الفصل الخامس : أحمد

48 9 0
                                    


"إن لكل نهاية بداية ...وليس كل بداية لها نهاية"

كانت هذه العبارة مدونة في كتاب كنت أقراءه في السيارة ، أثناء إنتظاري (أسامة) الذي كان يوقع بعض الأوراق من أجل الحصول على قرار رسمي من الجهات المعنية  بإذن بتفتيش الغابة..قمت أقلب صفحات الكتاب في لامبالاة ، حتى دخل (أسامة) السيارة..

وضعت المفتاح، وأدرته حتى ننطلق، وفي نفس الوقت لمحت رجل يرتدي بذلة سوداء أنيقة، بمعطف طويل و ذو وجه جميل للغاية ،بدى مألوف لي..يخرج من المركز ،حتى ركب سيارة سوداء براقة ذات مظهر عصري كانت تنتظره خارجًا، فعجبت لأمره ..نظرت (لأسامة) لأخبره عنه ،فوجدته ينظر بتصلب للخارج مما أثار دهشتي، وجهت بصري ثانية للخارج.. لكنه لم يلبث إلى وخرج من السيارة مسرعا وقال :" إنتظرني هنا يا (أحمد) أحتاج أن أخبر الرئيس شىء مهم وأعود."
فتحت فمي لأخبره أن يتمهل ،لكنه واصل عدوه دون الإلتفات للوراء فوجدت نفسي وحيدًا مرة أخرى..

بعد بضع دقائق..خرج (ريان) من المركز متجها نحو منزل والدي (أدم) فعرضت عليه توصيله ريثما يعود (أسامة) لكنه رفض وودعني..
لأكون صريحا طوال سنواتي عملي هنا.. لم ارى أبدا (ريان) على هذا الحال فقد كان دائما كشجرة ثابتة صامدة في وسط إعصار لايهزها ريح.. لكنه الأن مكسور مهزوم يحاولو الوقف دون الحاجة لمساعدة..

عاد (أسامة) لسيارة مرة أخرى معتذرًا.. و عند سألي له عن الموضوع المهم الذي غادر من أجله ،بدء يتحدث عن مزرعة ما تعرضت لسرقة أو شىء من هذا القبيل، لم أركز في كلمه جيدا كونه بدى غير مهم لي..

ثم إنطلقت بنا السيارة عبر شوارع لورنتاين المبللة.. المكسوة بأوراق الأشجار المتساقطة وسط سماء تلبدت بالسحب الرمادية.. يبدو أن شهر أكتوبر هذا يحمل أمطار غزيرة في جعبته..
كانت من المفترض أن تكون وجهتنا دار صحافة أو أحد محطات البث المحلية لولا أن زملاءنا في المركز تكفلو بهذا فتحول الأمر ليصبح رحلة تفتيش دقيق لأركان الغابة..فبحثي فيها أنا و (ريان) لم يكن عميقًا بل إقتصر على نطاق ضيق..

****

ركنت سيارتي على مقربة من الشجرة التي وجد فيها (أدم)..
تقدم ناحيتنا عامل جنائي كان في الموقع وقال بعدما ردّد السلام :" أثبتت بعض الدراسة للجثة ولمسرح الجريمة، أن العمر التقريبي للجريمة كان ليلة أمس.. ولسوء حظنا فقد إنهمرت الأمطار طوال الليل، مما يعقد علينا الأمور ،فقد محت كل أثار الأقدام و غسلت الأرض من الدماء." صمت قليلاً ثم أكمل :"لذا لم نعثر على أي شىء يمكن أن يكون سلاح جريمة."

قدم مستندات (لأسامة) وقال بينما يشير لأحد الصور :" هنا تم العثور على هاتف الضحية على بعد عشرة أمتار شمالاً..ولكنه معطل بسبب الأمطار." قلب الورقة وواصل:" وهنا أسفل الجثة على بعد متر.. عثرنا على عقب سجارة ."

 The shadows of numbersحيث تعيش القصص. اكتشف الآن