محاولة إنقاذ فاشلة

32 12 0
                                    

إييرا

كل ما بداخلي تحطم وتبعثر، وأصبحتُ أشلاء تناثرتْ فوق صفحات البحر الواسع الذي سيغرقني في عمقه.

لم أشعر برجفة يداي إلا وأنا أغلق الكتاب بعد الانتهاء من الفصل الذي أقل ما يقال في حقه أنه صادم.

قصدتْ عيناي الساعة المعلقة على الحائط.

إنها العاشرة مساءا.

هل ستحدث هذه الأمور بعد ساعتين من الآن؟

التساؤل الوحيد الذي استطاع عقلي تكوينه. وها قد بدأ الأمل في الظهور مجددا، الأمل في أن كل ما يحصل ليس سوى كابوس سيختفي بين الفينة والأخرى. سيختفي عندما أستيقظ صباح الغد.

لن أفكر في هذا الأمر ولن تخطو قدماي عتبة واحدة خارج هذا المنزل بعد منتصف الليل، سيكون كل شيء بخير. ربما سَيَلقى آدم كوزمورف حتفه هذه الليلة لكنني لن أكون هناك.

لماذا قد أساعدُ شخصا أذلني وأهانني وشتمني أمام الجميع؟

سأنام بهدوء، وسأستيقظ غدا، وسيتكرر اليوم الدراسي من جديد، ومهما سمعت من أخبار سيئة فلن أحزن أو أشعر بتأنيب في الضمير، لأنني لم أكن السبب في أي شيء.

لست السبب فيما قد يحصل.

ـــــ

تسلل برج عنيف إلى جسدي فجعله يرتجف من الأعلى إلى الأسفل. فتحتُ عيناي بتثاقل أحاول أن أحصُل على غطائي الذي سقط عن السرير، ولم أتأخر في إغلاقهما راغبة في المزيد من دقائق النوم.

يحصل شيء غريب.

ترددتْ الثلاث كلمات في عقلي فغَصبتْ جفوني المُتْعبة إلى أن تُفتح بكل قوة، ولم يستغرقني الأمر سوى ثانية واحدة لأدرك أن الوضع مختلف عما يكون عليه عندما أستيقظ في غرفتي الخاصة.

أنا لستُ في المنزل.

تجولتُ المكان بعيناي المدهوشتين المصدوتين الصارختين برغبة لتفسير لما يحصل، ثم تفاقمتُ آثار الصدمة بداخلي حين أدركتُ أنني مستلقية على إحدى الكراسي في الحديقة المقابلة لباب اليوم الجديد.

انتهى بي الأمر خارج المنزل.

انتشرتْ مشاعر الخوف بداخلي بالرغم من محاولاتي المكثفة لمنعها من الاستيلاء علي، ثم وضعتُ يداي على شفتاي راغبة في قمع صيحة الرعب التي كانت كفيلة بإيقاظ الحارسين المستلقيين بتعب أمام الباب.

أغمضتُ عيناي بيأس حينَ بدأت أحداث الكتاب بالظهور مجددا في رأسي.

إنه منتصف الليل.

إنها أحداث الكتاب تتكرر مجددا.

يجب أن أعود للمنزل.

لا أعلم كيف وصلت لهذا المكان ولا أريد أن أعرف، أريد فقط الذهاب إلى المنزل. ربما سيحترق قصر السيد كوزمورف، ولكنني لن أهتم أبدا، سيكون ذلك انتقاما لما فعله بحقي سابقا.

موردينو:مدينة النور و الظلام ( الجزء الأول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن