ButterFLY No.10 -The End-

79 11 0
                                    

بِسم الله الرَحمن الرَحِيم.

أخبِرونِي إن وُجِدت أخطَاء إملائِية رَجاءً!

_______________________________________

فِي تِلك الشِقة ذاتَ الدِيكُور الهادِئ، تحديدًا في غرفة حالِك المظهر والذي قد دخلَ قبل دقيقتِين داخل حديقته المُصغَرة. يجلسُ القُرفصاء مُتخليًا عن مقعدِه وهوَ يرَى جثَة فراشتِه المُميزَة. لم تكُن في موقعهَا الذي اِعتادَ عليه، بَل مرمِيةً خارِج القفَص دون حراك. ذلِك المَنظر جعلَ قلبِه ذابِلاً، حزِينًا لِفقدانِهَا. كانَ ينوِي مُفاجَئة أخِيه بِها، لِشبَه بَينهُما. لَكنهَا رحلَت قبل أن يرَاه. زَفرَ بِقهرٍ، وإبعَد عينِيه عنهَا يرَى بقِية الفَراشات. كَنزِه الثَمين قد اِختفَى.

قاطعَ سِلسلَةَ تَأمُلاتِه رَنين هاتِفه. فَسحبهُ يَرى هويَة المُتصِل، وكانَ رقمًا مَجهُولاً. قطب حاجِبيه بتعجُبٍ، فهوَ نادِرًا ما يتلقَى مُكالماتٍ غريبَة بسبب حِماية هاتِفه ورقمِه المُميز. لِذا رُؤية أحدهِم يُهاتفهُ دون أن يُعطِي لِأحد رَقمه، غريبًا عليه. قبِلَ المُكالمةُ دون قول شَيء، يتأكدُ إن كانَ شخصًا عادِيًا أم أحد رُؤسَاء منظمتِه. وكُل مَا وصلهُ صوتٍ خافِت يندهُ بِأسمِه كمَا لو إنهُ مُتردِدًا "رِينُولدّ؟" رمشَ قليلاً يعِي نَبرة الأخِير وهمهمَ مُتجاوبًا "أجل؟ أهذَا أنت كُونَار؟"

سمعَ تَنهيدة مُرتَاحة. يبدُو إنهُ قد أجرَى مُكالماتٍ هاتِفيه بحثًا عنه، ولكن كَيف علِمَ بِرقمه؟ قطعَ تفكيرهُ حالمَا نطقَ الأصغر بِتساؤل "هَل أنهِيت ما أخبرتُك عنه؟" همهمَ مُوافِقًا فسَألَ الأخير بِشك "وهَل تحدثتَ معه؟" نفَى مُجيبًا باِختصَار. فتنَهد الطَرف الآخر واِستَأنف "إذًا أنَا في الخارِج، إفتَح لِي الباب. الجو بَارِد." اِندَهشَ مُزرقُ العينِين وأغلقَ الهاتِف دون أن يُجيب. وخرجَ سريعًا يفتحُ باب الشِقة، ويُبصرُ اِلتفَاف الأخِير لَه قبل أن يختفِي في ثَانِية يَحشِرُ نفسِه لِدخول.

متَى سمحَ له بِالدخول! ذلكَ الوقِح. أغلَق الباب ووجدَ خُفِه الآخر مُختفِيًا وحذاء الأخير مَرمِيًا بإهمَال. حتَى خُفِه لَم يسلَم منه. دَخل يجِدُ الأخير واقِفًا بجانِب الأريكة، لم يجِلس كمَا توقَع من وقحٍ مثِله. تَقدم يَلتفُ حول الطاوِلة ثمَ توقفَ أمامِه يفصلهُما الطاولَة ونَطق بِهدوء "بِمَا أنني أنهَيتُ مَعرُوفكَ كمَا تقُول، أرنِي ما وعدتنِي. الدليل." جَلسَ الأخِير على ذِراع الأرِيكَة وأجاب بِهدوء "أنَا هوَ الدَلِيل." ما الذِي يقولهُ الآن؟ أكذِبَ علِيه؟

"أتَسخرُ مِني؟"

لَم يعُد يستطِيعُ تَحمُل سُخرياتِه أبدًا، فهوَ لا يزالُ يشعرُ بالإنهِيار لِمَا اَقترفتهُ يدَاه. رُغم إن الأمر عادِيًا وفعلهَا في كثيرٍ من الأحيان. ولكنهُ يشعرُ بِخطَأ فِعلته، بَل إنهُ مقهورّ بسبب طَريقة حدِيث كامِيرُون عن أخيه. غاضبٌ فعلاً، نَفى مُصفرُ البَشرة قائِلاً "لَستُ أفعَل، وإن لَم تُصدقنِي فَإسأَل أخيك." كَيف علِمَ بأنهُ يمتلكُ أخًا؟ وبَل ما علاقتُه به؟ سمعَ صوت فَتح باب الشقة، فإلتفتَ يسمعُ صوت ثَرثرة أخيه السَريعة، مِمَا جعله ينسَى أمر الأخير ويتوجهُ لِأخيه.

The Karner Blueحيث تعيش القصص. اكتشف الآن