مرت الأيام منذ ذلك اللقاء و لكن سيسيليا لم ترى هينري بعدها ، بحثت عنه كثيرا و لكن يبدو أن منزله كان بعيدا و هي لا تذكر الطريق جيدا فقد كانت ليلة مظلمة للغاية عندما مرت منه ، حتى فقدت الأمل في رؤيته هو و جدته ثانية و أضحت تحلم بلقائه و أصبح تفكيرها متعلقا به و كانت أمنيتها أن تراه مجددا ولو لمرة واحدة .
دخلت سيسيليا بعدها المدرسة الإعدادية و كانت تتجول في الساحة حتى سمعت صوتا يناديها باسمها ، صوت مألوف غير غريب عنها ، و عندما استدارت رأت الفتى الذي شغل تفكيرها منذ لقائهما الأول ، تلألأت عيناها و أسرعت إليه و لم تستطع منع نفسها من معانقته بشدة و هي تبكي و تقول :
هينري هينري اشتقت إليك كثيرا .
تفاجأ هينري و قال لها :
أنت لم تنسين ؟
سيسيليا :
بالطبع لم و لن أنساك .ابتسم هينري و قال لها :
أنا لن أبتعد عنك ثانية .
♡ و هل كنت أريد جوابا مختلفا ؟... بالتأكيد لا ... كانت هذه الكلمات هي كل ما أحتاجه ♡
بعد نهاية اليوم الدراسي طلب هينري من سيسيليا مرافقته إلى مكان ما ، قام بإغماض عينيها حتى وصلا و عندما فك لها الغطاء وجدت نفسها أمام شجرة ، الشجرة التي التقيا فيها أول مرة .
هينري :
هل تتذكرينها ؟
سيسيليا :
كيف لا و أنا مدينة لها بكوني قابلتك أمامها .فرح هينري عند سماعه لهذا الكلام ثم أخرج من جيبه علبة صغيرة و أعطاها لسيسيليا .
سيسيليا :
ما هذه ؟
هينري :
هدية .
سيسيليا :
لي أنا ؟
هينري :
نعم ، آسف ، أعلم أنها هدية سخيفة و لكن اعذريني فأنا لم أستطع إعطاءك غير هذه .
سيسيليا :
لا تقل هذا ، مجرد أنك قدمت لي شيئا أمر عظيم بالنسبة لي .فتحت العلبة فإذا بها ترى سوارا جميلا بخرزات خضراء لامعة داخلها ، ابتسم هينري و قال :
أرجو أن ينال إعجابك ، صنعته في اليوم الذي تلا لقاءنا ، لكنني لم أرك و لم تسمح لي الفرصة بإعطائه لك فاحتفظت به لمثل هذا اليوم كما أنني صنعت واحدا مطابقا له لأرتديه أنا لنكون ... آ كيف أقولها ... مرتبطان .
♡ لا أعلم لماذا بكيت في تلك اللحظة ، دموعي سقطت على ذلك السوار الجميل ، ... أنا حقا أفسد اللقطات السعيدة ببكائي ... قولوا ما تشاؤون عني .... أنا طفلة بكاءة ♡
سيسيليا :
أنا فتاة محظوظة ، لن أخلع هذا السوار مهما حدث إنه ثالث أغلى شيء عندي .
هينري :
الثالث ؟ من الأول و الثاني ؟
سيسيليا :
إنهما سر .
هينري :
هكذا إذا ، لا بأس ، أعلم أنه سيأتي اليوم الذي أعرفهما فيه ، و الآن ما رأيك أن نعلب لعبتي المفضلة ؟
سيسيليا :
لعبتك المفضلة ؟
هينري :
نعم ، الغميضة .
سيسيليا :
حقا ؟ لكنني لا أحب لعبها فهي ... مخيفة.
هينري :
مخيفة؟ كيف؟
سيسيليا :
عندما ألعبها مع الآخرين و أختبئ لا أحد منهم يجدني، لا أعلم لماذا مع أنني أختار أماكن سهلة، أحيانا ينتهون من اللعب و لا يخبرونني فأظل وحدي أنتظر بينما لا أحد منهم يبحث. أخاف هذا كثيرا.فهم هينري الحقيقة، هم فقط لا يبذلون أي جهد لإيجادها أو حتى لا يهتمون للعبها، حزن على هذا فقرر أن يكون التغيير الذي سيطرؤ على حياتها، مد يده إليها و قال :
فقط ثقي بي، أنا سأجدك أينما اختبئت .
بقيت سيسيليا تنظر إليه، شفتاها افترقتا قليلا و كأنها ترغب بقول شيء ما و لكن اختصرت كل الكلمات بتلك الدموع التي نزلت من عينيها. أمسكت يد هينري و ظلت تبكي بينما هو مستغرب من ردة فعلها، إلا أنه اقترب منها و مسح على رأسها بلطف و قال مبتسما :
حسنا حسنا يمكنك البكاء قدر ما تشائين.
☆♡☆
أصبحت سيسيليا ترتاد منزل هينري معظم الوقت ، تلعب و تدرس معه ، و صار يدافع عنها كلما حاول أحد إيذاءها خصوصا أنه كان يجيد المبارزة ، و كان حلمه أن يصير أفضل مبارز في العالم .
كانت سيسيليا تخاف كثيرا إلا أنه علمها حيل النجاة من المخاطر و كيف تكون شجاعة في أصعب الحالات و أدخل فيها حب المغامرة و دربها على المبارزة و كان أنيسا لها في أوقات ضعفها و أخذ بيدها دائما للأمام و قد ساعدها لتكتشف موهبتها الفريدة في التصوير فصارت تسعى لتطويرها .
و هي بدورها شجعته و وقفت بجانبه و ساعدت جدته ، و من الجدير بالذكر أن والديها قاما بعرضها على أفضل الأطباء في ألمانيا بسبب الحالات المفاجئة لفقدانها الوعي و لكن الجميع أخبروهما بأنها سليمة تماما و قد يصنف مرضها إلى الأمراض النادرة و له أسباب مجهولة ، الأمر الغريب في القصة أن لا أحد أعار اهتماما لمثل هذه المعلومة التي تكشف أن حالات فقدان الوعي أو الدوار لا تحدثان إلا بجانب هينري ، لكن على أية حال سيسيليا لم تهتم بهذا و لم تعتبره مرضا من الأساس ، الشيء الوحيد الذي يحيرها هو النجم الأخضر الذي تراه و لم تخبر أحدا به .
و مرت السنوات على هذه الحال .... حب .... سعادة .... مغامرة .... تشويق ، أيام جميلة عاشتها سيسيليا مع هينري .... حبها الأول .
VOUS LISEZ
النجوم السبعة
Roman d'amourكم عدد النجوم في السماء؟ سؤال جميعنا لا نعرف جوابه لأنه من المستحيل عدها فهي تؤول إلى المالانهاية، و لكن هل تساءلتم يوما عن عدد النجوم في الأرض؟ الكثير منكم سيقول : ما هذا الهراء؟ و لكن فلتنظروا للأمر بجدية لمرة واحدة أخذا بخاطري، أنا الفتاة التي عش...