احضر له ثياب كالتي يرتديها الجميع من عامة الشعب و تابع : إن اردت الحرية .. إلبسها !!
قال الأمير بمرح : بالطبع !!
ثم اخذها و ارتداها و خرج برفقة أليكس للتجول في تلك الاراضي الواسعة و الكبيرة و التي لا يصل إليها أحد .. فهي تخص القصر ..
وصلا إلى مكان في غاية الهدوء .. كان عبارة عن جسر يمر من فوق نهر جميل .. صعد الاثنان على الجسر و اتكآ عليه .. فقال شارل بابتسامة : مكان جميل للغاية ... و القمر المكتمل يزيده جمالاً !!
ثم نظر لأليكس ليجده يحمل معه كتاباً .. فقال بسرعة : لا تقل لي بأنه الكتاب الذي كنت اقرأه !!
أجابه بابتسامة واسعة : بلى .. عليك إتمامه !!
سحب شارل الكتاب منه بعشوائية فسقط منه لأسفل الجسر .. نظر إليه أليكس بحزن : لقد سقط الكتاب !!
اتكأ شارل على الجسر و حاول أن ينظر للأسفل عله يجد الكتاب لكن دون جدوى ، بالنسبة لأليكس فقد قلق عليه و اخذ يحاول منعه من التهور و يسحبه عندما اعتدل الامير في وقفته قال اليكس : ايها الامير ... لقد افزعتني حقاً !!
نظر إليه شارل و نطق بتعجب : لا أرى الكتاب ...
- هذا غير مهم !! المهم هو سلامتك !!
ضحك شارل ثم قال : لكنني فعلا آسف .. فبعدما تكبدت عناء احضاره .. اضعته بسهولة ...
نظر أليكس للساعة ثم قال بهدوء : لنعد ، فقد امضينا ما يكفي من الوقت في الخارج ...
- رغم أنه وقت قصير ...
نظر إليه أليكس بجدية فزفر الأمير : حسناً .. سنفعل ما تريده سيد أليكس ..
و أخذا يسيران للعودة إلى القصر ..
انتهى الفصل ..
أنت تقرأ
سندريلا
Romansقصة سندريلا الفتاة المسكينة التي اضطرت للعيش مع زوجة والدها الشريرة ، القصة ذاتها و لكن باختلافات قمت بإضافتها كأفكار خطرت ببالي .. ملاحظة : لمن يقرأ رواية صداقة أم حب فهذه هي المسرحية التي ستقوم الشخصيات بتأديتها ^^ | اذا قرأت و لم تحب القصة اخرج...