بِسم الله الرَحمن الرَحِيم.
أخبِرونِي إن وُجِدت أخطَاء إملائِية رَجاءً!
_______________________________________
رَفع يدِه التِي تقبضُ على سِلاحِه، وصَوبَ بإتجاهٍ دَقيق على دُميةٍ مَحشوه بِالصُوف. تَحدِيدًا عَلى الرَأس. صَدى صوت الرَصاصِ في هذا المَكان صاخبٌ لِلغاية، وإحتمالِية فِقدان سمِعكَ عاليةٌ جدًا. إن لَم تكُن تحمِي أُذنِيك بِسماعةٍ مُضَادَة. ثمَ أطلَقَ عِدة رَصاصاتٍ مُتَتالِية، بأمَاكنٍ مُتفرِقة. سَتقتلُ البَشرِي فَورًا؛ تَصويبَهُ مُميت. أزَاحَ سماعةُ رَأسِه وإلتفتَ لِصديقهِ الأسمَر في الغُرفَة المُجاوِرَة، يَتقاتلُ ضدَ شخصٍ مَا مُتصارِعين الأيدِي.
ومَا أن رَآى نُولانْ يقفُ مُسترِيحًا قليلاً بعدمَا أسقَط الرَجُل، اِستغلَّ راحتِه قليلاً وأشَارَ لهُ سريعًا بأن يخرُج حالمَا ينتهِي. ولَم يحصُل على إجابةٍ مِنه إذ اِنقلبَ خصمهُ ضِدَه وأسقَطه مِمَا جعلهُ الخاسِر بَينهُما. فَهربَ رِينُولدّ سريعًا قَبل أن يَصُبَّ صديقهُ جُّلَ غضبِه علِيه فهوَ سَببُ خسارَتِه. دَقائِقٍ فَقط وقد صعِدَ مُخضَّرُ العينِين داخِل سيارتِه وعادَ بِها لِلشِقة، عدَا مُزرَقُ العينِين والذِي أخذَ دراجتِه -التِي أُصلِحَتْ- وقادَ بِها مُباشرةً لِعملِه الجُزئِي.
لا يمتلكُ رَاحةً لِئن يعُود ويَستبدِلُ ملابِسهِ حتَى.
.
اِستلَم ورقةً من مُشرفهُم نُورمَان، وذَهبَ لِغرفةِ المُعدَات يأخذُ عربتِه المُعتَادة. يضعُ مَحارمُ ورقِية إذ نَفذِت مُسبقًا، واِستبدلَ الأقمشة البَيضاء المِتسخَة بِواحدةٍ نَظيفة. ويُعيد تَعبِئة مواد التَنظيف وأدواتِها اللازِمة، حرفِيًا ذات الفعل يفعلُهُ حالمَا يترُك عربتِه لِوحدِهَا. فَزميلهُ المُزعجُ كُونَار دومًا ما يُفسدُ عربتِه دونًا عن الغِير، وهذا ما يَجعلُ العَمل مَشقةً لَه. غَير عالِمًا بأن رِينُولدّ من النَوع الذِي يُكرسُ حياتِه في العَمل، يَتجنبُ التَفكِير بِما يجعلُ حالتِه تَنتكِس.
كَما حدثَ صباحِ اليوم، الذِي -وعَلى غِير العادَة- أصبَحت مَشاعِرهُ وكوابِيسه تَخنقهُ أكثرُ من ذِي قَبل، وبَل لا يَكادُ يستطِيع الاستِيقَاظ إلا بِوجود عاملٍ ما يجعلهُ يستِيقظ -أغلبهُ نُولانْ مَن يفعل- وهَذا جعلَه يشعُر بِالقَلق والغضب لَما يحصُل مَعه، يَخشَى أن يأتِي يومًا ولا يستطِيع الاستيقاظ مُطلقًا. إن حَصل، فَستدمرُ كُلَ شَيء. حرفِيًا كُلَ شَيء. خرجَ من تَفكِيرَه، وذهبَ لِلغرفة المَطلُوبة كمَا دُوِنَّ في ورقتِه الصغيرَة. طرقَ البَاب كالعَادة ثمَ دخلَ حالمَا لَم يسمَع شَيء.
وجدَ الغُرفةَ في حالةٍ مِن الفَوضى، فَبدأَ في العَمل دونَ تَذمُر ولَم ينسَى تَعليقاتِه الساخِرة بِين اللحين والآخر في عقلِه. وكُل جزءٍ من الغُرفة يُنهِي تَنظِيفُه، يخرجُ كِيسًا صغيرًا شفاف تحملُ عِدَة أجهزةٍ صَغيرة. آلة تَصوير مُخصَصة لتَجسُس. يضعُ كلِ آلةٍ في مَكانٍ أعمَى ويستحِيلُ على أحدٍ رُؤيتهَا إلا أن اِقترَب وأزاحَها بِنفسِه. وعندمَا اِنتهَى من التَنظيف، وضعَ آخرُ جاهزٍ تَجسِس بَين أزهارٍ اِصطناعِية ووضعَ الجَرّةُ بَعيدًا عن الأعيُن كَي لا تُلتقطُ سريعًا وما أن اِنتهَى حتى دَخلَ رجلٌ ما لِلغُرفة.
أنت تقرأ
The Karner Blue
Mystery / Thrillerلِـأجلِك كَرستُ حَياتِي وجُهدِي، تَضحِيةً وحُبًـا لِـجَمِيلتِيك. جَميـع قَراراتِـي وأهدافِـي تَتمحوَر عَنـك، ولَـستُ نـادِمًا لِذَلـك. بَـل إنَني فِي رِضًـا تَام وبِكامِل قَناعتِـي إلـى أن يَحِيـن مَوعـدُ فِنائِـي. فَـأنتَ كـالفَراشـة، الزَرقـاء كَ...