" أَن تَحمُل الرِيحُ إلىَّ صَوْتُك
حَتى وَإنْ سَمِعت مَا يُحزِنُنِي"
« مقتبس »
------------------------------
كانت « صفاء » تقف بثبات وهي تنظر إلى المعلم بضيق من ما حدث مع « أميرة » ، كانت ملابسها و حجابها غير منهدم ، هيئتها غير مرتبه ، اقتربت « أميرة » من المعلم وهي تتحدث ببكاء مزيف :
" يا مستر ضربتي وشدتني من شعري! هو من الذوق أنها تعمل كده يعني؟ كل ده علشان قولتلها مفيش مكان وده نظام المستر "كانت تراقبها «صفاء» في صمت ،ولكنها تشتعل غيظًا من الداخل ، تحدث المعلم بضيق وهو يوجه حديثه إلى « صفاء » :
" هو من الطبيعي يا هانم أنك تتعاملي كده مع السكرتيرة ، دي شغاله عندي انا! ، مش شغاله عند جناب سيادتك "" يا استاذ انا معملتش حاجه ، هيا اللي بتتكلم بأسلوب مش لطيف ومش عايزه تدخلني وخلاص؟ اتعامل معاها ازاي! "
هتفت حديثها وهي تطالع « أميرة » بغير تصديق ، حيث اتقنت الدور على المعلم كي يقف معها ، تنهد الاستاذ بضيق ثم أردف بنبرة غاضبه وقد على صوته :
" مين قالك أن مفيش مكان ، ما الدنيا جوا فاضية! وانا قولتلها تدخلك! ،اي علاقة ده ب قلة ادبك وأنك تضربي المس "نظرت له بصدمة ثم عقبت عليه بضيق :
" حضرتك هيا طلعت قالتلي المستر بيقولي مفيش مكان اتفضلي متوريناش وشك تاني!، حضرتك انا مش هتخانق معاها على لا شيء ودي مش اول مرة تتعامل معايا بالاسلوب ده "وجه المعلم بصره إلى « أميرة» ثم تحدث بقوة:
" هو مش انا قولت دخليها عادي؟ أنتِ بتغيري في كلامي!!"على صوته في آخر حديثه مما جعل « أميرة» تقول برعب من نبرته :
" يا مستر محصلش ، انا قولتلها ادخلي عادي لقتها شدتني من شعري وبتكلمني بالاسلوب اللي حضرتك شايفه ده! "رفعت « صفاء » حاجبها بعدم تصديق ، بينما تحدث المعلم بحده وهو يوجه بصره إلى « صفاء » :
" انا أميرة عندي مش بتكدب! شوفي بقى انتِ عملتي الحوار ده ليه ، مع السلامه يلا ، هيا مش شغاله عندك ، مفيش دخول للدرس "ابتسمت صفاء بعدم تصديق ثم اقتربت من المكتب الخاص به وهي تتجه ناحية « أميرة » وأردفت بغيظ :
" وانا كمان مش بكدب! حضرتك عايز تصدقني عادي مش عايز عادي بردو، انا اصلًا مش بكذب! ، وانا متعاملتش معاها كأنها شغاله ، عمومًا شكرًا لذوق حضرتك "أنهت حديثها وهي تخرج من المكتب ثم تحدثت في داخلها بحنق :
" قال يعني هموت واروحله ، ليه كان آخر مدرس انجليزي فيكي يا مصر! "خرجت من المكان بأكمله وهي توقف إحدى سيارات الأجرة كي تتجه إلى منزلها ، تفكر في ما حدث وكأنها تود الرجوع إلى المكان مرة أخرى وتبرح تلك المساعده ضربًا من فعلتها ، نفخت بضيق وهي تنظر إلى الشارع من خلال النافذة بحيرة!!
-----------------------------
كان « ولاء » يقف في ذلك المتجر الذي قد طُرد منه من قبل ، دلف « سليمان » وهو يمسك بيده كي يدخل إحدى الغرف الموجوده بالمتجر ، جلس « سليمان » على الكرسي ، بينما جلس « ولاء » أمامه ، تحدث « سليمان » بنبرة ساخره:
" فاكر المكان اللي برا ده؟ لينا معاه ذكريات كتيره اوي ، لولاه مكنش زماني عارفكم "
أنت تقرأ
لأنكَ القدر
Misterio / Suspenso« إيثار »لها الحق في ان تعيش حياة سعيدة برفقة من تحبهم بعد وفاة والدها ، «سُليمان » هو ذلك القدر الذي سيدفعها إلى تحقيق احلامها التي لطالما تَمَنَت حدوثها؛ لأنه القدر!