الفصل السادس.
بخطى مترددة تتوجه نحو السور، لاتعلم كيف ستريه وجهها بعدما عرت مشاعرها أمامه بالأمس، والسؤال المؤرق لليلتها يصاحبها.
فهى تعلم من نظرته أنه فهم عليها جيدا، صدمته كانت جلية على وجه، ولكن ماذا بعد، هل اهتم؟ هل واخيرا شعر بدقات قلبها؟كيف سيكون اللقاء؟
نظرت من الحافة لتجده جالسا على الاريكة مستندا على يديه يوليها ظهره، حاولت إجلاء صوتها المبحوح من اثر بكاء ليلة البارحه وبصعوبه خرجت كلماتها.
سى، سى صبرى.
بينما هو يجلس بانتظارها منذ شروق الشمس، ابتسامة عرفت طريقها له عندما شعر بوجودها، فيتأكد حدسه عند سماعه لصوتها وقف سريعا وقد اشتاقت عيناه لملامحها منذ البارحه.
-بس صبرى كانت احلى يا وردة.
قالها وعيناه مصلطة على خاصتها لتتعالى الضربات بقفصها تزداد وتيرة تنفسها، كلماتها تقف على حافة الشفاة لا تخرج بين شهقاتها المتقاطعه الفرحة مع اتساع بؤبؤ عينيها بلمعة تشع سعادة.
وعلى الجهة المقابلة سهم اخر من سهامها نفذ إلى قلبه بقوة بهيئتها تلك، لتنتقل عيناه عن خاصتها تمر على ملامحها تحفرها بداخله.
واخيرا استطاعت إخراج بعض الحروف، تتأكد لعلها تتوهم.
"سى صبرى"
هز رأسه بالنفى يجيبها وببحة صوته المميزة المحفورة بعقلها وقلبها.
"صبرى"
واخيرا ضحكت، وما أجملها من ضحكه عفوية صادقة عاشقة، اتنقلت له ليضحك هو الاخر.
وردة: انا، انا مش مصدجة! انت كويس، حاسس بحاجة، موجوع طيب؟
صبرى وهو يشير على قلبه: الوجع هنا.
وردة: انزل انده الدكتور أحمد ياجى يطل عليك.
صبرى:استنى ماتتعبيش، بكفاينى تعبتك معايا كتير.
وردة: تعبك راحه المهم تبقى بخير.
صبرى: ولو التعب طول.
وردة: لاخر يوم فى عمرى.
صبرى: للدرجه دى يا وردة؟!
صمتت بصدمه من المنحنى الذى يأخذه الحديث مع نظراته تلك لتلتف بخجل وبتلعثم: امى، بتنادى عن اذنك يا سى صبرى.
اوقفها قبل أن تتحرك: وردة.
-نعم...هكذا أجابت دون أن تلتفت.
-تانى مرة البرشام ما تحطهوش فى الاكل، ما بتعرفيش تداريه وبيغير طعمه، ابقى ادهولى فى يدي.
التفت بجسدها العلوى نصف التفافة وبأعين متسائلة متأملة: وهتأخده من يدى؟!
صبرى بصدق: والله لو قولتى خد السم ده يا صبرى من يدى ما هفكر مرتين.
أنت تقرأ
صبرى " صعيدية"
Mystery / Thrillerوكوُيّ القلب قهرا من ألم تلك الصرخات وهى تشق سكون الليل تراسله بألاف الأهات تتبعها الضحكات لتكمل عليه بالطعنات لتجرى دموع عينيك معذبى من مقلتى تحرقني وقد تبخرت الكلمات