بِسم الله الرَحمن الرَحِيم.
أخبِرونِي إن وُجِدت أخطَاء إملائِية رَجاءً!
_______________________________________
"مَا تَفعلهُ خاطِئ؛ أنتَ سَتُؤذِيه!"
ضُربَ ظَهرهُ على الحائِط بِقوةٍ، ثمَ قُطعت أنفَاسهُ بِسبب ضَغط الآخر على عُنقِه قائِلاً بِسخَط "إفعَل ما أُخبِركَ بِه فَقط." وكِلاهُما يُدركُ بأن ما قَال الأول صَحيحًا، ولَكن الصَبرُ قد نَفذَ من الأصغَر. ولَن يحتمِلَ نصائِحُ مَن يكبرُه. ما الذِي يحدثُ هُنا؟ مُطلقًا. جَرى حديثًا بَين رِينُولدّ وبَاهِي، ومُحورُ الحدِيث هوَ آرنُولدّ. لَم يَبدُو على مُزرقُ العَينِين بأنهُ سَينتظرُ أكثَر، تَعجلَّ في قرارِه مِمَا جعلَ من أطولهُم يُعدِل قرارِه. لَيسَ لأنهُ لا يَرغب، بَل لأن كُلاهُمَا يُدركُ نَتائِجِ تَهورِه جَيدًا.
سَتكونُ العواقِبُ وخِيمَة، وسَيكُون ضَحيتهُ مَرةٌ أُخرَى. لَكمَّ الأطولُ مَعدة الآخر كَي يترُكَ عنقِه، تَحررَ منه ولَم يهدرُ ثانِيةً واحِدَه حتَى قلِبَ حالِكُ المَظهر على ظهرِه مُسقِطًا إياه. ولَم يستطِع تَقييدهُ إذ تَحركَ الأصغر سَريعًا يَركلُ بِقدمه، لَم تَستهدفهُ منذُ البِدَاية بَل كانَ ينوي إبعادَه عنه. إبتعدَا عن بَعضهِمَا، يَتنفاسانِ بِرويةٍ رُغم نَبضات قلبهِمَا السريعَة. لَقد اِستغلا غِياب نُولانْ في الشَقة، وأخِيه في غُرفته لا يعلَم ما يَحدثُ هُنا.
رَفَعَ يديِه قائِلاً بِبرود "لِنتوقَف الآن. وسَتفعلُ ما آمُركَ بِه، رُغم كُرهِي لَك إلا أنكَ الوحِيد الذي أستطِيعُ تَوكِيل هذا الأمر. بِما أنكَ العاقِلُ هُنا." تَنهَد عسَلِيُ الأعيُنِ قائِلاً بِهدوء ولَمحة سُخريةٍ في حدِيثه "حسنًا، حَديثكَ الذِي أخبرتنِي عنه لَيسَ مَنطقِيًا البَتة. ستُعرضُ نَفسكَ لِلخَطر لأجل هدَفِك بِالمُقابَل ستخسرُ نَفسك وأخِيك. هوَ لَن يُحبَ لِلأمور التِي سَتؤولُ لَها بِفعلتِك." إنهُ يعلَم، لَن يُحب وضعهُما أبدًا. ولكنهُ لَن يستطِيعَ الإعدَالُ أبدًا.
يجِب عَليه أن يتهَور، وإلا لَن يُنجِزَ شَيئًا. تَنهد أسمَر البَشرة مُستسلِمًا، لَقد أُرهِقَ لِمجادَلتِه وعراكهُمَا الثالِثُ على التَوالِي لِذات المَوضُوع. فَهِمَ رِينُولدّ بأنهُ قَد وافقَ على المَضض، ولَم يكترِثَ كثيرًا. تَقدم نَحو حائِط غُرفتِه -لَقد أصبَحت في فَوضَى بِسبب عراكهِمَا- ثمَ أزاحَ السِتائِرُ كاشِفًا عن حائِطٍ زُجاجِي يقعُ خلفِهَا حديقتِه. أشارَ لَها وثبتَ ناظِريه لِلأطوَل قائِلاً بِهدوء "عندمَا يحِين الوقت، سَتُريه هذا. وأخبِره ما أخبَرتُكَ عنه، ودَعه يفعلُ ما يشاء. سَتكون حِينها لَه."
ثمَ أراهُ كَيفَ تُفتَح وتُستعمَل جَيدًا. وكُل ذلِك أمَامَ مَرآى عَسلِيُّ العَينِين -العابِس- والذِي يرغبُ وبِشدة ثَنيَه عن قرَارِه، فما يَفعلهُ خاطِئ. خاطِئٌ جِدًا.

أنت تقرأ
The Karner Blue
Misterio / Suspensoلِـأجلِك كَرستُ حَياتِي وجُهدِي، تَضحِيةً وحُبًـا لِـجَمِيلتِيك. جَميـع قَراراتِـي وأهدافِـي تَتمحوَر عَنـك، ولَـستُ نـادِمًا لِذَلـك. بَـل إنَني فِي رِضًـا تَام وبِكامِل قَناعتِـي إلـى أن يَحِيـن مَوعـدُ فِنائِـي. فَـأنتَ كـالفَراشـة، الزَرقـاء كَ...