ButterFLY No.02

199 17 49
                                        

بِسم الله الرَحمن الرَحيم.

أخبِرونِي إن وُجِدت أخطَاء إملائِية!

_______________________________________

أحد الضغوط النَفسِية هوَ النَظر لِشخصٍ مَا مُطولاً، دون الرَمش أو مَيلان القزحيتِين ولُو قليلاً. ودُون إبدَاء أي تعابِير لِوجهك. هَذا سيجعلُ من عدُوك يَتوتَر، يَرتبِك ورُبما يَهلع. فهوَ لَن يتعَرف عَلى نِيتِك، ولَن يستطِيع تَحليل أي شيءٍ يخصُك حتَى يطمئِن. وهَذا ما يَحصُل حالَما مَضت ساعةٌ على بِدء المُحاضرَة الثانِية لِهذا اليوم، شَعر الأُستَاذ بِمُراقبة أحدهِم لَه. فالتفتَ يَبحث عن المَصدر، وقد كان أحد طُلابِه، والذي يكاد يثقُبه بِنظراتِه المُركِزة عليه.

رُغم أن الأمر عادِي ويجب على الطُلاب التَركيز معه إلا أنهُ شعرَ بِخطبًا ما يحصُل مع ذلك الطالِب، والذِي لم يكُن إلا رِينُولدّ. عَينِيه لَم تتزحزَحا من على الأُستاذ أبدًا، ويكاد لا يَطرِف حتى. وهذا جعَل الأخير يَتعرق مِتوتِرًا، نَظراتِه كما لُو إنهُ ينتظرُ خَطأً ما كَي ينقض علِيه. كمَا لَو إنهُ سَيهجُم علِيه إن لَم يُكمِل. بِالتأكيد هذِه مَشاعر وفِهمه لِمنظُورَه الخاص، لا يعلَم لِمَ، لكن هذِه ليست نَظرات لِطالبٍ مُركِزٍ حتَى! ولَو سألَه، لأجابِة بأن أحدًا ما شدَد علِيه.

ألقَى وابِلاً من التحذِيرات في التَركيز على المُحاضَرات التِي لا يتواجَد فِيها. يقع اللُوم على نُولانْ، فهوَ من أوصَاه بِجمع جَميع حَواسِه والتَركيز في المُحاضَرات رُغم أن ما يَشرحهُ الأساتِذَة مَفهومٌ ومَعروف لَديه، أي لا تُوجَد مَعلوماتٍ جَديدة لِتُخزَن في ذاكِرته حتَى. ومعَ ذلِك، بَقيّ بَصرِه مُثبتًا على أُستاذِه مُتجاهِلاً بأن طريقتُه خطأٌ في التَركيز ولا يَتطلبُ ذلك الحدّ الذي أخبَره صَديقه. بَل هوَ الأحمق الذِي لَم يفهَم ما يعنِيه ظنًا بأنهُ سَيسهَى في الدُروس رُغم إنهُ نَوى فِعلاً إلا أن عقلِه لَن يترُك تَركيزه لِأجل رغبتِه!

إنهُ يطبقُ حرفِيًّا مقُولته. إغتَاظ الأُستاذ كثيرًا، ورغبَ بالتخلُص من نَظرات ذلكَ الطالِب وخَف الضَغط الذِي وقعَ على كاهِلَه. ورَغبةً خفِية بِإحراجه، غَير عالِمًا بأن الأخير لَن يشعُر بِالحَرج لَو أخطَأ فِعلاً. فَكتبَ مَسألةٍ مَليئةٌ بِالشفرَات والرُموز، وأشَار لِرِينُولدّ بالوقُوف وحَل هذهِ المَسألة بِمُفردِه. تعجبَ فاحِمُ الشَعر قلِيلاً فهوَ لم يَرفع يدِه حتَى، وقد كان يُخطِط بألا يُثير اِنتبَاه أحد. ولَكن الأُستاذ يمتلكُ رَأيًّا مُختلِفٌ عنه. فَتنَهد مَخفيًا اِنزعاجِه.

واِستقام يبتعدُ عن مَقعدِه ويَنزلُ المُدرجات بِرويةٍ ثمَ وقفَ أمَام اللوح يُمسكُ بِالقلم الخاص بِه، يتأمل المسألة بِضع ثوانٍ يُحاولُ عقلِه فَك الشِفرة جَيدًا. ثَم أدرَك شَيئًا، هذِه المَسألة لَيست مِن ضمن المَنهج. بَل خارِجها، وهَي صعبةٌ جِدًا بِالنَسبة لِطالبٍ عادِي في سنتِه الأُولَى. ويُراهِن بأن حتَى السنة الأخِيرَة لَن يستطِيعو حَلها، فهذِه مُقاربةٌ جِدًا لمَا تعلمُه في أول أسبوع من اِنضمامِه لِلفريق. وقد كَانت مسألةٌ حسَاسة تخصُ الوزارة.

The Karner Blueحيث تعيش القصص. اكتشف الآن