الفصل الثالث ( البقاء لله!!)

81 16 0
                                    

الفصل الثالث
"لَا نَشْعُر بِالحُبِّ إِلا عِندَ الفُرَاق"
-------------------
وصل إلى باب المنزل دون إدراك كيف وصل بتلك السرعة ، نظر أمامه بتعب ، اقترب منه «سليمان»وهو يمسكه من يديه بقوة وينظر إلى عينيه الحمرواتين قائلًا بشك :
" مامتك كويسة؟؟"

" ساعدنا نشيل ماما ونروح المستشفي "
هتف تلك الكلمات بصوت طغى عليه الإرهاق والألم ، جرى مسرعًا على تلك السلالم وهو يسحب خلفه «سليمان» بقوة كي ينقذ والدته ، دلف كلاهما إلى المنزل كانت «ايثار»تحاول سحب والدتها وحملها ، اقترب «سليمان»منها ثم حمل «إكرام» والدة إيثار ، وجه بصره إلى «ولاء » ثم أردف بنبرة سريعة :
" انزل بسرعة وقف تاكسي "

اماء له «ولاء » بتعب ثم نزل على السلالم ، نظر إلى «ايثار »التي كانت لا تزال تبكي بصمت ، وجه بصره إليها وهو يطمئنها بعينيه ويحثها على النزول ، سارت أمامه وهي تمسك اختها «صفاء » أما هو فقد نظر إلى والدتهم وهو يدعو الله أن يحفظها لهم ، كان « ولاء» قد أوقف بالفعل سيارة أجرة ، نظر «سليمان» إلى السيارة بتفكير ، بالطبع لن تسعهم جميعهم مما جعله يتحدث مقترحًا :
" بسرعة يا ايثار أنتِ واختك ومامتك في العربية وانا و ولاء في عربية تانية "

كاد «ولاء»ان يعترض لكنه أردف مبررًا:
" عايزين مامتك تكون في وضعية النوم علشان ده احسن بدل ما نبهدلها  ، العربية استحاله تكفينا كلنا ،يلا انجزوا"

دلفت« إيثار» إلى السيارة كي تجلس بالخلف ، وضعت رأس والدتها على قدمها وهي تنظر لها وإلى وجهها ، أما« صفاء » فقد ركبت في الامام دون أن تتناقش مع اختها ، بينما كلا من «ولاء» و«سليمان» أوقفا سيارة أجرة آخرى كي يلحقا بهم ، نظرت «صفاء» إلى الخلف وهي ترى والدتها ذات شفاه زرقاء للغايه ووجه شاحب ، نظرت للامام مرة آخرى وقد انهمرت دموعها وهي تتذكر طريقتها مع والدتها منذ وقت ليس بكثير ، تنهدت بألم ،أما «إيثار» كانت تنظر إلى والدتها بصمت ، لا تتخيل فكرة أن ترى والدتها تموت كما مات والدها على يديها ، رجعت بالزمن إلى الخلف وهي تتذكر عندما عادت من المدرسة وكانت تقص على والدها ما حدث معها في ذلك اليوم ، كان والدها يتابع المباراة على التلفاز باهتمام ، أما هي فتحدثت بضجر طفولي :
" بابا انتَ مش مركز معايا اصلًا ، انا بحكيلك حاجه مهمه حصلت في المدرسة بقولك أمنية خدت الجلاد الاحمر بتاعي "

نظر لها وهو يبتسم على حديثها مما جعله يحتضنها بقوة وهو يجلسها على قدمه ثم قال بحنان :
" يا ستي انا اروح بكره أهد المدرسة كلها باللي فيها على أمنية دي ، واحنا عندنا كام ايثار يعني؟"

نظرت له ثم ابتسمت بمكر وأكملت حديثها بانتصار:
" عارف كمان كانت عايزه تشد شعري بس على مين ده انا ايثار شمس الدين مسكتها جامد من شعرها وقولتلها هيا مين دي اللي عايزه تشديها من شعرها وفرجت عليها المدرسة"

لأنكَ القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن