رواية "عِيار مِن نوعٍ خَاص"
الفصل الأول "نسيان آلام مرت بهم"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أترىٰ تِلك الظُلمة التي أمامكَ؟!..
يا لها من سُخرية نحنُ في تِلك الظُلمة بالفعل!..
ظُلمة مُكتسيّة بالظلام الذي بداخِلك..
لا أحد يَراهُ سِواكَ..
و مازِلت تضحك على نفسكَ أنكَ بخير!..
و هُنا سوف أطرحُ سؤالًا يُراود ذهني كثيرًا..
إلىٰ متىٰ سوف تتحمل كُل ذلك الألم؟..
أراكَ تتحسسُ على ندبتِكَ بنفس حَسرتِكَ..
و لا أحد يُربتُ على كتفك يشدُ من أزركَ!..
تنهيدات تخرج من جَوفِكَ و كأنها ساخنة بلهيب قلبكَ..
يحترق بعذابٍ لا يَراهُ إلاكَ..
و ما علىٰ قلبُك سوىٰ أن يحترق و يُكمل طريقه بِرَماده.في عام ألفٍ و تسعُمئة و و خمسة و أربعون:
قطب جبينه بتذمر شديد فهو للمرة الخامسة يخسر في تِلك اللُعبة و وصل لدرجة التعصب و زجر بصوتٍ مبحوح:
_ أنتَ تغش ديفيد و تضحك علينا جميعًا.
رمقه "ديفيد" بنظرات قوية قائلًا:
_ أرثر كُف عن الثرثرة.. أنا لا أغش أنتَ أحمق لا تفهم اللُعبة.
زم "أرثر" شفتيه بامتعاض مُرددًا:
_ سوف أذهب لأبي أفضل من الجلوس معكم.
ثم ضرب الأرضية بقدميه و ذهب من أمامهم و بعد ثانية من ذهابه تعالت الضحكات من البقية و هتف واحدٍ منهم:
_ حقًا أبله.. لنُكمل اللُعبة ديفيد.
ابتسم لهُ "ديفيد" هاتفًا على عِجالة:
_ كفىٰ لُعب الآن يوهان.. لنلحق بالأبله سوف يختلق كذبة لأبيك.
_ حقًا ديفيد و تتركني هُنا!!
إلتفت على أثر صوت أخته الرقيقة و رد عليها بحنوٍ:
_ بالطبع لا جميلتي إليندا.
ركضت لهُ "إليندا" ثم ذهب ثلاثتهم لرُدهة المنزل الشاسع، حمحم "ديفيد" عندما رأي تجهم وجه أبيه بالطبع قد فعل "أرثر" أكذوبة كالعادة، تقدم والده منهم و سأله بصوت غاضب:
_ ما الذي سمعتهُ من أخيك الأصغر؟!
زفر الآخر بحنق قائلًا:
_ أنتَ تعلم أبي ابنُك أرثر يُحب إغضابك حتى تثور أنتَ
عليّ، إلتفت و أنظر لهُ يبتسم لي بإستفزاز!أنهىٰ حديثه الحانق و هو يرمق أخيه الذي يستفزه بنظراته الشقية و عندما إلتفت والده تحول وجهه إلى كُتلة من البراءة و كأنه لم يفعل شيء الآن!.
أنت تقرأ
عيار من نوع خـاص
Acciónالعالم يخضع بخوف لقوانين حاكمها و حاشيته الذين لم يعرفوا الرحمة، قوانين تحتم بإمتلاك هؤلاء الأبرياء، ضحايا تتناثر هُنا و هُناك لا أحد يوقفهم لأنهم ببساطة لا يمتلكون القوة في صدهم، ينتظرون من يأتي و ينقذهم من تلك الوحوش الجامحة على أملٍ أن تأتي مُعجز...