The shadows of numbers

الفصل السادس : زخة الشهب

                               ( ١ )
لورنتاين

22 أفريل

شعرت بإرتباك شديد وأنا أستلم علبة غذاء من عند ( أدم ) عمى ندى والرجل الذي قابلته اليوم ..إبتسم بهدوء بينما يودعني .

لم تبرز العديد من صفاته لي في تلك الدقائق المعدودة للقاء به لكن إنطباعي الأول لسيد ( أدم ) كان كافي ليأكد لي أنه يحب الإبتسام..الإبتسام ببرود دون إي عاطفة..

عدت للبيت وأعددت العشاء..جهزت سرًا حقيبتي من أجل أن أتسلل خارجا..جلست في صالة وشغلت التلفاز..

حل المساء وحل معه موعد عودت والدتي للمنزل مإن فتحت لها الباب حتى بدأت محاضرتها المعتدة بشأن التسلل والخروج ليلا وراحت تأنبني وتقطع وعود بمنعي من الخروج وتدور في البيت دون توقف حتى أنها لم تخلع عباءتها ..لكن كلامها هذا لم يعد يشكل عائقا لي بل وعلى العكس توجهت للمطبخ وهي لازالت تمشي ورائي.. فتحت الثلاجة.. أخرجت قارورة عصير سكبت منها في كأس.. إبتسمت عندما تذكرت ( روميساء ) صباحًا.. عليها أن ترى أنا أخاها صار عاقلا.

جلست والدتي على كرسي في المطبخ وضمت رأسها إلي يدها وقالت : "بالطبع...مثل والدك."

أدركت ماقالته متأخرة بعدما رأتني أضع الكأس وأتوقف عن الأبتسام.. فكلانا يعرف مدى الضرر الذي ألحقه بنا ليكون مكروها من قبلنا..

"أسفة... لم اقصد ذالك" قالت ( أمي ) بإرتباك.

رددت عليها بإمتعاض بينما أضع الكأس جانبًا : "لا عليك...أنا من يجب أن يتأسف لتسلله دون علمك."

هممت بالمغادرة من المطبخ لكن إبتسامتها المتكلفة أوقفتني بعدما فتحت يديها بتعب ودعتني لأحظانها.. توجهت دون تفكير لأجلس مطبق قدمي على الأرض بينما أضع رأسي في حجرها .. أخذت تلعب بشعري و قالت :" أنت تعلم أني أفعل كل هذا بدافع القلق عليك وحسب."

  _ ولكن حتى لو أخبرتك فلن توافقي.

ردت بإستغراب :" لما لا؟..انت فقط لم تجرب أن تسألني."

رفعت عيني نحوها بضجر وقلت مداعبًا :" إذن هل تسمح لي السيدة بالمغادرة الليلة ؟"

ضحكت وقالت :" بالطبع.. لا."

رفعت رأسي دون أن انهض من حظنها وقلت في خيبة :"رأيتي أنتي حتى لم تترددي في الإجابة."

أخذت تمرر بيديها عبر خصلات شعري وقالت :" هيا بالله عليك يا ( أكرم ) ماذا سيحدث لك لو لم تذهب؟"

أغمضت عيني ورحت أستمتع بلمستها الناعمة وقلت :" سيحدث الكثير.. وأنا لن أراه." صمتت قليلاً ثم واصلت : "الليلة يكون موعد 《إنهمار الليريدز》..وهو أكثر إنهمار نجمي سهل الرصد.. لذا لو فوتت رأيته اليوم علي الإنتظار حتى السنة المقبلة أو حتى شهر أغسطس..ولن تكون الرأية جيدة مثل اليوم."