🌱 الجزء_1 🌱

192 17 3
                                    


**ملاحظة**
الكلمات بين الأقواس (...) قيلت بهمس _صوت منخفض





"أسعى خلف حياة مثالية خالية من المشاكل و الهموم"

هذا مجرد كلام فارغ....لا وُجود لشيء كهذا....المثالية مجرد وهم
الحياة لها منطق آخر...في الحقيقة إنها متناقضة لا منطق لها.
الحياة يمكن أن تكون متقلبة لدرجة كبيرة، التغيير دائم فيها ، ولا وجود للثبات . عليك أن تكون مرننا لتستطيع التعايش مع تقلباتها التي تكون أحيانا مفاجئة، لا تعلمك بقدومها.
إن كنت سعيدا فسعادتك ستتلاشى مستقبلا لا محالة. و بالمقابل إن كنت حزينا، فحزنك لن يدوم إلى الأبد .
التغيير في الحياة شيء لا بد منه . سواء أحببت الأمر أم لا، ستتغير حياتك عاجلا أم آجلا.




يا إلهي ما هذه الأفكار العميقة التي تراودني كل صباح. علي حقا أن أكتب كتابا، أراهن أنني سأصبح ثرية.



قمت من فراشي أخيرا لأفتح النافذة الكبيرة بقرب سريري و أستنشق هواء الصباح العليل.



بعد دقائق كنت في غرفة الطعام ، ألتهم الأكل مثل دب جائع .
كانت تلك العينين القرمزيتين تحذقان بي ببرود.
أوقفت الأكل للحظة لأُبادل ذلك الشخص أمامي نفس النظرة الباردة....
أراهن أن مظهري كان يبدو غبيا اثر خداي الممتلآن بالطعام .
ساد الصمت لدقائق لأستأنف أنا الأكل و كأن شيئا لم يكن.
لكن عكَّر استمتاعي بوجبتي تلك الجملة التي نطق بها مقاطعًا صمت تلك الغرفة الصغيرة.



... : غدا أول يوم مدرسة لك كما تعلمين...
قاطعته بقلة صبر
أنا : اعلم أعلم.
... : كنت أود أن آخذ رأيك في الأمر لكن لا يهم.
أعاد نظره إلى طبقه و استأنف الأكل بعد أن قال جملته
أنا : حقا؟!! هل رأيي يمكن أن يغير شيئا ؟!
... : كنت أمزح. رأيك لا يهم.
أنا بانزعاج : توقعت ذلك.
... : أنت تعرفين جيدا سبب ذهابك إلى تلك المدرسة. لذا كوني مطيعة ولا تجذبي الأنظار كالعادة .
نهضت من مكاني بعدما أنهيت حصتي من الطعام لأردف بعدم اهتمام لما قاله و أنا أدير له ضهري متجهة نحو الرواق.
أنا : نعم نعم سأكون مطيعة أو ما شابه، لا تقلق.

بدأت أرتدي حذائي الرياضي ليوقفني سؤاله.

... : أين تخالين نفسك ذاهبة ؟
أنا : سألتقي ببعض الأصدقاء ، لماذا ؟
... : و هذه الصحون ؟ بالطبع لن تغسل نفسها .
أنا : حسنا .... سأغسلهم بسرعة قبل أن أذهب (يال الإزعاج)

بدأت بخلع حذائي لأراه يحمل الصحون من على المائدة و وضعها في المغسلة ، إلى جانب كومة كبيرة من الصحون الأخرى المتسخة

أنا : مهلا مهلا ، لا بد أنك تمزح ، من أين أتت كل هذه الأطباق؟!
... : هذه الأطباق كانت هنا منذ الأسبوع الماضي . كنت دائما تأجلين غسلها لكن الآن ستفعلين ذلك . لا مزيد من التأجيل.
أنا بتذمر : لا يمكن أن أغسل كل هذا الآن ، سأتأخر. سأغسلها فور عودتي أعدك ، و الآن وداعا!
قلت بينما أركد خارج المطبخ لأحس فجأة بشئ يسحبني من ياقتي و يرفعني عن الأرض.
... : لقد قلت . الآن !
أنا : (يا إلهي لم أكن أعرف أنني أعيش في سجن)
... : لقد سمعتك ! كفي عن التذمر و ابدأي العمل .
وضعني أرضا لأتقدم بتثاقل إلى المغسلة

آسفة يا أبي لكنك لم تثرك لي خيارا آخر
أنا : حسنا ، سأغسلهم.
قلت بحماس ليناظرني ببرود
... : أنا أعرف كل خدعك يا صغيرة، إن عثرت على صحن واحد مرميا من النافذة فستعاقبين لمدة أسبوع .
أنا : ماذا؟! كيف عرفت أنني سأقوم بذلك ؟!! ....امم أقصد....لاااا لن أفعل شئ مماثلا... أبدا. هذا ليس من شيمي
... : هيا كفي عن تضييع الوقت و باشري العمل .

بدأت غسل كومة الصحون تلك بينما أتذمر . و بعد عدة دقائق انتهيت أخيرا
أنا : و أخيرا !!!! يا الهي أنا أشكرك أنك أعطيتني القوة حتى أستطيع الصمود و عيش هذه الفرحة العارمة.!! كنت أظن أنني سأبقى هنا إلى الأبد. لكنني الآن تحررت من هذا السجن . و الآن سأفرد جناحي و أرفرف بعيدا.
أدرت رأسي لأقابل نظراته المنزعجة من درامتي المبالغة المعتادة. لقد تعود بالفعل على تصرفاتي الغبية.

شقت ابتسامة لا إرادية شفتاي . أشحت بنظري إلى الساعة المعلقة على جدار الرواق أمام باب المطبخ لتمسح تلك الابتسامة من على وجهي على الفور و كأنني شخص مصاب بانفصام.

أنا : يا إلهي!!! لقد تأخرت !!

ركدت بسرعة نحو الرواق لأبدأ بارتداء حذائي
... : لا تتأخري بالخارج، و لا تنسي ارتداء القناع و ان أحسستي بالخطر فاتصلي بي على الفور و حاولي عدم جلب المشاكل و لا ...
أنا : و لا تنزعي القناع و إن كلمك شخص غريب فلا تجيبيه و إن ألحَّ عليك فاهربي. لقد حفظتها عن ظهر قلب لا تقلق. يا إلهي لقد أصبحت تشبه أمي ، هل أصبت بالعدوة منها؟
ارتديت حذائي و القناع الغبي (كمامة سوداء) و بعثرت غرتي بحيث أنها تخفي الجزء العلوي من عيني . و الجزء المتبقي يخفيه الظل المترتب عنها .

أنا : حسنا الآن لن يتعرف علي أحد ، هل أنت سعيد ؟ أبدو مثل مجرم هارب .
وضعت سماعات الاذن حول رقبتي و أخذت لوح التزلج لأتقدم نحو الباب.
أنا : أنا ذاهبة ! إن احتجت إلى شئ فلا تتصل بي هاهاها!
قهقهت على كلامي له لأسمعه يتمتم بكلمات ك "طفلة مزعجة" لتزداد ضحكاتي قبل أن أخرج من البيت و أبدأ في التزلج مبتعدة شيئا فشيئا.

كان نسيم الصباح البارد يلاطف وجهي ، و أشعة الشمس الدافئة تعطيني إحساسا بالحرية . كانت خصلات شعري الغامقة الطويلة تتطاير هنا و هناك . أنزلت القناع قليلا لأستنشق الهواء . أراهن أن شكلي يبدو رائعا.......حمحمحم....اعععع ما هذا....لقد دخلت حشرة في فمي....يال القرف!!!! هل هذا عقابي لأنني نزعت القناع؟





في جهة أخرى . كان صاحب المعينين القرمزيتين في مكتبه . جمع بضعة أوراق ليضعها في حقيبته .
أخذ مفاتيحه ليخرج من المنزل و يركب سيارته مبتعدا عن الحي الذي يسكن فيه.
بعد دقائق ركن السيارة أمام منزل صغير بحي فقير. خرج من السيارة متجها نحو ذلك المنزل. طرق الباب عدة طرقات . ليخطو خطوة إلى الخلف بعد أن سمع القفل , لا بل عدة أقفال تفتح ، و كأن صاحب المنزل يخبئ كنز سليمان بين تلك الجدران.
فُتِح الباب ببطء لتطل بحذر من خلفه امرأة ربما في الأربعين من عمرها، ذات شعر أسود طويل، عينين غامقتين و مرهقتين، بشرة شاحبة و أذني ثعلب أحمر . كانت ترتدي "كيمونو" أبيض مزين بأزهار الساكورا الوردية.
... : مرحبا سيدة هوشينو ، ربما كان علي الاتصال قبل مجيئي.
المرأة : لا عليك فقد كنا ننتظر مجيأك على أية حال. تفضل بالدخول.
أفسحت له المجال ليدخل و أقفلت الباب على الفور، لتتنفس الصعداء أخيرا.
المرأة : لا تبقى واقفا، سيد ايزاوا، تفضل بالجلوس . أبي سيكون هنا قريبا.




🌱 نهاية الجزء 🌱



✨أخبروني بآرائكم ✨



💕 نلتقي في الجزء القادم 💕


القـــوى المخفـــية | ʜɪᴅᴅᴇɴ ᴘᴏᴡᴇʀs حيث تعيش القصص. اكتشف الآن