الفصل السابع : ذكرى من الماضي

36 2 0
                                    

( ١ )

وقفت أمام باب منزل والدي (آدم) متصلبا أشعر بالخوف مما سأخوظه لاحقا، مددت يدي لأطرق الباب بعد أن تريثت قليلا ، لكن يد رقيقة سبقتني تطرق الباب بقوة قائلة : " ماخطبك (ريان) ؟..أترغب بأن نموت من البرد ببقائنا في الخارج ؟... لماذا لا تطرق الباب." قالت (شهد) وهي ترتجف .

نظرت إليّ تنتظر ردا لكن صوت جاء من الداخل قائلا :" أنا قادمة ." انساها الامر.

ماهي إلا ثواني حتى إستقبلنا وجه الخالة (مريم) -والدة (آدم) - ... إبتسمت بينما تظمنا بحرارة قائلة :" أعتقد أن اليوم يوم حظي ، أي مفاجأة سارة هي هذه ؟"

دعتنا الخالة لدخول بعدما غمرتنا بأحظانها الدافئة توجهت هي و (شهد) المصرة على مساعدتها للمطبخ لإعداد القهوة ، بينما تجولت أنا و (مازن) و (ندى) الصغيرة في رواق الذي عبق برائحة أشجار الصنوبر قليلا قبل أنا ندلف لصالة .

إصطفت صور لنا ونحن صغار على طول الرواق ،كما إمتلىء الأثاث الخشبي الذي لم يتغير بإطارت قديمة،
هنا عيد ميلاد (مازن) التاسع...وهناك أنا و (آدم) نتعلم ركوب الدراجة...(شهد) تلعب بالدمى ،وتلك صورة لنا جميعا يوم العيد . ضحكت معا كل صورة أسترجع بها ذكر قديمة من الماضي... إن هذا المنزل الكبير يشهد لذكريات طفولتي الدافئة .

****

جلست على أريكة بنية في قاعة الضيوف أتبادل و (مازن) أطراف الحديث حول السياسة و العمل حتى سأل : " إذن لمن ستقدم تصويتك في الانتخابات القادمة؟"

_" إنتخابات ؟... اي إنتخابات هي هذه ؟ " سألت في حيرة.

ضحك ممازح وقال : " أنت لازلت تعيش في القرية صحيح؟ إنها إنتخابات لمنصب العمدة. "

" آآه... تلك ؛ هل إنتهت العهدة السابقة بالفعل؟!... لا أعلم سأصوت للمترشح الذي يوافي شروطي." قلت في لامبالاة.

ابتسم (مازن) وقال : " شروط؟!... وإن لم تعجبك
شروطهم؟"

قلت مداعبا : "عندها سأترشح لرئاسة!!"

رد في نفس النبرة السابقة : "في تلك الحالة سأصوت لك " ثم واصل بنبرة هادئة : " لكني الأن سأقدم صوتي لخطيب (فرح)."

_"خطيب (فرح) ؟!... تقصد النسيب ذو الأصل المميز !"

(مازن) : " لا أعلم مالذي تتحدث عنه ، لكن نعم؛ إنه نسيب رئيسك."

_" أشك انه سينجح، أوليس ال لورنتاين لايرضون بالغريب ؟ "

"معك حقا، ولكن إن كان شخص يتولا أمورهم و يقلل أعبائهم ،كما يوافي شروطهم كما قلت أنت؛ عندها لن يكترثو إن كان غريبًا أو قريبًا." قال (مازن) بينما يتناول كوب القهوة التي قدمته (شهد) .

 The shadows of numbersحيث تعيش القصص. اكتشف الآن