بِسم الله الرَحمن الرَحيم.
أخبِرونِي إن وُجِدت أخطَاء إملائِية!
_______________________________________
مِن أسوء المَواقِف تَعامُلاً وأحرجُهَا، هوَ الوقوف كالَطرف الزائِد بَين شِجارًا تافِهًا -في نَظرِه- والحَلُ أبسَط من تَضخيم هَذا الشِجار بأكمَله. فَبعدمَا عادَ من الجامِعة والصُداع تَآكلَ مَا بقِيَّ مِن إدراكِه، ذَهب سَريعًا لِعملِه الجُزئِي بعدمَا أخذَ قيلُولةٍ قصيرة -طويلَة- ولَم يَرى نُولانْ أبدًا. وهذا زَاد مِن إنزعاجِه أكثَر، على الأقل صَديقه يُخففُ الصُداع عنه. والآن هُوَ قد وقعَ بين شِجار زَوجين يُفترَض عليه أن يعُد الطاولَة لِعشاءٍ -رُومانسِي- لَهُما.
ولكنهُما كالقطط، تَتشاجر بحدة وكلامٍ جارِح. ويُفتَرض كنادلٍ هُنا أن يُوقف الشِجار بِوديه، إلا أنهُ لَم يفعل. وبَل بقِيَّ واقِفًا بينهُما، جَامِدُ المَلامِح. يدعُو سِرًا بَأن يَسقُط السقف علِيهِم، يتخَلص من صُداعِه وشجارهُما في الآن ذاتِه. مَضت أربَع وعشرُون دَقيقة منذُ شِجارهِم، وحالَما صمتَا لِلحظاتٍ اِنتَهز الفُرصَة ونَطق بِرسمية: «أرجُو المعذِرة لَكن وجبَ عليكِما الدُخول حتَى أُعدُ لَكُما المائِدة.» لَقد عطلتُمانِي كثيرًا. رَغب بِنطقها وبِشدة لكنهُ صمتَ حتَى لا يُطرَد.
دَخلا الزُوجِين. وهوَ دَفع العَربة لِلداخِل، اِقتَرب من الطاوِلة الفارِغة، ثمَ بدأَ بِعملِه في تَنسيق المائِدة وجعلَها بأحلَى طلةٍ كمَا وصاهُ أحد العامِلين. وأثنَاء ذلِك سمَع شِجارهُما مرةً أُخرَى، وكَبح عَينِيه عن التَقلِيب وضربهُما لِكي يصمُتَا. ثمَ التَفتَ قليلاً بطريقةٍ لا تُثير لِلانتبَاه كما لو إنهُ يبحَث عن شيء، ولَم يجِد كامِيرات مُراقبَة في الغُرفة، فتَنهد بِراحةٍ وأبعَد العرَبة عن المائِدة، ثمَ جرَّ الزُوجين لِمقاعدهِم وتَمنى أِمسيةٍ طيبَة لهُما وسارعَ بِالخُروج.
دَفعَ العربَة خارِج الغُرفة، ثمَ ابتعد عن الرُواق ودَخل أحد الغُرف لِعرباتِهم الخاصة، وتَأكد من عدَم وجود أحد. أغلَق الباب ثمَ أخرَجَ محفظةً لِلنقود، سرقهَا من ذلكَ الزوج، فَتحها يُفتشُ بين البطاقات البَنكِية والشخصية. وما أن وجَد بطاقةً لِلهوية سَارعَ بِقراءة اِسم صاحب المحفظَة، واِستاءَ كثيرًا فهوَ لَيس من أهدافِه مُطلقًا. إذًا تحمُلهِ لِشجار الزَوجين كانَ بِلا فائِدة. خرَج من الغُرفَة وعاد لِغرفة الزَوجين واِدعى بأنهُ قد أسقط محفظتِه في الرُواق أثناء شجارهُما.
عادَ لِعمله، ثمَ سمعَ صوتُ نُورمَان فِي سماعتِه اللاسِلكِية وهوَ يخبرهُ عن هَدفهُم الأساسِي قد عاد لِلفُندق، ويجب عليه أن يُراقِبه عن كَثب. لَم يُجِبه بَل باشرَ بِالعمَل سريعًا، سَحب أحد العربَات الخاصَة بِالمُنظفات، واِرتدَى نظارةً طبِية مُزيفة. وتَحرك مُتوجِهًا لِلمصعد، دَخل واِنتظرَ قليلاً ما أن رَآى هدفِه يدخُل المصعد معه، وبِجانِبه اِمرأةً ما تَبدو كَفتيات الليل. كانَ في الخلَف، ينظرُ لِظهريهُما. رَمش مَرتِين فَرَآى صورةٌ قد أُلتقِطَت في نظارتِه.

أنت تقرأ
The Karner Blue
Mistero / Thrillerلِـأجلِك كَرستُ حَياتِي وجُهدِي، تَضحِيةً وحُبًـا لِـجَمِيلتِيك. جَميـع قَراراتِـي وأهدافِـي تَتمحوَر عَنـك، ولَـستُ نـادِمًا علـى ذَلـك. بَـل إنَني فِي رِضًـا تَام، وبِكامِل قَناعتِـي إلـى أن يَحِيـن مَوعـدُ فِنائِـي. فَـأنتَ كـالفَراشـة، الزَرقـا...