الفصل الرابع عشر من.. أنجبت وما زالت عذراء.. الكاتبة صباح عبدالله فتحي.
أن وصل عامر الي المستشفى.. كانت صبا تخرج من داخله مقيدة بالقيود الحديديّة في يديها وحولها الكثير من العساكر والشرطي يسير أمامها وخلفه كان يركض ياسين وهشام، كانت تنهمر دموعها في صمت حتي رأته يتقدم نحوها حامل شقيقته على ذراعيْه وولدته تركض خلفه. لا تعرف لماذا شعرت بالسعادة والاطمئنان عندما رأته ارتسمت على ثغرها ابتسامة تمحي بها احزانها. لكنها ذهلت عندما راته يتخطاها كأنه لا يراها ولا يعلم من تكون. سرعاً ما تسللت دموعها من جديد حرارتهم تحرق بشرتها الناعمة. وقفت للحظات تحاول استوعاب تلك الكسرة والخذلان الذي لم تعد تعرف كام اصبح عدادهم.
كان يركض خلفها وقلبه ينبض بجنون خوفاً ان يصيبها مكروه تجاهل ذلك الذي انصدم به واكمل طريقه ولم ينظر إليه، اقترب منها يضع يداه على كتفيها يوسيها في محنتها تلك.
ياسين: ما تخافيش يا صبا انا معاكي مش هسيبك.
نظرت له في صمت مريب وتخيلت في وجهه ذلك الذي حطمها وكسر قلبها منذ قليل تمنت من اعماق قلبها ان يكون هو من يقف أمامها وهو من يواسيها الآن. لم تشعر على نفسها غير والعسكري يجرها بعنف لكي تتقدم وتصعد الي السيارة الحكومية التي كانت في انتظارها خارج المبني. تقدمت وهي شبه تائهة لا تعرف أين تأخذها ساقيها ولا تعرف ماذا سيكون مصيرها المجهول.
توقفت امامها سلوي للحظات تنظر إليها والي القيود التي في يداها. شعرت بالفضول يتسلل اليها لا تعرف ما حدث لكن ليسه هناك وقت للجدال فابنتها تصارع الموت الان.
اما هو كان شبه تائه يركض حامل شقيقته ولا يري أمامه. كل ما كان يشغله هي تلك الكارثة التي حلت عليه.
توقف هشام حينما راي عامر يركض بهذا الشكل شعر بالقلق ان يكون حدث مكروه الي تلك المدللة ريم وقف في المنتصف حائراً هل يذهب خلف صديقه الذي لا يشعر على شيء اما يذهب خلف تلك المسكينة التي تورطة في شيء هو متأكد أنها لا ذنب لها في ما حدث. لكنه حزم أمره عندما رأي ياسين يوسيها يخبرها أنه معاها ولن يتركها عرف انها لن تكون وحيده الان وهناك من يواسيها في محنتها فركض خلف صديقه ليمد له يد العون وهو لا يعرف ما هو المجهول.
صعدت صبا الي سيارة الشرطة وعيناها معلقه عليه تتمنى أن يعود إليها ويخبرها أنه معاها ولن يتخلى عنها. تحركت السيارة لتعبر بوابة المبني وهو يركض أمام عيناها الي الداخل المبني. ركض ياسين بكل ما اوتي من قوة خلف السيارة. وهو يقول. في محاولة بعث الاطمئنان إليها. لا يعرف أنها اصبحت محطمة جسد بل روح لا يهمها ما سيحدث إليها ولم تعد تخشي فأصبحت تتوقع الأسوء.
ياسين: ما تخافيش يا صبا انا معاكي ومش هسيبك هعمل ايه حاجه علشان اطلعك صدقني هعمل ايه حاجه انا واثق انك بريئة.
اكتفت بابتسامه باهته لتلك الكلمات التي لمست الصدق بهم. ابتعدت السيارة وقف ياسين حائرا يشد على شعره بعنف وهو يفكر ما الذي سوف يفعل وكيف سوف يخرج حبيبته من هذه الكارثة التي حلت عليها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اما في داخل المبنى.
دلف الي مكتبه وهو يشعر بالجنون. وضعها على السرير الطبي وقام بحقنها وأخذ منها عينه من دمائها ليتأكد من خلال الفحص الطبي اذا كان ما يشك به صحيحاً أما لا.
دلفت خلفه للمكتب واقتربت من طفلتها الصغيرة وتفوهت بعد لحظات من الصمت تحاول فيهم ان تتحدث واخيراً نجحت في ذلك.
سلوي: ممكن اعرف هو اي اللي بيحصل ده؟
أجابه بهدوء مميت ما قبل العاصفة: مبروك يا مدام سلوي الأنسة ريم المحترمة طلعت حامل.
كانت تلك الكلمات كافية ان تخرسها للحظات حذقت في عيناه في ذهول تبحث عن شيء فيهم يثبت لها أنه ليسه صادقاً في ما قال لكنها لم تري فيهم غير نيران الغضب التي سوف تدمر كل شيء. وأخيراً عاد لها صوتها لتقول بعد لحظات مرت مثل الدهر.
سلوي: انت بتخرف تقول ايه ريم مين اللي حامل.
استمع كلا منهم الي شهقات ضعيفة تصدر من حولهم نظروا الى مصدر الصوت ليروها جالسه منكمشة على نفسها تبكي وهي تضع يديها على فمها في محاوله كتم صوت شهقاتها انها استيقظت استمعت الي حديث عامر الذي حطم أخر ذرة أمل في قلبها. أنها كانت تحاول جمع شتات امورها وتكمل حياتها وتنسي تلك الخطيئة التي ارتكبتها دون قصد لكن الان كيف ستكمل واصبح في داخلها ذكرها للعينه ستذكرها بها للأبد. أقترب منها وهمس لها بغضب مريب تراه هي لأول مره.
عامر: عارفه يريم لو التقرير طلعت اجابي انا هعمل فيكي اي.
ظلت صامته تبكي وهي ترتجف وتخفض رأسها دليلاً على الاستسلام والرضا بالجحيم القادم. نظر لها في صمت للحظات يحاول تكذيب ما يقرأه في عيناها التي كشفت له الحقيقة قبل ان يصدر الفحص الطبي القرار. ابتعد عنه وتنهد بعمق واغمض عيناه يجمع شتات اموره ليستوعب حجم تلك الكارثة. ثم توجهه وغادر الغرفة تركها تبكي وأخري متخشبة مكانها لا تعرف في اي كارثه تفكر لأن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإن خرج من المكتب قابل صديقه هشام الذي كان يركض اليه والقلق حليفه.
هشام: خير يا عامر ريم مالها.
اغلق عيناه وفرق جبهته في محاولة تصدي لهذا الأم المريب الذي شعر به.
عامر: ما فيش يا هشام شوية برد بس انت عارف انا بخاف عليها قد ايه.
نظر له هشام بشك ولم يقتنع بتلك الكذبة المكشوفة من الأساس فتلك الحالة الذي رآه فيها تثبت له ان هناك كارثة.
هشام: عندها شوية برد هتجبها على المستشفى بشكل ده ابعد كده انا داخل اكشف عليها بنفسي.
كان ان يفتح الباب ليدلف يفحصها هو لكن منعته يد عامر التي قبضة على معصمه.. تفوه قائلاً ودموعه او شكت على الفرار.
عامر: كسرتني يا هشام كان معاك حق لما قولت كما تدين تدان ان الله ان الله يمهل ولا يهمل.
وقف هشام ينظر لها في صمت يحاول استيعاب تلك الالغاز التي تقع على مسمعه.
هشام: مش فاهم عاوز تقول ايه؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في احد غرف المستشفى.
شعرت سارة برعشه بسيطة تتسلل الي جسدها وهي تحذق بخوف وذهول الي علياء الواقفة أمامها. تفوهت بتلعثمه قائلة.
سارة: هههوو هو اااي الهبل اللي اللي انت انتى بتقولي ده يا دكتوره علياء هو انا يعني هجيب دواء اجهاض منين ولا هعمل كده ليه يعني.
علياء بهدوء ما قبل العاصفة: السؤال ده تسألي لنفسك يا دكتوره سارة مش عيب عليكي تكوني دكتوره محترمه ويطلع منك القذارة دي ده انا شوفتك بعيوني وانتي بتبدلي العلاج بغبائك ما خديش بالك انك كنتي واقفة قدام ازاز الشباك بس ربنا عمل كده علشان عارف ان البنت لسه صغيره وكانت ممكن تروح فيها عمري ما تخيلتك انسانه ماديه وحقيره لدرجه دي ومستعده تق*تلي روح بريئة ما لهاش ذنب علشان شوية فلوس او بالمختصر علشان تلبسيني انا المصيبة دي بس انت نسيتي ان اللي بيمشي بضمير سلك وبيقول يا رب ربنا هو اللي بيحمي.
وقفت صامته ونيران الخجل تحرق وجهها والخوف حليفها. كانت ستغادر علياء بعد ما انهت حديثه لكنها توقفت عند الباب نظرت لها باحتقار قائلة.
علياء: وحاجه كمان يا دكتورة يا محترمة ما تخافيش اوى كده انا مش هجيب سيره لحد وده مش علشان انا خايفه منك ولا خايفه من حاجه بس علشان خاطر العيش والملح اللي اكلنا مع بعض ولولا كنت عملت فيكي محضر واوديتك في ستين داهيه. عن اذنك.
ان خرجت علياء من الغرفة صدع صوت لمياء الغاضب أنها مازالت على الهاتف تستمع في صمت.
لمياء: انتى انسانه غبية وما تحلميش تطولي من جنيه واحد يا حيوان وحسك عينك اسمي يجي على لسانك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الجانب الاخر في غرفة لمياء.
أغلقت الهاتف والقته بغضب أرضاً ليتحطم الى ثلاث قطع. وصرخت بغضب وجنون. لقد فشلت في اول محاولة لها أن تبعد تلك صبا عن طريق حبيبها. لكنها لا تعرف ان الله كان يراقب ما تفعله وهو من يحمي الطيبين ويحقد الحاقدين.
لمياء: ماشي يا ست صبا انا وانتي وزمن طويل عامر مش هيكون غير ليا ليا انا وبس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكتب عامر.
كان جالس على المقعد بأهمال واضع يداه على جبهته يتصد لذلك الألم اللعين. وجالس على مقربه هشام الذي كان واضح على ملامحه اثار الذهول والدهشة وصرخ دون اراده قائلاً.
هشام: انت اكيد بتهزر مش معقوله ريم تعمل حاجه زي دي اكيد في حاجه غلط.
نظر له والدموع متحجرة في عيناه التي ذبلة بسبب قلة النوم.
عامر: ياريت يا هشام ياريت يكون كل حاجه غلط بس للأسف الخوف اللي شوفته في عيونها يثبتلي أنه في حاجه فعلاً.
ظل هشام صامتا في حيره للحظات لا يعرف ما الذي يجيب ان يقوله أنه لا يجد كلمات يواسي بها في هذا الكارثة وبعد وقت تفوه قائلاً.
هشام: طيب اهدي كده ومش تفكر في حاجه اما نشوف نتيجة التحليل ان شاء الله مش هيطلع في الهبل اللي بتقول عليه ده انا واثق ان ريم مستحيل تعمل حاجه زي دي.
عامر بتعب دافين في صوته: ياريت يا هشام ياريت انا تعبت اوى مش عارف الاقيها من مين ولا من مين من ناحية صبا ومن الناحية التانيه فردوس
وهنا حذق بعيناه ونهض بفزع حينما تذكر فردوس والخطر المحاط بها اخرج هاتفه من جيبه على استعجال وطلب رقم ما.. في حين عقد هشام حاجبيه وهو يقول.
هشام: فردوس فردوس مين دي كمان.
وقف كأنه واقف علي جمرة من نار ينتظر الطرف الاخر ان يجيب وان حصل على الرد صرخ قائلاً.
عامر: انت فين يا حيوان البنت في البيت عندي روح لها وخليك معاها لحد ما رجع.
اغلق الهاتف وهو يقول: ما تخفيش يا فردوس طول ما انا معاكي مش هسمح لحد يقرب منك.
هشام بغضب نوعا ما: هي مين فردوس دي يا بني ادم فهمني.
عامر: فردوس اختي اللي كنت بدور عليها.
هشام في دهشه: هو انت لاقتها؟.
عامر في غموض: ايوه لاقتها خلاص قربت اوصل للحقيقة وصدقني واقتها مش هرحمهم.
ثم نظر إلي هشام الذي ظل صامتا يعلن أنه لم يفهم شيء وتسأل عن احوال معذبة قلبه التي من كثرة الاحزان والهموم التي اثقلت كاهله ولم يراها مقيدة بالحديد وتذهب من امامه.
عامر: سيبك من ده كله طمنيني صبا عامله ايه دلوقتي.
ان تذكر هشام صبا نهض مسرعا وهو يقول بصراخ: يالهوى انا نسيت صبا. صبا اتقبض عليها بتهمة ق*تل واحده اسمها عواطف انا هروح لها وانتي ابقي طمنيني..
لكنه تفاجأ به يركض الي خارج المكتب قبل ان ينهي كلامه.. ركض ليذهب اليها وهو لا يصدق ما سمعه كيف لحبيبيته البريئة والمشاكسة ان تق*تل احد. ترك كل شيء وتجاهل كل ما هو به وذهب اليها ليبعث لها الاطمئنان ويخبرها انه معها ولن يتركها مهما كان، لكن هل سوف تصدقه حبيبته وستثق بها أما سيكون للمجهول راي اخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عائلة عامر.
كان جالس كلا من أم خيري التي لم تتوقف عن البكاء قط. وسعد المذهول الذي لا يصدق ما يحدث. وابراهيم الذي ظل صامتاً يفكر في مصيره المجهول الذي ارتبط بخطيئة مع تلك المدللة ريم. وفردوس التي لم تفهم شيء حتي لا تعرف مع من تجلس الان. كان الصمت سلطان المكان حتي قاطعه صوت سعد قائلاً بعدم تصدق.
سعد : لا حول ولاقوه الابالله العلي العظيم واتوب اليه استغفر الله العظيم واتوب اليه مين يصدق اللي احنا فيه ده معقولة ريم البنت البريئة اللي عامله زي القطة المغمضة يطلع منها كل ده. ده انا عمري ما شوفتها مع جدع غير ابراهيم أبني.
حذق ابراهيم في ابيه في رعب وابتلع ريقه بصعوبة بالغه والتزم بالصمت، فإجابة أم خيري ببكاء قائلة.
أم خيري: انا متأكدة ان ريم مستحيل تعمل حاجه زي دي ان شاء الله هيطلع كل حاجه غلط مش هيكون في حمل ولا في حاجه بأذن الله.
تفاجئوا جميعا بشاباً وسيماً جذاباً يدلف الى المنزل صرخ بهم جميعا قائلاً.
- كل واحد يروح يشوف شغله ومش عاوز اسمع حد يتكلم في الموضوع ده.
نهض الجميع وصاحت أم خيري قائلة: جاسم بيه حمدلله على السلامة يابني.
جاسم: الله يسلمك يا أم خيري.
ثم نظر الي سعد وابراهيم قائلاً: انت سايب شغلك وبتعمل ايه هنا انت وأبنك؟
نظر كلا من سعد وابراهيم الي جاسم بخوف ابتلع سعد ريقه بصعوبة بالغه ثم قال.
سعد: اسف يايبه تعالي يا ابراهيم.
وذهب الي فردوس ليأخذه معه صرخ به جاسم قائلاً.
جاسم: روح شوف شغلك ومالكش دعوة بيها ده انا راجع مخصوص علشانها.
ثم اقترب من فردوس ونظر لها بتأمل ملامحها وهو يقول بغموض.
- طلعتي جميلة اووي يافردوس حتي إنك شبهوا خالص.
نظرت له فردوس في خوف وظلت تفرك في كفيها وانهمرت دموعها على خديها لا تعرف لماذا شعرت بالخوف من ذلك الشخص عكس عامر الذي شعرت بالأمان معه.
جاسم رفع يداه يبعد دموعها عن بشرتها الناعمة وهو يقول: ما تخفيش يا فردوس انا مش هأذيكي ده انا راجع مخصوص علشان ارجع لك حقك وخد حقي من الك*لاب دول صدقني هكشف حقيقتهم وهدمرهم كلهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قسم الشرطة
كانت جالسه خلف باباً بأسياخ حديدية منكمشة على نفسها ودموعها تنهمر على خديها في صمت مريب ومعها إثنين اخرين من المجرمين، رفعت رأسها بضعف وعيناها حمراء من شديد البكاء نظرت الي ذاك العسكري الذي نادي على إسمها.
العسكري: مين فيكم صبا عزيز.
اجابته بصوت متقاطع وهي ترفع احد يديها: ااا نا انا هي صبا.
العسكري فتح قفل الزنزانة وهو يقول: طيب تعالي معايا عندك زيارة.
نهضت بضعف وتعب شديد وخرجت من الزنزانة وهي تظن ان ذاك الزائر هو ياسين ومن غيره سوف يأتي إليها وهي في هذا المكان.
تقدمت في صمت مع العسكري وان وصلت الي مكتب الضابط تفاجأت به جالس على المقعد في انتظارها تفوهت قائلة بدهشة.
صبا: دكتور عامر انت بتعمل ايه هنا.
ان راها عامر نهض وقف في صمت يتأملها ويتأمل أقل تفاصيلها التي أصبح يعشقها تأمل آثار دموعها التي شوهت ملامحها الحزينة. ظل كلا منهم ينظر للأخر في صمت وعيناهم تحكي ما في دخلهم من أحزان وهموم ارهقت قلوبهم المغمورة بالعشق.
نهض الشرطي قائلاً: طيب هسيبكم انا خمسه وهرجع تاني.
ان خرج الشرطي أقترب منها عامر ودون قول شيء صفعه صفعة قوية اجبرتها على النظر الاتجاه المعاكس وصرخ في وجهها قائلاً.
عامر: انتى اتجننتي ازاي تعترفي انك انتى اللي قت*لتي مفكرهم هيلعبوا معاكي يومين ويطلعوكي من هنا؟
نظرت له ودموعها متحجرة في عيناها. رق قلبه اللعين اليها كثيراً ودون ان شعر سحبها الي داخل احضنه وتفوه بهدوء ممزوج بالحزن.
عامر: ليه ليه عملتي كده وانتي عارفه هو مين المجرم الحقيقي ليه بتحممي بعد كل اللي عمله فيكي.
سكنت بين ضلوعه واغلقت عيناها رغماً عنها تنعم بهذا الشعور الدافئ التي احتل قلبها الخائن الذي تمارد عليها ولا تعرف متى وأين أغرم بذلك الذي كان سبب دمارها. استمعت الي دقات قلبه المتسرعة والي صوته الهادئ الحزين يقول.
عامر: انا تعبان اووي بجد تعبت اوى انا محتاجك جنبي عارف اني غلط بس صدقيني ندمت وربنا عقبني بأبشع بنفس الطريقة نفس اللي عملته فيكي اترد ليا بس بطريقة بشعه اووي.
ذهلت عندما شعرت بماء دافئ يتساقط على كتفيها دون ارادة منها عنقته بقوة تغمره بحنانها واخذت تبكي هي أيضاً فكلا منهم لديه ما يكفي من احزان وهموم الهكت قلوبهم وكلاً بحاجة للأخر ارادت أن تخبره انها ايضا بحاجه اليه انها ايضا تحتاجه بجانبها تحتاج ان يتماسك بها ويسير معها الى نهاية طريق ملعون مليء بالأشواك. لكنها استيقظت على صوت غليظ خلفها يصرخ بها قائلاً بحزن دافين في صوته.
كان قادم ياسين إليها بصحبه محامي يساعدها ان تخرج من تلك الورطة التي تورطت بها لكنه عندما دلف الى الغرفة لم يكن يتوقع أنه سيراها داخل احضان رجل اخر فشعر بالحزن والخزلان يمزق قلبه اللعين الذي عشق من لا يعشقه واصبح عشقه إليه شبه مستحيل.
ياسين: صبااا؟
ابتعد عنه كأنه كائن غريب او وحش مفترس كان علي وشك القضاء عليه وقفت حائرة في منتصفهم تنظر الي هذا بذهول وتنظر الي هذا بخجل يحرق خديها التي اشتعلت بنيران الخجل.
اما عامر نظر بحزن الي ذراعيه التي كان يسجنها بداخلهم تمنى أن يبقى طول حياتي على هذا النحو ينعم بقربها ودفئها وحنانها الذي شعر به لقد نسي كل مكان يمر به عندما اقترب منها نسي العالم بأكمله. لكن مثل اي حلم جميل ينتهي بكابوس مرعب، نظر إليها بذهول عندما سمعها تقول وعيناها متسلطة عليه وتلك الدمعة المتحجرة بداخلهم تخبره بكل ما تشعر به.
صبا: انا مسامحك يا دكتور عامر بجد مسامحك من كل قلبي بس ما قدرش اكمل معاك زي ما انت عاوز انا قرارات اني اكمل مع ياسين لو طلعت منه.
نظر لها ياسين بذهول وعامر ينظر إليها بحزن. ثم نظر كلا منهم للأخر، كان عامر يحقد على ياسين الذي سرق منه حبيبته. اما ياسين لم يشعر بأي فرحة بهذا الفوز الذي كان يحارب ليفوز بها عندما راي عيناها المغمورة بالعشق لهذا عامر كان واضح كوضوح الشمس، حتي انها لم تنظر إليه قط كانت نظراتها معلقة على معشوق قلبها، حقاً أن المراء لا يحب غير الذي يسبب إليه الألم، وقف ثلاثتهم كلا منهم ينظر للأخر وقلوبهم تحترق في نيران العشق المحرم، واصبح ثلاثتهم على ظهر مركب محطم في وسط امواج هائج وكتب عليهم غرق محطوم لا مجال للفرار منه؟
يتبع
عامر ياسين صبا ماذا سيكون مصيرهم هل سيتقبل عامر هذا القرار ام أنه سيحارب ليحصل على حبه، ريم ابراهيم ما هو المصير المنتظارهم هل سينجو من تلك الورطة ام ستكون سبب تدميرهم للأبد . جاسم فردوس ما حكايتهم وما الرابط بينهم وماذا سيكون مصيرهم، وما الحقيقة الذي يبحث عامر عنها؟ وماذا سوف يحدث ان اكتشافها. كل هذا واكثر سوف نعرفه في الحلقة القادمة بأذن الله.
أنت تقرأ
أنجبت وما زالت عذراء.. صباح عبدالله فتحي
Tajemnica / Thrillerعزيز ولد صبا. رجل مقابل على الخمسينيّات. تزوج من أم صبا بعد قصة حب عظيمه. لكن ماتت وهي تنجب صبا. فحزن عزيز عليها بشدة. وهذا السبب الذي جعله رجل مدمن على المواد المخدرة. وكره صبا كره شديد ويحملها سبب موت أمها. لكنه لم يستطيع الاستغناء عنها لأنها كانت...