"انا ومَزْوُنْ"

الفصل الثالث "يوم الجمعة"

ﷺ

وعيناكِ أعمقْ من بحارِ الدُنيا
وأجمل مُا فى السماءِ
والارضْ.

وبعد أن تلاقت أعينهم ، وتوقف الزمن بهذه اللحظة ، ابتسم هو دون وعي واردف
"وعيناكِ أعمقْ من بحارِ الدُنيا
وأجمل مُا فى السماءِ
والارضْ". وكان يتحدث بعيونه وليس ب فمه ، وهو يخاطب عينيها العسليتنان ، ف اغمضت عينيها بتوتر وشعرت بهواء الذي يسري ب في جسدها ، وغضت بصرها ، فلاحظ هو ف ابتعد عن طريقها ، فرحلت بسرعة ، وظل هو يطالعها وهي ترحل على امل أن تلتفت له ، وهي كانت تبتسم كالبلهاء وتقول ل نفسها هو نفس الشخص الذى أعجبت بيه منذ ثالث سنوات اتذكر عيونه تلك العيون التي اذابتني ، كانت تعتقد انه رحل فلتفتت لكن اعتقادها خطأ ،كان هو يطالعها وعندما التفتت ابتسم لها ابتسامة جعلتها تلتفت وترحل بسرعة كبلهاء، فضحك هو ثم صدع صوت رنين هاتفه ،ف انتبه له وقام بضغط على زر تشغيل وقال " مين " .

"مين ايه يا حمار انت ، انا ابوك " قالها والده بغضب وصوت مرتفع ،فانتبه هو له وقال "ايوه يا بابا معلش بترن ليه ".

"وانا هرن عليك ليه يا خويا انا غلطان اني عايز اقولك امك لقت البخاخه متستعجلش نفسك وهي كويسة لو ملقتش تعالى وانا بكره هجيب من مصنع وانا جاي ".

انتهت مكالمتها، حيث وافقه مازن ، وغادر وهو يبتسم ويتذكرها ويتذكر عيونها ، خِمارها كم زادها جمالا ، و ملابسها، وكم كانت انيقه .

وصلت هي الي البيت ، دلفت من البابا وكان مراد ينتظرها اخذ يطالعها ب استغراب وبعد وقت اردف " احم احم ايه يا ميزو مين واخد عقلك هي صيدلية بتعمل كده".

انتبهت هي له وقالت بتوتر وهي تخلع الخِمار " ايه واخد عقلي ايه يا مراد انا سرحت بس ".

"سرحتي ما هو واضح وطالما مفيش حاجه واخده عقلك مالك متوتره ليه ومراد من غير ميمو ". طالعته هي بصمت ثم نظرت ل صوره والدها على حائط وظلت شارده، فتعجب هو وقام واقترب منها ثم امسكها واخذ يحركها مما جعلها تقول "ايههه يا ميمو بترجني ليه هو انا حاجه سقعه ".

"اصلك في حاجة غلط مالك جايه مبلمة وكل شوية تبتسمي في ايه انطقي؟!" طالعها وهو يضم عينيه بخبث ، ف حاولت هي اتصرف على طبيعتها بدون توتر وقالت " ايه يا ميمو مالي ما انا زي الفل القولون تعبني بس ، المهم مكرم جيه ؟!" .

"ياس وقاعد بيقراء قراءن في بالكونه وانا داخل انام يلا تصبحي على خير وخدي الدواء وهترتحي ".

بعد أن تركها مراد وذهب لغرفته ، حمدت ربها انه لم يكشف أمرها ، ثم ذهبت ل غرفتها ، وبدلت ملابسها ، وامسكت إحدى مذكرتها وبدأت تكتب "شوفته تاني بعد تلت سنين والفكره انه لسه فكرني كان لبس جكت اسود وبنطلون سويت بانس ودقنه كانت حلوه اوي واول ما شفني قالي شعر يلهوي عليا بجد ولله مقدرتش اغض بصري حلو اوي بجد و طلع طويل اوي يا طاره اسمه ايه وملتزم ولاه بس لو ملتزم هيفضل متنحلي كده ويتغزل فيا كمان بس لو مش ملتزم كان فتح كلام ممكن يكون كان مستعجل ". ثم ندها اخاها فتركت مذاكرتها ووضعتهم في ادارج مكتبها ، وأخذت اسدالها وذهبت ل اخاها .