لنلتقي مجددا

54 20 0
                                    


الكتاب

الفصل الخامس: ربما هناك أمل

يوم آخر.

زيارة أخرى.

نفس الشخص.

نفس الابتسامة.

نفس الأمل.

جلستُ على المقعد بهدوء، وباشرتُ القول:

ـ لقد فكرتُ جيدا في حديثك البارحة، والحقيقة أنني وجدت شيئا مهما.

ـ حقا؟ هذه أخبار جميلة، هيا أخبريني بسرعة.

عدلتُ من وضعيتي قبل أن أباشر القول بحماس يعبر عن بصيص الأمل الذي صاحبني:

ـ لقد كانتْ الساحة فارغة. لم ألمح ولو شخصا واحدا في المحيط، كما لو أن الجميع اجتمع على مغادرة الجامعة. لكن، عندما هاجمتني الضحية أستطيع الجزم أنني سمعت أحدهم يصرخ. ظننت لوهلة أنني كنت الشخص الذي صرخ بحكم أنني كنت نصف واعية. لكن بعد تفكير طويل أدركت أنها لم تكن أنا... أعتقد أنه كان شخصا يريد جذب الاهتمام للجريمة.

ـ لا بد وأن الصرخة من ضمن الخطة أيضا إذن، أراد الشخص إثارة الانتباه. لكن ما يزعجني في الأمر أن كاميرا المراقبة لم تظهر أي أحد يصرخ. لقد خطط الجاني لكل شيء بدقة شديدة.

ـ إذن لا أرى أننا أحرزنا أي تقدم بهذه المعلومات، فنحن لا نعلم حتى ما إذا تعلق الأمر بذكر أو أنثى.

ـ أجل، أنت محقة.

قال بابتسامة الانتصار التي لا تتماشى مع الوضعية، ثم أكمل:

ـ لكنني أحرزت تقدما بتواصلي مع عائلة الضحية.

فتحتُ عيناي على أخرهما، ووضعت يداي على شفتاي لأمنع شهقة السرور من الخروج، وأضفتُ بابتسامة واسعة:

ـ حقا؟ لكن هل سمحت الشرطة بهذا؟

ـ الحياة ليست بهذه السهولة عزيزتي، بالطبع تلقيت الرفض المزعج. لقد مللتُ حجج الشرطة حقا ـ المحققون وحدهم من يُسمح لهم بالتحقيق مع عائلات الضحايا ـ حتى أن الوضعية الصعبة التي تمر منها العائلة وقفت عائقا في طريقي، لكنني لم أستسلم بالطبع إلى أن أتيحت لي الفرصة للتحدث مع فتاة تقارب الثلاثين. اكتشفتُ فيما بعد أنها أختها الكبرى، والحقيقة أنها لم تقل شيئا ذا أهمية كبيرة في البداية. كانت فتاة صادقة ولطيفة، لهذا لم أرغب في أن أظهر نفسي كشخص استغلالي يريد استنباط المعلومات فقط ويلوذ بالفرار بعدها. انتظرتُها حتى تكمل حديثها الدرامي عن أختها الصغيرة ومن ثم سألتها عن إمكانية الدخول إلى غرفة الضحية. وهي لم تكن لترفض بالطبع بعد أن أظهرتُ لها جاذبيتي التي لا تقاوم.

رسمتُ ابتسامة على وجهي حين أكمل سامي متبنيا الكثير من الجدية:

ـ لكنها قالت شيئا أثار استغرابي.

موردينو:مدينة النور و الظلام ( الجزء الأول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن