البارت العشرونّ

1K 13 4
                                    

كان يحتسى قهوته بيمينة وبيسارة يتصفح بعض المواقع في هاتفه ... يتظاهر أنه لايفهم على ماذا يتهامسون من خلفه .. رغم أنه فهم من اللحضة الأولى ..على الأشاعة التي بدأتها تلك الخرقاء ... وقضية تحرشة بها ولم تترك شخص بالمنزل لم تنقل له الخبر حتى الخادماات حذرتهن منه وأصبح يتلقى نظرات الحذر أينما ذهب في منزله ...
فيصل بنبرة خبيثة : خلودي أذا ذابحتك العزوبية ترى الشرع محللك الثانية ...
خالد بتردد يلقي نظرة على وجه شهاب الجامد ليحذي حذو فيصل فبروده يستفزه :يعني أنا ماأعتد أدق الثانية بس ....
فيصل بقهقه :لا وأنا أخوك مالك عدة وترى الأوضاع صايرة تخوف وقوانين التحرش ماتلعب فنصيحتي لك حصن نفسك وبلاش اللعب اللي بالي بالك خصوصاً مع مرة أبوك ....
خالد بضحكة :أي والله القوانين تخوف وبعض ناس يخوفون ماينضمنون بكرة يزعلون من بدر يرجعون على عياله .....
شهاب ببرود :وبعدين مع هالسخافة ترى اشكالكم تفشل وأنتم مسوين تنكتون ...
فيصل :والله أشكالنا ماراح تكون تفشل أكثر منك وأنت أخذ كف من الوالدة على السالفة اللي بالي بالك ...
خالد يغير الموضوع حين رأى بوادر غضب من شهاب :إلا أقولك ياأبو بدر وشلون النسيب الجديد ...
فيصل : بنملك الخميس الجااي وعاد الحفلة متى ماسنعن أمورهن الحريم سوونهاا ..
خالد :يعني بس ملكة رياجيل ..زين ماسويت ...مع أنه ماهو جايز لي الموضوع كله ..
فيصل بدون أهتمام :والله بنتي وبزوجها على كيفي أذا جاء دور بناتك أختار لهن على كيفك ...
خالد :وليش أختار لهن وين راحو عيالك الأربعة .....
يغادر المكان متجاهل أحاديثهم المملة يجدها تقف تتلص من بعيد عليهم ترتدي لباس لايكاد يغطي ركبتيها من الأسفل ويظهر مقدمة صدرها ونحرها من الأعلى ...هذه الفاسدة منذ تلك الليلة وهي تقتلع ملابسها القطعة تلو الأخرى أي لعبة حقيرة تريد أن تحيكها ضده ...
يقترب منها بهدوؤ :تعالي بكلمك بموضوع ..
هيونة المختبئة خلف أحد الأعمدة تفر منه بسرعة وهي تنادي بصوت عالي :أم فيصصل ألحقيني .....
يدخل خلفهاا للصالة التي تتواجد فيها والدته وفاتن وهيام ...
شهاب يجلس بهدوؤ :السلام عليكم ...
ترد فاتن وهيام ووالدته تتجاهله وتلك تلتصق بهاا متظاهرة بالخوف ....
فاتن بنقد :خير أخت هيا توك تتذكرين ملابسك الصيفية يوم بدأ الشتاء ...
هيونة تهمس لأم فيصل :أشهدي بنتك اللي بدت تحارشني ....
هيام بضحكة مكبوتة وهي تعرف تصرفات هيا الخرقاء فهي تشتكي من تحرش شهاب وبنفس الوقت تحاول أغراءة هي متخلفة بمعني الكلمة :هيا ماتحسين ببرد جلدك تحول للأحمر كشيت من منظرك بس .....
هيونة بأنزعاج :أوووف ياحبكم للتخريب ميزاج الواحد وش فهمكم بالكشخة ياللعجز أنتن بكرة لأزواجكم لف وداروا من وراكم لاتلومون إلا نفسكم ...
هيام بضحكة :يعني اللحين مسوية تغريني أبوي عشان مايلف ويدور من وراك ...
فاتن بأنزعاج :هيام لو سمحتي أحترمي أبوي وش هالكلام ...
أم فيصل بحزم :خلاص مانبي مواضيع شخصية مالكن شغل ببعض ...
بعد صمت عدة دقائق ....
هيونة تفتح هاتفها وتمده لأم فيصل :شفتي فجر وش تسوي شوفي شوفي بعينك وولدك ولاداري وين الله حاطة شفتي الحفل كيف مختلط شوفي شوفي شوي وتلصق بالرجال على أساس يعني أصور ....
أم فيصل بغضب :حنا وش قلناااا مانبغى مواضيع شخصية محد له شغل بالثاني ...
هيونة :ماقلنا موضوع شخص فجر ماهي فيه ...
فاتن :واللي ماهو فيه نحش فيه يعني نغتابه ....
أم فيصل :خلاص أنتي يافاتن لاتكلمت لحد يزود على كلاامي أنا أعرف كيف أفهمهااا .....
فاتن بهمس لهيام التي تجلس قربها :وش عندها أمي ناوية تربي ضرتها من أول وجديد ...
هيام :يمكن عندها امل ترجع لعقلهاا وتفك من حلق أبوي ...
هيونة بصرخة أتهام :صورني والله شفته يصورني أم فيصل شوفي ولدك صورني ....
أم فيصل بعصبية لشهاب التي تتجاهله من تلك الحادثة :هااات جوالك ....
شهاب ببرود يضع هاتفه بجيبة ويغادر المكان ......
هيونة بقهر :شفتي والله صورني يارب أستر علي أكيد بينشر صوتي ويخرب سمعتي ....ياستار أستر علي والله اني مظلومة .....
هيام :هيا هدي اللعب لاصورك ولاحاجة أنا كنت شايفه وش يسوي .......
هيونة بقهر :يعين أنا كذابة وش مصلحتي افتري عليه ....
هيام :مصلحتك معروفة لتخلينا نعيد ونزيد فيهاااا ....
تقف بأنزعاج وتغادر المكان وهي تظرب الأرض بكعبها بقوة لتزعج الجالسين خلفهاا ...
لم تشعر إلا بذراعة تقبض عليها حدث كل شيء بسرعة خارقة لم يفهمها عقلها حتى أفلتهااا ..وقفت مكان مذهولة وهي تشاهد يتجه للباب الخارجي لتصرخ :صووووووووورني صدق .........
لقد قبض عليهااا وألصقها تحت ذراعة وصورها سلفي معه بلحضات قليلة لاتكاد تحسب .....كان تقف مكانها ترتجف من الموقف لقد ألصق جسدها بجسده ليلتقط تلك الصورة بكل برود وقسوة بنفس الوقت كان بارد بتصرفاته وثقته بنفسه وكأنه لايرتكب أي خطأ وقاسي عليهاا لاتعلم لما تصرف بهذة الطريقة هل لينتقم على أتهامها له بتصويرها أم على مافعلت سابقاً من أمر التحرش هو يريد أن يخيفها بالتأكيد المقصد من كل الأمر أخافتهااا .....
وصلت لغرفتها بأقدام لاتكاد تحملهااا جرأته تخيفها لقد أصبح أكثر شبه بحازم من شهاب الذي لم يكن يلقي عليها إلا نظرة محتقرة .. أجل نظراته خبثها التي لم تكن تفهمه حين كان حازم أو حين بدأ يكون سعد ثم أصبح شهاااب حين أكتشف حقيقة هويته كان يتصرف بهذة الطريقة التي لاتفهمها كان يتحرش بهااا دون ان تفهم أو دون أن تريد أن تفهم يجلس دوماً جوارها يمد يده من خلفها يحدق بها بسرحان يشرب من كأسه ويتظاهر بالخطأ وحين تتقرف منه يخبرها أنه يشعر بالعكس كانت جميعها أساليب تحرش لم تفهمه حتى هذه اللحضة أو أحتاجت أن تنضج لتفهمها ....
ترد على سارا التي تراسلها على الواتس أنها ستحضر غداً ...
تتصل ببشاير مباشرة ...
هيونة :سلام هاه وش صار معك مارجع يحاول يتواصل معااك ...
بشاير بملل :أنتي وبعدين معااك ترى طلعتي هالسالفة من عيوني لاياأختي ماحاول ولو حاول ماراح أسمح له ...
هيونة بقهر :مالت عليك ماأنتي وجه خير ولا أحد يحبك أنتي أقولك اسمعي شوري وخذيه وفكينا من هالهم ...
بشاير بلؤوم:محد طلب منك تشيلين همي أعرف أدبر عمري شيلي هم نفسك يامرة أبو زوجك ...
هيونة :اسمعي عاد بكرة برجع بيتنا تعالي عشان تساعديني بالتخطيط ومنهااا أشوف وجه بيبو اللي يجيب العافية وترجع لي سعاادتي لأني بديت أكتأب مع هالبرد ...
بشاير بشعور مماثل :ايوه أذا انتي حسيت بأكتئاب وأنتي وسط ذاك القصر أنا وش أقول وأنا ببيت كل ذكرياته ووجع ووحده ...
هيونة :يالله يالله لاتخلينا نبكي اللحين شغلي قراءن ويروح الأكتئاب .......
تغلق منها وتفتح أحد المحادثات التي وصلتها لتجد صورتها معه التي صورها على السنااب :وجع قليل الأدب حاط فلتر بعد صبرك علي أنا ماربيتك يالبزرر .....
####
يجلس على أحد المقاعد القليلة التي بقت سليمة في منزله من الحرق أو التحطيم المكان يعج بالفوضى كما تركه آخر مرة .. رائحة الحريق تزكم أنفه .. كان يحتاج لمكان هاديء ليجمع فيه أفكاره ... وهذا هو المكان المناسب ليذكره بما حدث معه بالفترة الماضية هنا حيث تحطم زواجه سيستطيع تجميع أفكاره بطريقة صحيحة ...عقله سينفجر من التفكير يشعر به كماده هلامية لايستطيع تجميع فكرة حتى تطير آخرى .. اضطر ليأخذ أجازة من المستشفى لأنه لايستطيع العمل بعقل مشتت كعقله ..فكره يتأرجع مابين التعقل والجنون يريد أن يحرق العالم بآسره أبتداء بعائلته التي خدعته وأنتهاءً بتلك المخادعة التي لاعبته حتى آخر نفس تحت غطاء أنها زوجة والده كيف لعقلها الخسيس أن يخترع هذه الكذبة المروعة لو أنه لم يأتي مبكراً ذاك اليوم ويسمع أعترافها لوالدته الذي أطاح بصوابه لقد خرج من المنزل ينتفض وكأن كهرباء قد لمسته .. لقد خدعوه وأستمتعوا بذالك حين يجلس الآن ويستعيد الذكريات التي حدثت بينهم والنكت المبطنة بين أخوته التي لم يكن لها معنى لديه وأصبحت مفهومة الان ... لكن مايثير جنونه متى حدث ذالك أين هو لايتذكر أبداً أنه قد تزوج بتلك السن الصغيرة ...ذكرياته البسيطة عن ذاك العمر بالتأكيد لاتحتوي على أي زوجه ...صحيح أنه يعاني من غالب ماضية وقد أخبره والده وأخوته أن لديهم نفس المشكلة فمواقف بسيطة هي ماتبقى عالقة بالذاكرة البعيدة عن كل مرحلة عمرية ولكن هل يمكن أنه لايتذكر أمر كبير كزواجه ....دائماً ماشعر أن ماضية مخيف فهو واضح جداً في بعض المواقف ومبهم جداً في مواقف أخرى ...
لما بعض الصور في ذاكرته تبدو واضحة جداً له وكأنه أدخلت قصراً لعقله والبعض الآخر تبدو مشوشة وكأنها قد تأثرت بعوامل الزمن ....
صرخ بأحباط ..وشد شعره حتى ألمته منابته .. تباً لكل شيء تباً لايهم ماحدث بالماضي المهم أنه تم خداعه ولايعلم لما تم أرتكاب هذا بحقة ولم أستحق هذا النوع من الأستغفال والخداع من أقرب الناس إليه عائلته ....
والأدهى أن تلك الفتاة زوجته لما تزوج من فتاة مثلها وماذا سيفعل بعد الآن بهاااا !!!!!
####
كان يرتجف مكان يقف عاجزاً عن مساعدة زوجته التي تضع طفلهااا حدق بيديه المرتجفة المغطاة بالدم وعاد بنظرة لزوجته التي صاحت به ليساعدها كانت تنزف والأرض مغطاة بالدم :طراد ساعدني بموووت بيموت ولدي تكفى سااااعدني ....
كان يتراجع للخلف وهو يهز راسه بالنفي :ماأقدر زينب ماأقدر أنا بتسبب عليكم أنا بنقل لكم الأيدز ماأقدر قلت لك من البداية مافيه أمل أنا خطر عليكم ماأقدر ماأقدر ...
صحت بألم وهي تفترش الأرض :بمووووت بموووووت لاتخليني ساعدني ....
وضع يديه المغطاة بالدم على رأسه وصاح بعجز :ماأقدر ماأقدر أنا عاجزززز ماأقدر أساعدكم ...
أستيقظ بفراشه يلهث من الكابوس الذي زاره الليلة .. نفث عن يساره ثلاث وأستعاذ من الشيطان وعاد للنوم لقد أعتاد الكوابيس حتى أصبحت مرحلة من مراحل النوم لديه ...
ماأن عادا للمنزل حتى اعتصمت بغرفتها ورفضت الحديث معه أو مشاركته بأي شيء حتى لو كان الطعام ...
لاجديد في حياتهم ككل مرة مهما أختلف حجم المشكلة تتعامل معها بنفس الطريقة التجاهل والأنغلاق على النفس ...

حبك خطيئة لا تغتفر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن