لغز غريب

10 4 0
                                    


إييرا

لم أتأخر في الوصول إلى المنزل محملة بالعدة الطبية التي تركها لي فادي في بيته.

لم أصعدْ مباشرة إلى الطابق العلوي حيث كان آدم يعاني من ألم الإصابة مباشرة حيث ساقتني أقدامي نحو الطاولة التي حضنتْ بعض الكتب المبعثرة بشكل فوضوي.

للحظة، تناسيت كل شيء عندما رأيت كتابا كنت أحلم بامتلاكه، إنه كتاب يصف تاريخ ملفيك منذ بدايتها... فتحتُه بعشوائية عندما سقطتْ قطعة ورقة صغيرة من حجم 4×4، حملتها من الأرضية الخشبية بهدوء فإذا بي أرى الحبر الذي كون الكلمة التي كُتبت بشكل عريض ـ ميركاليس ـ

انتشرتْ معالم الحيرة على وجهي عندما تذكرتُ نفس الكلمة التي ترددتْ على مسامعي في مكان ما، لكنني لا أتذكر، أين؟

البناء الضخم... إيفانا... شعرتُ بالانقطاع اللحظي الذي عانت منه أنفاسي عندما تذكرتُ الموت البائس الذي سلب الجدة من إيفانا. أجل، لقد خرج المصطلح من الشفاه المحتضرة للجدة. تلمستُ القناع الذي يغطي الندبة التي سببها الحريق ما جعلني أتذكر الكلمة بوضوح ـ ميراكليس ـ

اعتقدتُ حينها أن الأمر لا يتعلق سوى بأعراض احتضار، لكن وجود هذه الورقة في هذا المنزل يثبت أن الأمر يتعدى احتمال تعلق الأمر بمجرد صدفة.

أسرعتُ بالصعود نحو الطابق العلوي مجددا. واستغرقتُ من الوقت نصف ساعة لتضميد الجرح الذي سببته المطرقة الحديدية التي تسببتْ بالجرح في ذراع آدم.

ـ هل والدتي بخير؟

قال آدم بعد بضع دقائق.

أومأتُ إيجابا. وأكملتُ:

ـ لا تقلق، لقد وصلتَ في الوقت المناسب.

أفرج الشاب عن تنهيدة حملتْ من الراحة والاطمئنان ما زرع السكينة في قلبه... خيَمَ الصمت لمدة لم تُسمع خلالها سوى أصوات أنفاسنا الخائفة، ثم قال آدم بشيء من التردد.

ـ إذن كلمات ذلك اليوم صحيحة؟

لم أستدر نحوه رغم سماع صوته إذ أكملت الطريق التي قادتني نحو سرير والدته. كدتُ أتفحص نبضاتها لولا قاطعتني محاولة الصبي في النهوض من مكانه والتي سببت له ألما عبر عنه بآهة جعلتني أقترب نحوه وأوبخه. عاتبْته بشكل غريزي لأنه لم يراعي لصحته... أنا خائفة على صحة هذا الشخص الملفيكي وهذا غريب، غريب جدا.

ساعدتْه بالجلوس على أحد الأرائك.

ـ أرجوك أخبريني إييرا... أنا حقا لا افهم الأمر، أشعر وكأنني سأفقد عقلي.

جلستُ على جانبه الأيسر، وأخذتُ نفسا عميقا استعدادا لكشف السر وتفاصيله للشخص الثالث...آدم.

ـ أجل، الأمر صحيح. هناك طريقة تمكنني من التعرف على أحداث قريبة الحدوث.

أشاح آدم بنظره إلى الحائط في محاولة فاشلة لإخفاء معالم الحيرة التي تملكت وجهه ولم تمر سوى عدة ثواني قبل أن يمرر يدا مرتجفة عبر خصلات شعره قائلا:

موردينو:مدينة النور و الظلام ( الجزء الأول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن