أنجبت وما زالت عذراء.. التاسع عشر.. الكاتبة صباح عبدالله فتحي.
في منزل عامر، حيث يتواجد الجميع، نظر ياسين والجميع نحو عزمي، وعيناهم تساءلت عن ما يحدث ومن بينهم عامر وسلوي التي حذرته بنظراتها، وهي تهز رأسها بالرفض وعيناها تترجاه أن لا يكمل ما يفعله. ووقف الجميع صامتين، ينتظرون معرفة ما يحدث، وما سبب قدوم عزمي بهذا الشكل، وماذا يفعل ياسين وصبا معه. أما عزمي، فظل صامتاً ينظر إلى الوجوه الشاحبة، وابتسامته الباردة تتلاعب بأعصاب الجميع، هبطت ريم الدرج ومعها أم خيري، وان رأت عزمي وما يحدث، قطعت الصمت بصوتها المرتجف قائله:
ريم: أنكل عزمي.
أبتسم لها عزمي واقترب منه وضع يداه علي وجهه برفق هو يقول.
عزمي: ريم حبيبتي انتي كويسه حد عمل فيكي حاجه.
هزت ريم رأسها بالنفي، فاكمل عزمي حديث قائلاً:
عزمي: انا جاي هنا مخصوص علشانك انت يا ريم.
نظر نحو جاسم بشر وغضب وهو يقول:
- ما تخافي يا حبيبتي طول ما باباكِ لسه موجود مستحيل اسمح لحد يأذكي والك***لب اللي قرب منك انا هق***تله.
قال عزمي كلماته الأخيرة وهو ينظر الي ابراهيم بغضب، اما ريم وعامر والباقي حذقوا في عزمي بذهول ودهشة بسبب ما تفوه به، اما سلوى لم تقوي قدميها علي حملها فجلست بأهمال علي اقرب مقعد اليها. صاح عامر بذهول قائلاً
عامر: بنتك!؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفى.. في مكتب هشام.
تجاهل هشام عامر ومشاكله التي لا تنتهي، وعاد إلى عمله يرهق نفسه في العمل، عسى أن يشعر بالقليل من الراحة بعيدًا عن التفكير في أمور ذلك الاحمق عامر. كان المكتب هادئا، وكان هشام جالسا على مقعد مكتبه يستمتع بالهدوء، وهو يواصل عمله ويفحص بعض التقارير المرضى. لكن لم يدم الهدوء طويلاً، حينما سمع صوت طرق خفيف على باب المكتب، زفر بحنق ثم قال، وهو يعتقد أنه عامر.
- ادخل يا زفت انت من امتي بتخبط يعني.
خارج الباب كانت تقف علياء، حاملة بعض الملفات على ذراعيها، وعندما سمعت صوت هشام الغاضب وما تفوه به، عقدت حاجبيها بضيق وضغطت على أسنانها بغضب شديد، وفض الكيل ولم تستطع الصمت أكثر. ودون تفكير، هاجمت علي المكتب، وملامحها لا تبشر بالخير. فزع هشام عندما راها تقف أمامه رافعه اصبعها في وجه تحذير وتفوهت بغضب قائلة:
علياء: اسمع يا بتاعه انت مش علشان انت صديق الدكتور عامر ومدير المستشفى تعمل وتقول اللي يعجبك انا سكت لك كتير بس توصل معاك انك تهني بدون سبب ده لو مستحيل اني اسكت عليه وانا بنفسي هشتكيك لدكتور عامر وهفضحك في المستشفى وهخلي الكل يعرف حقيقتك الو***سخة.
كان هشام عاقد حاجبيه بعدم فهم وهو حاول فهم ما يحدث. وعندما سمع آخر ما تفوهت به تلك الحمقاء، لم يستطع الصمت، فانتفض ووقفاً، وهو يضرب بكفيه بغضب على سطح مكتبه، وصرخ في وجهها بغضب جامح، مما أثار خوف علياء منه.
- لحد هنا وبس يا دكتوره يا محترمه انتي ازاي تتكلمي معايا بشكل ده وحقيقة اي اللي هتفضحني بيه في المستشفى.
ابتلعت علياء ريقها بصعوبة بالغه وتفوهت بصوت مرتجف قائلة. وهي تحاول ان تظل قويه او علي الاقل اتظاهر بها.
علياء: الحقيقة هي انك انسان مش محترم وتعديت حدودك معايا اكتر من مره وانا مش هسكت لك اكتر من كده.
ظل هشام صامتاً يحاول السيطرة على بركان الغضب المشتل بداخله خوفا ان يفتك بتلك الحمقاء نظر إليها بغضب جامح، وتفوه بهدوء مرعب اخاف علياء اكثر من غضبه.
هشام: اطلعي بره يا دكتوره وياريت مش تخليني اشوف وشك مرة تانية.
شعرت علياء بشيء من الحزن والغضب، لا تعرف لما شعرت بالحزن ولا تعرف لما تنهمر دموعها الان فهي لا تشعر انها أخطائه في شيء، اما هشام كان ينظر اليها بجمود لكن عندما رأي دموعها ضعيف امامها ودون واعي اقترب منها ورفع يداه يمسح دموعها برفق من علي خديها، تعجبت علياء مما يفعل، وتعجبت اكثر من هذا الشعور الذي شعرت به، تفوه هشام قائلاً بشيء من الهدوء.
هشام: اسف مش قصدي ازعلك بس انتي اللي بتقولي كلام كبير اوى في حقي وانا عمري ما هفكر بس مجرد تفكير اني اتعدي حدودي معاكي او مع اي واحده سوأ كانت في المستشفى او لا وانا مش انسان مش محترم ولا انا وسخ زاي ما بتقولي، انا بحبك.
حذقت به علياء في ذهول وهي لا تستوعب ما سمعته فاكمل هشام حديث يوضح لها سوء الفهم وسوا ظنها.
هشام: ممكن بسبب حبي ونظراتي لكي من غير واعي هي اللي وصلت لكي فكره غلط عني بس صدقني انا عمري ما أتمنيتك غير في الحلال يا دكتوره، تقبلي تتجوزني يا علياء.
مد يداه اليها وهو يقول اخر ما تفوه به، وعيناه تحكي العشق الجارف الذي يكنه اليها، اما علياء وقفت تنظر الي يداه في ذهول لا تعرف ما تفعله، ثم تفوهت قائلة دون تفكير.
علياء: بس انا مش بحبك انا بحب الدكتور عامر.
"سحب هشام يديه ببطء شديد ونظر اليها بذهول، وهو لا يصدق ما يسمعه. بكت علياء وركضت الي خارج المكتب، أما هشام، فكانت الصدمة كافية لجعله يظل صامتاً ما تبقى له من عمره، معشوقته تعشق صديقه، وصديقه يعشق طفله. يالا! المهزلة! فحقاً القدر يتلاعب بهم وبقلوبهم التي لا تتمنى سوى العيش بسلام."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عامر
نظر عزمي الي سلوي الجالسة في صمت. ودموعها تنهمر علي خديها فحقاً انتهى كل شيء، ولم يعد هناك شيء اسوء مما يحدث فسوف يكرهها اولادها ويتهموها بالخيانة بعد ما يعلمون ما فعلت في ماضيها العين، واقف عامر في بذهول يوزع نظراته ما بين سلوي و عزمي، وافكره السوء لم ترحم عقله، اما جاسم وقف هادئا ينظر الى ياسين وعينه تخفي شيئا ما، وبعد وقت من الصمت تفوه عزمي قائلاً:
عزمي: كفاية لحد هنا يا سلوي هنفضل لحد أمتي نضحك عليهم احنا غلطنا ولازم نصلح الغلط ده.
ثم نظر إلى عامر قائلاً بشيء من الحزن: ايوه ريم بنتي وحتي انت أبني وساره وفردوس كمان انتم عيالي انا مش عيال فؤاد.
حذق عامر وريم به في ذهول، اما جاسم نظر اليه بعدم ارتياح ولم يعلق بشيء، اقترب منه عزمي واضع يداه في جيبه وابتسم بسخرية قائلاً:
عزمي: مش هي دي الحقيقة اللي انت عرفتها يا جاسم بيه وكنت وبتهدد سلوى بيها علشان تعرف مكان اخوك اهو انا بنفسي جيت لحد عندك وقولت الحقيقي بنفسي ومش بس كده ده انا جيت اخوك لحد عندك كمان.
شاور عزمي نحو ياسين وهو يقول: اهو اخوك يا جاسم ياسين هو جاسر أخوك من الاب.
نظر جاسم وياسين الي بعضهم في ذهول، حتي صبا نظرت الي ياسين في ذهول وتفوهت قائلة في دهشة.
صبا: انتم خوات؟
ظل ياسين صامتاً لم يقوي علي قول شيء، اما جاسم اقترب منه بخطوات بطيئة ودموعه تنهمر علي خديه في صمت، وان اقترب منه وضع يداه علي وجهه برفق وتفوه قائلاً بشيء من الحزن والسعادة.
جاسم: كنت متأكد اني هلاقيك في يوم ومش مصدق نفسي انك واقف قدامي دلوقت انا بجد مش مصدق.
ولم يقوي علي قول شيء اخر فعنقه بقوة وحب واشتياق، اما ياسين وقف صامتاً لم يتأثر بما يحدث، وكان عقله شارداً في مكان أخر، ينظر الي صبا تارة والي عامر تارة أخري.
أما عامر، كان في وادٍ آخر لا يستوعب شيء مما يحدث. أما عزمي، فنظر إلى ريم وملامحها الشاحبة والحزن الظاهر عليها، ثم التفت نحو إبراهيم بغضب، وتقدم نحوه وأمسكه من ياقة قميصه وصرخ في وجهه بغضب.
عزمي: اما انت ياك**لب انا هعلمك ازاي تتعدي علي اسيادك يا واطي.
وجه إليه العديد من اللك***مات والص***فعات حتى نز***ف إبراهيم من فمه وأنفه. وضعت ريم يديها على فمها وصرخت في صمت، ودموعها تنهمر على خديها بحرق، وهي ترى ما يحدث أمامها ولا تقوى على فعل شيء. كان كل واحد غارقًا في مصيبته، ولم يقترب أحد ليبعد عزمي عن إبراهيم. شعر سعد بالخوف والقلق على ابنه، فجلس عند قدم عزمي وتوسل إليه وهو يبكي خوفًا على ابنه.
سعد: احب علي يدك يأبيه تسامحه والله هيت***جوز الست هانم وهيط**لقها في ساعتها لو عاوز بس احب علي يدك تسيبه يأبيه.
دف***ع عزمي سعد بقوة بقدمه ليبعده عنها وصاح بغضب وصوت مرتفع قائلاً:
عزمي: ده هيكون في المشمش لما بنتي انا تتجوز وأحد ابوه شغال بواب انت فاهم.
نظر إلى ابراهيم الذي لا يقوي علي الوقوف وصاح بغضب: اما انت ياك***لب انا هخليك عبره للي يسوي وللي ما يسواش علشان اي حد يفكر يقرب من بنت عزمي بعد كده يفكر الف مره.
اخرج من جيبه سل***اح وصوبه نحو ابراهيم، صرخت ريم بفزع وركض نحو ابراهيم وقفت امام ابراهيم وهي تمد ذراعيها علي وسع كحمايه لإبراهيم، الذي نظر اليها بعدم تصدق، صرخت ريم بغضب قائلة:
ريم: وانت مين انت علشان تقول اتج***وز مين وما تجو***زش مين؟ انا بح***ب ابراهيم وهتجوزه غصب عنك حتى لو كنت انت بابا زي ما بتقول، وفي علمك بقا اللي حصل بيني انا هو انا كنت السبب في، عارف ليه علشان انا كنت بشوف الأرف اللي بيحصل بينك وبين ماما حبيت اجربه.
نظرت سلوى إليها بدهشة، ونظر عامر إلى سلوى بكره واشمئزاز، صف***ع عزمي ريم بقوة، سقطت ريم أرضاً وضعت يداها علي شفتيها التي نز***فت، وصاح عزمي بغضب قائلاً:
عزمي: انتي بجد بنت قلي***لة الاد***ب ازاي تتكلمي مع باباكِ بشكل ده وعلشان مين علشان أبن بواب.
صرخت ريم في وجهه بغضب جامح: ابن البواب ده اشرف منكم كلكم حتى اشرف مني انا شخصياً.
اقترب منها عزمي يريد صف***عها للمرة الثاني، لكن تفاجأ بعامر يمسك كفه قبل ان يصل الي ريم، نظر عزمي إلى عامر بغضب، بينما تفوه عامر بهدوء ما قبل العاصفة.
عامر: انت بأي حق ترفع ايدك عليها وبأي حق تدخل بيتي بشكل ده وبأي حق تفرض قراراتك علينا مفكر لما تقول الكلمتين اللي انت قولتهم دول هنرتمي في حض***نك وننسي كل حاجه حصلت وحتي لو كنت انتي ابويا الحقيقي زي ما بتقول انا ابويا فؤاد وهيفضل اسمي عامر فؤاد لحد ما م***وت واللي كان السبب في م***وت أبويا صدقني انا هدفعه التمن غالي اوى.
قال عامر كلماته وترك يد عزمي بعنف وصرخ في وجهه قائلاً وهو يشير بيداه نحو باب المنزل.
عامر: اتفضل اطلع من بيتي ويا ريت ما تفكرش تجي هنا مره تانية ولا هتشوف حاجة مني مش هتعجب.
نظر إليه عزمي في صمت وغضب جامح وهو يعدل ملابسه، ثم تفوه بتواعد قائلاً:
عزمي: صدقني هتندم اوى يأبن فؤاد؟
قال كذلك وتوجه للخروج من المنزل، وراءه رجاله. نظر الي جاسم، وعيناه تلمعان بشرارة الغضب. ابتسم جاسم له بسخرية ورفع يديه ليودعه بحركة ساخرة، رمقه عزمي بغضب وخرج من المنزل.
ــــــــــــــــــــــــ
وأن غادر عزمي المنزل تفاجأ بسيارة الشرطة تعبر البوابة الرئيسية للمنزل، شعر بالخوف فأخفى سل**احه ونظر الى رجاله ليخفضوا اسل***حتهم هم ايضا.
توقفت سيارة الشرطي وخرج الضابط من السيارة وان رأي عزمي ابتسم بسخرية وتفوه قائلاً:
الضابط: اي النور ده معقولة عزمي بيه بنفسه بيستقبلنا.
ابتلع عزمي سخريته وابتسم له وهو يقول: لا طبعاً انا كنت خارج وشوفتكم بصدفه بس ما ظنش أن رعد بيه جايه لحد هنا مخصوص علشاني.
الضابط رعد بتواعد: صدقني يا عزمي بيه هيجي اليوم اللي هجي فيه مخصوص علشانك وبأذن الله هيكون قريب.
ابتسم عزمي بسخرية وهو يقول: انا كمان مستني اليوم ده يا رعد باشا علي العموم تشرفني في اي وقت عن اذنك.
توجه عزمي ورجاله الى سياراتهم، وقف رعد واضع يديه في جيب بنطاله، وهو ينظر نحو عزمي وتفوه قائلاً محدث نفسه.
رعد: صدقني يوم ممسك عليك طرف خيط مش هرحمك.
غادر عزمي ورجاله منزل عامر، وتوجه رعد ورجاله لدلوف المنزل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخل المنزل
ساعد عامر ريم لتنهض، نظرة اليه ريم بخجل وندم وهي تبكي وتقول.
ريم: انا أسفه اوى سامحيني بالله عليك يا ابيه والله مش قادره اشوفك زعلان منى بشكل ده
نظر عامر الي سلوي بكره وتفوه قائلاً وهو يض***م ريم اليه.
عامر: هشششش الحق مش عليكي يا ريم الغلط غلط حد تاني.
ابعدها عنه ونظر اليها وهو يقول بهدوء عكس الن***يران المشتعلة بداخله.
عامر: بس غلطتك الوحيدة يا ريم انك عدتي غلط غيرك.
ريم ببكاء وندم شديد: اسفه والله مش هعدها مرة تانية؟
نظر عامر الي ابراهيم الواقف في صمت وتفوه قائلاً:
عامر: بتح***بي؟
نظرة ريم الي ابراهيم بخجل وهزت رأسها بالموافقة، ابتسم عامر واخذها وقربها من ابراهيم ونظر نحو صبا بحزن وتفوه قائلاً:
عامر: حفظي علي ح***بك يا ريم اوعي تخسري؟
نظرة ريم الي ابراهيم بسعادة، اما ابراهيم كانت نظراته اليها لا تبشر بالخير، لاحظ ياسين نظرات عامر علي صبا التي بدلته النظر، شعر بالغيرة وقف حاجز بينهم وتفوه قائلاً:
ياسين: صبا ح***بيبتي انتي كويسه؟
صبا بهدوء ممزوج بالحزن: ايوه الحمدلله.
أمسك ياسين يد صبا وهو يقول: طيب تعالي يلا خلينا نرجع بتنا.
كان ياسين يريد اخذ صبا بعيداً عن عامر باي شكل، كان سيغادر المنزل لكن اوقفه جاسم قائلاً:
جاسم: استني يا جاسر انت في بيتك رايح فين؟
نظر له ياسين بجمود وهو يقول: اولاً اسمي ياسين ثانياً ده مش بيتي ومستحيل يكون بيتي.
رفض ياسين الاعتراف بالحقيقة وان جاسم شقيقه وهذا هو منزله، لكي لا تكون صبا قريبه من عامر، فهو يعرف انها تح***ب عامر، لذلك يشعر بالخوف ان تتركه وتذهب اليه، وقف جاسم صامتاً وهو ينظر الي ياسين الذي سحب صبا وتوجه ليغادر المنزل، لكن تفاجأ الجميع بالشرطي رعد ورجاله يدلفون الي المنزل، نظر رعد الي صبا وتفوه قائلاً:
رعد: انتي صبا عبد العزيز صح.
شعر صبا بالخوف نظرت نحو ياسين الذي شعر بالقلق أيضاً، ابتلعت صبا ريقه وتفوهت قائلة:
صبا: ايوه انا صبا عبد العزيز خير في حاجه.
رعد دون مقدمة: البقاء لله وحده ولدك أتوفى وقضية ق***تل عواطف اتقفلت بما ان الجاني ما بقاش موجود.
انهمرت دموع صبا علي خديها في صمت وتفوهت بهدوء قائلة، مما جعل الجميع يتعجب من أمرها.
صبا: الله يرحمه يلا يا ياسين خلينا نمشي من هنا.
خرجت صبا من المنزل وهي تشعر بالاختناق، ولم تصبر حتى يذهب معها ياسين الذي نظر إليها باستغراب للحظات ثم ركض خلفها. وقف عامر متعجبًا من أمر صبا، وشعر بالقلق عليها بسبب هدوئها الغير متوقع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج المنزل
ركض ياسين خلف صبا حتى لحق بها، وامسكها من ذراعها، وتفوهت قائلاً بقلق
ياسين: صبا انتي كويسه؟
نظرة اليه صبا بجمود كما لو لم يحدث شيء.
صبا: ايوه كويسه؟
ياسين باستغراب: صبا ابوكي م***ات.
صبا تحارب لكي لا تبكي: وفيها اي وجوده زي عدمه كنت عارفه انه هيم***وت وكنت بم***وت في اللحظة الف مره من خوفي عليه بس دلوقت خلاص ما بقاش في حاجه اخاف منها.
ثم وضعت يداها علي بطنها وأكملت حديثه قائلة: وحتي المصيبه اللي كنت خايفه منها انا دلوقت قدام الكل بقيت واحده متجاوزه وما فيش حد هيقدر يقول في حقي كلمه وحشه.
صمتت لبعد الوقت وانهمرت دموعها رغماً عنها، اما ياسين وقف صامتاً وعيناه تخفي شيء ما، تقدمت صبا لتغادر وهي تقول.
صبا: خلينا نمشي من هنا علشان انا مخنوقة اوى مش حابه المكان ده.
وقف ياسين مكانه وهو يُكور قبضة يديه بقوة ونظر إلى طيفها بغضب، ثم أغلق عينيه وضغط على أسنانه بقوة وزفر بعنف، وانطلق خلفها دون أن يقول شيئًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخل المنزل.
نظرة سلوي للجميع بخجل ولم تستطع البقاء لذلك صعدت الي غرفتها، تجاهل عامر كل شيء حدث، وقدم ريم الي ابراهيم وطلب من المأذون ان يزوجهم، وبعد وقت تم كتب كتاب ريم وابراهيم واصبحوا زوجين امام الجميع، كانت ريم تشعر بالخجل والسعادة، اما ابراهيم ظل صامتاً وملامحه لا تبشر بالخير، وقف جاسم يراقب ما يحدث في صمت وتعجب من هدوء عامر الغير متوقع، فقط اكتشف حقيقه مؤلمة ومع ذلك ظل هدئاً ولم يتأثر بشيء، غادر رعد ورجاله المنزل، وبعد وقت ليسه بكثير غادر المعازيم والمأذون بعد ما انهي مراسم الزواج، وبعد أن انتهي كل شيء غادر عامر المنزل وترك خلف جاسم ينظر الي طيفه بشك، غادر جاسم خلف عامر، وظل ابراهيم وريم وسعد وأم خيري التي قطعت حاجز الصمت قائلاً:
أم خيري: يلا يبني خد مراتك واطلعوا ريحوا في أوضة ريم؟
نظر ابراهيم الي ريم التي نظرة للأسف وهي تبتسم بخجل، وتفوه قائلاً بنبرة حاده.
ابراهيم: مش اني اللي اقعد في بيت مراتي بيتي هو الاوضه اللي قدام البوابة لو عاوزه تيجي يا مرحب مش عاوزه خليها مكانها.
قال كذلك وتوجه ليغادر المنزل، وقفت ريم تنظر اليه بذهول، شعر سعد بالخوف والقلق من معاملات ابراهيم مع ريم، فقترب من ريم قائلاً وهو يبتسم بشكل موتر.
سعد: حقك عليا اني يا بنتي مش تزعلي من ابراهيم اني بنفسي هجيبه لحد عندك وهخلي يعتذر منك...
قطعته ريم قائلة وهي تبتسم بحزن: يعتذر ليه يا عمو سعد هو ما غلطش في حاجه معه حق انا اللي لازم اعيش في بيته مش هو اللي يعيش في بيتي.
قالت ريم كلماتها وذهبت خلف ابراهيم وهي تعرف ان القادم لن يكون خيراً أبداً، نظر سعد الي أم خيري وهو يقول بقلق.
سعد: علشان خاطر حبيبك النبي يا أم خيري ما تعرفي حد بالي ابراهيم عمله ده انتي شايفه ما حدش طايق نفسه.
نظرة اليه أم خيري بعتاب وهي تقول: عيب عليك كلامك ده يا سعد هو ابراهيم مش ابني انا كمان ولا ايه وبعدين مش تخاف من حاجه ابراهيم وريم دول لسه عيال يزعلوا من بعض النهارده يتصلحوا بكره.
يتبع
أنت تقرأ
أنجبت وما زالت عذراء.. صباح عبدالله فتحي
Mistério / Suspenseعزيز ولد صبا. رجل مقابل على الخمسينيّات. تزوج من أم صبا بعد قصة حب عظيمه. لكن ماتت وهي تنجب صبا. فحزن عزيز عليها بشدة. وهذا السبب الذي جعله رجل مدمن على المواد المخدرة. وكره صبا كره شديد ويحملها سبب موت أمها. لكنه لم يستطيع الاستغناء عنها لأنها كانت...