السادس عشر

1.7K 57 26
                                    




أنجبت وما زالت عذراء.. الفصل السادس عشر.. الكاتبة صباح عبدالله فتحي.




على رصيف سيارات عابرة، كان يركض عزيز بكل ما اوتي من قوة تحت شمساً حار***قة في عز النهار؛ وهو يحمل كيس اسود اللون في داخله المال؛ الذي باع أبنته وق***تل جارته لأجله، شعر بالدوار الشديد والغثيان، وقف مكانه ينظر الي السماء واشعة الشمس تلمع في عدسة عيناه؛ كان يري كل شيء حوله يدور ولا شيء ثابت في مكانه، تساقطت من أنفه قطرات غزيرة من الد**ماء على ملابسه، وأخذ يستفرغ الد***ماء من فمه، ولم يمر عليه دقيقة على هذا الحال لا وسقط أرضاً مفارق الحياة وتناثره الأموال حوله، تجمع حوله عدد من المسافرين منهم من اقترب من يحاول اسعافه؛ ومنهم من هاجم على المال كاك**لب جائع وجد كوم عظام مكسي لحماً لا يريد احد أن يقترب منه، تض**رب احد الصالحين الذين اقتربوا من عزيز كفيه معاً، وهو يقول باستعطاف.




- لا حول ولاقوه الابالله العلي العظيم ده م***ات أن الله وان اليه راجعون حد يعرف مين ده ولا يعرف حد من أهل؟




شخص آخر: اظن ما حدش يعرفه خلينا نخده على اي مستشفى واكيد هم هناك هيتصرفوا ويعرفوا مين أهله.




- طب ايدكم معايا نخده ونروح على المستشفى.




أقترب ثلاث من الرجال حملوا عزيز من فوق الارض جثة هامده لا حول له ولا قوة، اما المال الذي قت***ل وباع أبنته لأجله، اشخاص لا يعرفهم ولا يعرفونه اخذوا يتمتعون به، وهو لم ينال غير عمله وغضب ربه عليه بسبب ما كان يفعله في حياته، هذا هي حقيقة الدنيا وهذا هي أخرة كل ظالم يركض خلف المال ومتعت الحياة ونسي ان له يوم يرجع فيه الي الله ملك الملك.




هذا هي نهاية عزيز الذي ظل يصارع من الآجل المال، وكل شخص مثله لا يهمه غير الحصول علي المال، اعرف انك سوف يأتي يوماً وستم***وت ويأتي شخص غيرك يتمتع به، لذلك احذر ان تغضب الله منك لأنك لن تنال شيء من هذا الحياة غير عملك اذا رضي الله عنك فانت في جنة عرضها السموات والأرض، واذا غضب عليك تأكيد لن ينفعك شيء ولن ينجيك احد مما سوف تريه سوآ في قبرك او يوم الحساب، لا تجعل الحياة تخدعك وتوهمك ان الم**وت نهاية؛ الم***وت ما هو اللي بداية لحياة ابديه، وانت من سوف تجعلها حياة مضيء بضوء الجنة؛ او كحيلة مظلمة بظلام جه**نم.




قل اللهم مالك الملك [ تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ].


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


في حي شعبي.



خرج ياسين من منزل صغير يمسك في يداه صبا، وهو لا يصدق ما حدث هل يفرح لأنها اصبحت زوجته الآن؛ اما يحزن على عشقه الجارف الذي لا تشعر به، وخرج من بعضهم عامر الذي يحارب لكي يظل ثابتاً، وهشام الذي يتعجب مما فعله صديقه؛ الذي وكل نفسه وزوج حبيبته لشخص أخر وسلمها له بيداه.

أنجبت وما زالت عذراء..  صباح عبدالله فتحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن