الفصل الثالث
دلف إلى الغرفة حيث ينتظره على الذى بادر بسؤاله...
-عوجت يا دكتور، كول ده علشان تغسل يدك ده انا كنت طالعك.
أحمد: ها، لا اصل... صمت يفكر لثوانى، جلس بعدها وبلؤم: اصل رجلى خدتنى للسطح.
على:السطوح!
احمد وهو يضع لقمه بفمه: اه، حبيت اشوف المجنون ال منومنيش طول الليل من بكا وصريخ وضحك، لا وكله فى نفس واحد ما بيفصلش، لاقيت واحد نايم على كنبه تحت الحيط ال بينا وبينهم فمعرفتش هو ده ولا حد تانى معاه ولا هما اصلا اتنين واحد بيبكى والتانى بيصرخ ما اهو اصل ال بيحصل ده مش طبيعى!
على بعدما وضع الطعام من يده بحزن: لا يا دكتور هو واحد بس ال عايش فى البيت الطويل العريض ده لحاله " صبرى" والله كان زينه الشباب ولا كان فى عله ولا ياحزنون يكش بس ال حصله يوميها، على رأى أمى كأنها عين وصابته.
أحمد: وهو ايه ال ممكن يحصل لبنى آدم يخليه يتجنن بالشكل ده؟
على: الخوف.
احمد: يعنى ايه؟
على بتنهيدة: صبرى كان راجل طيب حنين القلب غلبان، راح على الجيش لما أخوه بلغ السن، وهناك جراله ال جراله.
احمد: هو كل ال بيدخل الجيش بيتجنن ما تعقل كلامك يا على، ولا انت قصدك شله اتلموا عليه وكانوا بيخوفوه وكده تن**مر يعنى!
هز رأسه بالنفى متابعا: لا مش إكده واصل، ده كان محبوب من وسط زمايله والقاده بتوعه..
احمد برفعه حاجب: وانت عرفت من فين؟ مش يمكن كان بيقول كده قدامك يدارى على ال بيحصل معاه وخصوصا انك قولت عليه طيب.
على وهو يعود بظهره إلى الخلف، يعقد ذراعيه وعيناه شارده بنقطه ما يتابع...
-انا كنت معاه فى الجيش بس هو فرجة وانى فرجة تانية وكنا اوقات كتير بنتجمع يا انا وهو ياانا وحد من فرجته، كنت بشوف حبهم واحترامهم ليه فى حديتهم.
احمد بحيرة: يعنى ايه ال حصله؟
على: يبوووى على ال حصل ، يوميها هو خلص خدمه وكانت خدمته فى سيناء، راح على الاوضه ينام وصبرى كانت فيه عادة مبيعرفش ينام والنور قايد وعلشان هو مش لحاله بالأوضه وعساكر طالعه داخله كان ينام تحت السرير ويدلدل الملايه المفروشة عليه كأنها ستارة تمنع عنه النور وكان زميله ال بينام على السرير الفوقانى بينام مكانه.
أحمد: ها وبعدين!
على: يومها صحى من نومه بعد ما حس بقلق وحركة غريبه وزى ما يكون مياه بتنقط على وشه، بجى يمسح بايده ويرجع ينام ولما زهق جام يشوف ايه سبب المياة دى وبيتوعد لزميله لو كان كب مياة على السرير ليجرسه وسط الفرجة ويقول انه بيعملها على روحه وهو نايم...
أنت تقرأ
صبرى " صعيدية"
Mystère / Thrillerوكوُيّ القلب قهرا من ألم تلك الصرخات وهى تشق سكون الليل تراسله بألاف الأهات تتبعها الضحكات لتكمل عليه بالطعنات لتجرى دموع عينيك معذبى من مقلتى تحرقني وقد تبخرت الكلمات