صلي على مٌحَمد..
وعَيناكِ كأنها فى الحسن آية تٌتلى على القوم كفروا فاهْتدوا ...
بعد أن أدرك هو ماذا فعل ، ورأى النار تحرق أحدهم ولايعلم من هى فهو لايرى ملامحها جيدا ، وهى في حالة من الهسترية وتحاول ان تبعد النار عنها ، فابتعد هو واحضر احد اكواب المياه وبدأ بالسكب ، لكن مازلت النار مشتعلة نظرًا لكمية المياه الصغيرة ، فترك الكأس ثم جلس على الارضية محاولا اطفأء حريق فستانها بيده ، وكل هذا يحدث تحت سرخاتها المتعددة ، واخيرا انطفئت النار ، فزفر هو بألم من يديه التى انحرقت ثم وقف والتفت لها ثم صرخ بها وهو لا يرى سوى هيئتها .
" ايه القرف ده على الصبح ، انتي مين وبتعملي ايه ف مكتبي يا انسة انتي " .
ادركت هي انه احد الموظفين ثم صرخت بيه بغضب وعيون مليئه بالدموع " لو سمحت اتكلم معايا بأدب، مش حضرتك تولع فيا وتزعقلي كمان ، اتكلم بأسلوب احسن من كده لان حضرتك ال غلطان " .
انفجر هو بها بغضب " انا اتكلم زي ما انا عايز حضرتك ده مكتبي وانتي اول ما دخلت صوتي ولاه كانك شوفتي عفريت ف الشمعة وقعت منك يعني انتي ال ولعتي ف روحك " .
كانت على وشك الحديث وهي تقترب منه دون وعي بسبب غضبها ، ف ألتوى ساقها الأيمن بسبب المياة المسكوبة على الأرض، كانت على وشك الوقوع ، فلاحظ هو فأمسكها ورفعها قبل أن تقع ، حتى أصبحت أمامه مباشرة ومسافة بينها لا تتعدى سنتيمترات ، ثم حلت الاضواء المكتب فنظرت هي انها تقف أمام إحدى الستارات وجسد ثابت ، كان طولها لا يتعدى صدره فهو طويل للغاية ، رفعت هي نظرها ، واخفض هو راسها ، ونظر كلاهما لبعضها وادرئك هو انها نفس الفتاة التى التقى بها مرتين ، وهي ايضا ظل هو يحدق بعينيها الزيتونتان كم يعجبه لونها ، فاخفضت هي راسها ولاحظت انه يمسك يديها فابتعدت عنه بعنف وتركت يده ، فنظر هو مبتسما وبتوتر ثم قال ببعض من الحنان وهو يخفض صوته.
" انا اسف ".
حاولت هي عدم النظر إليه ثم نظرت هي نحو ساقيها فوجدت فستانها قد مزق ، فالتفت تعطيه ظهرها رغم أنها ترتدي بنطال تحت الفستان ، أدرك هو الأمر فقال مرتبك " انا اسف ولله وخبط في الشمعه من غير ما اقصد اصلك مكتبي متعود مش بيبقى فيه حد وكده انا اسف تاني وهحاول اشوف حاجه مكان الفستان " ف تركها مسرعا نحو الخارج، فنظرت هي للفستان وبكت .
"الفستان ده هدية من مدحت وباظ خالص اتحرق من تحت ما بقاش ينفع ياربي بجد منه لله بجد وغير كده يمسك ايدي بتاع ايه منك لله يا مي على ورطه ديه " .
"ميزو في ايه ايه ال حصل وايه ال جابك هنا مكتبي على اليمين " كانت مي تقول لها بلهفة وهي تنظر لفستان مزون الممزق.
YOU ARE READING
"انا ومَزْوُنْ"
Romanceكثير من البحور يَجتاحها لكنها ليست اللؤلؤة المنشودة، وحينما يجدها يعتقد أنه فاز بالجائزة، لكنه سيواجه عقبات كثيرة في سبيله للوصول إليها، ومع ذلك سيظل يدعو الله بأسمها في سجوده وقيامه .. "إلهي لي حبيب بالفؤاد ذكراه، ولست دومًا أراه، فأسعده واجعل الج...