رواية "عِيار مِن نوعٍ خَاص"
الفصل الرابع "نحر رقبة"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيظن المرء أنه يمتلك حُريته، لم يقدر مخلوق على سلبَها منه و لم يكترث ذلك المرء ليديه المُقيدة، أقدامه حُرة طليقة يسير في ذلك و ذاك ولكن عُذرًا عزيزي ماذا عن يديك؟، لم تنظر لحريتك المُقيدة والمُطلقة في آن واحد؟، كيف تسير كيفما تشاء و أنتَ عاجز على فعل شيء ترغب به؟، لماذا لم تكترث بأنك إنسان حُر بدون جناحان؟.
في اليوم التالي صباحًا، كان الأخوة و "ديلما" و "إبراهام" ما زالوا نائمين بعُمق من أثر تعب السفر، شعر "يوهان" بيد تصفعه بعُنف و هو نائم فاستيقظ على بفزع والتفت حوّله رأى أخيه "أرثر" الذي فعل ذلك و هو مازال في غفوته، زمجر فيه بغضب:
_ أيها الثور اللعين، يدك هذه من حديد أم ماذا؟!
استيقظ الجميع على زمجرته و الجميع ينظر له بتعجب و سأله أخيه "ديفيد" بصوت ناعس:
_ ما بك أيها المُزعج؟
أجابه "يوهان" بتذمر:
_ أخيك صفعني على وجهي بقوة أدت لهلعي.
أنهي حديثه و سمع صوت ضحكات "ديلما" التي قالت بتشفي:
_ أوه يوهان كم هو مؤلم.
تجاهل سخريتها و رمق "أرثر" النائم بعُمق فابتسم بخُبث قائلًا بهمس:
_ انتظرني عزيزي.
نهض من جلسته و ذهب من أمام الجميع مُسرعًا، و بعد عشر دقائق عاد و هو يحمل في يده سطل مُتوسط الحجم من الماء البارد، اتسعت ابتسامته و هو يرمق أخيه ثُمّ ألقى بالسطل عليه بقوة، شهق "أرثر" بفزع و شعر بالماء في أنفه و بعض المياه دخلت فمه عِنوة فسعل بقوة، نظر حوله بغضب فرأى أخيه الذي كان يضحك بصخب قائلًا:
_ تبدو هيئتك أجمل بكثير عزيزي أرثر.
استقام "أرثر" بسرعة و ركض خلف أخيه و هو يتوعد له:
_ لم أرحمك أيها الوغد.
لحق به و أحاط جسده و أسقطه أرضًا فبدأ عِراك قوي، ركض لهم "ديفيد" لكي يُبعد الاثنان لكن الاثنان أطاحوا به أرضًا فأصبح العِراك بين الثلاث.
تشدق "إبراهام" و هو ينظر لذلك العِراك:
_ ثلاث ثيران يأكلون بعضهم على أي شيء، كيف هؤلاء ضُباط مخابرات؟!
أجابته "ديلما" بسخرية و التي كانت تجلس بجانبه تتابع معه:
_ هؤلاء الثيران بعد ذلك العِراك المُميت سيتعانقون بعد دقائق.

أنت تقرأ
عيار من نوع خـاص
Actionالعالم يخضع بخوف لقوانين حاكمها و حاشيته الذين لم يعرفوا الرحمة، قوانين تحتم بإمتلاك هؤلاء الأبرياء، ضحايا تتناثر هُنا و هُناك لا أحد يوقفهم لأنهم ببساطة لا يمتلكون القوة في صدهم، ينتظرون من يأتي و ينقذهم من تلك الوحوش الجامحة على أملٍ أن تأتي مُعجز...