اعتزل ما يؤذيك، جملة تحمل الكثير والكثير من المعاني؛ فمهما بلغ جمال ما يؤذيك اتركه قبل أن يجعلك تعاني من العذاب ألوانًا، وتتجرع من كأس المرارة أكوابًا، وليس كل ما هو جميل جميل؛ فقد تكون تلك هي الطبقة الخارجية له، ومن الداخل يحمل سوادًا، الآن أدركت أن من الواجب اعتزال العالم؛ لأنه جميل وهو من سيجعلك تذرف من الدموع أطنانًا، فأغلق نواذفك عليك فالأذى يأتي على هيئة إنسان، والقلب تجرع بما يكفي من الخذلان، فأن تكون وحيدًا خير لك أن تكون محاط بالملايين وجمعيهم لا يكنوا لك سوى الكره أضغانَ.
خديجة محمد
