الفصل الاول : الدمية في الغابة

174 13 2
                                    

مإن بزغ الفجر حتى انطلق الرجل في رحلته الصباحية نحو الغابة ، بات الذهاب لها جزء من يومه ليس عملا ولا هواية بلا مجرد عادة ترسخت فيه. انطلق مشي في هذه الغابة التي الفته كما ألفها، فبات يعرف عمر كل شجرة فيها .

وفي مسيرتيه نحو كوخ الحطب الذي يملكه، وجد نفسه وجه لوجه معا مأساة لم تشهدها لورنتاين حتى في أساطيرها. جثة مشوهة لشاب معلقة على أقّدم شجرة في هذه الغابة، تأرجح الرجل خطوتين للوراء ليسقط على الأرض هاويا من هول الصدمة ، مكان بيده سوى أن يحمل هاتفه القديم المتهالك ليبلغ الشرطة ....

وهذا ماحدث ...

اخذت امسح على بقع الدماء الموجودة في شجرة واتحسسها بيدي، بغير اكتراث لزميلي الذي أخذ يروي لي ماحدث في هذه الغابة، لكنه كرر كلامه قائل بنبرة متهكمة:"هل تستمع لما اقوله يا ( ريان )؟"

أجبته دون أن أدير راسي له فأن أعلم الغاية من سأله : "نعم سمعتك لكن مايحيرني سبب سردك للقصة على هذا النحو"

إبتسم بحماس وهو يجيبني فهذا هو السؤال الذي كان ينتظره حتى يبداء ثرثرته المعتادة: "بما أنك سألت فقط رويت الجريمة هكذا لتضيف طابع قصصي للقصة أتعلم أني كنت .."

فأكملت كلامه: "كنت ترغب بأن تصبح كاتب ،حسنا إذا رغبت بذلك يمكنني فصلك يا ( أحمد ) ،و يمكنك أن تحقق حلم شبابك فنحن هنا للقيام بعملنا وحفظ الأمن وليس لتأليف قصص "

طأطأ رأسه بخيبة مكرر عبارات الأسف..

فقلت بينما اقوم من جلست القرفصاء وانا لازلت أحدق في الشجرة : "مالعمر التقريبي للجريمة ؟ "

فأجابني بعتدال : "أثبت تحليل الجنائي للجثة أنها حدثت قرابة منتصف اليل"

فسألت مرة أخرى :"وهل تعرفتم على الضحية ؟"

إنتظرت الرد من ( أحمد ) لكنه بقي صامت فوجهت نظري نحوه ساخرا : " ماسبب صمتك هل الضحية حبيبتك ؟ "

لكنه بقى صامت وحاول فتح فمه ولكنه لم يتحدث مما زاد الامر غرابة،

فقلت له : " من الضحية يا ( أحمد ) ؟"

فقال لي بتلعثم:" انه ( آدم )....الضحية هي ( آدم ) "

نظرت له بوجه اعتلته الصدمة فأخذت عيناي تبحثان في عيني( أحمد ) الحائرة عن تأكيد ينفي كلامه فقلت له بتردد : " أتعني ( آدم )...أعني( آدم ) نفسه ..."
فرد بضيق :"وكم ( آدم ) نملك في هذه القرية الصغيرة؟ انه ( أدم )صديقك لم أكن على معرفة شخصية به ولكنه مسكين كان ضحية لجريمة وحشية "

جفت عروقي وسكنت الاشجار حولي كل ماكنت اسمعه هو صوة تنفسي الثقيل بعد أن زلزلت الكلمات الحوارية الهادئة المكان، أصبح الهواء حولي يحمل توترًا ملموسًا.

كلمات ( أحمد ) تركت أثرًا عميقًا في قلبي، فلم أكن أتوقع أن أسمع عن مصير ( آدم ) بهذا الشكل. بات مسرح الجريمة هذا كأرض جديدة تنبض بأسرار مظلمة في نظري.

 The shadows of numbersحيث تعيش القصص. اكتشف الآن