{ *_1734_* }
Part 2
"عاجِلي يا فتاة! الحافلة ليست تحت خِذمتِك"
صاحت أمي من الأسفلِ بينما أنا هنا بغرفتي أبحث عن سماعاتي التي لم تجد وقتاً مناسباً لتتلف إلا الأن.لن أركب حافلة المدرسة و أنا أستمع لضجيج التلاميذ.
مستحيل و ألف مستحيل!
نزلت الأدارج بسرعة أرتدي حقيبتي ثم خرجت المنزل صافعة دون قصد، أجزم أن والِدتي تشتمني الأن!
ها هو ذا سائق الحافلة يعاينني بغضب فطيلة الأسبوع الأول لي بالثانوية جعلته ينتظر لمدة عشر دقائق كاملة.صعدت الحافلة و أنا كارِهة لرؤية هاته الوجوه.
هم لم يؤذوني لكن تكفيني همساتهم حينما يلمحونني و نظراتهم الغريبة صِوُبي.
شغلت أغنيتي المفضلة و أسندت رأسي على النافذة أتامل الطُرقات...
وكل ما يشغل ذهني هو العم جيون جونغكوك غريب الأطوار ذاك.
ليس إعجاباً أو شيء من هذا القبيل، هو يشغل بالي لأنني منزعجة و بشدة من تصرفاته المُبهمة.هو يزورنا بشكل دائم طيلة أسبوعنا الأول هنا طلبا مِن والدي، و يصطحب معه نظراته الغريبة نحوي و تلامسه الذي يُزعم أنه دون قصد!
توقفت الحافلة ثم نزلتُ و توجهت بشكلٍ مباشر إلي القِسم.
••• إنتهت جميع الحصص بلمح البصر، و أنا ذا هنا خارج ثانوية قرب أحد المتاجر أشتري بعض المُكسرات المجببة لقلبي.
لا تسألوا لما لست بالحافلة، فقد تأخرت بالمرحاض و فاتتني.
هنا أتمشي بالطرق بكل أريحية رغم أنني قد أضعت طريق المنزل تماماً، و لا أدري لِما لا أشعر بالهلع.
الأسبوع الأول بالثانوية كان مملا أكثر مما توقعت، و كما تكهنت لم يثير أيّ من الطلاب إهتمامي.
رن هاتفي فجأةً، أخذته أتحقق مِن الرقم الغريب...
إستغربت ببادئ الأمر إلا أنني أجبت بالأخير.
*مرحبا *
* أين أنتِ*
كانت أول ما سمعته في المقابل دون مقدمات بصوت أجش عميق.
لكن كيف تعرفت علي صاحبه بسهولة، و كيف حصل علي رقمي!؟
*سيد جيون؟ *توقفت عن المشي بعد أن عمِلت علي أن تبدو نبرتي عادية بينما الذعر تسلل لفؤادي....
ثم أضفت متسائلة:
*ما الذي تريده *
قضمت شفتي بسبب سؤالي الوقح، هذا لم يكن مهذبا!
*لقد سألتك بالفعل عن ما أريده. *ل-لا... أعلم لقد أضعت طريقي*
قلت بصعوبة أضغط بأصبعي داخل كفي فرط الإضطراب لنبرته المُوترة، و قد سمعته يهمهم من خلف الهاتف ثم أضاف:
*أ يمكنك إرسال موقعك لِرقمي هذا *صمتت غير قادرة علي الإجابة....
ما الذي يريده؟؟
حتي سمعته يستضحك بخفة، و قال:*هل أنتِ خائفة *
صمتي كان جوابي مرة أخري، لكنه سرعان ما شارف علي الحديث مجددا:
"والديكِ لَيسا بالمنزل، ذهبا لقضاء حوائجهما بمكانٍ ما و قد إئتمناني عليكِ حالما يعودان بالمساء، و بما أنني أنتظرتكِ طويلا والحافلة لم تأتي بعد فهذا دفعني للإتصال بك، لا تقلقي والدكِ من مدني برقمكِ في حالة إحتجتُ للإتصال"تسللت تنهيدة راحة من أعماقي نوعا ما، فهمهمت بتفهم... ثم أقفلت الخط و قمت بتشغيل الGPS، أنسخ موقعي و أرسله.
لو إتصلا هما بي و أخبراني لكان أفضل، علاوة علي ذلك أستطيع الإهتمام بنفسي لما سيأتمنان علي ذلك الغريب. لست طفلة بالتاسع من عمرها...
إنه صديق أبي رُبما... هذا لا يعني أن يضع ثقته به!
مر بعض من الزمن علي وقوفي بنفس البقعة أفكر، حتي توقفت سيارة سوداء أمام قدماي علي حافة الرصيف، حبكتُ حاجباي مستغربة أنظر لزجاجها المظلم حتي نزل و ظهر وجهه.أشار بِحاجبه أن أركب و قد قمت بعد تردد بسيط و مِن ثم تحرك مباشرة لوجهته.
لم يتحدث كِلينا طوال الطريق... حتي أوقف سيارته قرب منزله عِند وصولنا للحي.
نزلت متوجهة نحو منزلنا بعد أن شكرته لكنه أوقفني متلفظاً:
"إلي أين؟"
سأل يقف قرب سيارته و كلتا يديه مدسوسة بجيوب سرواله، شعره يرفرف بفعل الرياح الخفيفة، ياقة قميصه أيضاً كانت تهتز و لأن أزرار قميصه الأول مفتوحة بإهمال فكان من السهل ملاحظة صدره الرياضي.رفعت حاجبي غير مستنبطة المغزي من سؤاله و أشرت له للمنزل.. لكنه فقط أومأ بالنفي،
"أ معكِ مفاتيح المنزل؟"
اوه
حسنا سؤاله وجيه و جوابه هو لا.
"والديكِ لم يتركا المفاتيح لكِ لذلك ستضطرين للبقاء بمنزلي إلي حين"
قوس فمه بأسف، و لا أدري لما أحسست بأنه أسفٌ مزيف.
تصنمت مكاني للحظات ثم تتبعته حينما تقدم نحو باب منزِله لفتحه..
دخلت خلفه بتردد كبير... لكنني بالأخير هنا، وسط منزله.
أقفل الباب و أنا ظللت مكاني أحدق بتصميم منزله الغريب كهالته، اللون الاسود و الخشبي طاغي بشكل مفرط علي المكان.تقدمت بعد أن أومأ لي أن أجلس بأحد أرائك الصالة الجليدية.
و قد أختفي بين أركان المنزل، فجلست علي الأريكة و شبكت يداي فوق فخدي بحرص، أريد فقط أن يعود والداي لا أشعر أبدا بالراحة جواره.
عاد يحمل بين يديه صينية و بها كأس عصير..
هذا لطفٌ منه.
لكن إسرافي بالتفكير جعلني أتسائل.
لما أتي بكأس لي فقط؟
أ ينوي تخذيري؟
ألهي! و لما وثقت به أنا أصلا، لا بد و أن قصة إنسغال والداي مجرد كذبة أيضا...بدأت راحة يدي بتعرق بينما هو جلس مقابلا لي يحدق بي مباشرة، تلاقت نظرتنا عنوة و أهديته بسمة مزيفة.
•••
مرت ربع ساعة منذ المشهد الفائت، لقد ذهب لغرفته الأن علي ما أعتقد و أنا لا زالت أحدق بكأس العصير ذاك.
كم أشتهي شربه دفعة واحدة لكنني خائفة حقا.عاد هو إلي الصالة بعد أن غير ثيابه.
يرتدي الأن قميصا، بلا أكمام أحد ذراعيه يمتلك وشم علي طوله.
هو حقا يبدو كأنه شابا شكليا.
حسنا... شخص بالرابع و الثلاثين، ليس عجوز كي أقول هذا.. أنه وسيم.
"أ لن تشربي كأسك"
سأل فجأة يجلس مقابلا لي مباشرة، و أنا أومئت نفياً ببسمة صفراء.
"لا أريده شكرا لك"قلت بالمقابل و هو همهم بتفهم يحدق بي بشكل مريب كعادته أو ربما أنا فقط من أراه مريبا.
"مرري لي ذاك الكتاب ورائكِ من فضلكِ"
قال فجأةً و أنا إلتفتت خلفي، حيث يوجد رف رخامي به ثلاث كتب، إستقمت و توجهت نحوه ألبي طلب رجلا يكبرني فيستوجب علي إحترامه، صحيح؟
"ليس ذاك بل الأسود"
قال بعدما مددت يدي لكتاب أحمر اللون.
إستبدلته بالأسود كما قال.
ثم إلتفتت أدنو من جسده، مددته له و هو رفع يده نحوي كي يمسكه.إستغربت من عدم أخذه مني، بل ظل يرمق أعيني، و قال
"غريب"
عقدت حاجباي دون فهم
"عفو--"
و دون أن أتمم كلامي، باغتني بمسكه لمعصمي و سحبي لجسده أجلس فوق فخده.
غشت بصري دهشت الإستيعاب و عزمت النهوض بسرعة لكنه كان أسرع بمحاوطة خصري من الخلف بذراعه و شده لي نحوه بقوة."كيف كان يومِك الدراسي؟"
سأل و أنا تجمدت أتنفس بصعوبة.....
"ما الذي تفعله"
سألت بتعسّر و هو مرر أصابعه على طول ظهري..
"أسئلكِ"
قال بهدوء...
رغبة البكاء و الصراخ تزايدت لدي، لكنني عاجزة تماما و أنا أحُدق مباشرة به بأعين ترمش بسرعة فائقة متجمدة...
سلل كفه وراء رقبتي و سحبني للخلف ليصبح وجهي تحت خاصته تسارعت نبضات قلبي أتطلع لما سيقوم به بذعر و توهن.حتب إنحني أكثر مقتربا من وجهي بينما لا زال يجلسني علي فخده.. "طيلة الأسبوع الفائت.. كنتِ تتحاشيني، أ كبرياءاً كان"
"م-ما الذي تعينه" قلت أدفعه عني لأنهض، لكنه شد علي جسدي قسرا...
"بكِ شئ مميّز"
أضاف بشبه همس و أنا أقفلت أعيني بسبب رعشتي أثر أنفاسه.
إستشعرت تلامش شفاهه ضد رقبتي فدفعته بشدة بعد إن أستجمعت قوتي.
وقفت بعيدة عنه و صدري بدأ يصعد و يهبطّ بسرعة جنونية، و هو نظر لي بحواجب منعقدة و وجه منزعج.لقد بدي مخيفا حقا، لكنني جمعت رابطة جأشي و صرخت بوجهه:
"أ تدرك ما تقوم به! إنك تتحرش بقاصر أيها المريض"
قلت بغضب مفرط أمسح رقبتي بقرف و تقزز، و هو نهض من مكانه يتقدم نحوي.
"أوه! تحرش؟ "
إختفت ملامحه الغاضبة مع سؤاله، و أنا قد صدمت كليا بردة فعله.
نهض من مجلسه... و قال"إعتبريه ما شئتِ.. فأنا أراه رد إعتبار"
تنقلت بين أعينه دون فهم لكلامه، لكنني لا أريد أن أفهم! فقد تقدمت لأحمل حقيبتي و أغادر لكن بكل وقاحة حاوط رسغي بقبضته و سحبني لأرطتم بصدره.
"أنتِ لا تبدين كقاصر أبداً"
قال و إزدردت ريقي رعبا حتي أمسك فكي بقبضته و أقفلت أعيني بقوة حينما إنحني لي و شعرت بشفاهه علي رقبتي يقبلها.
شددت علي قبضة يدي بقوة أريد أن أقوم بردعه عني لكنني عاجزة بحق أشعر و كأنه سيغمي علي من شدة الضعف.إجتمعت الدموع بأعيني و هو ليزال علي نفس الحال يقبل رقبتي، بدأت يده تداعب أفخادي العارية تحت تنورة اللباس المدرسي.
فشددت علي قميصه كمحاولة فاشلة لإيقافه، لكنه فعلا توقف حينما سمع صوت طرقّ بالباب.
إبتعد عني قليلا يحدق بي بينما أنا لم أستطيع رفع نظري نحوه منصدمة من ما جري.
إتجه نحو الباب دون كلمة...
و قد إستطعت التعرف علي الطارق عند تسلل أصواتهما لداخل المنزل، جريت بسرعة ناحية الأريكة و حملت حقيبتي أتوجه نحوهما.
"أمي أعطيني المفاتيح"
قلت أتحاشي النظر لها و هي فعلت بعد أن نظرت لي بتعجب.. لم أستطيع النظر للذي كان يقف قرب والدي.
و خرجت مسرعة نحو منزلنا و أدخلت أخيرا المفتاح بشقة الباب بعد أن خفقت لألف مرة بسبب إرتجاف أناملي.
حمدا لله أنهما لم يتأخرا للمساء، لقام بإغتصابي دون شك.
صعدت غرفتي و رميت الحقيبة أرضا توجهت نحو النافذة أطل علي الحديقة بينما أمسح بشرة عنقي بإشمئزاز.أقفلت النافذة بإحكام ثم جلست علي السرير أرتعد و أعيني تأبي ذرف الدموع مشدوهة...
أفكر فيما يجب أن أقوم به، شفتاي أبيضت ترتعش و أجزم أن وجهي قد أصفر، شكوكي كانت كلها بمحلها تجاهه، أنه ليس شخص جيد...
يجدر بي إخبار والداي... لكن أبي قد تعب من اابحث عن منزل للإيجار..... لا أريد أن أفسد الأمر عليه، هل المشكلة مني أنا؟ أنا حقا خائفة.
شعرت بدمعة تقطر فوق يداي، و قد فكرت بشئ...
سأقابل الشرطة دون علمهما؟؟ هل قد ينجح هذا؟؟
أريد أي طريقة لن تجعل أمي تعلم بما جري!طرقات خفيفة علي باب غرفتي إنفزعت لبرهه بسببها، فكرت في ماذا لو كان هو الطارق؟
لكن لابد وأنها أمي، إستنشقت الهواء عميقا مسحت دمعتي و لوحت علي وجهي بسرعة أعدل خصلات شعري فوق رقبتي، ثم قلت:
"أدخل"
بالفعل قامت بذلك و رمقتني بتشكيك.
"هل أنتِ بخير؟"
سألت و أنا هززت رأسي بسرعة.
"أجل أنه وقت الدورة الشهرية"
كذبت و أنا أحاول إخفاء رقبتي بشعري مخافة أن تكون هنالك أي أثر، و هي همهمت بتفهم ثم جلست قربي مضيفة:"جئت لأخبركِ بأنني و والدكِ سنعود لديار لمدة شهرين، لقد حصل أمر طارئ و لن نستطيع أخذكِ معنا نظرا لدراستك، لقد تنقلتِ كثيرة هذا العام، و إنه عامكِ الأخير بالثانوية يجب أن تهتمي أكقر بالدراسة"
نظرت لها بلا تصديق.. جفلت بها دون كلمة...
أستوعب أنني سأنعم ببعض الراحة دونها!!؟
"لا بأس، أتمني أن يكون كل شيء بخير"
قلت أخفي حماسي أزيف أسفي، و هي نهضت متجهه نحو الباب ثم إلتفتت لتذكرها أمر ما.
"أوه و نسيت، سيتكلف بكِ السيد جيون لقد تحثنا معه قبل قليل عنكِ، و هو مستعد للإعتناء بكِ أثناء غيابنا"يتبع.......♡