part 1

13.8K 165 43
                                    

{ *_1734_* }

Part 1

بِما أن والدي شخص كثير السفر والترحال نظرا لعمله الذي يتطلب ذلك، فها نحن ذا بطريقنا لمنزلنا الجديدالرقم مئة علي ما أظن.  لقد نِزلنا قبل نصف ساعة من الطائرة بعد وصولنا لهذه البلد الذي لم يخيل لي في يوم من الأيام أن أقدامي ستطئ أراضيه.
-كوريا الجنوبية-
"لماذا!!!" 
إمتعضت غيظاً بوجه أمي التي سحبت السماعات من أذني، ثم أشحتُ نظري من فوقها بتضايقٍ أنظر لطريق أمام...
أكره أن يسحب أحدٌ سماعاتي.

لقد توقفت السيارة، وهذا يعني أننا وصلنا.
أطرقت نظري لهاتفي و كانت الساعة تشير إلي 17:34.
"ناديتكِ للمرة الألف، و لم تسمعيني لإستِحواذ تلك الأغاني بين أذنيك علي دماغكِ"
دحرجت أعيني بتملل و فارقتُ السيارة فرارا من ترهات أمي اللامتناهية.
تأملت الحي الراقي و الهادئ  المنظم لثوانٍ تعد علي رؤوس الأصابع لم أستغرق التحديق به مطولا رغم جمالِه لإعتيادي على مثل هذه الأحياء.
أعدت تثبيت السماعات بأذناي،  و أخذت أساعد والدي في إدخال حقائبنا للمنزل الذي لم يكن مبهرَ التصميم بل مُتوقع.

مُباشرة بعد إنتهائنا من نقل الحقائب، لم يكن هناك شيء يشغل بالي سوي سوي النوم.
صعدت السلالم بعجَلة و أول غرفة لمحها بصري دخلتها دون تردد.
أرتميت على سريرها أُحدق بالسقف، بينما أتنهد بِبُلوحٍ و تجشّم السفر.
هنالك أمر راود ذهني فجأة، وهو كيف سيكون حال دراستي بالثانوية الجديدة؟ هل سأجد أصدقاء ودودين؟
أم كعادتي لن أشعر بالراحة مع أي كان؟
علي أي حال،  فبِالأصل لا يستوجب على التعلق بأي أحد، ففي الأخير سننتقل عاجلا أم آجلا.
أقصى حد للبقاء هو نصف سنة.
أغلقت نظري في محاولة لإستحضار النوم.
لكن هنالك ما يعيق طقوسي،  و هو الحر الشديد بهذه الغرفة و أحتدامها.
أستقمت بتأفف نحو النافذة، فتحتها عُنوة و قد جذبني نوعا ما المنظر الذي تصادم به نظري.
لم أتوقع أن تطل هذه الفُتحة علي حديقة المنزل الملتصق بنا، و يا لها من حديقة.
إبتسمت لا شعوريا علي شكلها الملفت و الأخاذ.
حتي أبلج جسد فجأة و لا أدري من أين أقبَلَ لكن بلا شك إنه مالك الحديقة.
عقدت حاجباي أُحاول رؤية شكل وجهه لإشباع فضولي لكن ما مِن طائلٍ.... كل ما أستطيع إبصاره هو ظهره واسع المنكبين.
حسنا و ما هذا التطفل الذي إنتابني وهلةّ...
عُدت للخلف دون إكتراثِ بخطوة لأسحب الستار و أستر به النافذة، لكنني توقفت عندما تلاقت أعيني بخاصته حينما إلتفت علي غُرة.
أوه......
هل حقا يوجد رجال كوريين بهذه الجاذبيّة؟ أعني لَطالما فكرتي و نظري عنهم أنهم ذي أشكال ناعمة.
لكن.... ما كمية الجاذبية و الرجولة المقابلة لي الآن؟

رمشت بحرج و أسميت يدي في الهواء ألوح كتحية له كوني جارة جديدة.
فقط من باب الإحترام، فهو يبدو رجلا يكبرني بسنين وأنا بالسابعة عشر، لا بأس بما فعلت.
يستوجب على والدتي أن تكون فخورة بي عكس ما هي عليه، و أن تتوقف عن منادتي بالمنعزلة.
هو إكتفي بنظر لي بلا أي تعبير، ثم ألتفت مُكملا ما كان يقوم به من سقي الأزهار...مُحرج!!!!

1734حيث تعيش القصص. اكتشف الآن