الفصل الثالث : التدحرج للقاع

76 11 2
                                    

صعدت سلالم المركز الخشبية متجها نحو مكتب رئيس القسم ...قبل ان اطرق الباب تريثت قليلا بعد سماعي لأصوات تنبعث من داخل المكتب.

"ربما يكلم زوجته هاتفيا؟" هذا ماعتقدته.
لكنه بدا كحديث مع نفسه أو مع شخص آخر. ارتفع صوت الكلام، مليء بالتأنيب وهذا جعلني أشعر بالتوتر والقلق حيال ما يجري هناك. هل هناك شيء مهم يحدث داخل المكتب؟

وكلما قرَّبت اذني ناحية الباب، تزايدت الأصوات الغير مسموعة بين شخصين في الغرفة، كانت واضحة السمع، يتردد صداها في الممر الهادئ، تختلط مع صوت انفاسي المترددة والمتزايدة ببطء.

كانت الأصوات تتبعثر وتتلاشى، كما لو كانت تتداخل مع بعضها البعض. يبرز صوت المدير بمزيج من التوتر والقلق تارة ، و صوت آخر يحمل بين طياته لمحة من التهديد والقسوة تارة، حتى ارتفاع صوت المدير قائلا : "هل انت متأكد مما تقوله ..لايمكنني فعل ذلك ؟"

لحقته ضحكات غريبة..عم الصمت ،ثم دون سابق انذار سمعت خطوات تتجه نحو الباب ، تراجعت بسرعة... وفجأة خرج رجل جميل للغاية ، ذو مظهر يوحي بالرقي والاناقة ، نظر الي نظرة ذاقبة ، نظرة تجعلك تشعر كما لو انك اكثر مخلوق مثير للاشمئزاز على سطح الارض ، كانت نظرته تلك كافية لتثير رعبًا في نفسي. ومع ذلك، بمجرد أن ابتسم بلطف، تبدَّلت الأمور بشكلٍ غريب .

"السلام عليكم، اتمنى لك يوما سعيدًا"، هذه الكلمات البسيطة التي أخرجها بلطف جعلتني أحتار في ردة فعلي.

واصل مسيرته بثقة دون ان يلتفت الي، او دون ان ينتظر ردًا مني، بقيت أحاول تفسير ما حدث في حيرة، هل كان هذا الرجل جزءًا من الحديث الذي سمعته داخل المكتب؟ وما الذي يحدث هنا بالضبط؟

توقفت لبضع دقائق قبل ان اجرؤ على طرق الباب ، وعندما فتحت الباب وجدت الرئيس ينظر إليّ بابتسامة .

أخذت يده بيدي القاء لتحية، "من كان الذي خرج؟"، سألته بتوتر يتراقص مع خوفي.

فأجاب بعتدال :"أه، ذلك ابني في القانون."

هذا الرد أضفى بعض السكينة على قلبي المضطرب. وفي نفس الوقت ملئه حيرة ، فمن يكلم صهره بهذا الشكل، لكن استوعبت كلامه وتقدمت للامام وقلت بتفاجأ :" هل تقصد ..زوج ابنتك "

هز رأسة ورد بأبتسامة :" هل للكلمة معنى اخر؟ ، انه زوج (فرح) ، هو لم يتزوجها رسميا لكنه قام بخطبتها ، منذ شهر "

تراجعت للوراء وقلت :" لم اكن اعلم ..مبارك لها..جمع الله بينهما في خير ".

قام بجمع بعض المستندات بينما يقول : "ان شاء الله ..لكني قد رغبت ان تكون زوجها لولا انك رفضت ذلك"

ضحكت وقلت مغيرا للموضوع :" لكنها محظوظة به هو فاتن للغاية .. كما اني لم اره من قبل في لورنتاين ، أهو ليس من هنا ".

 The shadows of numbersحيث تعيش القصص. اكتشف الآن