5- يا بحر أرشدني نحو الطريق

186 94 107
                                    

    استيقظت سيسيليا بعدما تسللت أشعة الشمس إلى غرفتها ففتحت النافذة و وجدت الطريق سالكا فأسرعت و ارتدت ملابسها و انطلقت لتطمئن على فتاها هينري و جدته .
 
وجدت سيسيليا المنزل في حالة كارثية كما أن لا أحد يرد عليها عند طرق الباب فدخلت و بدأت تنادي :
   
             هينري ، جدتي ، أين أنتما ؟

دخلت غرفة المعيشة و وجدت جثة الجدة فوق السرير .

   ♡ هل البرد هو سبب الموت أم أن الموت هو سبب البرد ؟ هل ماتت لأن جسدها كان باردا أم جسدها بارد لأنها ماتت ؟ هذا السؤال السخيف هو ما كان يدور في بالي وقتها ، ربما كانت حيلة من عقلي كي أصرفه عن هذه الحادثة الأليمة ... إنها أول مرة أرى فيها ميتا أمامي ... جسم إنسان بقلب لا ينبض ♡

  دخلت سيسيليا المطبخ للبحث عن هينري و هي ترتجف من الخوف حتى وجدته ملقى على الأرض فأسرعت إليه و قالت :

            يا إلهي ليس هو أيضا أرجوك .

كان قلبه لا يزال ينبض فاتصلت بالإسعاف مباشرة و أخذوا هينري إلى المستشفى .

سيسيليا :
         ماذا عن جدتي ؟
الممرض :
      صغيرتي لكل إنسان نهاية و قد حانت نهاية جدتك .
سيسيليا :
        لا يعقل لقد كانت بأحسن حال .
الممرض :
       آسف لما حدث و لكنها كانت مريضة منذ زمن هذا ما قاله الطبيب .

    عندئذ قالت سيسيليا في نفسها :

ماذا سأقول لهينري و كيف سيتحمل هذه المأساة ؟... جدتي لماذا ؟ لماذا تركتنا ؟ لم أستطع حتى توديعك ، ألن نراك ثانية ؟ ...

  ♡ ألا يجب على أحد معاقبتي ؟ في مثل هذا الموقف خانتني دموعي اللعينة و أبت أن تسقط ، لا أفهم السبب لقد كنت في غاية الحزن إلا أنني لم أبكي ، أشعر حقا بمرارة كبيرة بسبب هذا ♡

   استيقظ هينري بعد يومين لكنه لم يكن واعيا لما يحدث من حوله ، أطباء ، ممرضون ، أجهزة طبية ... و لكن لم يحدثه أحد و هو كذلك لم يجرب أن يسأل عن ما يجري .

  في المساء دخلت سيسيليا فأخبرها الطبيب أن هينري قد استفاق فأسرعت إليه .

            هينري أنا سعيدة لأنك بخير .

هينري :
       هل تستطيعين أن تشرحي لي ما يحدث فلا أحد يكلمني .
سيسيليا :
       لا تهتم ، يستحيل أن أتركك وحيدا .

 1☆ لم يكن هذا الجواب على سؤالي و لكنني فهمته ... بكيت عندما كنت رضيعا و لكن عندما كبرت صرت أتجنب البكاء كنت أعتقد أنه للضعفاء حتى عندما مات والداي لم أذرف أي دمعة و لكن في ذلك اليوم سقطت الدموع من عيناي دون أن أشعر ... أحدث هذا لأنني فقدت شخصا عزيزا علي ؟ أم لأنني صححت مفهومي عن البكاء بعد لقائها ؟ ... أيا كان السبب ، ... بكيت و أنا أنظر إلى سقف غرفتي في المستشفى☆1     
 
   دفنت الجدة و وضعت الأزهار على قبرها و توقفت الحياة لأيام عند هينري . حاولت سيسيليا اسعاده بكل ما أوتيت و لكن الحال ضاق عليه و ذلك بعد أن كان عائدا من الثانوية إلى منزله فوجد صاحبه واقفا أمام الباب و طلب منه ثمن الإيجار فتوسل إليه هينري لكي يصبر عليه أسبوعا على الأقل لكنه رفض و طرده .

النجوم السبعةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant