نزعت العقد الذي كانت ترتدية ورمته على التسريحة بضجر هزت قدمها بأنزعاج لترمي حذاء ذو الكعب العالي وألحقت الفردة الأخرى ... كان تدور حول نفسها بعنف لتصل لسحاب فستانها حين أقترب بهدوء ومد يده بسلاسة ليفتح السحاب الذي سرعان ماسقط أحد أكتافة وبقي الأخر متشبث بفعل يدها التي ماتزال تمسك به ...نظرة إلية بالمرآه وهو يسند ذقنة على قمة رأسها وكان قد أحنى قامته ليصل لهذا الموقف ...
نفخت لتبعد الخصل التي سقطت على عينيها ليهمس :شش وش فيه الحلو معصب ....
أنطلقت بالكلام وكأنها تنتظر إشارة منها فقط لتخرج مابداخلها :قهرتني رفعت ضغطي كل تصرفاتها عشان تستفزنا أكره زاهد اللي رجعها وحطنا بهالموقف من البداية ....
سأل بتعجب لأنها للمرة الأولى تصرح بأنزعاجها من تلك :سوتلك شـي !!
ضحكت بأستنكار :تخسي ...
طراد بأندهاش من أسلوبها هي أرقى :زيزو !!!
أصدرت نبرة تأفف وهي تسحب أحد مشابك شعرها الذي غطى ظهره بأكمله : أحرجتني قدام أهلك أيش أقولك تصرفات ماتنقال ...
وصمتت كيف تشرح له أستيائها من رقصها ومأعقب ذالك من حديث بين الأثنتين أردفت :خفيفة رقصت بطريقة محرجة ... لم تستطيع كبح هذا التساؤل :ماتعجبك الخفيفة صح !!!
طراد الذي يبدو أنها قد فهم الموقف ..هو موقف غيرة لاأكثر :لاا طبعاً مايعجبني إلا الثقيلين اللي بنظرة توقفني وبنظرة تجلسني ...
زينب بشك :تأخذني على قد عقلي ...
طراد الذي جلس على السرير وقد أكتفى من مطاردة حركاتها السريعة طمعاً ببعض الرومانسية :لاطبعاً أنا تعودت معك على الصراحة ...خلينا من اللي سوو وحطو ماتعجبني هالنوع من الأحاديث ولاتهمني ... بتخبريني عن أحد قوليلي عنك وش سويتي غيرك مايهموني .....
تصمت وهي تضع يدها أسفل بطنها بأنزعاج ,,, كل أستياء مرة به اليوم لايساوي هذا الأستياء ,, لقد شرفت سيئة الذكر لتجهض أحلام هذا الشهر ,, لاحظ ملامحها المتقلبة ليسألها بشك :زيزو قولي الحقيقة وش اللي مضايقك !!!
زينب تهتف بصوت شبه باكي :وش بيزعجني بعد الشهر هذا برضوا مافيه حمل !!!!
طراد يغمض عينية ويعض شفته بأسى من منظرها :زيزو هذا أصلاً أول شهر وش مستعجلة عليه ...
سألت بأستنكار وهي تصيح به بمعنى الكلمة :وش مستعجلة عليه لي سنوات أنتظر سنوووووات ....
ولأنها لاتريد أن تخرج غضبها عليها أندفعت لغرفة أخرى لتندس بهااا قبل أن تنهي حياتها الزوجية التي خاضت الكثير في سبيل أستمرارها ...
حين أختلت بنفسها أخيراً أدركت أنها تسير بنصف فستان فقط سقط لوسطها ولايستر جزئها العلوي إلا لباسها الداخلي ...حركت وسطها ليسقط الفستان بأكمله على الأرض ...وزفرت بأستياء أين ستجد لباس لترتدية لأن تخرج لمواجهة طراد لأن النقاش سيحتد مرة أخرى ...
حدقت بأرجاء الغرفة بحث عن شيء لتسقط عينها على لاب كوت العمل لطراد فأرتدته فوق لباسها الداخلي وأسترخت على الأريكة الموجودة أغمضت عينيهاااا فأكتشفت أنها بحاجة للبكاء ...
لاشيء سيريح مشاعرها إلا البكاء ...كل شيء يزعجها عدم حملها,,,أحداث الزفاف ,, والغيرة أجل هي تغار من بشاير ومن العشق الذي يكنه لها زاهد ومن ثقتها بنفسها التي جعلتها تتصرف دون شعور بذنب أو خجل تلك التصرفات التي تراها هي مريعة ولاتمتلك نصف شجاعتها لتقوم فيهاااا ...ومن الصداقة التي تجمعها بهيا والتي تجعلها قادرة على أرتكاب تلك الأمور من أجلهااا ... أما هي فقد كانت دائماً مغرورة لايوجد لديها صداقات دائمة فقط علاقات مصلحة ...بشاير التي عاشت حياة الحرية بحياة والديها والآن تمارسها مع زوجها الذي تخرج من عائلة معقدة كان عندها الزواج من فرع غير فرعهم داخل أطار القبيلة عيب وجريمة كبيرة ...رغم ذالك ترك لزوجته أن تمارس عاداتها هي وماتربت عليه هي ولم يفرض عليها قوانينه ...أما هي
فمن عاشت حياة أشبة بالدفن وهي حية هاهي مع زوج من المفترض أنه متفتح وراقي ولكن ماذا يتدخل بكل ماترتدية بدافع الغيـــــــــرة هذه العيشة تخنقها حقاً .....
متى ستستطيع أن ترتدي كما تحب من لباس وحجاب ...
دون أن يكون مفروض عليها فرض ...
طرقات هادئة على الباب تعيدها للواقع ...لتفكر هل يستحق منها حقاً هذه المعاملة ,,ربما هو محق يغار ...ولكن يغار من نساء ماذا لو أرتدت لباس قصير أو مكشوف أكثر ...لماذا كل مرة تذهب للمناسبة التي ستحضرها بأعصاب متوترة ونفس مكسورة بسبب فرضة رأية الديكتاتوري عليها ....
عادت الطرقات على الباب لتحمل كأس زجاج وجدته على الطاولة جوارها لترمية على الباب ويتحطم محدث دوي مزعج بالمكان الهاديء ....
###
كان يجلس بسيارته بأنتظارها بعد أن أخبرته أنه قادمة فقط ستوجب جدة العروس ,, زفر بضيق وهو يقرأ رسائل أخواته المعاتبات على تصرفاتها بالعرس ...ولم يحتاج الكثير من الخيال ليصل لتصرفات التي قامت بهااا ... خرجت من أبتسامة ساخرة وهو يراها تقترب من بعيد يدها متشبثه بطرف عبايتها حتى لاتنكشف ساقهااا ... منظرها مزعج بالنسبة له لكن لايريد أن يسقط بنفس الخطأ الذي أرتكبه معها سابقها فقط بالصبر كل شيء سيتحسن ...
ماأن ركبت حتى فكت لثمتهااا وأقتربت لتقبله على خده بعد أن تأكدت أن لاعين عليهم :هاي حبيبي كيف العرس ...
زاهد وهو يتلقي قبلتها على خده بهدوؤ :العلوم عندكم يقولون مانزلتي من المنصة !!!
بشاير بضحكة صاخبة :الصدق بدعت ماقدرت أمسك نفسي العرس بارد وقلت أسخنه شوي ... بس دخلت بالجو ماقدرت أطلع ..زين أنك دقيت علي ولاتلقاني للحين أهز ...
زاهد وهو يخرج بالسيارة من الموقف كان ينظر للخلف ..حين سمع شهقتها وهي تلمسه خده :ايش هذا ...
عاد لينظر للأمام وأبتسم بشر وهي يعود ليلمس الندبة أسفل ذقنة واللي ظهرت لأنه خفف الكثير من لحيته :هذي من آثار السجن كيف أعجبتك !!!
بشاير التي أرتجفت بتأثر وهي تفكر بالندبة التي أختفت اللحين عن نظرها لم تراهاا من قبل لأن لحيته كان كثيفة واليوم يبدو أنه أخذ الكثير منها حتى أتضحت الندبة لم تكن قد رأته بعد مرافقته العريس للصالون ...فقد جاءت للعرس مع كريم .. كان المنظر موجع وكأن قد من أذاه كان ينوي قتله وليس فقط جرحه ...
زاهد حين طال صمته :وش فيك ساكته خربت جوك بذكر السجن ...
بشاير : مو هذا المقصد بس قلبي أوجعني كان قاصد يموتك ..
زاهد الذي يحلف أن قلبه قد زادت دقاته حين ذكرت وجع قلبها لكنه أجابها بسودادوية لايعلم سببها وكأنه يريد أن يزعجها لأنه لايستطيع مواجهتها بما فعلته اليوم وأزعجه :
وأنا ذبحتي لي واحد ولا وش دخلني السجن وخلاني أقابل هالأشكال ...
بشاير عرفت الجدال الذي يحاول أن يجرها له هو بيمزاج سوداوي يخفيه خلف مظهرة الساخر ولامبالاته أفكار داخليه سيزعجها حتى تفقد أعصابها ويبدأ الجدل كان هكذا أيضاً حين كانا متزوجين أول مرة ... زاهد يحبها يوم ويكون مفتون فيها حد الجنون وبيوم آخرها يأتيها بميزاج أسود يريد أن يخرج فيها كل أعتلالاته الداخليه ولكنها أصبحت أكثر تعقلاً حتى تعرف متى تستمر بالنقاش ومتى تنسحب ...
حين تتعمق بأفكارها حول علاقتهم تشعر بأن زاهد يكره حبه لهااا وكأن حبها أبتلاء أصيب به أو مرض فيتقبله لتسير حياته ولكنه يتمنى أن يشفى منه ويبتهل لله ليخلصه منه ..بعكسها هي التي ترى حبها له كنعمة بحياتهااا هي تحب أنها تحبة لأنها جربت غيره تزوجت من شخص لاتحبه مع أنه كان لطيف معها ولم يغضبها بيوم لكن الحب مشاعر لاأرادية لاتستطيع التحكم بهااا ...فنعيم العيش مع شخص تحبه لايتحقق للجميع ....
###
أخذت تتهادى بمشيتها بعد أن تأكدت من زينتها بلباس نوم فاخر يناسب عروس بليلة دخلها ...
جوانا تجلس بجوار فيصل الذي سبقها إلى السرير وبيده هاتفه مازال يرد على رسائل التهنئة التي مأنفكت ترد إليه :أبني عمي كيف شايف طلتي بالعرس ...
فيصل يضل لحضات يكتب على هاتفه قبل أن يغلقه ويزيح نظارته ليضعهم جميعاً على الكوميدينا جواره :عروس وأحلى من العروس بعد ...
جوانا بتأثر وهي تدس ذراعها تحت ذراعها وتتكيء على كتفه :أي ولك تئبرني العروس شفت كيف طلعت زي القمر ماأحلاهااا ....
فيصل بتفكير وهو يتذكر ماريا التي أصبحت كلعبة الباربي بمكياجها بألوان الوردي والفضي :أيه والله حلوة بس طلعتيها صغيرة كنها أم 14 لو حطيتي لها شي أسود وألوان غامقة ...
جوانا بعيون ماكرة بعدساتها الفاتحة تعطي مظهرالشر :وأنا هي اللي بدياه ..بدي تطلع بنت صغيرة بالعرس وبصور بعدين بس يكبروا ويشوفوا صور العرس بتئلوه شايف كيف كنت صغيرة وزي الوردة بس أتجوزتني كبرتني من عمايلك ومصايبك ...
فيصل بعدم أقتناع :بس لو حطيتي لها من هالأيلانير الأسود ودعجتي عينها فيه مثلك أنتي وفاطمة ...
جوانا بأنزعاج وهي تبتعد عنه :ااييي شو تفئنا عليه ماتجمعني أنا وهي فطمة خانوم بجملة وحدة ..بينسم بدني بس أنذكر أنا وهي سوى مو كفاية سرئتك مني ....
فيصل بملل:لاحول وش سوتلك فاطمة اللحين !!!
جوانا بشهقة تعجب :وبعدك تسأل شو عملت مو فتحت بيتها لهي مئصوفة الرئبة اللي مابتستحي على دمها هيونة ...
فيصل ويكتم ضحكته :وأنتي ليش تدلعينها دامها مئصوفة الرئبة !!!!
جوانا تزيح شعرها الكثيف بفعل الأكستنشن والمصبوغ باللون الثلجي للخلف ظهرها :هيك العادة وهي أسم الشهرة تبعها فعالم التجميل !!!
فيصل بضيق وهو يتذكر الموقف الذي تركتهم فيها هيا المزعجة ولكن الخطأ بالتأكيد ليس خطأها بل خطأ بنته وزوجاته التي لم يبلغنه بالوضع إلا باللحضة الأخيرة وهو يكاد يخرج ليتوجه للقاعة الحفل .... بعد أن أتصلت فاطمة بهم تخبرهم ماحصل وأنا ماريا جلست بنصف مكياج لخوفها منها حتى أكتشفت هي الوضع بعد عودتها من الصالون الذي ذهبت لتتزين به .... كان الموقف محرج لقد ركض هو وجوانا لمنزل فاطمة وكان بنفسه يمد فرش المكياج لجوانا وهي تزين ماريا وتصيح بفاطمة أن تبتعد عن وجهها هذه اللحضة حتى لاتشووه وجهها المزين ... لقد كان الموقف مثير للضحك حين يتذكره الآن ولكن لحضته لو طلبت منه جوانا أن يضع المناكير لأبنته لوضعهااا من سوء الموقف ..!!!
جوانا وهي تربت على كتفه :ايي وين رحت منك معي !!!
فيصل :والله أتذكر موقفنااا وحنا نمكيج ماريا ...
جوانا :شو هي نمكيجها ليه أنتا شو عملت !!! .. اييه مفكرين مش منتبه على نظراتك لهي فطمة خانوم ... وهي علامة اللايك اللي بعثتها لها على غفلة مني وهي شو عامله حالة كتير خجلانة ....العمى كم خلفت وبعدها تخجل منك!!!
شو ماتخبرني بعدكم تطفو الضو بس تدخلو ئوطت النوم ...
عند هذه اللحضة وصلتها قرصة أذن فعلية من فيصل لتصدر صرخة صغيره منها :جوانوه كم مرة حكيت لك مايخصك بعلاقتي بفاطمة نطفي الضو,,نضوي شموع خليك بحالك وليلتك وأبسطيني وماعليك من غيرك !!!!
جوانا وهي مازالت تفرك مكانة قرصته لأذنها المحمرة :أي ابن عمي لشو بتلمح أني مأصرة بحئك ...أحكي حبيبي شو بدك من مرتك حبيبتك وشوف كيف بكيفك ....!!!
فيصل يبعدها قليلاً وهي من وقعت بحضنة بمعنى الكلمة لأن لدية مخطط آخر :جوجو حبيبتي أنا رايح الحمام لحضات بس ماراح أطول عليك أنتي شيكي عالواتس والسناب شوفي صاحباتك وتعليقاتهم على العرس ...
وأنسحب ولكنه لم ينسى أن يلتقط هاتفه بخفة ويضعه في جيبة ...تظاهر أنه دخل للحمام ولكنه خرج من الجناح بالكامل ... ليجلس بالصالة العلوية ويتصل مباشرة بتلك عبر السناب ...لتفتحه ولكن على الخلفية وليس وجهها :هلا والله .. هلا بالغلا كله ...
فاطمة بخجل :هلا أبو بدر ....
فيصل بتأفف وهو ينظر خلفه ليتأكد أنه بمأمن من جوانا:فاطمة مو وقت تغليك حطي على وجهك أنا وش أبغى بالأثاث بسرعة قبل ماتجيني البسة ....
فاطمة تضع الصور اللآن عليها ليظهر وجهها المزين :هاه كيف كذا زين ...
فيصل بأستحسان :زين وأكمل من الزين بس نزلي شوي تحت بشوف وش لابسه ...وحين أستجابت لمطلبة :ابييية وش هالحركات هذي يوم عندك ماشفتهااا ولاجديد وضحك حين هزت رأسها بنعم ..وأستمر يطلب منها أن تنزل بالصورة أكثر..الله الله وش هذا حنااا ياعيني منقشة لين الفخذ احي***
وتقطع جملته على صيحة من جوانا التي جائت من خلفه وشاهدت مايشاهد :لك العمى بتغري زوجي بليتي عينك عينك وأختطفت الهاتف منه لتصيح بتلك :فطمة والله لأنتفلك شعراتك بس أشوفك أحسنلك تتخبي مني ...
ولكن أنقطع الأتصال من قبل فاطمة التي وقع قلبها فعلياً بين أقدامها حين ظهرت جوانا بالصورة وبعينيها بلونها الفاتح المخيف ,,فيصل محق حين نعتهااا بالبسة ....
###
وقفت تنتظره يفرغ من اتصاله الذي أوقف السيارة ونزل منها ليرد عليه ... لم تحتاج الكثير من الذكاء حتى تعرف المتصلة ... ليلى عادت للساحة يبدو انه بعد حمل ضرتها بدت تشعر بضعف دورها في حياة زوجها ذاك وأنها على وشك الأنفصال فعادت لتلف حبالها على الزوج السابق بأتصالات تحت أيطار مشاكل البنااات ...
هي ليست حمقاء حتى لاتفهم خطتها ولكن كيف تنقع نايف ...فقط لتتظاهر أنه لايوجد شيء حتى يتوقف قلبها فجأة بسبب الضغط الذي تعيشة ...لقد أنفصل تذالك بطلبها وبضغط قليل من بناته لاتستغرب أنه تعود لذمته مرة أخرى ....
ركب السيارة أخيراً ويبدو أنه مشغول البال سألها بأرهاق :صبا كلمتك بشي !!
هيام بهدوؤ :بخصوص ايش ..
نايف وهو يحرك السيارة :ماأدري عنها تقول بتفصخ خطوبتهااا ..
كادت تصرخ بأستنكار صبا تريد فسخ الخطوبة ماهذا العذر الأحمق تأكدت الآن أنه هناك لعبة تحاك ...صبا تعرفها جيداً مبهورة بخطيبهااا لدرجة الهووس ومايجعلها تتعلق فيه جداً أنه غير متلهف عليها وشخصيته رزينة بعكس شخصيتها الخفيفة ...فهو رغم خطبتهم الطويلة لم يعقد عليها بعد ..
هيام بتسأل هاديء :معقولة طيب ليه أسألها عن أسبابها ولاتشد أعصابك الموضوع أهدأ من كذا وش فيها لأنفصلوا اللحين دام مابينهم شي جدي ...
نايف بتوتر :كيف ماأشد أعصابي أقولك بنتي المخطوبة كم لها بتنفصل عن الخطيب اللي هو ولد أختي وأنتي بكل برود لو هي بنتك قلتي كذا ...
هيام وهي تضع يدها على يده الأقرب لها :أنا أقول كذا لأنها بنتك تعنيك أنت ومافيه أغلى عندي منك واللي يضر قلبك يضرني .. لكن خلنا واقعيين ناقش البنت شف أرائها وأسبابها وراح توصلون لنتيجة ...
نايف بعد أن هدأت أعصابة التي كانت مشدودة من مكالمة ليلى التي هولت الموضوع بطريقتها ولكن هيام بأسلوبها أستطاعت أبراز وجهة أخرى للوضع :كلميها أنتي أنا ماأضمن لو طولت لسانها مأظربهااا ...
تنهدت هيام تحت نقابها لن يجدي أدخالها بهذا الموضوع لكن لو رفضت لاتضمن أن لايستمر بمكالمتك تلك لمناقشة الموضوع :من عيوني ياحبيــــــي على آمرك بس أنت هدي بالك ولاتشيل هم ....
لم يكن رده عليها إلا قبله دفنها داخل كفهااا ..
لتتنفس الصعداء فقط هذه الأزمة لتمـــر وهي تضمن أن يهرما على وسادة واحدة دون شريكة ...
####
تدور بالجناح بلاتوقف حتى أصابة نفسها بالدوار هي بحاجة للنوم لكن لن يأتيها وهي لوحدها بهذا المكان فهذا ليس فراشها الذي أعتادته ولا معها شخص يشعرها بالأمان لن يزورها النوم لوحدها وبنفس الوقت تشعر بالندم على ماحصل فبعد المواجهة وبعد أن أخرجت كل مافي قلبها عليه ..خرج ولم يعد حتى الآن ... أنها أول ساعات الفجر ..مالذي يفعلة بالخارج طوال هذا الوقت ...هي بحاجة للنوم وبحاجة له لتشعر بالأمان ...مضت ساعة آخرى قبل أن تسمع صوت عودته ... وقفت مسرعة لتنظر إلية وهو يدخل شبه مترنح أم تخيلت هذا أقتربت منه لتشتم حولة ..
هيونة وهي تهز رأسها بأزدراء :أنت وش شارب !!!!
شهاب بحاجب مرفوع وعيون حمراء :أنا اللي شارب ولاأنتي ..صمت قليلاً وكأن الحديث فقط يرهقة ودفعها قليلاً رغم ذالك كادت تسقط على الأرض :روحي عن وجهي إنا طالع كل هالوقت عشان ماأبغى أشوفك,, صاحية للحين ليه !!!...
هيونة وهي تتمسك بالجدار خلفها بعد أن كادت ترتطم فيه ..وهي تتأمل هذه اللحضة كم يشبة حازم سابقاً حين يهرب كثيراً ويعود بهذة الهيئة :أنت تشرب صح أكيد مايبغى لهااا طب ,, عايش بالغرب ثمان سنين وش بتتعلم منهم !!!
كان يسير متجهاً لغرفة النوم دون أن يعير حديثها أهتمام وماأن دخلها حتى ألقى بنفسها على السرير ...
هيونة بذهول :ياوصخ يامقرف وخر عن سريري أنا كيف بنام فيه اللحين بعد مانجسته ...
شهاب الذي أنقلب على ظهره ,,حدق بها بعينية الحمراء :أيه أنا كلب نجس دوري لك مكان ثاني تنام فيه ....
هيونة وهي تغلق أنفها من رائحته :ماتكلم عنك أتكلم عن المنكر اللي أنت شاربة ...
شخر بسخرية دون أن يرد عليهااا ..وهل ستصدقة لو أخبرهااا أنه لايعرف حتى طعم ماتقوله ولم يذقه بحياته ..هي فقط متفوقة برمية بالأتهامات وعقلها نشط بالخيالات لكن الواقع لاتستطيع أن تستخدم عقلها لتفكير فيه ...
شهاب بتهديد :أنا مو صاحي صح فانتبهي مني الشرب طير لي مخي ,,, لو أنا مكانك أروح أقفل على نفسي بالحماااام ولا!!!
سمعها تأففها وخروجهااا ,,أنقلب مرة أخرى على بطنه ليشعر براحة فظهرة يألمه بطريقة سيئة لقد كان بصالة الرياضية وتدرب لساعتين بشكل متواصل حتى كاد يفني نفسه ولم يزل شعورة بالغضب وبعد ذالك سبح لساعة حتى شعر أخيراً ببرود أعصابة وزوال التوتر وأنه في حال يمكن العودة إليها دون أن يستبب عليهم بنهاية سيئة ....
من جهتها لم يترك لها النوم فرصة أكثر فقد نامت على الأريكة بصالة ماأن أستلقت عليهااا حتى ذهبت في نومة عميقة ....
###
صباحية العرسان استيقظ على صوت حركتها بالغرفة ...
عمار يجلس بسريرة بذهول من تصرفاتها :وش فيك يالله صباح خير ...
ماريا بشخرة سخرية :أي خير بشوفه معك اللي بدايتها أغتصاب ...
عمار يقفز من مكانه وبتوتر :أنتي مهبولة وش جالسة تقولينه ...
ماريا ترمي فستان زفافها التي كانت تحاول أدخاله بحقيبتها مع أنه المفترض أن لاتدخله فيها لأنها لاتتسع له ولكن تفكيرها كان متوتر بعد ليلة الأمس :وش قلت هذا حصل ولاماحصل ..أستخدمت جسدي غصباً عني أو لااا ...
عمار الذي يضع يديه على رأسه من شدة ذهولة من الكلمة :أنتي وش جالسته تقولين أووص لحد يسمعك عيب عيب أنتي ماتخجلين ..
ماريا بقهر :قلت لك لااا ماني مستعدة وش مستعجل عليه إلا لازم اللي براسك يصير تستخدم جسدي غصب عني لو حنا برى أشتكيتك وفضحتك على المل ء ...
جلست على السرير لتنفجر بالبكاء لاشي يسير معها كما تريد تفكيرهم غير متطابق رغم أنها أخبرته ألف مرة أنها رافضة لم يفعل ضل يخبرها أنها فقط خجلة لاأكثر وأنا كل العرايس يتمنعن ليلة الدخلة وبعد ذالك تسير الأمور بسلاسة ....لاتعلم لما يحكم عليها بفعل تجارب آخريات ماذنبها بهذة الحياة لتجبر على كل شيء بالحياة كل شيء ...
عمار الذي لايعلم مايفعل :ياحبيبتي هدي أنتي مصرة تفضحينا بحركاتك هذي ...أسمعيني بس أنتي ناقصك ثقافة قبل دخول الحياة الزوجية ... ياروحي أنتي وش كنتي مفكرة يوم تزوجتي عقد الزواج اللي عقدناه ليش مو يعني هو الورقة التي تثبت أحقيتي بجسدك ...!!!
زاد بكائها حين سمعت ذلك اللفظ :أنت مجنون قذر سادي تحلل لنفسك أغتصابي تحت أطار الدين ...
عمار بحوقلة :ياربي أنا وش ذنبي يوم أبتليت بهالبلوة ...
ماريا تمسح دموعها بغضب :أنا بلوة ...
عمار بقهر :أيه بلوة ومصيبة بعد كل شي لااا وش شايفتني خروف عندك بتمشيني على كيفك حتى بالنوم ياأختي أذا أهلك ماثقفوك روحي ثقفي نفسك أسألي مو تجيني مثل الهبلة بتفكيرك ذا اللي ماأدري وش يطلق عليه ....أنا ماني مسئوول عن جهلك وقلت ثقافتك ...
ماريا وهي تقف بعصبية :أنا جاهلة يامتخلف يارجعي أصلاً غسلت يدي منك من وقت تبغاني ألبس برقع ...
عمار بأستنكار من لهجتها المهاجمة :أنا متخلف ورجعي أصلاً البلى كله فيك حتى أبوك الله العالم وش ماسك عليك عشان يتخلص منك بهالطريقة وأنتي بنته الوحيدة ..
ماريا بجسد مرتجف من العصبية :صح هذي خطأ أبوي من البداية وقتها ليش مارفضت ولا هذي خطتك من البداية تأخذني تستمتع فيني وبعدين ترميني زواجه ببلاش ..للأسف أبوي يحسبك رجال غرته المظاهر مادرى عن داخلك العفن ....
عمار بلهجة تهديد:لو مو رجال رديت عليك بس ماراح أوصخ يدي بمرة وردي عليك بتشوفينه بعينك ...
###
أستيقظت الظهيرة على صوت رنين هاتف ملح لم يكن هاتفهااا ... ربما منبة هاتفه أو أتصال لاتعلم ولكن أصبحت مستيقظة بالكامل ...سحبت نفسها من الفراش بصعوبة توجهت للحمام وبعد ساعة كانت أمام مرآة التسريحة حين فتح عينية كانت على تلك الوضعية تتزين بمكياج خروج كامل ... لم تبدو كعادتها بزينتها البسيطة والتي تزيدها جمال لقد أصبحت جميلة بطريقة رسمية ..جميلة بطريقة فخمة لاتشبهها هذه الفكرة التي توصل لها بعد تحديق عدة دقائق بذهن غير صافي قبل أن ينهض من فراشة بحركة سريعة وقوية لفتت أنتبهاها ...
هيونة التي تنظر إليه من المرآة :سويي شور ريحتك عفنت فينااااا ...
شهاب بعيون مغمضة ووجه عابس :لاتحديني أخليك تشمينها عن قرب ...
هيونة بوجة مشمئز تهمس :مقرف ...لم تتجرأ قولها بصوت عالي حتى لاينفذ تهديده وكانت متوترة حتى اللحضة الأخيرة لم ترتاح إلا بعد دخوله الحمام وصفعة الباب بطريقة مزعجة ...
هيونة بشجاعة كذابة :لاتكسر مافينا ندفع...
سمعت صوته من داخل غاضب ربما لعنها أو أطلق شتيمة لكن متأكدة أنه لحسن الحظ لم يخرج عليهااا ...
حين خرج أخيراً ملتف بمنشفة تغطية جزئة السلفي ...كانت ترتدي عبائتها متجهزة للخروج ...
شهاب بتعجب :على وين ان شاءالله ...
هيونة بدون أهتمام وهي تبخر نفسها بمبخرتها الكهربائية التي لاتذهب مكان من دونهااا :وين يعني بنزل أتغدى من طلعت من بيتنا أمس ماأكلت حاجة ...
شهاب وهو ينظر لها من الأسفل إلا الأعلى كعب عالي بلون ملفت وكأن الألون أنتهت حتى ترتدي اللون الأصفر !!! ...بنطال جينز سكني وقميص أبيض وفوق كل هذا عباءة مفتوحة وليست سوداء بالكامل حتى والأنكى المكياج الكامل !!! ...
هيونة التي توقفت عن ماتفعل وبدأت تلف حجابهاا بطريقة أو بأخرى بالعادة تلف بطريقة سهلة لأنها سترتدي فوقه النقاب ولكن اليوم كيف ستضعه بدون نقاب ....
أنتهت أخيراً حملت حقيبتهااا :أنا بنزل وأختار مطعم وأرسلك لاتتأخر علي ....
شهاب وهو يحدقها بها بدون تصديق :بتطلعين كذا !!!!
هيونة تتأفف بأنزعاج :ماني ملزومة ألبس نقاب ترى حنا بدبي ......
شهاب رفرف بعينية من شدة الغضب يطلب من الله ان يلهمه الصبر :هيااا الله موجود بكل مكااان مو بس بالرياض !!!,,وأنتي قلتيها دبي يعني حتى ماطلعنا من القارة !!!
هيونة تنقل ثقلها من قدم لأخرى بتملل:غطاء الوجة في أختلاف ماسويت شي خطأ بالرياض صعبة أكشف فجأة وأنا الناس عرفوني منقبة بس هنا ماأحد يعرفني ....
شهاب لايصدق أنه يناقشها بهذا الموضوع وهو بمنشفته ... يريد أن يلبس ولكن يخشى أن يخرج وتكون قد نفذت جنونها وخرجت بدون نقاب : الأختلاف بغطاء وجه بس الأكيد لاكشفتي ماتتزينين بهالطريقة ولابتكونين متعمدة تفتنين الرجال وبتكونين مذنبة !!!
هيونة وهي تنظر لأظافرها التي طلتها باللون الأصفر أيضاً :عادي كلنا نرتكب ذنوب أنتي أمس جايني سكران وش فرقت ....
شهاب الذي كاد يصرخ من تصرفاتها هل تعتقد الآن أنها تنتقم منه ....أجل هي تنتقم من وبأسوى طريقة قال بصوت مخيف :هيا لاتطيرين أخر حبة عقل عندي والله لو تطلعين كذا وقال التهديد الأسخف في حياته :لأرمي نفسي مع هالشباك وآشار لنافذة التي كانت تقف عليها أمس ...
للتوجه بتلك اللحضة جهة الشباك وكأنه ستتأكد أذا نفذ تهديده سيموت أو لااا!!!!!!
هيونة بعد تفكيرة لحضة :طيب بتلثم ...ولفت طرف حجابها على الجزء السفلي من وجهها كاشفة عن عينيها الكحيلة وأنفها المستقيم وهما موطني الجمال الأبرز فيها ...وقد أغدقت بأبرازهم بزينتهااا ...
شهاب يصمت لحضة :طيب خليك بلبس ونتفاهم ...
هيونة طرقت بكعب حذائها بأنزعاج :يالله مافيني أتحمل جيعانة ...
كانت قد خرجت حقاً حين أنهى أرتداء ملابسه كان يدخل قميصه تحت بنطاله وهو يخرج مع باب الغرفة ويمسك محفظته بفمه لينجز هذه المهمة ....وكأنها تسخر منه تقف عن المصعد تنتظر وصوله تقدم لها وهو يتأكد من دخول قدمة بجزمته بصورة كاملة ....
شهاب وهو يضغط المصعد ويواجهها :يعني لازم هالحركات ...
هيونة التي أرتدت نظارتها الشمسية فوق عينيها هي لاتستطيع الخروج بزينة كتلك ولكن تريد أزعاجه لا أكثر:قلت لك بموت جوع أنا ماأقدر أصبر عن الأكل وأنت راعي طويلة ...
شهاب بشخرة سخرية وهو يوقف لها باب المصعد الذي أنفتح :نشوف اللحين وش بتأكلين ...
نظرت تتأمل لباسه الرسمي بقميص وبنطال وبألوان فاتحة قميص سكري وبنطال بيج :ماشاءالله تعرف تكشخ حتى على السريع ...
شهاب لايعلم هل تسخر منه ام جادة لذا رد بدبلوماسية :قليلاً مماعندكم ...
هيونة بتأفف:جلست ساعتين عشان أطلع بهالكشخة أم أنتم عشر دقايق كل اللي يلزمك عشان تطلع على سنقة عشرة ...
شهاب يهز رأسه بتفهم :موضوع مهم ومصيري حتى ننقاشة بمثل هالمكان ...
هيونة بنرفزة :ايوة وش دراك أنت عن معاناة النساء وكيف الرجال ينظرون لهن أنهن مهملات ومو مرتبااات كل مشاكل الجيل الحالي أنا الرجال كشخة والنساء لو ماتضبط نفسها يوم طلعت يع كخة مهملة ...
شهاب بعدم تصديق :طيب أنا وش ذنبي بمشاكل هالجيل أتوقع عندنا مشكلة أكبر من كذا بكثير ...
هيونة وهي تشير على المطعم الذي أختارته :تعال من هنااا ...
شهاب بسخرية وهي تتقدمه للمطعم دون أن تأخذ رأيه:ومن مشاكل الجيل الحالي أن النساء ماتشاور الرجال حتى بالأكل اللي بيدخل بطنه ....
هيونة تتوقف لتنظر إليه :ترى مو مجبر تأكل معي بأمكاني أجلس لحالي روح دورلك مطعم يناسب ذائقتك ..!!
شهاب يقبض على يدها ويشبك أصابعه بأصابعها :لاخلاص أكليني على ذوقك لو سم ماأقول لااا ...
أختاروا الطاولة التي سيجلسون عليهااا ,,هيونة وهي تنظر للمنظر الذي يطل عليه المطعم من واجهته الزجاجية :ليش ماعندنا بحر بالرياض ...
شهاب الذي يتلاعب بالشوكة التي أمامه :يمكن عشانه بنص المملكة واللي هي عبارة عن صحراء ...
هيونة :تصدق ماكنت عارفة شكراً على المعلومة !!!
بعد تناول طعامهم حان وقت الحلوى والقهوة ....
كان طوال الجلسة يلتفت خلفه ليتأكد من الشخص الذي ينظر إليها وهي التي كشفت وجهها لتناول طعامها ...
هيونة بملل :وبعدين معك ترى وضعك مرة سخيف اللي وراك رجال من سنة جدي ....
شهاب الذي يتكأ بيدة على كرسية والأخرى يمدها على الطاولة وأمام عينيها كان يفتح قبضته ويغلقها وكأنه بهذة الطريقة ينفس عما بداخله من غضب :أنتي تتعمدين تستفزيني ...
هيونة بتعب من هذه المجادلة التي لانهاية لهااا :يامسلم قلت لك مافيه أحد يناظر فيني كل اللي جهتي حريم ورجال كبير بالسن بشرب قهوتي وغطي وجهي ...
شهاب بشخرة :بعد ماشبعوا منه الناس ... هيا وش تبغين من هالتصرفات يعني تختبرين المحبة والغيرة ماأتوقع من مصلحتك تختبرين غيرتي ....
هيونة وهي تدني نفسها من الطاولة وتهمس بحدة :لا ماني ناسية ياحازم أفندي يوم قلبت طاولة المطعم على خطيبي الأول وحرقة سيارة أبوي عشان دخلني على شوفة شرعية على خطيبي الثاني ....
كان لحضها يرمش بتوتروهو يقول بحدة :وهي كان فيها خطيب أول وثاني وتوك تتكلمين ....
لم تسعفها سرعتها بالقفز قبل أن يزيح كل ماعلى الطاولة بذراعة بعنف محدث صوت أرتطام مزعج لفت أنتباه جميع المتواجديين .....
هيا التي قفزت بعيدين ولكن القهوة قد وصلت لجزء من عباتها لتلوثه أما قالب الحلوى فقد أنسكب بأكمله على حذائها ... ألتقطت المناديل التي سقطت هي الأخرى على الأرض وبدأت بتنظيف نفسها وهي تردد :ثور أقسم بالله ثور وأنا اللي أثور منه اللي أتكلم معه عن الماضي .......
كان مازال جالس مكانه وجسده بأكمله يرتجف هل قالت أنها ظهرت لشخص آخر غيره تحت أطار الشوفة الشرعية ...
خرجت من المطعم بسرعة وهي تعلم أنه يلحقها لتلفت عليه حين شعرت بأن سيمسك فيها :ألمسني وشف وش يصير معك ... بشتكيك على الشرطة يقولون هنا فيه تشدد على التحرش أكثر من عندنااا ...
وسارت بخطوات متعثرة للخارج فالخارج لقد خرجت من الفندق بأكمله وهو مازال يسير خلفها أرتدت نظارته بيد مرتجف وجسدها مازال بأكمله يرتجف الأحمق الغبي لقد أخافها وأحرجهااا تشعر أن الجميع ينظر إليهااااا ....
لفت عليه أخيراً :ياأبله ياغبي هذا كلام صار قبل 8 سنوات ولاعقلك الذكي مايشتغل إلا لمصلحتك تعرف وش معنى قبل 8 سنوات .....وليتني تزوجت أبو حزام يمديه اللحين عازني ورازني مو مثلك مايهمك إلا الفراش يالسربوت ...
شهاب يقبض على ذراعها بقسوة :قد اللي تقولينه ...
هيونة تسحب ذراعها منه ولكن لم تستطيع :أيوة قدها عشر مرات ياليت تزوجت أبو حزام الشريطي حق الغنم أحس منك مية مرة دكتور غباء ونصب .....
شهاب الذي سيطر على نفسه بلحضة الأخيرة ليفلتها ويضع يديه داخل جيبي بنطلونه ويأمرها ببرود :أمشي ...
هيونة التي تفاجئت من تغير أوضاعه :وين ...
شهاب يصد عنها لينظر لأبعد نقطة عنها :المكان اللي كنتي رايحة له ...
هيونة تلقي نظرة حولها هي لاتريد العودة لداخل وبنفس الوقت أين ستمشي تحت هذه الشمس الحارقة :وقف لنا تاكسي وخلنا نروح نفرفر ونشوف الدنيا ...
بعد قليل بالسيارة الهدوء يعم بينهمااا فقط كلاً ينظر مع نافذته ....
كانت تستمع لبعض بالأيربودز ...حين تذكرت شيء ما ذهبت لتويتر وبحثت بأسمه ...
قبل أن تمد يدها لتهز من ذراعه وحيت ألتفت إليها بتساؤل دنت برأسها إليه ومدت هاتفه لتريه الصورة :وش رايك فيه ..هذا أبو حزام ...
حدق شهاب بالصورة على هاتفهاا قبل أن يسحب الهاتف من يدها وهو يخبرها :بشوفه من قريب ...ولكن الذي يفعله كان يحظر صاحب الحساب بعد أن تأكد أنه لايوجد مراسلات بينهم أعاد لها الهاتف وهو يسألها :الرجال يدري أنك للحين تراقبينه ...
هيونة بذهول :وش أراقبه ذي بعد أنا بس بحثت بأسمه عشان أوريك صورته ماراقبته ...بعدين لو براقب احد راقبتك ...
شهاب بحاجب مرفوع :يعني الشك مني ولاهو مضمون ...
هيونة وهي تهز قدمها بتوتر :بلاسخافة أنت فاهم قصدي ,,أنت زوجي بس هو وش دخلني فيه ...
شهاب بشك رغم أنه رأى الرجال صاحب الوجة المخيف والشنب المعكوف واللحية الغير المرتبة ليشعر بطعنة بصدره هل رأى هذا الوحش المخيف هياء دون حجاب :أجل ليش توريني صورته وللحين عارفة حسابه ...
هيونة :عشان تعرف أن مافيه داعي لغيرتك يعني أنت وين وهو وين ...
شهاب بسخرية :والله كثر خيرك طمنتيني ...
هيونة بأنزعاج :أنت وش فيك تبغى تزعل وبس ...
شهاب :أنتي اللي وش تبغين بلا لف ودوران هاتي الأخيرة وش المطلوب مني ...
هيونة وهي تضع شفتها تحت لثمتها وقدمها مازالت مستمرة بالهز :قلتها لك كم مرة أنا ابغى حياة طبيعية زواج مشهر بيت وعيال وش الصعب فالموضوع ...
شهاب يغلق عينية بتعب هل تلاعبه الآن أين طار الأنتقام وعائلته وكل تلك الأسطوانة :طيب ماطبلتي شي كل طلباتك مجابة وبنشوف منااا اللي يستمر ومن يتراجع بوعودة ....
وقبض على ذراعها ليدنيها منه ويهمس :هذي آخر فرصة لك ياهيا بلبي كل طلباتك كلها زواج وبيت والعيال يجيبهم الله بس ياويلك وخذي تهديدي على محمل الجد لو حاولتي تغيرين قراراتك وترجعين لأسطوانتك القديمة ....
***
في فترة مابعد الظهيرة يجلس بكسل داخل مكتبة يشعر بالأرهاق ويعلم أنه أرهاق نفسي أكثر من كونه جسدي هو يشتاق لأبنه العنيد ...طفله الضائع عاد ليتوه عنه مرة أخرى منذ عرف بسفره مع هيا لم يعد له توقعات لما سيحدث ...هو فقط ينتظر الخطوة التي سيبدأها ذاك ... والدته لم تتوقف عن السؤال ماذا حدث وماسبب الخلاف هي لاتريد الخطوط العريضة هي تريد تفاصيل ماحدث ومن الأفضل أن لاتعرفه يخشى أن يسقط من عينها بعد كل هذا العمر زوجته لن تتحمل قسوة ماأرتكب بحق أبنه رغم أنه قد أعطى نفسه الحق بمافعل ولكن لاأحد أخر سيتفهم الظروف التي جعلته يرتكب خطيئته تلك ....
عاد ليزفر بصوت مرتفع ... وبيده قلم يخط به خطوط لامعنى لها على ورقة بيضاء خالي إلا من أسمه ((شهاب ))وتحتها تساءل فقط ماذا بعد ؟!...
رسم دوامة حول الأسم وجملة السؤال فقط خطوط تدور حولها بلانهاية ... يشعر بأنه هذا وضعه الحالي كل شيء تشابك مع بعضة بحيث لايستطيع الخروج من هذه الورطة إلا بورطة أكبر منهااا ...
توقف عن مايفعل حين سمع نغمة الرسائل المخصصة له .. فتح الرسالة التي كانت عبارة عن تصميم بطاقة دعوة ...
قرأ قليلاً قبل أن يبتسم أبنه الأحمق يدعوه على زفافه ::: كانت البطاقة تحمل أسميهما شهاب بدر & هيا فهد .. وعبارة ترحيبية لحضور زفافهما ومذكور الموقع قاعة أحد الفنادق والتاريخ بعد شهر وأسبوع من اليوم ....
قرأ الرسالة التي جائت بعد ذالك ..حاسب القاعة ... رد عليها بعبارة واحد فقط :أبشر ...
حسناً هذا ماأخترت لنسير هذه المرة على طريقتك أنت ولكن ليتحمل كلاً نتيجة أخطائة ...هذا مافكر فيه ولكن لم يرسله
هناك الكثير من الشوائك بينهما لن يزيدها بهذا التعليق ...
عاد ليرسل من جديد :وأطبع البطاقات ...
آآه هو يتعمد أستفزازه ..اذاً لنرد بعبارة تناسب حماسك أنت من طلبت فكر فيها وهو يكشر بأبتسامة تعبر عن المرح بداخله :حاضر بس أضبط أوضاعك مانبغى العروس بالزفة بكرشة !!!!
حسناً هو يستطيع تخيل منظر وجه أبنه الغاضب والدخان يكاد يخرج من أذنية لو صح التعبير ...
وقف وقد شعر ببعض النشاط ... وقبل أن يخرج دخلت عليه أم فيصل :شفت وش مرسل ولدك ...
بدر الذي فهم من عبارتها أنها أيضاً وصلتها الرسالة :أيه أرسلي يقول حاسب القاعة وأطبع البطاقات وكأن سكرتيرة الشخصي ...
أم فيصل بتنهيدة أنزعاج :ماهو بهالسرعة أنا مفكرة أسوي للبنت أعادة ضبط لأنها ماهي عاجبتني ماأبي أحد يضحك على أختيارة ...
بدر بضحكة ساخرة :بتضبطين هياا غيرك كان أشطر ...هيا لو نمسح ذاكرتها بترجع أشد وأقوى ...خلينا نرضا بالواقع .. العمر مابقى فيه كثير ماراح خلينا نعيش اليومين الباقية من عمرنااا على وفاق مع عيالناااا ... كل واحد أختار وبيحصل نتيجة أختيارة وأنا كان أولهم خالد فشوف كيف مصير الباقيين ...
ورفع عصائة ليشير لأعلى :الله يشهد كل شي أقدر عليه سويته لكن أقدار الله مامنها مفر .. المكتوب على الجبين لابد تشوفه العين ..وحنا مكتوب علينا نشوف أختيارات عيالنا الفاشلة وحياتهم الأفشل ....
أم فيصل بضجر من عباراته اليائسة :ياأنا ياهي ياأعقلها ياتخبلني ...
بدر يسير للخارج ليختم هذا الموضوع :يالله سوي اللي تقدرين عليه الله يقويك ...
وقف ليختم عبارته :جهزي نفسك بعد هالتاريخ بنسافر بنتمشى بنطلع من الجو العيال ومشاكلهم ...
ردت عليه بعبارة موافقة ولكن كل تفكيرها كيف تعدل من وضع هيا حتى تصبح مناسبة لأبنهااا وفخرهااا ...لاتستطيع أن تتخيل ظهور هيا لمعارفة وهي بهذة الشخصية الخرقاء التي ستسبب لهم بالأحراج
***
أستيقظت بوجه عابس ورأس يفتك به الصداع ...خرجت للحمام الأقرب من غرفة المكتب وقفت لتنظر لصورتها بالمرآه بشفقة كان منظرها مريع شعرها الكثيف قد لفته كعش حمام أعلى رأسها عيونها يحيط بها السواد فهي لم تكلف نفسها وتزيل مكياجهااا قبل أن تنام ولاتنسى البكاء الكارثي الذي مارسته ليلها بطوله حتى تصل لهذة النتيجة السيئة من الصداع .. لايوجد أي منظف سيساعد بتنظيف هذه الفوضى من وجهها .. نظرت لما ترتديه هاقد أكتملت صورة المجنونة كيف ستخرج له بهذة المنظر ...عقدت عزمها وخرجت فليفر هارباً لاتهتم ....
وقفت بطريقها لتنظر على الملصق على باب المكتب والذي لم تنبته له أثنى خروجها ...
((أنا آسف .. أحبك))
ألتقطت الملاحظة وسارت للغرفة النوم دخلت للحمام الملحق فيها نظفت وجهها وأغدقت عليه بالمنظفات كانت تنظفة وكأنه المعني أفكارها تريد غسل كل الشوائب داخلها .. هي سيئة تعلم أنها صبت غضبها عليه أنانية ميزاجية .. لحسن الحظ هذه المرة لم يفر أيضاً ولكن هي متأكدة ذات مرة ستداهمها نوبة غضب وستكون المرة الأخيرة التي ستراه فيهااا ...
كم سيتحمل بعد ...أنهت ماتفعل وجاء وقت الأستحمام وبعد أن فرغت ودخلت لغرفة الملابس كان هناك ملصق جديد ((أحبكي بشدة وأهواكِ بعمق ... تغضبين فتزدادين جمالاً لأشتكي منك ولكن أخشى عليك ))
جلست للحضات تقرأها كانت أول فكرة جائت برأسها هل أصبح شاعراً للأن ...لتخبر نفسها مرة أخرى كم هي شريرة لقد بذل جهده ليوصل لها مشاعرة وهي بماذا تفكر ... أعتذاراته تحسسها بالذنب أكثر ..وتشعر بأنه يعاقبهااا .. ستصاب بالجنون لو بقت هنا أكثر أرتدت ملابسها على عجل وأسرعت لتسريحتها بغرفة النوم ستخرج من المنزل قبل أن تجن ولكن وجدت هناك الملاحظة الأخيرة (سامحيني ) وباقة وردة وبوكس مغلف لاتعلم ماداخله ولكن كل هذا جعلها تجلس على الأرض وتجهش بالبكاء ....
قاطع بكائها رنين هاتفها ..كانت أمها تخبرها أن تأتي وتحضر معها حلى ومستلزمات الضيافة فعمار قادم بعروسة لمنزلهم ....غسلت وجهها من الدموع وبدأت بتجهيز نفسها ... وبين لحضة أخرى تنظر للهدية المغلفة رمت القلم الذي كانت ترسم فيه حواجبهااا زفرت وبدت بفك تغليف الهدية .... وفتحت أخيراً البوكس الذي أكتشفت أنه لساعة يكاد بريقها يخطف الأنظار ...كلمة جميلة لاتعطيها حقها فهي رائعة بلاحدود ... أرتدتها صورة يدها بجوار الورد وأرسلت له ((شكراً حبيبتي تعيش وتجيب ..وأنا آسفة على اللي صار أمس ))
تعلم أن كلماتها تبدو باردة أمام الهدية وعبارات الأعتذار الذي أمطرها فيها ..ولكن هي هكذا لاتستطيع تعبير عن مشاعرها بكل سهولة ..فهما يتنافسان بعدم القدرة على التعبير عن مشاعرهما لكن يبدون أنه تفوق عليها هذه المــــرة ...
هزت رأسها تبعد عنها التفكير الذي لاجدوى منه سوى الوقف كجماد أمام المرآة دون أن تنجز زينة وجهها ولاأرتداء ملابس الخروج ولاحتى الأتصال فيه وأخباره أنها خارجة ...
أتصلت فيه عدة مرات ولم يجيب ..فكرت أنه مضغوط بالعمل ...أرسلت له تخبره أنها ستخرج لمنزل عائلتها بس حدث طاريء ولكن ليس سيء ... أجل هي دقيقة بعباراتها حتى لايقلق ..
***
جاء على عجل وألف شيطان يتعاركون داخل عقله ...مالذي حدث حتى يستدعية زوج أبنته صباحية عرسهم إلى الفندق الذي يقطنونة إلى أن أمراً جلل قد وقع بينهم ...كان قد أرتاح من هم هذه البنات بعد أن زوجها وأصبحت بأمانة رجل آخر ولكنهم لم يتركوه يرتاح حتى ليوم واحد ...فتح درج سيارته وأخرج مابداخلها تأمله للحضات بيده قبل أن يضعه بجيب ثوبه وينزل على عجل لليصعد من الكراج للجناح الذي حجزة بنفسه لهماااا ...لم يحتاج أن يقف على الباب كثيراً سرعان مافتحه له عمار الذي قد أرتدى ثوبة الأبيض وبقى بدون شماغ ...وماريا قد أرتدت ملابسها وفوق العباءة وكأنه ستخرج لمكان ....
فيصل ينقل نظره بين الأثنين وبحدة :ليه متصل علي ياعمار وأنت ماكملت يوم مع مرتك ..وألقى نظرة حادة على ماريا التي بعد أن كانت سعيدة بحضور والدهااا أصبحت خائفة ...وحين لم يجد رد من عمار الذي كان يفكر كيف سيطرح الموضوع على فيصل وعن ماذا سيتطرق بحديثه وماذا سيخفي ...قبل أن تتسارع وتيرة الموضوع وفيصل الذي فهم الموضوع بشكل خاطيء لأن عمار كان منحني الرأس وبدأ على ماريا الخوف ...وخوفها كان بسبب غضبه هو الذي كان واضح على وجهه ...أخرج ماحمله معه ليشهق الأثنين برعب ...فيصل وهو يشهر سلاحة :وش فيه عمار وش فيه بنتي عشان تدقدق علي صباح عرسلك تعال نتفاهم وفيه كلام بنقوله ...قل بس أن اللي بالي صحيح وخلني أدفنها بمحلهااا ...
صاحت ماريا وأندفعت تتخبأ خلف ظهر عمار الذي وقف بذهول كيف وصل تفكيره لهذة النتيجة المجنونة قال بجزع :ياعمي اذكر الله وش اللي فكرت فيه اللي حصل بس خلاف كلامي بيناااا مافيه من اللي تفكر فيه ...قسم بالله ماهو اللي تفكر فيه ...
فيصل بعنف وهو يشير بسلاحة أثناء حديثه يمين وشمال وهما كان يبتعدان كبندول كلما أشار بجهة قفزا للأخرى :توك تذكر الله ...يوم تتصل علي وتشككني في بنتي وعرضي ماتذكرته وخزيت الشيطان وحليت مشاكلكم بينكم وش هالمشكله العصيبة اللي تستدعيني بينكم ...لايكون كل مازعلتوا من شي دقيتوا علي أوجيتوني تركضون ...لو هذي بدايتها ينعاف تاليها خلني أخذها معي وأريح نفسي من هالمشاكل ....
ماريا المذعورة من سلاح والدهااا ...ومن مواقف سابقة لاحصر لها بينهم كانت فيها يده أسرع من عقله :لااا بابا أنت روح أنا وزوجي نقدر نتفاهم أصلاً أحبه خلاص أبيه ماني تاركته ...هو شكله بيسوي فيني مقلب يوم دقت عليك ...
عمار بذعر مشابه يلتفت عليها وهي اللتي تشد على ثوبه :أيه صح نحب بعض وتوبة ندق عليك نزعجك حنا بس كنا نبغاك تتقهوى معنااا ....
فيصل بنظرة شر للأثنين :والله لو ماأخاف الله وعن الفضايح كان جلدتكم بهالعقال ...وصاح بهما :شهر ماأبي أشوف وجيهكم ولاواحد منكم يدق علي ...
وخرج بعنف مشابه للدخوله ....
قبل أن تسقط ماريا على الأرض بعد الفزع الذي مرته ..ليجلس بجانبها عمار الذي مر بالموقف الأكثر رعب في حياتهاااا وهمس أخيراً :عمي مايلعب مايتعامل إلا بالأسلحة كفو والله كل ماله يبهرني بيغسل عاره ...حار حار ماعنده لعب ...
ماريا بنشيج البكاء :كان بيذبحني حسبي الله عليك ...
عمار الذي شعر بخطأه ربت على كتفها :خلاص هدي يابنت الحلال أذكري الله ..ووقف ليحضر لها علبة ماء باردة لتشربهااا ...
ماريا تشرب الماء ومن بين شهقاتهااا :اللحين وش نسوي وين بنروح ..!!!
عمار بحيرة وضيق ,,أنتهى حجز الفندق ولن يستطيعوا الذهاب لعشة الزوجية لأنه في منزل فيصل وهو قد حذرهم من رأيتهم لشهر :أمشي نروح بيت جدي !!
ماريا بجزع فهي قد سمعت من قبل أن منزله جده شعبي وبحي فقير:وش نسوي هناااك !!
عماربحيرة هو حتى لايملك ثمن شقة مفروشة لليلة واحدة :كيف وش نسوي لين يخلص الشهر ونروح لشقتنا عند عمــــــي ...
مارياوهي تتذكر شقتهم الفخمة التي أثثها والدها لهم ولكن للأسف هي هناك في منزله حيث حذرهم أن لايراهم لشهر :وشنطي وملابسي اللي هناااك ...
عمار يحك رأسه :خلاص كلمي عمتي جوانا وترسلها لك ...
تهز رأسها بأستسلام :وش رايك نجدد أسبوع هنا ...
عمار بذهول :وش أسبوعه ماعندي أخذ لك شقة بميتين أدفع لك ألفين على الليلة يعني 14 ألف تستهبلين أنتي ...
ماريا :طيب حنا ماراح نسافر وش فيها لو أستمتعنا بأجواء الفندق ...
عمار بصبر هذه المدللة لامعنى للأرقام عندها هل تعي أن هذا راتب شهريين لموظف جديد :14 ألف أدور فيها السعودية كلها ...ماأدفعها بفندق ..أصبري توني على قد حالي لاتوظفت سفرتك شهر العسل ...
ماريا بحنق وهي تقلد لكنته الشبابية :حبيبتي والله أعيشك أميرة والله أنتي برنسيسة أعيشك فوق السحاب ...وأكملت بصوتها العادي :ومن ثاني يوم بنروح بيت جدك يارب صبرني بس ....
تجاهل عمار نقمتها وذهب لتجميع أغراضه وهو الذي كان يعتقد أن بزواجه سيصبح لدية أمرأه ستخدمه بكل شي وسيعيش كملك ...لايخدم ..يُخدم فقط ...
****
حين تكبر بالسن يبدأ الناس بتجاهلك بدأً بالغرباء وأنتهاءً بأبنائك وهذا مايحدث معها في الأونة الأخيرة أصبحت أخبارهم تصلها من الغرباء ...لقد علمت للتو أن حفيدتها سارة بالمستشفى بسبب حادث سيارة ... فهد المجنون سمح لأبنته الطفلة بقيادة السيارة حتى كادت تعطب نفسهااا ..هي طفلة لالوم عليها كل شيء يقع على عاتق والدها وأختها الكبرى التي حين أتصلت بها وجدها تتعذر بأعذار لم تعجبهاااا وحين فكرت فهي مختفية لفترة وجمعتين متتاليتين مرة لم تزرها فيهم ...
نايف بتساؤل :يمة وش فيتس ضاق خاطرتس لايكون قالت لتس شي هالملسونة!!!!
أم فهد بأنزعاج :ركز بسواقتك لاتلحقين بنت ولدي وخل الخرابيط عنك ماملسون إلا بنتك البازع وش شايفة على ولد عمتها عشان بتخليه ....
نايف بمزحة مزعجة :افا يمة اللحين صارت بنت فهد الغالية وبنتي البازع ...
أم فهد بجدية:بنت فهد مير ماعليها شرهة لو طلعت منها العيبة بس بنتك تربت على يدي وماقصرت معها بتعليم وتأديب وهذي آخرتها تهج عند أمها مستفزعة فيها عليناااا والله لو يضيع منهاا ولد العنود لتبسيه دم هالخبلة اللي مامعها عقل ...
نايف بأنزعاج مشابه :قلتيها يمة خبلة وش أسوي فيهااا بس الله يحلهااا ..
أم فهد :عاد أسمع قلها وخلها تحطها حلقة بأذنيها أذا ماتبية ترى عروسته بدالها جاهزة والله ماوفره إلا لسارة بنت فهد ....
نايف يتأفف بداخلها دون أن ينطقها :يايمة استهدي بالله تونا على هالأمور صبا بتعقل غصباً عنهااا وهالطاري لاتجيبينه لأحد وسارة توها أم 17 سنة وينها والزواج وين ترها سنينة وجد ...
ام فهد بفخر فهي حقاً معجبة برزانة سارة رغم أن حادثة قيادتها لسيارة لم تعجبهااا ولكن لكل جواد كبوة :تقارن سارة العاقل الثقل ببناتك المراجيج سارة ماهي مثل باقي البنات وسكتت برهة لتردف :أخذت العقل عن أختهااا ماخلت لها شي ..
نايف بضحكة :بهذي صدقتي أي والله بنص عمرها بس أعقل منها ..هيا والله لو تعقل البهايم ماعقلت ...ولاتبغى تعقل ...
قال كلمته الأخيرة وهي تذكر موضوع سفرتها المريب التي أخبرته فيه حين أخذ الهاتف من والدته ليكلمهاااا ...بعد أن أستعجب من الحوار الدائر بينهماااا ...وهمس بداخله :الله يستر من تاليتها يابنت فهد ...
بعد قليل بالمستشفى وبغرفة سارة التي تعجبت من زيارة جدتها المتأخرة جداً ...
الجدة وهي تصب لها من المشروب الساخن الذي حضرته لها من المنزل بأعشاب شعبية :أمسكي هذا أشربية لاتخلين فيه ولانقطة ...
أخذت سارة المشروب الذي مدته لها جدتهااا وشمته :جده متأكدة هذا قابل للشرب تكفين ماأبغى أزوع ...
الجدة بعصبية :والله لو ماشربيته لاخلي هذي ,, وأشارة لنور التي تجلس منكمشة على نفسها بتوجس من العجوز التي لاتحبها :تقضبتس وأشربتسية غصياً عليتس ...
بدأت سارت تشربه مع كرهها لطعمة الغريب وعينيها لاتفارق النظرات النارية التي تطلقها الجدة على نور .. قبل أن تسألها بغضب :عياليتس ليه مايجوني مع باقي أخوانهم لاجوني ..مأنتي مسلمة ماتعرفين أن قطع الرحم ماهو زين ...
سارة تتدخل بدافع :ياجدة نور مالها ذنب أبوي اللي مانعهم تعرفين عشان مايتلقون تعليقات عنصرية ..ولانور بنت حلال ماتعرف هالحركات الملتوية ...
الجدة بانزعاج :وانتي ليه تردين عنها مالها لسان ترد فيه ...
نور بتردد ولدفاع عن أبنائها :أنا عندي لسان ...بس أنتي مايبغى يفهم كلامي .. أولاد أنا فهد مايخلي روح بيت ماما كبير ..عشان مافيه ولد ثاني يقول ياأندنوسي ياكوري يافلبيني ...
سارة بضحكة :اوب نور حافظة كل العيارات ... خليهم على المعايير هم وبكرة يشوفون الكوري ويش يسوي ....
الجدة :وليه بالمدراس والأماكن الثانية مايقولون تسذا ماهو ضارهم بكرة يطلعون رياجيل ..هذا ولد عادل ماهو بعيد عنهم هو وأمه مايهمهم هالهروج ..حتى أمه كل أسبوع تجيني وماعليها لامن ضرتها ولامن غيرها ...
سارة تهز رأسها بتفاعل :نقطة عند أم فهد ...وحركة قدمها المكسورة لتصرخ بألم :ايييي احح ...
الجدة توبخها :أعقلي وخلي الخبال عنتس ...من اليوم أمدحتس عند عمتس سارة عاقلة ...سارة شيخة البنااات ...
سارة بتوجس :ليه ياجدة وش ورى هالمدح ..عمي نايف ماعنده عيال عشان تلمعين الصورة ...
الجدة تقمعها بنظرة حارة :وأنتي وش عندتس مع طاري العرس بتصيرين لي صبا ثانية ماعلى لسانها إلا طاري العرس من يومها بالمتوسط وهذي بتعنس ولاتزوجت ...
سارة بصدمة :صبا عنست أجل هيا وش !!!
الجدة (لاتعرف وضع هيا ) :وهذي بعد يبي لها تسنيع من أول وجديد ماأدري وش رادها عن العـــــــرس ..من أول الوحدة تطلق وتأخذ أثنين وثلاثة ..واللحين الوحدة لاتطلقت مرة كأنها مسوي مصيبة ...
***
بعد العشاء بسـيارته الفارهة التي أستأجرها متعللاً أنه لايحب أن يركب في سيارة يقودها غيره ...لتخبره أن كل المشاهر وأصحاب المال يقود سيارتهم سائقين ليخبرها أولئك هم وليس هو ....
هيونة المستمتعة بالرحلة :أقولك وش رايك نستأجر مركب ...كل اللي أعرفهم جاؤو دبي سوو هالتجربة ...
شهاب بوجه عابس :يعني ماتدرين أن عندي دوار بحر ماأتحمل مركب ..بعدين فكينا من تجارب اللي تشوفينهم بسناب مو كل شي يسوونه نسوية ..
هيونة بشهقة :وش هو كل ذا طول وعرض وأخرتها دوار بحر ياخســـارة ..بعدين أنا ماأتكمل عن حقين السناب أتكمل عن اللي أعرفهم بالواقع ...
رن هاتفها لتمد يدها وتظرب على كفه :اششش قصر الصوت ...
شهاب بنظرة أستفهامية :مين ..؟؟!!!
هيا بوجة زائغ من الخوف :جدتي ياويلي لايكون درت ...
شهاب :أي جدة ..
هيا بأنزعاج :قصر الصوت ماعندي إلا جدة وحدة أم نايف أقصد أم أبوي ...هلا والله بأم فهد ...أرحبي ..وش طرانا على بالك ...هههه وين بكون فيه موجودة ..مين سارة أيه توك تدرين ماأدري ماطرى علي أقولك يعني ماأبغى أزعجك ...بتروحين لها المستشفى طيب حيااك أقصد روحي بكرة اليوم ماعاد فيه وقت ... ياجده أستهدي بالله أكيد ضغطك مرتفع ماهو وقته عطيني عمي بكلمه ...عمي تستهبل وش موديهااا أنا مو هناك ولاني بالرياض بكبرهااا ..طلبتني زبونة بدبي ورحت لها ..اششش لاتوضح لجدتي المهم صرفها مو وقته ...أجل خلاص روحوا وش دخلني ترى سارة المريضة مو أنا ...يالله سلام ..
وأغلقت هاتفها مباشرة :حسبي الله عليك من عم مو منك من هياموة مطيرة عقلك ماخلت لك عقل تفكر فيه ...
وقعت نظراتها على شهاب الذي أوقف السيارة ويستمع لمكالمتهاااا ...لتنظر فيه بخوف من زلة لسانها الأخيرة ...
كان يكتف يدية على المقود ويريح رأسه فوقها ليسألها بفضاضة :اللحين من جدك هالكذبة ... يعني اللحين نايف مشت عليه هالتصريفة !!!!
هيا بثقة كاذبة :ترى يعني ماباقي لي على العالمية إلا تكة وأوصلها ولا مو بعيدة عني ...
تحولت ملامحة من الجدية إلا ضحكة متسلية قبل أن يقطف قبلة من أنفهااا ...
هيا وهي تنظر له بأنزعاج :أخذني طقطقة ...
شهاب وهو يفك حزامة :أحب ثقتك اللي مو بمحلهااا ...أنزلي ...
هيا بتساؤال :وين ...
شهاب يعود ليلقي عليها نظرة متسلية :نشتري شبكتك ياعروسة ...!!!
هيا بحماس تنزل حتى أنها كادت تتعثر بطرف عبايتها :بس ترى على ذوقي وأرفع سقف ميزانيتك ...
سبقته لداخل وهو يسير خلفها بتمهل سعادتها تنعكس عليه لتبهجة ...
دخلت لمحل الألماس وعينيها تبرق لبريقهااا .. وضعها أشد سعادة من طفل داخل محل الألعاب ...
بحثت بعينيها عن أفخمها وأكبرها حجماً ...وأشارة إليه بحماس :أبغى هذا ...
شهاب بشك :توك دخلتي أختاري بتأني ...
هيونة تهز رأسها حتى أنا لثمتها كادت تسقط لو أن أمسكتها باللحضة الأخيرة :لامتأكدة أبغاه ...
شهاب وهو يقع نظرة على طقم آخر أجمل وسيبدو أكثر أناقة عليهااا آشار لها عليه وهو يسحبها لتراه :هذا أحلى وبتقدرين تلبسينة كثير بعكس ذاك ...
هيونة بأستماته :لاأبغى اللي أخترته أنا ولاخذ لي الأثنين ...!!!
شهاب يحدق بها بتوجس هل تريد أختبارة :حاضر تأمرين على قلبي ...
هيونة وعيونه تدور على المحل :يسلم قلبك وجيبك !!!
شهاب للبائع :أشوف الدبل بعد !!
هيونة بشك هل نسى الدبلة التي كانت ترتدية بسلسال على صدرها دبلتها ودبلته الذي أعادها مع الرسالة :دبلتي القديمة عندي ولانسيت ....
شهاب يتأمل الدبل التي أخرجها له البائع :تصرفي فيها أنا بختارلك دبلتك الجديدة بنفسي ...
هيونة تهمس لنفسها:زيادة مصاريف ...
كان تلف بعينيها عنه وهو يحاسب ماأختارته والدبلة التي كانت على ذوقة ... فقط للحضة وقعت عينيها على فتاتين ينظرون إليها بطريقة غريبة .... نظرت إليهم بأستفهام ...قبل أن تقترب من شهاب وتشبك ذراعها بذراعه ... ألف فكرة جاءت برأسها لما كانوا ينظرون إليها بتلك الطريقة ..سارقتين ..هل تعرفهم من قبل ... وحتى لو فكرت كثيراً لن تتوصل لنتيجة نظراتهم التي كانت نظرات شك لها وبتصرفاتها هي فقد حظرتا الموقف من البداية حين تشير على شيء ويشتريه لهااا وكأنه تختار أكسسوار وليس مجوهرات ثمينة ...ولسان حال يقول أي محظوظة هي لتقع على عاشق يصبح كل ثمين من أجلها رخيص وتحصـــل عليه فقط بأشارة من أصبعها ...
بعد أن خرجوا من المحل ومازالت تشبك ذراعها بذراعه ...شهاب بشك :وش فيك ؟!!
هيونة ومازالت تلقي نظرة سريعة خلفها لتتأكد أنهما لم يلحقان بها :فيه بنات نظراتهم غريبة كانوا بنفس محلنااا ...
شهاب يرفع حاجبة بأستفهام :وطيب ؟!!!!
هيونة ترفع عينيها له :والله وضعهم مريب شاكة بشيئين ياعصابة وبيسرقونا ..
شهاب بضحكة :ايوة والثاني !!!
هيونة بتردد :أكيد عينهم عليك يعني بيسرقونك أنت ....
شهاب بيأس منها :هيا لاتعبين نفسك وتفكرين !!!
هيونة بأعتراض :ليه ان شاءالله قصدك استنتاجاتي غبية ...لا أنا اعرف نظرات الحريم ياعينهم على الألماس ياعليك ....
شهاب :طيب وكيف بيسرقوني أن شاءالله ...
هيونة وهي تشد على ذراعة :بعيدة عنهم أن لاصقة فيك أشوف اللحين كيف يقدرون يقربون منك ...
شهاب بأنزعاج من شكوكها الحمقاء ,,فقط لو تعرف أي نوعية من النساء أحتك فيها من قبل ليختارها بكل غباء بالآخر :يعني مو واثقة فيني ..أنتي وش متخيلتني يعني ماعمري أحتكيت بأناث وبس تقرب مني وحدة بتلعب علي وأروح معها ...
هيونة تهمس بصوت منخفض :مو كذا ياحظي والله أنك حبيب وعلى نياتك ..ذولي يقمرون يعني يسحرون يرشون عليك شي وتصير مثل اللعبة بيديهم ...يصرفون فلوسك ويفلسونك بساعة وحدة ....
شهاب يهز رأسه بيأس :آه والله راحت عن بالي ...وأكمل وهم يصعدون للسيارة :بنرجع الفندق خلاص أنتهت طاقتي ...
هيونة بتملل :لا شهاب وش تحس فيه لاتصير شايب تو الساعة تسع ومارحنا عند البحر من جد أبغى أتكي عليه ...
شهاب بنظرة ساخرة :لاتخافين مافيه شي من اللي بالك بيصير أتفقنا ياهيا نصــــبر والله يعين ...
هيونة التي أطمئنت ولكن ردت عليهاا بأندفاع :أنا أبي البحر صدق مافكرت بشي ثاني ...
شهاب ينهي الموضوع فهو متعب حقاً:بكرة أن شاءالله ..
من جهتها أستسلمت وفتحت كيس المجوهرات وبدأت بتأمل ماأشترته مرة أخرى وهي تسأله :ماتلاحظ خفت لمعتهااا والله كنت حاسة أنهم يغشونا يوم نشتري الشي بالمحل يلمع ولاوصلنا البيت طلع باهت...
شهاب :أضاءة المحل وديكوراته العاكسة يزيد بريقها لكن الشاطر ماينخدع فيهااا .. يعني ماكل يلمع ذهب ...
هيونة بعدم أهتمام لتشبيهاته :بس هذا ألماس مو ذهب قالتها وهي ترتدي دبلتها وتتأملها بأصبعها : شوف كيف حلوة مو بس هذي أصغر من اللي جبتها لي زمان ...
شهاب وهو يزيد من سرعة السيارة :مو قلنا خلصنا من اللي زمان خلاص أنسي ...وذيك مو أنا اللي جبتهااا ...
هيونة وهي تنظر إليه بذهول :أجل مين لاتقولي بدر ...
شهاب يهز رأسه بيأس :أنتي تتعمدين تتلاعبين في ...
هيونة التي لم تفهم أين غلطتها أرتدت بمقعدها ولصقت بالباب :خلاص أوف الواحد مايعبره عن مشاعرة عندك أنسى ...
صمت للحضات يتأمل عبوسهااا لم يرد أن يبرر لها ولكن ربما الصراحة أفضل حتى تفهم أين أخطأت وحتى تقلل الأحتدادات الكلامية بينهما:أقصد أني ماأتذكر يوم جبتهااا فكأنه مو أنا ...هيا لازم تفهمين أن تصرفاتي وأعتقاداتي قبل ماتعنيني اللحين ولاني مجبر أدفع حسابها وأنا ماني قادر أتذكرها ولاأشعر فيهااا ...
هيونة :شهاب أنت ماتبغاني أتكلم عن الماضي ولا عن اللي سويته بس بنفس الوقت أخذت بهذا الزواج وتمسكت فيه رغم أن اللي عقده واللي سواه حازم ماهو أنت ...يعني مافكرت بهالنقطة أنت وش تشعر فيه أتجاهي بماأنك تتبرأ من كل شيء حصل زمان لأنك ماتتذكره هالزواج من الأشياء اللي ماتتذكرهااا ...
شهــــاب ويده تشتد على المقود أليس هذا مافكر فيه قبل فترة بسيطة بعد اللقاء مع هيام حين وضع النقط على الحروف بالنسبة لماهيتها في حياته : إلا فكرت ومشاعري أتجاهك الآن هو اللي يهمني تبغين تعرفين وش هي هالمشاعر .. أنا أحبك كأنسانة ..أنجذب لك كنصفي الآخر ...وأعشقك كأنثى ...يعني بالمجمل أنتي زوجتي ولو ماكنتي بتزوجك من أول وجديد ...ولا ماكنتي تحلين لي كنت قتلت نفسي وأرتحت ...
هيونة التي كانت كلماته تجعلها تغرق أكثر وأكثر فيه .. وفكرة واحدة فقط تسيطر على عقلها شهاب لهااا ولن تترك الفرصة لأحد لحرمانه منها مرة أخرى ...أعادت أنتبهاها له حين سألها :دايم تسأليني عن مضمون مشاعري بس ماهو المفروض أنا اللي أسألك أنا وش أعني لك ... ووش كثر محبتي في قلبك ..وتحت أي أطار ... الأخ الأصغر السابق ..أو الزوج اللي أجبرتي عليه ...
هيونة بنظرات هل جننت :تستهبل يعني بعد كل اللي يصير بينا تتخيل ممكن أفكر فيك كأخ !!! .. تبي الصدق أنت ماتشبه حازم اللي كان أخوي بأي طريقة من يوم صرت ولد بدر ...وتداركت جملتها حين رأت معالم الغضب البارد على محياه أجل هذه الجملة التي تستطيع وصفة فيه نظراته التي كأنه سيخرج منها لهيب أزرق :أقصد يعني من تغيرت هويتك صرت غريب بالنسبة لي يعني قبل لما كنا نعتقد أنا أخوان كنت أقدر أقول أني اعرف كل شيء عنك وتعلمني بكل شي بس بعدين صار كل شي من جهتك مبهم وأكيد بعد رجعتك هذي التغير صار مية بالمية أصلاً أي أحد يعرفك قبل وأنت حازم ولد فهد ماراح يتخيل أنكم نفس الشخص لا شكل ولا تصرفاات ...يعني بدر ماقصر بالمسح والتأليف مضبط لك شخصية تناسب ولده الحلم ....يعني غير أخوانك كلهم كأن تافلك من فمه ...آه ماتعرف المثل هذا بيئة صح ..يعني نسخة مصغرة منه ...
كانت هذه نهاية حديثهم بالسيارة ...بعد قليل بالفندق .. كانت تعترض على فكرته مشاركتها نفس الفراش...
هيا التي لبست بيجامتها الحريرية بلون عودي مذهبة الأطراف فجعلتها أكثر أشعاعاً بلون بشرتها الفاتح :بتفهمني أن للحين نوايك طيبة أتجاهي ...
شهاب الذي ضجر من مشاكستها لكل تصرف يبدر منه أرتمى على السرير واحتضن مخدته :حلفت لك بأيمان مغلظة أني ماأقربلك إلا ليلة العرس وش تبغين أكثر ...
هيا بشك وبنبرة تهديد :والله لو قربت مني لأعطيك رفسة أنت عارف وين ..
هز رأسها علامة الموافقة وأغمض عينية بتعب ...دخلت لجانبها من الفراش وعينيها لاتفارق عيون المغمضة ...وصدره العاري يثير شكوكها هل يعقل أنه سينام بهذة الطريقة تريد أن تطلب منه أن يغطي نفسه ولكن ماذا لو كان قد نام وتصحية وعندها لن تضمن تصرفاته ...أغمضت عينيها وذهبت لعالم النوم بسرعة لم تكن تتخيلهااا ..فقط فكرت للحضات بوعده لها بالذهاب غداً لاأختيار فستان العرس وبعدها كان تسبح بأحلامها ...كانت جميعها أحلام جيدة .... حتى رأت محمد بالدماء التي تغطيه كما يزوره بكوابيسهاا بين فترة وأخرى ولكن هذه المرة لم يكن وحيد فقط كانت أفراح صغيرتها بين يديه ببشرتها الشاحبة المزرقة .... صاحت تطلب منه الأبتعاد ولكن دون صوت .... جاهدت حتى تبعده ولكن دون جدوى حتى وجدت أخيراً صوتها لتصيح بكل أستطاعتهااا ويفزع المستسلم لنوم بجوارهاااا لم يستوعب في البداية مايحدث .... كان يعتقد أنه أمر ماأصابها أحتاج لعدة دقائق ليفهم ماهية الموقف وأنها تحت تأثير كوابيس ...أخذ يهزها ليوقظها :هيااا هيونة حبيبتي أصحي هذا حلم مو حقيقة أنتي هنااا معي هياااا تسمعيني يالله قومي ...
شهقة أخيراً,, شهقة خروج الروح هذا ماتخيله قبل أن يرى صدرها مستمر بتسارعه ضمها إليه وهو يحاول تهدئتها رغم أنه أشد فزع منها.. مالذي حدث ماذا ترى بكوابيسها حتى تخاف لهذة الدرجة ضمها حتى شعر أنه يريد زرعها بين ضلعيه... فمنظرها ترتجف بخوف مؤلم لقلبه :هيا وش فيك حبيبتي تسمعيني وش تحسين فيه ...!!!
هيا التي لاتفرق بين الكابوس والواقع هذه اللحضة :أبغى فرح بنتي أبغاها هاتها لي شهاب هاتها من محمد قبل يروح فيها ...قوله يرجعها لي ليأخذها معه أرجوك شهاب محمد ليأخذ بنتي ...
وأستمرت طويلاً على تلك الحال قبل أن تنام على صوت قراءة للقراءن ثقل رأسها على صدره فعلم أنها تركت المقاومة وأستسلمت للنوم ..ولكن تلك الليلة هو لم يزره النوم أبداً ...
***
مرت يومين على أختفائه منذ ليلتهم المتوترة بعد عرس عمــار أستيقظت لتجده قد غادر تارك خلفة رسالة يتيمة على تطبيق الواتس أنه ذاهب لعمله بالمزرعة وقد يطول عمله وسيبتعد لفترة قصيرة ... تلك الليلة ذكرتها بليلة عرسهم حين كان متوتر ويتصرف بطريقة غريبة وماترتب على ذالك من صباحية مأساوية و أعادتها لمنزل والدهااا بطريقة سيئة ...
وهاهي اليوم هنا بمنزل والدها .. إذاً لايستطيع أعادتها لمكان آخر .. فتركها خلفه ,,هزت رأسها تبعد الأفكار السوداوية عن مهاجمتها.. حتى لو تشابهت الليالي زاهد هذه المرة مختلف لايمكن أن يقع بنفس الخطأ مرتين ...هو عاشق لها هذه المرة لحد الجنون حتى لو كره مشاعره لهااا لايهم هي متأكدة أن قلبه رهن أشارة من أصبعها الصغير ...
عند هذه الفكرة فتحت التطبيق الواتس أب لترسل له متســائلة ((وينك ...يعني مانطري على بالك ))
ولكن تداركت الرسالة قبل أن ترسلها لتمسحها ...وتضغط على التسجيل الصـــــوتي ..لتلحن بصوتهاا ((ياللي على البال تطري وأنتا ماتدري .. غنيتها يوم شفت الشوق يكويني ..تدري وش أقول كل ماأنته علي تطري ...ياشين الأيام بعدك يانظر عيني ..ثلاثة أيام فاقد وجهك البدري ..خليتني وأنت حالف ماتخيليني ..ماأقول في غيبتك أنه نقص قدري ...أقول في غيبتك شف وينك وويني ...الوقت غيرك وماأنته على خبري ...قسيت قلبك وهو حيل يبغيني ...صبرت في غيابك ومافادني صبري ..البعد كافر ونار البعد تكويني ))
حين فرغت من تلحينها رفعت أصبعها عن زر التسجيل كادت تعود للحضة وتحذفها ولكنها أغلقت الهاتف وابعدته عن متناولها ستذهب لتشغل نفسها بشيء آخر حتى لاتنصهر من أنتظار رده ....
نادت على أيوب :بوبو وينك تجي نلعب كورة بالحوش ...
ألتقط كورته الصغيرة وركض يسابقها للحوش وهو يكرر بصوته الصغير :بابا ..قوووول ..وين أبوك !!!؟؟؟!
بشاير بضحكة ساخرة :أبوي الله يرحمة أبوك أنت وين ...
أيوب وهو يركل الكرة لها :أبوي لاااح بعيد عند البع ...
بشاير التي تتذكر الأغنام التي يربيها بالمزرعة وأيوب منبهرة بهاا:منجد بابا راح عند البع ...
أيوب يتجاوز اللعبة ويمسك الكرة بيده ويهرب فيها :بابا يجيب أسد لبوبو ...ماما أركب الأسد ...
بشاير بضحكة :يووه أنت مرة سقفك عالي بتركب أسد مرة وحدة يماما الأسد متوحش نركب حصان مو أسد ....
أيوب بتفكير قليل يشير بأصبعة وكأنه توصل لأكتشاف عظيم :وأركب حماار بعد ...
بشاير تغطي فمها :يافضحي لحد يسمعك يضحك عليك أمش يالله ندخل جوى الشمس حارة ...
أيوب يبكي بأعتراض :بروح سوسو أبغى سووسو ..
تحمل بشاير لتجبره على الدخول :سوسو مريضة يدها أنكسرت ورجلها ماتقدر تلعب معك ...
أيوب وأصبعة بفمه :ليه سوسو أح ...
بشاير وهي تدخله الحمام وتنزع ملابسه عنه لتحممه ..وضعت لها المسبح البلاستيكي ووملئته بالكور الصغيره :يالله ألعب هنا لين أجيك ...
وخرجت لترد على هاتفها الذي يرن بألحاح ....صاحت بأستنكار حين رأت عدد المكالمات الوااردة منه :اوووف ..اللحين يحسب ألعب عليه ...
ردت مباشرة ليصلها صوته ضجر :وينك عن الجوال ساعة على بال ماتردين ...
بشاير وهي تفتح شعرها أمام المرآه بتصرف عفوي :كنت ألعب مع بيبو بالحوش ...
زاهد من الجهة الأخرى كان يعيش لحضات عاصفة لايعلم ماشعوره حين أستمع لتسجيل الصوتي الذي أرسلته له هل تقصد تلك الكلمات أم فقط أرسلتها من باب المجاملة وهل تتعب نفسها بغنائها بصوتها لو كان مجاملة :أمممم وش هذا اللي أرسلتيه ...
بشاير الذي أنصدمت بسؤاله هل أتصل ليعاتبها على أرسالها صوتها مسجل أم يفكر أنها ترسله للجميع أم ماذا يعتقد لاتعلم فقط توترت من سؤالة :ليه ماأعجبك !!!
زاهد :يعني قاصدته ...
بشاير براحة لحسن الحظ لم يقصد أمر آخر :أكيد قاصدة ...
زاهد بصراحة :لأول مرة تبادرين بمشاعرك العادة لو مابديت أن بسؤال مستحيل تسألين لو ماتغزلت مستحيل تبدينه ...
بشاير دون تلكأ :زاهد أحبك يعني ماتدري يعني لوماأكن لك مشاعر ماكان رجعت لك ....أحبك بكل ماتعنية الكلمة وأيه مشتاقة لك أنا ماأستحي من مشاعري ولاأخبيهااا ...أنت حبيبي وقلبي وكل شيء في حياتي ..أنت أكثر أنسان أذا ماكنت الأنسان الوحيد اللي دق له قلبي ..يعني مافهمتها واضحه يازاهد ..بس أنت اللي وش فيها مشاعرك مهمومة مكسورة ولامجروحة ...
زاهد بصوت مذهول متخم بالمشاعر :لاماأعرف وتوها اللي وصلتني بس للأسف بالوقت الخطأ يعني ماقدرتي تنتظريني وتقولينها وجه لوجه ...تدرين اللحين أني مأدري أنا وين ولارايح وين ولاكيف أجيك ...
بشاير بضحكة أستنكار :كيف ...طيب ليه ؟؟!!
زاهد ومازال صوته يحمل الكثير من الذهول :أنا موقف بنص الطريق ماني قادر حتى أتذكر رايح وين ...
أعاد مقعدة للخلف وأسترخى بجلسته :أتذكر أني كنت نازل حايل بس نسيت الهدف ...
بشاير بتعجب :رايح حايل وماقلت لي...
زاهد يغمض عينية لايريد شيء إلا صوتها وخيالها الذي يرتسم حين يغلق عينية :مو مهم أنا كل يوم والثاني ظارب لي الدرب المهم كملي وش تحبين فيني بعد ...
بشاير وهي تلاحظ شعرها الذي أصبح أهوج من كثر ماعبثت فيه :أممم تسألني وش أحبك فيك ..أنا بسألك أنت فيك شي ماينحب !!!!
زاهد بتنهيدة :آآآه أنا كلي عيوب بس أنتي بجمالك تشوفي كل شيء حلووو ...بشورة كيف أطير وأجي عندك ...
بشاير تلف خصلة من شعرها على أصبعها لتلفتها وتصبح كزمبرك :والله مادريت أنك صقر وتطير وعندك مواهب ...
زاهد :وصقر بعد لاأنتي اليوم راضية عني كل الرضا ...يالله يانبض قلبي مسافة الطريق وجايكم ....
بشاير بضحكة راضية :والشغل ...
زاهد وهو يحرك سيارته بحثاً عن طريق للعودة :خليه يطير ..حبيبتي عطينا شيلة حلوة بصوتك بس هالمرة نبغى غزل .....
بشورة تلحن بصوتها فهي لاأسعد عندها من اللحضات التي يطلب منها تغنــي له بصوته فهو أكثر أنسان يستحق أن تهدية صوتها الجميل وتتفنن بالتغزل فيه هو حقاً مايستحق كل مشاعرها ((أبيك تغنيني بشوفك عن الناس ... وأبيك تطفي لهفة الشوق فيني .. بتنفسك شعر ومشاعر وأحساس وأهديلك الشعور بقلبي دفينـــــــي ..بسكر بريقك وأتعطر بالأنفاس ..دام الغلا بقلوبنا ماله قيــاس .. وحنا في بعضنا عن غيرنا مكتفيني))
***
*بعد أسبوع *
الجميع أجتمع وفرغوا أنفسهم لزيارة أخيهم الجديد والترحيب به على طريقتهم ... الكل حمل الهدايا الثمينة وكلاً على حسب ميزانيته ...
سارة تحدق بالهدية التي تضعها هيا بمهد الطفل حين وصلها أخيراً وتهمس بقهر :مو من جدك ياهيلقية ياطفسة ميك آب أرتست وهذا اللي الله قدرك عليه ياقعيطية وبمنديل يافضيحتي بين العرب ...
هيا تهمس من بين أسنانها :أنكتمي مالك شغل ماتعبت على فلوسي عشان أرميها هنا وهناك بعدين هالأخو مولود وبفمه ملعقة من ذهب بيتدلع لين يقولا آمين من الشيبان ...
سولاف التي تجلس على الجهة الأخرى من هيا :صادقة سارة طريقتك بيئة مافيها رقي تخيلي تصور الهدايا وتحطها سناب وش بتقول الناس عنك ....
هيا وهي تحدق بالهدية التي أحضرتها سولاف ومن جيب أخيها معتز :أقول انكتمي أنتي فلستي أخوي بسبب المظاهر ..بدال ماتلعبون بفلوسكم جهزوا لبيبي الجديد ...
سولاف بأبتسامة صفراء :مايفوتك شــي ...
هيا بغيض :وليه يفوتني من كم ننتظر هالخبر ونسيتي كم أشتكيتي لنااا مايخليني أحمل ويوم حملتي دسيتي علينا يعني نعطيك عين اخسس عليك ...
سولاف بهمس محرج وعينيها على فهد الذي ينظر إليهم بشك :اشش فضحتيني قدام عمي وش بيقول عني اللحين ...
هيا بهمس مشابه :خلاص أكبري ترى الحمل مو عيب ...
فهد بأنزعاج :أمسكي الولد لايطيح منتس ماأنتي فاضية له تحشين بخلق الله ...
هيا تعطي محمد الصغير لسارة :الله وأكبر كم شلت كبره وغيرت ورضعت ماسألت عنهم دنيا دوارة ...ولا من يصدق فهد يخاف على وغده ...
سارة توكزها بكوعها وتهمس له :مو وقت سخافاتك ..لاتحرجين أبوي ...
هيونة بهمس مماثل :تذكرين يوم كنت العاقل الوحيدة فيكم وكنتم كلكم تحرجوني يالله اللحين خلوني أحرجكم ذوقوا شوي من اللي كنتم تسوونه فيني ...
عائشة الذي عاد لها رضيعها وهي تلاحظ تصرفات سارة التي بعد كل لحضة توكز هيا لتعلق على شيء مااا :ياسارة وش فيتس على أختس بهذلتيها ماخليتيها حتى تشرب فنجالهااا ...
هيا بضحكة واثقة :هذي هي ساره من يومها بزر تعاملني معاملة أم مو أخت يعني نشبة ..وأردفت وهي تتناول قطعة من الحلوى المقدمة لهم :إلا وش هالحركات حقت الأستقبال من وين أخذتيهااا ..
عائشة بعفوية :والله هذا كله طلبته لي زينب ووصلني لحد البيت ...
هيا التي كادت تشرق بماأكلت همست لسارة :من فلوس حماااي جالس تصرف على أهلها ...
سارة بتريقة مشابهة :لاوالله ضاع الورث !!!!
سولاف :عادي تسألينها من وين طلبتها عشان يمكن أحتاجها ...
هيونة بلهجة تحذير :هي أنتي خلي أهلك يجيبون لك مثل ماأهل عائشة سوو لها لاتكلفين على أخوي ...
سولاف بوجه محتقن :مالك شغل ...
هيونة :هيي لاتخليني أحرش أخوي عليك ...
تقرص هذه المرة من كوعها وتشد على كلامها :خلاص بس فضحتينا ..يالله أستئذني وخلينااا نمشي ...
تلفت هيا على عائشة ووالدها :يالله ياجماعة نستأذن وأن شالله نجيكم بتمايمة ولامو مسوين بعد !!!
عائشة :تو الناس أجلسوا أكثر ...
سارة تلتقط دفة الحوار هذه المرة :لا ماعليش عشان مانتعبك أكثر على قولة هيا نجي بتمايمة أن شاءالله ...
فهد وهو يعبث بهاتفه :بنسوي أن شاءالله تمايم بالبيت عندكم هنا شقة وصغيرة مايمدينا ...
هيونة تهمس لسارة :لايكون يبغانا نتكلف فيه ...ورفعت صوتها :بس هاه أبوي أستعجل ترى قدامي شهر على عرسي وبعدها بسافر شهر العسل ...
سارة تدفعها لتوقفها عن الكلاااام :خلاص بس باقي تقولين وين حجزتوا وكم دفعتوا تذاكر ...يالله فمان الله ياجماعة ...
وهن نازالت مع السلالم وخلفهم سولاااف ..همست سارة لهيونه وهي تتكأ عليها فهي لاتستطيع السير جيداً بعد :وش رايك نمر مرة أبونا الثانية ...
هيونة وهي تتأكد من ربطها نقابها جيداً:والله ماني فاضية لهااا ,, وتذكرت أمر صبا :بس صدق صبا هاجة من بيت عمي ومتخبية عندهااا ...
سارا وهي تتوقف أمام الباب وتهمس لها :حنا وش أتفقنا عليه نسيتي الرسالة اللي جايين نوصلهااا ...وأشارة بعصائها على البيت لتقول بصوت مسموع :دقي على صبا تفتح لنااا بنشوف وش سالفتها ...
هيونة تدق الجرس وبنفس الوقت تتصل بهاتف صبا ...لتفتح وهي ترد على الهاتف بنفس الوقت ...صبا بسعادة :بنات عمي العزيزات هلا والله ...تفضلوا تفضلوا حيا الله من جانا ...
هيونة تهمس لسارة :ششوفي الخبلة تفضلوا وهي ماسلمت علينااا ...
همست من خلفهم سولاف :ترى مو جاية معكم معتز برى سلموا على مرة عمي رقم ثلاثة وقولوا نزورها بالأفراح أن شاءالله ...
دخلت سارة وهيونة التي مازالت تهمس :هذي مصدقة نفسها من عزمها معنااا ...
توقفت الأثنتان حين خرجت عليهم ليلى بأناقتها المعهودة جلابية فخمة ومكياج كامل وكعب عالي :هلا والله حيا الله من جانا تفضلوا ...الساعة المباركة اللي شفناكم فيهاااا ...
هيا تشهق بذهول لتلكزها سارة للمرة المليون وتذكرها :قولي ماشاءالله ...
سارة تتقدم لتسلم على ليلى قبل أن تلحق بها هيا التي أكتفت بمصافحتها وهي مازالت مبهورة فيهااا حتى أن ليلى تعجبت من طريقة تحديقها فيها لتسألها :عسى خير هيااا متغير فيني شي ...
هيونة وهي تنتبه على نفسها :لابس تذكرت المثل اللي يقول يامأمن لرجال يامأمن للمية بالغربال وبداخلها تهمس أذا كانت ليلى بهذا الجمال وهي من تذهل بكل مرة تراها فيها وتمت خيانتها مرتين بالزواج عليهااا فكيف سيكون حالهاااا هي ...
ليلى وهي تذكر صبا بأحضار القهوة منادية عليها :القهوة ياصبا ... ايوة وشلونكن يابنااات ...
هيا وهي تضع قدم فوق أخرى :عال العال ..إلا اقولك أم حور ماعندك نية تجيبين لنا أخو ولاأخت عشان نحسن النسل شوي اللي خرب من يوم دخل في عرق نور وعيوش ...
ليلى بضحكة محرجة رغم أن جملتها الأخيرة جائت على هواها :لاوين انا والحمال وين ... أنا مضبطة وضعي من زمااان قعدتي وجد وتكفيني ....
هيا بأصرار :يابنت الحلال هذاك مع عمي نايف اللي مايقدر النعمة اللي هو فيها بس حنااا نقدر جداً النعمة اللي هابك الله فيها وودنا بأخت مثلك ...
صبا التي دخلت على تلك الجملة وقد بدلت ملابسها بملابس أكثر أناقة :وش أخته أنتي بعد لو سمحتي نبغى ولد من كل جهة خانقاتني البنااات ...
هيونة بأصرار :ايوة اللي يجي من الله حياة الله بسم أهم شيء أم حور تشد حيلهااا ولد ولابنت مابنختلف ...
ليلى التي لم يعجبها هذا الحديث خصوصاً وأنها تعمل على أنهاء حياتها مع فهد للعودة لزوجها السابق أخية نايف :معليش يابنات لقيت أتصال من أمي ماأنتبهت عليه قبل بدخل أكملهااا ...لاتمشون راجعة لكم,,قالتها وهي خارجة مع الباب لتعود وتأكد :خلونا نسهر سوى ونذوقكم طبخنااا ...
وبعد خروجها هيا تسحب صبا التي كانت تصب لهم القهوة لتجلسها ..لتتفاجيء الأخرى حتى كاد يندلق الفنجان بيدها عليها :هي وش فيك مجنونة ...
هيا تسحب الفنجان من يدها وتضعه على الطاولة قربها :أقول أجلسي لاتسوين فيها راعية واجب وش السالفة اللي سمعتها ...
سارة تمد عصائها لتحاصرها الجهة الأخرى :قولي أن اللي سمعناه صدق وبكسر هذي على راسك ....
هيا بتهويل للأمور :والله ياجدتي ناويتك تقول بتزوجه خلال شهر لو ماعقلتي ورجعتي للبيت ونسيتي كل اللي قلتيه ...
سارة بملامح عابسة تستنسخ وجه صبا الحالم حين تتحدث عن خطيبها سابقاً:وين راح الحب وين العشق وين السهر الليالي وين قلبك اللي بيوقف من كثر ماأجل الملكة ...بتفهمينا أن كل هذا راح ....وعشان أيش شايفة شي سامعة عن شي ...
هيونة تصفق بيديها :برافو صح عليها هذا اللي كنت بقوله بس ناقص كلمة وحدة :وين راح الهيـــــــام اللي كنت عايشته معه ....
صبا بعبوس :متعمدة صح لازم تجيبين طاريها تدرين أن حياتي ومستقبلي وحبي بيضيع وهي السبب لو مادخلت حياتنا كان كل هذا ماصار ...
هيونة بعبوس :وش دخلهااا ..لاتقولين خربتها بينكم عشان تأخذ العرس لأختها اللي رجعت لساحة ...
سارة بحوقلة :بعد طلعي أشاعات !!
صبا تفكر ماذا أخبركم ...هل أفضح سر أمي التي هي من أوحت لي بمافعلت لتبني حلقة وصل بينها وبين والدي لأنها تخطط للأنفصال عن عمــــــي والدكما ... من سيتحمل هذه الفكرة وكاأن الزواج والأنفصال لعبة ... والأدهى التنقل بين الأخويين :يابنات تكفون لاتضغطون علي والله مضطررة ليه ماتفهمون ...
سارة :لاتحاولين مافيه شي أسمه مضطرة تبغين الرجال ولاماتبغينة ..
هيونة تقاطعها :أنا أجاوب عنها أي تبغاه وبتموت لو تزوج بس تخيلي من بيرقص بعرسة حنا ثنتين تعرفين ولد عمتنا ولازم نقوم بالواجب .... صبا لاتطلعين من طورنااا وقفي خبال لاتضيعين شاب زي الوردة من يدك عشان غباء ...
سارة بشك تهمس لهاا:لايكون اللي تقوله هيام صدق ....
هيونة التي تعلم جيداً ماقالت هيام فهي أرسلت معهم رسالة لصبا وليوصلها هم بطريقتهم ((ماتحلم به ليلى لن تناله ..وسيضيع حلمك أنتي في سبيله )) هيا لم تكن تفهم لكن سارة أخبرتهااا أن هيام تقصد نايف ..لتذعر هيا من فكرة أن ليلى ستنفصل من والدها لتعود لنااايف فهي لاتريد أن يتحطم قلب أبيهااا العاشق أو كما تتخيل هي فقط ....
سارة التي رأت وضع صبا يتحول للأنكماش سألتها :يعني صدق كيف ودي أفهم كيف تفكر أمك يعني بتخرب حياتك قبل ماتبدأ عشان حياتهاااا ...صبا صح أمك ولازم تبرينها لكن ماهو بهالطريقة ...وترى هيام كاشفة كل الخطة وأكيد عمي نايف لأنه ماهو مغفل لهدرجة ...
هيونة بتهديد :أسمعي معك يومين أرجعي عن قرارك ولابعلم عمي نايف بخطتكم وبحط عليها شوية بهارات ...قالتها وهي تقف وتستعد للمغادرة :وأنتي أكثر العارفيين كيف تخصصي نقل الكلام وتبهيرة ....
وغادرت الأثنتان تحت رجائت صبا أن يجلسا أكثر ولكن تجاهلنهااا فقط أوصلتا الرسالة التي جائن من أجلها ...
***
في أول يوم له بالرياض بعد عودته من دبي وصلت رسالة صوتيه من والده وكأنه يخبره بألمامه المستمر بتنقلاته وموعد رحلاته ....يخبره فيها أن والدته لم يكن لها ذنب أبداً بكل ماحدث في الماضي وهي لاتستحقة من كل هذا العقوق ...
فأن كان قد تخلى عنهم وقطع وصالهم بسبب الماضي فهي لم يكن لها أي مشاركة فيه ... وذكره بأن العمر يجري سريعاً ووالدته لن تبقى في أنتظاره طوال العمر وكأن المقصد هما الأثنين وليس والدته فقط ....
واليوم شعر بأنه جاهز لمقابلتها أخيراً ..دخل للمنزل بشكل عادي وتجاهل كل من كان بالصالة وركض لغرفتهااا مباشرة ...طرق على بابهااا ولم ينتظر أن تأذن له ...دخل ليجدها على سجادته تصـــــلي العشاء .... جلس على طرف سريرها وهو يعبث بهاتفه دون هدف يفتح تطبيق ويخرج منه ليدخل آخر .... فرغت أخيراً من صلاتها أنتبهت لوجود ولكنها تجاهلته ووقف أمام مرآتها تتأكد من ترتيب شعرهااا قبل أن تلتفت عليه وهي تسأله بحدة: توك تذكر أمك بعد ماخلصت سربته مع المحروسة !!!
شهاب يقترب منها ليقبل جبينهاا قبل أن يجد نفسه دون شعور ينكب على كتفها ويترك رأسه يرتاح هناااك :يمه اللي سوه فيني ماهو بسيط أخطئوا على خطأ كبير تعبوا قلبي وأنا ماني ناقص ....
تربت على كتفه بحنان هي شعرت بذالك لقد أذوه ابنها الصغير لم يكن ليتصرف بجحود مع والديه دون سبب لقد شملها فقط من شدة الضرر الذي طال مشاعره ...
جلست أخيراً وهي تحتضن رأسه لتسأله :وكيفك اللحين ...
تنهد وسحب رأسه من حضنها ليتكأ على ركبتها وهو جالس على الأرض :يمه أنا بسوي عرسي مع هيااا ...بس خايف يرجع أبوي يسوي شي ويفرق بينااا ...أنا صرت أخاف على كل شي في حياتي من أبوي زوجتي وظيفتي وحتى أسمي وهويتي ....
مسحت على رأسهااا برفق :أبوك ماهو مسوي شي مستسلم لقرارك ويقول كل واحد يتحمل نتيجة أخطأه .....
شهاب الذي قرر أن لايخبر والدته بأمر ذاكرته المفتعل هي فقط تعرف أنهم دسوا عنه زواجه السابق من هيا ..وأن ذاكرته فقدها من حادث دراجة :يمة بسألك اللحين أبوي يشوف أن زواجي من هيا خطأ وأني كنت طايش وبحطم حياتي وأندم ..طيب زواجي من أريج بنت صديقة والمتعلمة المثقفه هو الصح ...
أم فيصل بيأس :ياولدي أبوك غلطان ماقلنا شي بس أريج وفسادها ماله ذنب فيه أذا أهلها والناس مادروا كيف حنا بندري ...
شهاب بمرارة:عشان كذا أقولك ليه يحكم على فشل علاقة مابدينااا فيهااا ...هو من البداية حكم على فشلي مع هياااا ..واللي حصل أن الفشل الحقيقي كان مع أريج ...
أم فيصل بتساؤل وهي التي تشك بسبب تمسكه بزواجه من هيا فهي لاتنسى كيف كانت نظرته لها سيئة حين كانت زوجة أبية :وهيا وش بيكون دورها بحياتك أنتقام من أهلك أو زوجة حقيقية ....
شهاب بشغف :هيا أن أبغاها من داخلي من أعمق أعماقي أبيهااا ... وهذا أن دل على شيء بيدل على أن أختياري لها من البداية ما كان خطأ ماهو معقولة بذاكرتين بأختارهااا ...لأن اللي ختارها بالمرتين قلبي مو عقلــــــي .. فراق ثمان سنوات ماغير من مشاعري أتجاها رغم أن عقلي نسى بس قلبي ضل يتذكرهاا ..مو عشان أخترتها بسن صغير بيكون أختياري فاشل ....ولاعشانه ماناسب مستوى أبوي وطموحاته لي ..أنت متأكد حياتي مع هيا بتستمر لين الموت يأخذ واحد مناااا ...
أم فيصل التي كانت تعتقد أن اختياره لها كان شفقة ويغلب عليه العناد لوالده ولكن أن يتحدث بكل نضجة عن مشاعر حب وأن القلب هو من أختار يسقط بعض شعورها بالهم والمسئولية أتجاه قراره فهي أيضاً تخشى أن يكون قراره متسرع وأن يندم بالمستقبل على الزوجة ذات الشخصية اللعوبة ...
***
أقتربت منه وهو يغلق أزرة ثوبة لتطبع قبله على عنقة وتهمس :وش هالكشخة بتفهمني كل هذا لصلاة ...
زاهد الذي أقشعر لقربها :كم مرة قلت لك لاتسوين الحركات هذي وأنا طالع من البيت !!!
بشاير ترفع يديها ببراءة :أي حركات !!!
زاهد وهو يرش عطره وعينية متعلق بعينيها بالمـرآة :والله صادق ترى من جد ماينفع ...
بشاير تضحك بوقاحة :ليه ماينفع ...
زاهد يعلم جيداً أنها تتظاهر بعدم الفهم فقط لتجبره على البوح أكثر :يعني تبغيني أترك الصلاة وأعلمك ليه ماينفع ...
بشاير تدفعه برفق :لاخلاص روح صل ولاتجي هنا بعد الصلاة روح بيت أهلك ...لأني بروح لهم يقولون زوجة عمار عندهم ...
زاهد يجذبها مع مرفقها لتقترب منه ويطبع قبله على جبينها ... بشاير بأعتراض :مو توك تقول ماينفع ...
زاهد يهز رأسه بيأس :أنتي فاهمة قصدي زين ...يالله سلام وأنتبهي لنفسك بطريق ...
أخذت تستعد على عجل لقد صنعت كعكة لتأخذها معها لبست وألبست بوبو الأثنين جاهزان للمغادرة ...
سارت حتى وصلت منزل عائلته ...رنت الجرس لينفتح الباب بطريقة فجة ويخرج مصعب الذي تفاجأ بوجودها وأبتعد عن طريقها وهو يقول :تفضلي ياأم أيوب ...
وغادرها متوجه للمسجد .. لاتعلم كلما رأت مصعب أو رأته تشعر بالأحراج لأنها تتذكر أنهيار أمه وهي تخبرها أن لاتضيع مستقبله بقبول الزواج منه...ياللأحراج بماذا كان يفكر والد زاهد حين فكر بهذة الأقتراح ....
وصلت أخيراً للصالة وهي المكان الذي يستقبلون فيه الضيوف ...كانت توجد فيه فتاة كل ما فيها يصرخ أنها غير مناسبه لهذا المكان ...تتذكر لقد رأتها للمرة من قبل في الزفاف البائس الذي كان نهايته عزاء ....
بشاير وهو تزيل نقابها وتسلم بصوت مسموع للفتاة المشغولة بهاتفها :السلام عليكم ...
ماريا تقف بأرتباك :وعليكم السلام ...وظلت تنظر لها للحضات بدهشة قبل أن تسألها :أنتي زوجة ولدهم ...
بشاير وهي تقترب بضحكة :ايوة أنا صافحتها وطبعت على كل خد قبله ترحيبية قبل أن تبتعد وتجلس مكانهااا ..لتكتشف أختفاء أيوب الذي بالتأكيد ذهب ليبحث عن صديقته روز التي تفوقة بأربع سنوات ....
ماريا بتردد :سمعتهم يقولون بتجي زوجة زاهد عشان كذا سألتك ...
بشاير هي لاتفهم لما تبرر الكثير هذه الفتاة :أيوة حبيبتي أنا زوجة زاهد ...
ماريا لم تستطيع كبح نفسها من تذكر مراهقتها يعني أبدت أعجابها بزاهد وكم حلمت هي ولبنى فيه وتنافستا عليه لاتعلم كف تغيرت الأقدار وتزوجت أبن أخته لتتعرف الآن على زوجته ...والتي مهما تخيلت لم تفكر ولالحضة أنه قد يتزوج من فتاة من أعراق مختلطة وبلون أغمق منه ...ولكن كل هذا لاينفي جمالها وتميز لون بشرتها وجسدها وشعرها كل مافيها يبدو مميز وغير مكرر ..أنها أنثى أكثر من ممارأت فيه هذه الحياة كل تصرف تقومه به ينبع أنوثة ....
ماريا تتدارك نفسها من شدة تحديقها بالأخرى ولتعفي نفسها من الأحراج :آآه سوري يعني بس أحس شفتك من قبل ...
بشاير تهز رأسها :ايوة أنا مطربة وغنيت في عرس عمك وزينب .. وأكملت تبرر حتى لاتفهم الموقف تلك بطريقة خاطئة :بس وقتها ماكنت مع زاهد كنت منفصلة عنه .!!!
دخلت أم زاهد لتقطع حديثهما وبعد أن سلمت عليهااا قالت أم زاهد بعفوية تعرفهن على بعضهن :هذي ماريا مرة عمار ...وهذي بشاير قالتها وهي تضع يدها على كتفها :بنتناا مرة زاهد ...
وأردفت وهي تنظر للأظافرها المطلية :وش فيتس يابنيتي ماصليتي ...
بشاير تضحك فيه تعرف المغزى من السؤال ولاتعلم حين تسأل هل هي تريد هذا الخبر أم خائفة منه :لاياخالة صليت بعدين حطيتهاااا ...
هزت أم زاهد رأسها برضها قبل أن توجه حديثها لماريا :وأنتي ياوليدي ماشفتس اليوم تصلين ...
ماريا الذي اصطبغ وجهها بالأحمر لاتعلم لما هذه الجدة فضولية فجدتها لايمكن أن تطرح مثل هذه الأسئلة وبهذة الفجاجة :لا ماأصلي اليوم ...
أم زاهد هزت رأسها بتفهم قبل أن تقول :عندي أعشاب جبتها لعائشة كان تبغين نسويلتس منها ...
تتظاهر ماريا انها تلقت اتصال وتسرع للغرفة التي أصبحت لهمااا وهي تعتذر منهم على عجل :بكلم أمي وجاية ....
حين دخلت الغرفة أغلقت الباب وأرتمت على السرير إلا يكفي أنها رأت شيء ذكرها بالماضي فهي تشعر دوماً أن موت لبني أو أنتحارها كان لها يد فيه ...لو كانت أقوى ولم تعترف بذالك الوقت ولم تفضح عمتها لما كانت تلك النهاية السيئة ...
ولكن بماذا يفيد الندم فلقد ماتت لبنى بتلك الطريقة الشنيعة ... وبقيت هي تعاني بطريقة سيئة وكل لحضة تعيشها تشعر أنها تعاقب على ماأرتكبة من ذنب في حق عمتهااا ...
تأففت حين شعرت بدخوله عليها عمار الذي تفاجأ بوجودها :أنتي وش تسوين هنااا مرة خالي فيه جايه تبارك لك وأنتي جالسة هنااا ...
ماريا تهز قدمها بتوتر :أيوة شفتها بس جاية شوي بكلم أمي وأرجع لهم ...
عمار وهو يبدل ثيابة :أنا بروح أسهر مع الشباب نامي لاتنتظريني ...
ماريا الذي تصرف عمار أثار حنقها فهو من الأمس منذ أخبرته بما فيها تشعر أنه يتقزز منها معتوه كما تكره وكأنه خلقت نفسها بهذة الطريقة ...
عاد إليها ليسألها بتوجس :وش فيك وجهك ماهو عاجبني ...
ماريا وشفتها بارزة كطفل سيبكي بهذة اللحضة قبل أن تنسكب أول دمعة من عينها وتمسحها بظهر كفها :ماأدري كل شي يبكيني متى بابا يسامحنا ونرجع بيتناااا ...شهقت قبل أن تردف :جدتك تحرجني بأسألتها حتى عن صلاتي تسأل ...أنا أمي ماعمرها سألتني ...
عمار وهو يهادنها لأن منظرها الباكي فطر قلبه فهو لايحب البكاء :يابنت الحلال جدتي حرمة كبيرة على نياتها ماقصدها شي وش يعني لأني أول وحدة ولآخر وحدة يجيها هذي حقتكم كلكن يجيكن قلتها قدام حريم ماهو قدام رياجيل ....
ماريا تضع يدها على فمها بشهقة :من جدك ؟؟.. صدق لاتروح تعلم الرياجيل ...!!!
عمار يكاد يقع على ظهره من شدة الضحك :خبلة أنتي كيف تعلم الرياجيل لايسمعك أحد بس الله يالخبر اللي جدتي بتمشي وتذيعه ...
وتوقفه وهو يتأمل وجهها المحمر بفعل البكاء كم تبدو لذيذ بهذة اللحضة ..لم يقاوم حين أقترب منهااا يقبلهااا ولكن لم تطول قبلته لأنه سمع طرقات صفية على الغرفة وهي تطلب من ماريا الخروج لأن لديهم ضيوف ,, ليقول هذه المرة بأنزعاج :أووووف متى نروح بيتنا ونعيش شهر العسل ...
ماريا بوجة أشد أحمرار :قصر صوتك والله الصوت عندكم ينتقل بسهولة ...اللحين تلاقي كل الحريم سمعوك كيف أطلع عندهم ....
عمار وهو يتدارك نفسه :أنتي ليش كذا حياوية وكل شي يحرجك .. شوفي خالتي زينب كيف مايهمها أحد ذاك اليوم أسألها وش تسوي تأخرت مانزلت من سيارة زوجها قالت لي بكل قلة أدب أبوسه ....
ماريا تضع يدها على فمهااا :يوووه كيف تقدر تقول كذا أنا أحس حتى بعد عشرين سنة مأقدر أسويهااا ..
عمار وهو يظرب على صدره :لا لتخافين خليك معي شهر وتصيرين قليلة أدب وتقولين أكثر من كذا ....
ماريا وهي تنظر لنفسها بالمرآه المعلقة على الحائط فلايوجد تسريحة هنااا ..تتأكد من مظهرها وتحاول أن تهدأ بشرتها المتهيجة بفعل قبلته :طيب خلاص أطلع اللحين أستحي أطلع معك ...
خرج عمار لتخرج بعده بدقائق وتجدهم قد وضعوا الضيافة على الأرض وألتفوا من حولها أضطرت أن تجلس معهم على الأرض ولكن كانت محاولة فاشلة لأن فستانها القصير ذو الفتحة أصبح يكشف أكثر مماينبغى ..وأنقذتها صفية التي ألتقطت خدادية من الكنب وأعطتها لها لتضعها بحضنها ...صفية خالة عمار هي المنقذ لها في هذا المنزل فما أن يحدث أي موقف محرج أو أي شي لاتستطيع التصرف فيه أو الرد عليها هي تفعل ذالك عنهااا لو كانت أختها أو والدتها لم تكن لتفعل كل ذالك ...هي حقاً مهما فعلت لن تستطيع أن ترد لها صنيعهااا ...
***
على طلب منها ذهبوا للمطعم عائلي كانت صغيرتان مع خادمتهما في المكان المخصص للأطفال تلهوان ...
وبقيا الزوجين يتبادلان أطراف الحديث ولايخلو الأمر من بعض الغزل ... قبل أن ينفتح الموضوع الذي فكرت فيه كثيراً ...
ليلى تبدو فكرة عودتها مفزعة للوهلة الأولى ... مايجري على الساحة الآن ليلى تخطط للأنفصال عن فهد لتعود لنايف ..في بداية الأمر فزعت لهذة الفكرة وتدخلت لتحل المشكلة اللي أختلقتهااا ليلى من أجل العودة لناايف ...ولكن فكرت قليلاً
وبرأسها تدور فكرة واحدة فهد حصل على أبن جديد ...وهي لن تستطيع أن تعطي لزوجها أبن ذكر لأنها لن تستطيع الحمل والولادة مرة أخرى دون تعريض حياتها للخطر ...ربما عودة ليلى ليست بسيئة في جميع الأحوال ... فهي قد تستطيع أن تهب نايف الأبن المرجو ... هل الفكرة مروعة قليلاً ولكن ليلى أفضل بكثير من دخول أنثى جديدة لحياتهما ...فهي تعرف ليلى ونقاط ضعفهااا مساوئها وحسناتها وقد تشاركا الرجل من قبل ...هي بأستطاعتها تحمل ليلى مرة أخرى من أجله ..
سألها وهو الذي كان قد أنشغل قليلاً بهاتفه عنها لأمر ضروري :أيوة كملي وش صار في الموضوع ...
هيام بأبتسامة ملتوية :حظرتني ماتبغى تتواصل بالموضوع ..!!!
نايف بضجر :طيب وبعدين مو تقولين خلاص حليتي الموضوع ..
هيام بتلكأ:قلت لسارا تتواصل معهااا وتعقلهااا ..
نايف بدهش :سارا اللي بتعقلهااا ...تدرين أمي وش تقول ...أذا بنتك ماعقلت بتسحب عليهااا وتزوجه سارا ...
هيام تتأخر بالرد قبل أن تقول :أبو حور الوضع على خبرك ماتغير كل شي تسوية صبا بتخطيط من أمها اللي فقدت الرجاء من زوجها وشكلها تبغى تسلك الطرق بينكم ... يعني أن صبا تراجع حسابتهااا وتنهي سالفة فصخ الخطوبة من عقلهااا الحل فيها ليلى ماهو أنا ....
نايف الذي كانت ملامحه تعبس أكثر كل ماأستمرت بالحديث بتوجس سألهااا فطريقتة بتطرح الموضوع لم تريحة :ايوة وأنت وش رايك بالموضوع ..!!!
هيام تدير الفنجان بيدها سؤاله مريب هل فهم على ماذا تخطط :اممم وأنا لي رأيي بالموضوع هذا كله شأنك الخاص ...زواج بنتك ولارجعة طليقتك لعصمتك ....
نايف بعينان تقدحان شرر :ماهي طليقتي زوجة أخوي على ذمته وأنتن تخططن من يفسخ ومن يطلق ومن يرد لعصمته ....بس اللي مافكرتن فيه أني وأنا نايف بن بدر ماأرجع فضلة فهد لو مابقى على الأرض غيرها حرمة ....بس من كل هذا اللي بس يهمني وش مصلحتك بتمرير هالفكرة لي ... تبغين أرد ليلى ياهيام وليش من وش خااايفة ...
أردف حين صمتت وبان على وجهه الأحراج بسبب أنكشاف مخططاتها :ولاتبغين أنا أقولك خايفة أن نايف يصحي بوقت متأخر على نفس ويقول يووه ماجاني ولد ولايغار بعد من عيال فهد ويقول أخوي عنده ست عيال وأنا ماعندي ولاواحد ويروح يتزوج أي وحدة والسلام ويدخلها عليك ضرة ....هذي مخاوفك يابنت بدر هذا اللي مقلق راحتك ومخليك ترسمين وتنفذين ...وأنا الأمعة اللي تجري من تحته الماء ولاهو داري ....
صاح فيها بفضاضة :كم مرة قلت لك لاتستغفلين وتسوين ذكية علي ولااا تخرجتي من تحت يد أبوك بتخطيط حياة الناس وهدمها ...أنا لو بحط مرة على راسك حطيت ومو عشان ولد ولاغيره عشان بس أكسر هالراس القاسي ....
وألتقط هاتفه وسبحته وغادر المكااان ...
هيام لاتستطيع مغادرة مكانها من الخزي الذي تشعر فيه .... لم تفكر ولو لحضة أن يكون نايف قاريء للأفكارها بهذة الأحترافية ... هي أعتقدته غير مدرك للخطط ليلى وأنها ستنسل لحياتة من جديد قبل أن يعي على نفسه ...ولكن يبدو أنه يسبقهم أشواط بالأدراك وقراءة الأمور ...وهي من أعتقدت نفسها ذكية وقادر على تسير حياته كم ترجو ....
نزلت أخيراً لمواقف السيارات لاتعلم هل أنتظرها أم غادر وتركها خلفة بسبب غضبه الي تستحقه ..هي متأكدة أنه أخذ البنات وخادمتهن ولكن هي ربما يتركها خلفه لتتأدب ...
وفعلاً لم تجد سيارته فقد غادرت ...أتصلت بالخادمة لتخبرهااا أنها مع الفتاتين عائدين للبيت ...كم هو قاسي .. حدقت بهاتفها بمن تتصل ولكنها تراجعت عن الفكرة ..وحركت قدميها ستمشي قليلاً وربما كثيراً تحتاج للذهن صافي ...
وفعلاً مشت ولاتعلم كم سارت حتى أهتز الهاتف بيدهااا كان رقمة فكرت أن لاترد عليه ولكن بماأنه بدأ هو بالأتصال لترد :هلااا ...ولكن الصيحة التي أجابها بها لم يكن بها أي ترحيب :أنتي وييين ساعة كاملة أدورك وين رحتي ...
هيام تبعد الهاتف قليلاً عن أذنها لتجيب بلؤم :آه اللحين تذكرتني أتوقع لما سمعتي الموشح حقك ومشيت وخليتني وراك والأدهى أخذت بناتك ورحت مافكرت فيني ....واللحين داق تصارخ ... روح الله يستر عليك أنا ماأنتظر أحد مشى وخلاني ...لاتخاف بنت بدر تقدر تدبر نفسهااا ...
قطع الأتصال بينهمااا ... آه هذا ماتستحقة .. هي متأكدة أن غضبة أصبح فوق الأحتمال .. ولاتريد الألتقاء به بهذا الوضع بل من الأفضل أن لايلتقيان لفترة ...هل تغضب وتذهب لمنزل والدهااا .. فكرة لابأس بهااا ..
توقفت أمام حديقة صغيرة تحتوي ألعاب للأطفال ... ركبت على الأرجوحة وبدأت تدفع نفسها للأمام ...كثيراً ماتذهب ببناتها للهو بالألعاب ولديهم أكثر من أرجوحة في حوش المنزل ولكن لم تفكر ولا لمرة أن تركبها وتتأرجح كما تفعل حين كانت طفلة .... فقط هنا بعيد عن الأعين وبسنها الذي أقترب من الأربعين لتعيش هذه اللحضة دون تفكير بما سيقول الأخرين عنهااا ...كانت تدفع قدميها للأعلى حتى تزيد من سرعة التأرجح ...كلها أرتفعت فكرت أليس من الأفضل لو تبكي فهي من تخلى عنها زوجهااا فقط للأفتراضات فكر فيها هي حتى لم تعترف بأنه هذا مايدور بعقلها أو ماتسعى له وضعت الأفتراضات وكتب الوصفة أو قطع الجزاء ... تبدو لنفسها بهذة اللحضة معتوهة ... أو كما تفضل أن تفعل بالسنوات الأخيرة حين ترادوها الأفكار الشريرة تخبر نفسها هذا ليس هي ....قلب لبنى من يفعل كل هذا ... أجل الشر الذي كان مرتبط فيها أنتقل من قلبها لبقية أجزاء جسمها بفعل الدم الذي يضخه .... أرأيتم كم تبدو شريرة فهي لم ترحم حتى أختها الميتة وأتهمتها بلؤم أنها سبب الشر الذي تمارسه بين فترة وأخرى ....
عاد لهاتف لرنين مرة أخرى ليسألها هذه المرة بهدوء :وينك ؟؟!!
هيام التي مازالت مستمرة بالتأرجح :في جلسة مع الذات ...
نايف :يعني جالسه تحاسبين نفسك ...
هيام وهي تدفع نفسها أكثر :آممم بقسوة ...
أرعبها التوقف المفاجيء لأرجوحتها قبل أن تقع عينها عليه ليسألها بسخرية :بالطريقة هذي !!!
هيام بأندهاش لم تستطع ردعه :كيف ؟؟!!
نايف وهو يدور مقعدها بطريقة دائرية حيث تلتف سلاسل الأرجوحة على نفسها :يوم ماعلمتيني درت بالسيارة لين شفتك ...
هيام تحاول ردعة :آآه ماتحمل بدوخ لاتسوي كذا ...
نايف بلؤوم فهو يبحث عنها أكثر من ساعة وهي تلهو هنااا وكأنها طفلة نست نفسها وعمرهااا :ليه جربيها ممتعة وفيها حساب قاسي لذات ...
هيام بترجي فدوار قد بدأ يصيبها :نايف بليز أبو حور وش فيك ترى مو مراهق أنت ...وش هالحركات ...
يوقف ماكان يفعله ويسحبها من ذراعها لتنزل وهي مازالت تشعر بالدوار :واللي جالسه تسوينه حركات كبار لي ساعة أدور عليك ويوم أكلمك ماتعلميني وينك واللحين تتكلمين عن حركات المراهقين ....
هيام تجد نفسها مضطرة للأتكأ عليه فالأرض والسماء يتأرجحان فيها :ماني قادر أحس بغثيان.. ولم تنهي جملتهااا حتى أفرغت مافي جوفها عليه .....أبتعد بها قليلاً وأجلسها على مقعد وأحضر لها من سيارته مناديل وماء ليساعدها على تنظيف نفسهااا ... أمسكت بيده التي كان تنظف وجهها :الله لايحرمني منك ...
نايف الجالس على الأرض أمامها ... توقف عن مايفعله لقد كان يشعر بذنب فهو من سبب لها هذا الدوار لم يكن يصدق حين أخبرته أنها تشعر بالدوار وأعتقد أنها تتصنع ذالك حتى تثير عطفة وينسى مافعلته ولكن بعد تقيأها شعر بقسوته وأنه قد تمادى بتصرفاته ونسى مرضهااا وضعفها ...
نايف بعد أن نظف معظم الضرر :كيف تحسين اللحين ...!!
هيام المتكأة على يدها فالأرض مازالت تدور فيها :أحس بالمرض بالأحراج بالضعف ..
نايف يزيح يدها ويثبت وجهها بين يديه :هيام ناظري فيني عشان أعرف وش فيك لازم أشوف عيونك ...
هيام التي أنتبهت لكشاف الطبي الذي بيده وبدأ بفتح عينيها ليكشف عليها قبل أن يتوقف ويضعه في جيبه العلوي لتهمس له وهو الذي أستعادة بعض صحتهااا وثبتت الأرض بعينها للحضة :عيونك حلوة ...
نايف الذي حدق فيها وكأنها جنت أو نطقت كلمة كفر :وش هووو ؟ّ؟؟ّ
هيام تعيد كلمتها بتأكيد أكثر :وأنت تكشف علي عيونك حلوووة مرة زين أنك مو دكتور عيون ....
نايف الذي قال بأسلوب ساخر :بس أنا أسوأ دكتور نساء وولادة ....قومي بس الله يصلحك ..
ساعدها على الوقوف وسارا قليلاً قبل أن تتوقف لتسأله وهو يمسكها لتصعد السيارة :بس أنت ليه مصدق أني جادة ترى عيونك حلوة بذيك اللحضة ....
نايف يحوقل :خلاص فهمنا بس أركبي اللحين ...وبداخله بدأ يشك بتصرفاتهااا ...
بعض أن قطعا بعض الطريق سألته بتوجس :وين رايحين هذا مو طريق البيت ...
نايف :بنروح المستشفى ...
هيام الذي عاودها الدوار ماأن ركبت السيارة :ليه ؟؟!
نايف وهو ينظر إليها ليتأكد هل هي تنظر إليه أم لااا وكانت مغلقة عينيها دلالة على أن دوارها قد زاد :لأن عيوني حلوة ....
نقلها للمستشفى ..وسبب لهم أضطراب كثر ماطلب من أطباء أنه يأتوا ليعايونها ...سمع تأفف من أحد الممرضات السعوديات التي قالت لزميلتها تشرح الوضع :هذا حالهم كل كم شهر تتميرض عليه ويجيب نص المستشفى يكشفون عليها وآخر شي مايطلع فيها شـــــي ياحبهم للدراماااا ...
***
اليوم هو الأول له بالعودة للعمل ...أستلم حالات جديدة وبدأ عمله بأجتهااد ..كان يخشى بعد كل مامر به أن لايستطيع العودة للجو العمل ببساطة ولكن كل شيء يسير معه ببسهولة عائد لمكتبة أخيراً لتناديه أحد الممرضات وتخبره وهي تخرج شيء من خلف الرسيبشن : This is for you..
شهاب يحدق بشك بباقة الورد وكوب القهوة الباردة وقطع الشوكولاته المرفقة معها والتي تجمعها كلها بصندوق واحد كهدية : to my?
الممرضة وهي تعود للبطاقة المرفقة به : Yes, this is for dr- shaeb bdr
يغمض عينية للحضة بأحراج..ويبدو أنه فهم الموقف قبل أن يأخذ منها الهدية وعينية لم تغفل عن نظرات الكثير من الطاقم الطبي الذي شاهد الموقف من بدايته ووتتنوع النظرات على وجيههم مابين متسلي ..معجب من بعض الأناث .. ومنزعج من المحافظين ... دخل لمكتبة ووضعها على المكتب قبل أن يخرج القهوة التي أصبحت فاترة أليس من المفترض أن يشربها فور حصوله عليها وضعها على جنب وألتقط البطاقة المرفقة ((هدية لأحلى من داوم اليوم ..كفو يابطل )) أبعد البطاقة وهو ينفجر ضحكاً بطريقته الرجولية ..هل تعتقد أنها ترسله لأخيها الصغير ذو العشرة أعوام .. ...ولكن قلبه المعطوب لم يستطيع إلا أنه يشرب تلك القهوة الفاترة بطعمها المقيت الذي لايستسيغه ... ويرسل لها صورة وهو يشربهااا شاكرها على ذوقها الرفيع ...
من جهة أخرى ترفع هيا هاتفها لسارا التي تجلس معها :شفتي كيف مبسوط بالهدية وحتى يصور وهو يشرب القهوة مايسوى علي التكسيح والأحباطات اللي هاجمتيني فيها ...
سارا تهز رأسها بيأس :أرجع أقول الهدية سخيفة وطفولية أحس حق بنات مراهقات ماتنفع وحده تهديها لزوجها ...
هيونة بثقة بتصرفها وهي تعتقد أن تفكير سارا مادي ضئيل أهمية الهدية عندها بقيمتهااا :ترى هدية بداية الدوام مو شيئ عظيم ...بعدين ملاحظة دايم تحبين تقللين من هداياي ..أنا كذا وهذا أسلوبي بعدين ترى مو معنا أعلمك باللي أسوية يعني أبغاك تعطيني رايك كذا مجرد سواليف ولابكل صراحة يالبزر مايهمني رايك وأذا جينا لصراحة أنا بعد تصرفاتك ماتعجبني كأنك عجوز ...معقدة وماعندك روح حلوة الله يعين اللي بيأخذك ...
سارا بذهول :أنا عجوز توك تقولين بزر ليه ماترسين لك على بر أنتي ...
هيونة ترفع يدها لتسكتها :اششش برد على شوشو صكي فمك ...
تحدجها سارا بنظرة وتغادر المكان ..لتجيبه بصوت ناعم :هلا حبيبي كيف الهدية أعجبتك ...ضحكة بدلال :أيوة كنت عارفة كل شي مني حلو صح ...لا بس سارا المعقدة تقولي هديتي بايخة وطفولية .... تسلم ياقلبي ...أيوة اليوم طيب أقولهم ...لاحبيبي ماعليه شوف شغلك ....
أرسلت لأخوتها بالقروب أن شهاب قادم اليوم لمقابلتهم كماأتفقوا من قبل ...حسناً بعد أقتناع وقرار مشترك سوف يقابل هو أخوتها كبداية ..وبالمقابل هي ستجلس أيضاً مع أمه التي لاذنب لها في كل ماحدث من قبل ..
****
منذ العصر بدأت بتحضير الضيافة التي ستقدمها مع القهوة في زيارته صنعت الحلويات والمعجنات بنفسها وصفتهاا في صواني التقدم المخصصة للأيام العيــد وحين تسائلت الخادمة أخبرتها أن اليوم عيد بالنسبة لهااا ...
سارة التي تقضم تفاحتها وهي جالسه على كرسي وقدمها ممدوة على كرسي آخر ,,تشاهد ماتفعله هيـــا:أنا أقول المرة هذي أركدي شوي وعن الطفاقة على المعرس عشان تمشي الأمور صح ...وقهقهة بضحكة صاخبة :هيونة تذكرين يوم شفتك على أبو حزام ...
هيا تسحبها مع مقدمة بلوزتها بتعنيف وأرتطمت بيدها المصابة :هييي لاتجيبين طاري هالمخزي شهاب مايحب طارية ..مايحب نتجمع أنا ورجال ثاني بجملة وحدة ..قالتها كلمتها الأخيرة بحالمية وأردفت بتهديد : روحي وصلي هالكلام لأخوانك لو عللى سبيل المزاح لحد يفكر يخفف دمه ...وقالت بحزن :يووه ياليت عيد معنا اللحين كما باقي من حجزتهم هذي ...
سارا تعد بأصابعها السليمة :شهر ولانسينا أنك محددة عرسك بأول أجازة أسبوعية له ....أقول هيونة هذي كيكة الجزر دايم سويها والله أشتاق لهااا ...من يوم جت خدامة ماعاد تطبخين لنا مثل قبل ..
هيا بشماته :تذكرون يوم كنتم تتمنون الخدم يالله تفضلوا ذوقوا طبخها عشان تقدرون النعمة اللي كنتم عايشين فيه ...وبعدين حتى متى تبغين أطبخلك ماأنتي صغيرة شمري عن يدينك وتعلمي بدال هالمكرونة والبسبوسة اللي ماتعرفين غيرهم ...
سارة بنبرة حزينة :خلاص شدي حيلك وعلميني قبل عرسك ...
هيونة بتوتر :الله يستر لأحد قال عرسك أتوتر ... كل يوم قبل أنام أقيس فستاني أخاف يوسع لي ولايضيق ولايخرب ..
سارة بدهشة :والله من جد بيخرب أذا بتجربينه كل يوم ...لا خلاص أنا قررت أشيلة عندي لين يوم العرس ..
هيونة :لااا خلاص ماني مجربته بس خليه عندي عشان كل ماشفته أتذكر أنه حقيقة مو حلم وأن بحقق حلمي اللي له 22 سنة ...
سارا بفم مفتوح :يلعن أبليسك من متى تفكرين بالزواج ...
هيونة وهي تتأكد من تزين الكيكية بشكل جيد :من عمري 7 سنوات وأبوي يقول بزوجك شيخ بزوجك أمير وأنا مصدقته ...صمتت للحضات لتأكد :الوحيد اللي وفى بوعده لي حازم قال بزوجك دكتور ..وصدق ...
سارا وهي تتأمل هيا لاتعلم ماهي مشاعرها الحقيقية تجاه شهاب وزواجها منه لم تفصح عنها من قبل .. هل هي تسعى لهذا العرس فقط لأن الأمر قد فات على تصحيحة أم هي فعلاً تريده لشخصه :بسألك صدق نظرتك لشهاب هي نفس النظرة لحازم ..يعني أنتي متمسكة فيه لأنه تزوجك وبس ولا لأنك تبغين وهو حلمك ..
هيا بعيون متألمة فعند ذكر حازم على ألسنة أخوتها تشعر أنهم يتحدثون عن شخص آخر بالأونة الأخيرة أصبحت تعتقد أن حازم فعلاً دفن مع محمد وقد فقدتهم بنفس اليوم :مافيه أي رابط بين الأثنين ... شهاب لايمكن يكون حازم ... تصدقين لو شهاب رجع بطريقة طبيعية وبذاكرته وبكل شيء طبيعي ماكنت تعلقت فيه مثل ماتعلقت بشهاب اللحين ... يعني أقصد مشاعري له كزوج ...ماأدري كيف أشرحلك بس لو تجلسين مع شهاب بتعرفين أنه مابقى من حازم إلا بعض الملامح ولا الباقي أندفن مع ذاكرته اللي راحت ...
رن الجرس ليفزعها :لااا مسرع جاء لسى مالبست ولاتزينت ولازم أخذ شور ....أذن العشاء ماسمعته ...
أزاحة مريلة المطبخ عنها وأعطتها لسارا التي كانت تهز رأسها بنعم أي قد أذن فهي سمعته منذ فترة :قولي لمراون أوزيد أو دقي على معتز خليهم عنده لين أتجهز ...وينقطع حديثها حين يدخل عليه معتز وقد أشتم الرائحة قبل أن تقع عينه عليها :أوووف كيكة الجزر ...ياظالمة كم لي مشتهيها ماطلعت إلا للعريس الغفلة ....
هيا براحة :أوف أشوى أنت ليه تدق الجرس وين مفاتيحك ...ولا أقولك باي ماني فاضية بروح أتجهز ..وأنصرفت راكضة تحت ضحكات سارة ودهشت معتز الذي عاد لسارة ليسألها :وش فيهاا هذي مرتبكة ولايتخيلي ...
سارة تهز رأسها بالأيجاب :مرتبكة ونوص تستهبل هذا حلمها لعشرين سنة على قولتهااا وتحقق ...صمتت قليلاً لتذكره :تذكر أبو حزام ...وأنفجر الأثنان بضحك ...
معتز بضحكة عدم تصديق فبذاك الوقت حزن على حزنها ولكن الآن يجد الأمر أكثر ظرافة :أهل العمارة كلهم وسكان حارتنا القديمة دروا عن المعرس وأخر شي ماأعجبته أخس كيف شايف نفسه ...
سارة :بس أهم شي قالت أنها رفضته وزينت صورتها قدام المجتمع ...
معتز :أقولك عاد بعدين شيلوا لسولاف وأوس من الكيكة ...
سارة بتوبيخ :أوما ماجبت أوس ليه خله يتعرف عليه ترى ولد محمد ...
معتز :ماأدري أنا نفسي ماني عارفة كيف بينتهي هالأجتماع فقررت أعفي أوس من شدة الأعصاب ...
سارة :الله وأكبر تراه زوج أختك يعني ماله داعي هالحركات ...مثل ماحنا نتنازل عن أخطأ زوجتك عشانك أنت بعد فكر بأختك وتنازل شوي عامله كشهاب فقط لاتفكر بشيء ثاني لاماضية ولاأهله وأبوة ...
معتز بتعجب :أنتي وش فيك هاجمتيني ...
سارة وهي تخرج من المطبخ وبيدها عصائها تتكأ عليها ويدها اليسار مازالت معلقة على عنقها جلست بتعب قبل أن تفرد قدمها على الطاولة أمامها لتكمل بكل جدية :ماراح اسمح لأي واحد منكم يخرب على هياا ترى ضحت كثير في سبيل سعادتنا ...أضغطوا على أنفسكم شوي عشانهااا حتى لو زوجها أسوأ واحد بالعالم راعوها وفكروا قبل ماتسوون أي تصرف فيهااا وباللي سوته طول عمرها عشانا ...
معتز الذي لم يفهم حتى هذه اللحضة أين أخطأ يهز رأسها موافقاً حتى يوقفها فقط عن الكلام ...فهو لانية لدية لتخريب حياة هيا أو تدخل فيها إلا إذا طلبت منه ذالك ....
رن الجرس لتفز هذه المرة هي قبل أن تتذكر أنها لاتستطيع الحركة بسهولة :يووووه جاء ومابخرنا المجلس ...
وين الجمر ياسولي ...حسبي الله على أبليسك يانور سحبتي علينا يوم أحتجناااك وأنتي مسوية نفسك راعية البيت ...
معتز يحدق بتصرفاتها بعينين مفتوحة هل شيطان هيا تلبس سارة فهي تبدو نسخة مصغرها منه بهذة اللحضة ...
من جهته كان يقف على الباب الذي أعتاد قبل فترة التردد عليه ولكن هذه المرة لمقابلة رجال المنزل وليس هيا فقط كما أعتاد بالأونة الأخير ....
كان قد عاد للمنزل بسرعة بعد العمل ليرتدي الزي الرسمي الثياب البيضاء وشماغ .... ولحسن حظة خرج دون أن يصادف والده أيضاً لهذا اليوم رغم أنه لاحظ وجود رفل خارج حبسها وحاولت الحديث معه ولكن تجاهلها ...سيعود لاحقاً ويتفاهم بموضوعها ولكن اليوم خصصه لمقابلة عائلة هيا ولن يجعل أي شيء يخربه ....
أنفتح الباب أخيراً ليخرج من خلفه فتى صغير بملامح آسيوية يرتدي ثوب أبيض وبدأ شعره بغاية النعومة من دون شيء يغطية ..آدم ألقى نظرة تفصيلية للضيف قبل أن يخبره :تفضل ... هيا قالت لي لاجيب أفتحلك وأقول أدخل الله يحيك ...
أبتسامة خفيفة لامسة وجهه قبل أن يزيحها حتى لايحرج الفتى ومد يده مصافحاً :هلا والله وشلونك ياآدم ...
آدم بفخر :عرفتني ...
شهاب وهو يمشي خلفه :أكيد هيا قالت لي عنك ...
دخل للمكان الذي فتح له بابه آدم لتقابل رائحة البخور ...ليعطية آدم التفاصيل :سارة قالت لاتفتح الباب لين يحطون البخور ...
هذه المرة لم يستطع أن يخفى أبتسامته :طيب يابطل وين هيا ...
آدم الذي جلس على المقعد المجاور له وهو يدرس مظهره بتركيز يبدو أنه سينقله لأحد :آمم طلعت فوق تأخذ شور وتتجهز بس قبل سوت كيكة الجزر ...ورفع يديه بثلاثة أصابع :وثلاث أنواع حلاااا ...
عندها لم يستطع كبح ضحكته التي أوقفها حين شاهد دخول شاب يبدو الأقرب لعمر آدم ولكن مع اللحية الخفيفة التي تغطي وجهه شك أنه زيد وقف ليبادله السلام ... وبعد أن جلس عرف ذاك عن نفسه :أنا معتز أكبر أخواني يعني أخو هيا الأكبر من الذكور ...
شهاب الذي أستجاب لتعريفه على نفسه بهزة من راسه هل لاحظ ذاك استغرابة حين ذكر أسمه :تشرفنااا ...ووش أخباركم والأهل كله طيبين أن شاءالله ؟؟؟!
وأندمج الأثنين بأحاديث رسمية وعامة قليلاً ...قبل أن يحضر زيد أخيراً ويبدو قد أستيقظ من النوم للتو ...وكأنه جر من فراشه جر ...وقال بعد أن سلم عليه وجلس ولم يستطع كبح تثائب خرج منه :سوري توي صاحي من النوم رحت الجامعة اليوم مواصل ...
ليشرح له معتز بتلك اللحضة :زيد هو اللي حقق حلم هيا وطلع دكتور من بين أخوانها ...بعد مافشلت خطتها مع حا ..وكبح الأسم قبل أن يخرج منه وأكمل ومن بيني وعيد الوحيد اللي حقق لها حلمها زيد ...
أشار زيد بيده علامة النصر وهو يضع يده أعلى صدره وقال ساخراً :لاداعي لاتصفيق توكم ماشفتوا شي ...
ليضحك آدم على دعابته التي لم يستوعبها هو ...!!!
كانت الأمور تسير على مايرام الجميع ودود ويريد أن ينتهي هذا الأجتماع على خير ....حتى دخل رجل عجوز قد أنحنى ظهره وأبيض شعره رمى عليهم السلام بحدة :السلام عليكم وش عندكم مولعين كل هالأنوار ..ومفتحين المجالس ليه بس عشان تغبر وتجيب هالمهبولة شركة تنظفها وتلعب بالفلوس ...
معتز الذي وقف لعمة صلاح يدخله :تفضل ياعم وبشويش عليناااا ترى عندنا ضيف ...
صلاح يتوقف ليحدق بالموجودين :أي ضيف ماشوفكم إلا أنتم ياسرابيت ...هو هذا من وين طلع ...هذا ماهو العاااق ولد فهد وش رجعه بعد كل هالسنين ....
شهاب الذي وقف بتردد لايعلم لما هذا العجوز عدواني معه فهما لم يتعارفا من قبل وتوقف للحضة عند جملته الأخيرة أجل من الماضي والذاكرة المفقودة :هلا ياعم مساك الله بالخير أنا شهاب بدر ...
العم صلاح وهو يصافحة بتوجس ويتلقى سلامه كاملاً قبل أن يجلس ويرد بتعنت :والخيبة أبوك الحرامي ماغيرة اللي سرق قلب ولد خال العيال ...
شهاب الذي لم يفهم أي شيء من الكلام الذي يرمية فيه العجوز يفضل الصمت ...
قبل أن يقول زيد :ياعم وش فيك نسيت هذا شهاب ولد الدكتور بدر زوج هيااا ركز شوي ماتمشي علينا الشويتين اللي تسويهااا عشان نوديك المستشفى وتتفرج بالممرضات ...
يرفع صلاح عصائة مهددة بالظرب :أقطع بس الممرضات لك ولأشكالك ...إلا ياأنت... أخذت لبنتنا بيت مثل ماشرطت عليك ... ترى أذا ماشفنا البيت مافيه عرس والوجة من الوجة أبيض ...
معتز يهمس للعم صلاح :ياعم تكفنا فكنا من شرك هو مو جاي يخطب الناس عاقدين ومملكين من سنين يعني مافيه بياض بالسالفة أختنا بتصير مطلقة ....
العم صلاح يهز راسه بتفهم :هيا تقول تبي بيت أكبر وأحس من حق مرتك الأولى ....سمعت مرتك اللي أخذتها على بنتنااا وحنا ماندري ...
زيد هذه المرة هو من يتدخل :أقول ياعم يقولون نور مسويه العشاء مرقوق على الطريقة اللي تحبها وش رايك أدخلك تعشى وتعين من الله خير ...
صلاح يلكزه بعصاه :ياولد وخر عني خلني أكلم الرجال ..أسمع وأنا عمك ترى بنتا غالية عندنا ماهي رخيصة أخطبوهااا شيوخ قوم وأمراء بلاد بس حنااا مارخصنا فيها قلنا هي تخير بينهم وعاااد هي عليها نقص شوي يوم أختارت من بد الرياجيل أختارتك أنت فعاد علماً ياصالك ويتعداك والله لوجت بنتنا هيا تشتكي منك مايردني عنك إلا الموت ...
شهاب الذي كبح نفسه طوال موشحة الطويل هز رأسه بموافقة :أبشر ياعم بنتكم بعيوني ....
صلاح يقوم بأجهاد :يالله عاد تمسون على خيـــــر ...والله الله بضيفكم عشوه ...
زيد بداخله يكبح عبارته الشهيرة ((تكفى يالمصوت بالعشــــــــاء)) ولكنها تركها هذه المرة تستريح بداخله ....
معتز لزيد :قهو الرجال ...برد فنجاله ...
ودخلت بتلك اللحضة لتنظر للحلى بمكانة بمنتصف المجلس وفنجان شهاب الفارغ لتشتمهم دون مقدمات :أن الغلطانه أثق فيكم يالوراعين ...وش فهمكم بتضيف الرياجيل ...
وتحت نظراتهم المصدومة من تصرفهااا والأكثر صدمة شهاب الذي لم يتخيل للحضة أن يكون هذا أستقابلها له أمام عائلتها .. فهو لايعلم أنها تتصرف هكذا حتى لاتشعر بالأحراج فقد وقفت لعدة دقائق تحارب أحراجها خلف الباب حتى أندفعت للداخل باللحضة الأخيرة وقالت أول ماورد بعقلهااا ....
ألتقطت الدلة من يد زيد الذي وقف ليصبها وصبت لشهاب بنفجان جديد ومدته عليه ..ليمسك به بسرعة قبل أن تسكبه عليه ...وأتجهت بسرعة للضيافة ووضعت له بصحن من كل الموجود وقدمتها لها برفقة شوكة صغرة ...
هذه المرة تصرفت بهدوء أكثر حين أنحنت لتضع الصحن أمامه وكان شعرها ينحني معها فلامس وجهه ولكن تراجعت بسرعه قبل أن يشبع باللحضة ...
جلست بمقعد قريب منه قبل أن تستدرك فعلتها لتقوم وتجلس بمقعد أبعد قليلاً تحت نظراتهم المسلطة عليها لتزجرهم أخيراً بنظرة من عينيها فتداركوا أنفسهم ونظروا إلية ...قبل أن تشهق بشكل مفاجيء :الصيني الحيوان وين ...
ليلتفوا إليها بعيون أشد أتساع من شتيمتها الجديدة ....ليتدارك آدم الوضع ويخبرهم أن سيذهب لينادي مروان ....
عادت لتجلس برزانة واضعة قدم على أخرى لتكشف عن ساقها وخلاخلها ووشم الفراشة المؤقت الذي أعتادت التزيين فيه ...وقالت لشهاب الذي كان ينظر إليها بطريقة مستفهمة عن شتيمتها الأخير :سوري بفعل العادة طلعت معي ... ولا أنا مؤدبة قدام الضيوف ,,, وحين رأت نظرة الشك بعينة قالت :يعني ممكن أكون أكثر لباقة ...
فكر وهو يتأمل أناقتها بهذا الفستان الفاضح وبلون الأحمـــر هل يضيف الأحمر لألوانة المفضلة بعد مارآها عليهااا ... وهو لايعلم كيف ترتدي أمام اخوتها فستان لايكاد يغطيها ركبتيها ومن الأعلى يكاد يكشف كل شـــــيء .. آه لو كانا لوحدهماا كم أصبحت تتهرب منه بالأيام الأخيرة فهذة المرة الأولى التي يراها فيها منذ ودعها قبل أسبوع ... تدارك نفسه وأعاد ترتيب شماغه للخلف قبل أن يشغل نفسه بالحلوى التي قدمتها له وهو يتذكر ماأخبره الصغير وأنها قد أعدته بنفسهااا ...أخذ يتناول الحلوى بتأني وهو يلتذذ فيها دون تصنع ...لقد كان سيأكل منها ويخبرها أنها لذيذة حتى لو كانت الحلوى الأسوأ في حياته ولكن كانت صدمته كبيرة فهي تبدو محترفة بصنع الحلوى ...أم هل لقنت الصغير ماأخبره فيه ..ربما فهي أحيان تستطيع أن تكون بذلك المكر ...
هيونة التي تراقب تناوله للحلوى بطريقته تلك وكأنه لايوجد شيء آخر يشغل باله في هذه اللحضة إلا هي :هاه كيف أعجبتك عمايل يديه ...
شهاب بحاجب مرفوع يشير لأدم :بس كأني سمعت آدم يقول سارة اللي سوتهااا ...
آدم الذي عاد قبل قليل وأخبرهم أن مروان قادم وأنه لم ينتبه على الساعة :لاا هيا سوت الحلا ...بس سارة قالت لي ماأدخلك لين يحطون البخور ....
عند تلك الجملة لم يستطيع كبح ضحكته أكثر ..وسط توبيخ مختلف أنطلق منهم لآدم الذي هز كتفيه دون أهتمام وتناول طبق ليضع له من قطع الحلوى المتنوعة ...
ومرت جلستهم بهذة الطريقة حتى حضر مروان هو الآخر الذي وقف يحدق بشهاب كثيراً قبل أن يحتضنه وهو الوحيد الذي عامله كحازم لاكشهاب خطيب أختهم ....
جمد شهاب للحضات قبل أن يرتب على المراهق الصغير والذي أبتعد عنه وهو يعتذر ... حاول الجميع تلافي الموضوع وتحدثوا عن أمور كثيرة ...قبل أن يستأذن منهم أخيراً ..
شهاب وهو يحدق بساعة يدة :يالله ياجماعة والله الجلسة معكم ماتنمل بس بكرة عندي دوام من بدري ...
ودعه الجميع وشكروه على زيارته ...وقفا أخيراً لوحدهما وهي تودعة عند الباب وحين حاول الأقتراب منها أخبرته ..
هيونة بعينيها المزينة بطريقة بسيطة فقط كحل من الداخلة وبعض الماسكرة..وضعت أصبعها على جيب صدره لتدفعه للخلف :ممنوع وش أتفقنا عليه ..
شهاب وهو يقضم شفته السفيلة :بس بسلم عليك وش فيك أنتي مو لدرجة هذي ...
هيونة بشك :طيب يالله بسرعة بس سلام ...
أنحنى ليطبع قبلة على خدها أعتقدت أنها دامت للأبد قبل أن يبتعد أخيراً ويعود للخد الآخر مع أنفاس ساخنة ودفعته للوراء :لاا عندك مآرب أخرى يالله باي لأشوفك لين العرس ....
شهاب بتلكأ :هذا سلام الأستقبال باقي سلام الوداع ...
هيا بعينين مفتوحة :أقول بلاعبط تحسبني غبية هو سلام واحد وخلصنااا ...يالله روح البيت نام بدري وراك دوام ..
شهاب وهو يتكأ برأسه على الباب الذي يقفان عنده :خلينا نرجع للماضي اللي ماأتذكره وأنام عندكم بالبيت ...
هيونة بشهقة :هذا على كيفه يأخذ من الماضي اللي في مصلحته ويتجاهل الباقي أقول يالله بااي ..كانت تدفعه لتخرجه ولكن مسكته باللحضة الأخيرة وسحبت يده ورفعتها :وين الدبلة مو قلت لك ألبسها بالدوام ...اوووف وش فيك أنت ماتفهم ...
شهاب الذي نسى الموضوع بأكمله :لبستها بالدوام بس فصختها بالبيت ...
هيونة تحدجة بنظرة :أنا شايفة يدك يوم تصور القهوة مافيها شـــــــي ... أقول بكرة تلبسها وتصورلي مع مكتبك عشان أتأكد ...

أنت تقرأ
حبك خطيئة لا تغتفر
Поэзия🔸رواية حبك خطيئه لاتغتفر (للكاتبة:عاشقة ديرتها) - بطلتنا هيا تموت امها وتربي هي اخوانها وتصرف عليهم وتهتم فيهم تسوقها الاقدار الى اكتشاف سر يغير مجرى حياتها - الدكتور بدر مشعل ... ..قضى عمره يبحث عن ابنه الضايع منذ 17 سنه فهل يجده وما علاقته بفقد...