الفصل الثامن ( عُلبة الدواء )

56 7 0
                                    

" أَن تَحمُل الرِيحُ إلىَّ صَوْتُك
                         حَتى وَإنْ سَمِعت مَا يُحزِنُنِي"
« مقتبس »
------------------------------
كانت « صفاء » تقف بثبات وهي تنظر إلى المعلم بضيق من ما حدث مع « أميرة » ، كانت ملابسها و حجابها غير منهدم ، هيئتها غير مرتبه ، اقتربت « أميرة » من المعلم وهي تتحدث ببكاء مزيف :
" يا مستر ضربتي وشدتني من شعري! هو من الذوق أنها تعمل كده يعني؟ كل ده علشان قولتلها مفيش مكان وده نظام المستر "

كانت تراقبها «صفاء» في صمت ،ولكنها تشتعل غيظًا من الداخل ، تحدث المعلم بضيق وهو يوجه حديثه إلى « صفاء » :
" هو من الطبيعي يا هانم أنك تتعاملي كده مع السكرتيرة ، دي شغاله عندي انا! ، مش شغاله عند جناب سيادتك "

" يا استاذ انا معملتش حاجه ، هيا اللي بتتكلم بأسلوب مش لطيف ومش عايزه تدخلني وخلاص؟ اتعامل معاها ازاي! "
هتفت حديثها وهي تطالع « أميرة » بغير تصديق ، حيث اتقنت الدور على المعلم كي يقف معها ، تنهد الاستاذ بضيق ثم أردف بنبرة غاضبه وقد على صوته :
" مين قالك أن مفيش مكان ، ما الدنيا جوا فاضية! وانا قولتلها تدخلك! ،اي علاقة ده ب قلة ادبك وأنك تضربي المس "

نظرت له بصدمة ثم عقبت عليه بضيق :
" حضرتك هيا طلعت قالتلي المستر بيقولي مفيش مكان اتفضلي متوريناش وشك تاني!، حضرتك انا مش هتخانق معاها على لا شيء ودي مش اول مرة تتعامل معايا بالاسلوب ده "

وجه المعلم بصره إلى « أميرة» ثم تحدث بقوة:
" هو مش انا قولت دخليها عادي؟ أنتِ بتغيري في كلامي!!"

على صوته في آخر حديثه مما جعل « أميرة» تقول برعب من نبرته :
" يا مستر محصلش ، انا قولتلها ادخلي عادي لقتها شدتني من شعري وبتكلمني بالاسلوب اللي حضرتك شايفه ده! "

رفعت « صفاء » حاجبها بعدم تصديق ، بينما تحدث المعلم بحده وهو يوجه بصره إلى « صفاء » :
" انا أميرة عندي مش بتكدب! شوفي بقى انتِ عملتي الحوار ده ليه ، مع السلامه يلا ، هيا مش شغاله عندك ، مفيش دخول للدرس "

ابتسمت صفاء بعدم تصديق ثم اقتربت من المكتب الخاص به وهي تتجه ناحية « أميرة » وأردفت بغيظ :
" وانا كمان مش بكدب! حضرتك عايز تصدقني عادي مش عايز عادي بردو، انا اصلًا مش بكذب! ، وانا متعاملتش معاها كأنها شغاله ، عمومًا شكرًا لذوق حضرتك "

أنهت حديثها وهي تخرج من المكتب ثم تحدثت في داخلها بحنق :
" قال يعني هموت واروحله ، ليه كان آخر مدرس انجليزي فيكي يا مصر! "

خرجت من المكان بأكمله وهي توقف إحدى سيارات الأجرة كي تتجه إلى منزلها ، تفكر في ما حدث وكأنها تود الرجوع إلى المكان مرة أخرى وتبرح تلك المساعده ضربًا من فعلتها ، نفخت بضيق وهي تنظر إلى الشارع من خلال النافذة بحيرة!!
-----------------------------
كان « ولاء » يقف في ذلك المتجر الذي قد طُرد منه من قبل ، دلف « سليمان » وهو يمسك بيده كي يدخل إحدى الغرف الموجوده بالمتجر ، جلس « سليمان » على الكرسي ، بينما جلس « ولاء » أمامه ، تحدث « سليمان » بنبرة ساخره:
" فاكر المكان اللي برا ده؟ لينا معاه ذكريات كتيره اوي ، لولاه مكنش زماني عارفكم "

لأنكَ القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن